ارتدى التاج ويحلم بالبقاء.. هل يهدد ترامب الديمقراطية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
منذ دخوله البيت الأبيض، لم يُخفِ دونالد ترامب رغبته في كسر القواعد السياسية التقليدية، التي تأسست عليها الولايات المتحدة الأمريكية، سواء في الداخل أو الخارج.
حرص ترامب على تصريحات متكررة، أثارت الجدل بداية من إعجابه الواضح بالزعماء السلطويين، أو نشر صورته بالتاج الملكي وغيرها، مما كان مؤشرا على شغفه بالسلطة ورغبته في البقاء لأطول فترة ممكنة، ما قد يشير إلى انهيار صورة الولايات المتحدة التي بنتها طوال سنوات بالدولة الديمقراطية المحافظة على حقوق الإنسان.
ونشرت "واشنطن بوست" تقريرا قالت فيه إن الرئيس الأمريكي قلب في شهر واحد نهجا في السياسة الأمريكية للعالم مضى عليه أكثر من قرن، ويبدو الرئيس الأمريكي وكأنه يدير عقارب الساعة على تاريخ العالم عندما كانت فيه الدول التي تملك جيوشا عظيمة تبني إمبراطوريات وتطالب بالفدية من الدول الأضعف وتوسع أراضيها عبر الإكراه.
????عاش الملك.. ترامب !!
ن.اليزيد
????في بداية الأمر ظننت أن الصورة مفركة أو من إنتاج الفوطو شوب أو أحد برامج الذكاء الاصطناعي، لكن سرعان ما أفاجأ بأن "البيت الأبيض" هو من نشرها على حسابه في موقع "إكس"، وأرفق معها فقرة تقول حرفيا:
"لقد ماتت تسعيرة الازدحام.. لقد تم إنقاذ مانهاتن وكل… pic.twitter.com/V2IcOy2Bba — Nour Eddin El Yazid???????? نورالدين اليزيد (@nourelyazid) February 22, 2025
أبرز تصريحات ترامب
التلميح بفترة رئاسية ثالثة: على الرغم من أن الدستور الأمريكي، بموجب التعديل الثاني والعشرين، يحدد فترات الرئاسة بولايتين فقط، إلا أن ترامب ألمح مرارًا إلى إمكانية ترشحه لولاية ثالثة.
وفي خطاب ألقاه أمام أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي خلال اجتماعهم السنوي في نادي الغولف التابع لترامب في فلوريدا، قال: "جمعت الكثير من المال للحملة المقبلة... لست متأكدًا مئة في المئة، لأنني لا أعلم".
ترامب يشير إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة: ربما نهزمهم للمرة الثالثة pic.twitter.com/gGMXobvexu — الأحداث العالمية (@NewsNow4USA) February 28, 2021
وأثارت التصريحات جدلاً حول نواياه الحقيقية ومدى جديته في السعي لتعديل دستوري يسمح له بالبقاء في السلطة لفترة أطول.
الإعجاب بالرئيس الروسي : أعرب ترامب في مناسبات عدة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيدًا بقوته وقدرته على السيطرة على بلاده.
في مقابلة حديثة، قال ترامب: "لو أراد بوتين أخذ أوكرانيا، لحصل عليها بالكامل... وجود زيلينسكي هو السبب في أن بوتين لم يأخذ أوكرانيا".
وأثار هذا الإعجاب تساؤلات حول توجهات ترامب السياسية ومدى تأثره بالأساليب السلطوية في الحكم.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلًا عن مسؤول أمريكي سابق، أن الرئيس دونالد #ترامب معجب بالرئيس الروسي #بوتين لأنه قوي ولديه سيطرة كاملة على بلاده.
وأضافت الصحيفة أن ترامب يفضل القادة الاستبداديين لأنهم لا يواجهون الكونغرس أو القضاء.
وتابعت أن ترامب لا يعتقد أن #أوكرانيا يمكن أن… pic.twitter.com/qb483UHj5P — عربي21 (@Arabi21News) February 23, 2025
انتقاد الديمقراطية والتلميح ببدائل: في تصريحات مثيرة للجدل، وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات"، محملاً إياه مسؤولية الصراع في أوكرانيا، بينما التزم الصمت تجاه بوتين. هذا الموقف يعكس فهمًا خاصًا للديمقراطية مرتبطًا بالمصلحة الخاصة، وليس بالمبادئ الديمقراطية التقليدية.
التعامل مع الدول الأخرى: اتسمت سياسة ترامب الخارجية بالنهج الأحادي والتركيز على المصالح الأمريكية الضيقة، غالبًا ما استخدم لغة التهديد والوعيد في تعامله مع الدول الأخرى، مما أدى إلى توتر العلاقات مع العديد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.
هذه المواقف والتصريحات مجتمعة تعكس توجهًا واضحًا لدى ترامب نحو تعزيز سلطته الشخصية، حتى لو تطلب ذلك تجاوز الأعراف والتقاليد الديمقراطية التي تأسست عليها الولايات المتحدة، فهل يستطيع ترامب تخطي تلك الأعراف للوصول إلى ما يهدف إليه من الاستمرار في البيت الأبيض.
مهمة مستحيلة
وأكد الخبير في الشؤون الأمريكية خالد الترعاني، في تصريحات خاصة لـ "عربي21" على استحالة تحقيق أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستمرار في الحكم لولاية ثالثة كون الإجراء يتطلب تعديل دستوري لان المادة 22 من الدستور تؤكد أنه الرئيس يتولى المنصب لولايتين فقط.
وأشار الترعاني إلى أن استحالة الأمر تأتي لان التعديل الدستوري يتطلب موافقة ثلثي مجلسي النواب والشيوخ وبعد موافقتهما يتطلب موافقة ثلاث أرباع مجالس الولايات ما يصعب من الأمر ويجعله مستحيلا.
تصريحات عنترية
وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية أن تصريحات ما هي إلا تصريحات عنترية نابعة من شخصية نرجسية ضعيفة، وليست قوية كما يظن البعض، قد تؤثر بالسلب على مستقبل الولايات المتحدة وتحالفاتها الاقتصادية السياسية.
وتابع الترعاني أن تصريحات ترامب وتصرفاته قد تؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها استمروا لعقود واعتمدت عليهم أمريكا اقتصاديا وسياسيا، وتفقدهم الثقة في إدارة الولايات المتحدة، وتسبب مشاكل دولية كما يحدث مع تصريحاته بخصوص بنما ما أجبرها على البحث عن حلفاء أخرين بعيدا عن أمريكا.
نتائج عكسية
وقال الترعاني تصرفات ترامب قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتفقد بلاده الثقة والسلطة الاقتصادية فعلى سيبل المثال شهدت الفترة الماضية انضمام اندونيسيا إلى مجموعة بريكس مع الصين والهند ما يعني أن أكثر من 50 بالمئة من سكان العالم أصبحوا في اتجاه معاكس لأمريكا، في الوقت الذي تشكل فيه "الجي 7" 35 بالمئة فقط من العالم، ما قد يفقد الولايات المتحدة سلطاتها الاقتصادية عالميا.
وعلى المدي البعيد أشار الترعانى أن تواجد ترامب في سدة الحكم قد يكتب الفصل الأخير من الإمبراطورية الأمريكية والديمقراطية التي يتباهي بها أمام العالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب الديمقراطية بوتين امريكا بوتين الديمقراطية ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
هل انسحاب الولايات المتحدة من سوريا خدعة جديدة؟
في مقالي السابق على الجزيرة نت تحدّثت عن تقاطع المصالح بين إسرائيل وتركيا في الملفّ السوري، متناولًا السيناريوهات السيئة المحتملة، فقلت:
"لم تُغيّر إسرائيل من إستراتيجيتها باستخدام نفوذها على الإدارة الأميركية، أو استخدام فرع تنظيم PKK الإرهابي في سوريا، كأداة لتنفيذ سياساتها.
أما الشرور التي قد تقدم عليها فهي واضحة: تنفيذ عمليات تخريب واغتيالات بغرض تغيير نظام أحمد الشرع في سوريا، وافتعال أعمال استفزازية باستخدام تنظيم PKK الذي يُتوقع أن يعلن حله قريبًا. فكل شيء قد يتغير، إلا إسرائيل التي تدين بوجودها للاحتلال والإبادة؛ فهي لا تتغير".
لم أكن أتوقع أن تتحقق توقعاتي بهذه السرعة، لكن الحقيقة أنه لا حاجة لأن تكون "منجمًا" لتتوقع أفعال إسرائيل، فمجرد مراقبتها يكفي.
وهكذا، كما توقعت، أقدمت إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي على استفزاز جديد.
نُشرَ أول الأخبار عن ذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث أفاد موقع "Ynet" أن مسؤولين أمنيين أميركيين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بنيّة الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا تدريجيًا خلال شهرين.
وعلى الرغم من جهود الحكومة الإسرائيلية لمنع هذا الانسحاب من خلال ضغط دبلوماسي على واشنطن، فإن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها.
إعلانوبحسب التقرير، فإن الأوساط الأمنية في إسرائيل ما زالت تواصل ضغوطها على الإدارة الأميركية.
لاحقًا، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبرًا يؤكد أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل عملية انسحاب تدريجي من سوريا. وبموجب هذا القرار، سيتم تخفيض عدد الجنود الأميركيين في سوريا من حوالي 2000 جندي إلى 1400، وستُغلق ثلاث قواعد عسكرية من أصل ثمانٍ.
ومن المقرر إجراء تقييم لاحقًا بشأن إمكانية سحب المزيد من الجنود. ومع ذلك، أوصى مسؤولو البنتاغون بالإبقاء على ما لا يقل عن 500 جندي في سوريا.
وفي خضم هذه التطورات، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية في 18 أبريل/ نيسان بيانًا غير اعتيادي حذرت فيه من احتمال وقوع هجوم في العاصمة السورية دمشق.
وأشارت الوزارة إلى معلومات استخبارية موثوقة عن احتمال وقوع هجمات في أي وقت، حتى في أماكن يزورها السياح بشكل متكرر.
وتوقَّعت الوزارةُ أن تشمل الهجمات فعاليات عامة، فنادق، أندية، مطاعم، أماكن عبادة، مدارس، حدائق، مراكز تسوق، أنظمة نقل عام، وأماكن مكتظة، وقد تقع هذه الهجمات دون سابق إنذار.
بطبيعة الحال، تبادر إلى أذهان الكثيرين أن إسرائيل قد تكون وراء هذه الهجمات المحتملة.
ومن الواضح أن هذه التهديدات تأتي في سياق محاولة إسرائيلية استفزازية لعرقلة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا. فهذه الرسائل، التي تستهدف دمشق، موجهة في الوقت ذاته إلى تركيا، وكذلك إلى الرئيس الأميركي ترامب، الذي لم يستجب لمطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
فحكومة نتنياهو ترى في مثل هذا الهجوم فرصة لجرّ تركيا إلى صراع من شأنه أن يوقف قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، ولذلك أعدّت هذا الاستفزاز بعناية.
فالرئيس الأميركي ترامب كان قد صدم نتنياهو بموقفه من السياسة السورية بقوله: "لديّ علاقة رائعة مع رجل يُدعى أردوغان. هل سمعتم بهذا الاسم؟ أنا أحبه، وهو يحبني. أعلم أن الصحافة ستغضب مني، سيقولون: "ترامب يحب أردوغان!" لكنني أحبه، وهو يحبني. لم نواجه أي مشكلات من قبل. عشنا تجارب كثيرة، لكن لم تحدث بيننا مشكلات. وأتذكر أننا استعدنا القس الأميركي من تركيا في ذلك الوقت، وكانت خطوة كبيرة.
إعلانقلت لرئيس الوزراء (نتنياهو): "بيبي"، إن كانت لديك مشكلة مع تركيا فأعتقد أن بإمكاني حلّها. لديّ علاقة ممتازة جدًا مع تركيا ومع زعيمها. أظن أننا نستطيع حل الأمور معًا".
ونقل ترامب أيضًا حوارًا دار بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث قال: "هنّأته وقلت له إنه فعل ما لم يفعله أحد منذ ألفي عام. لقد أخذت سوريا، قلت له، بأسماء مختلفة، لكن بنفس المعنى. قال لي: لا، لا، لم أكن أنا. فأجبته: لا بأس، لقد كنتَ أنت، لكن لا مشكلة. فقال: نعم، ربما كنت أنا بطريقة ما".
وأضاف ترامب: "انظروا، إنه رجل صارم وذكي جدًا. فعل ما لم يستطع أحد فعله، ويجب الاعتراف بذلك." ثم التفت إلى نتنياهو وقال: "أعتقد أنني قادر على حل أي مشكلة بينك وبين تركيا، ما دمت منطقيًا. عليك أن تكون معقولًا. يجب أن نكون معقولين".
بعد هذه التصريحات، انهالت الانتقادات في الإعلام الإسرائيلي، بأن إسرائيل لم تعد قادرة على استخدام نفوذها الكامل على الولايات المتحدة.
لكن قوة إسرائيل لا تنبع فقط من اعتمادها على الوجود العسكري الأميركي، بل تمتد إلى شبكات استخباراتية واسعة تديرها عبر جهاز الموساد في الشرق الأوسط، مما يمنحها قدرة هائلة على إثارة الفوضى.
وتشمل هذه القوة تجنيد العملاء، استخدام تقنيات الحرب الخفية، تنفيذ عمليات اغتيال، وتوجيه حملات دعائية إعلامية.
كما أن الأساطيل الحربية الأميركية في البحر المتوسط والقواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة تبقى في حالة استعداد دائم لأي طارئ يهدد إسرائيل، مما يمنحها شعورًا دائمًا بالأمان لتنفيذ استفزازاتها، بما في ذلك قصف دمشق.
وهكذا، تمكنت إسرائيل من تنفيذ جرائمها في غزة، واحتلال المناطق العازلة حول مرتفعات الجولان في لبنان، وسوريا.
ورغم كل هذا، يُصر الرئيس ترامب على قراره المتكرر بسحب القوات الأميركية من سوريا.
إعلانوما كشفته وزارة الخارجية الأميركية حول استعداد إسرائيل لضرب دمشق، يعكس بوضوح الخلاف المتنامي بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي نفس اليوم، 18 أبريل/نيسان، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيانًا رسميًا يُظهر نيتها عدم الرضوخ للابتزاز الإسرائيلي، وأعلنت أنها ستخفض عدد قواتها في سوريا إلى أقل من ألف جندي.
وجاء في البيان:
"في ضوء النجاحات التي تحققت ضد تنظيم الدولة، بما في ذلك فقدان التنظيم لسيطرته الإقليمية خلال فترة حكم الرئيس ترامب في عام 2019، أصدر وزير الدفاع تعليمات بإعادة تمركز القوات الأميركية في سوريا ضمن قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب، لتكون أكثر تركيزًا. تعكس هذه الخطوة التقدم الكبير في تقليص قدرة تنظيم الدولة على المستويين؛ الإقليمي والعالمي.
هذه العملية ستكون متعمدة وتستند إلى الظروف، وستؤدي في الأشهر القادمة إلى تقليص عدد القوات الأميركية في سوريا إلى حوالي 1000 عنصر.
وفي الوقت نفسه، ستواصل القيادة المركزية الأميركية تنفيذ ضربات جوية ضد فلول تنظيم الدولة، مع استمرار التعاون الوثيق مع شركائنا في التحالف الراغبين والقادرين على مواصلة الضغط على التنظيم والتصدي لأي تهديدات إرهابية جديدة".
فهل سينجح ترامب في سحب قواته من سوريا؟في عامي 2018 و2019، أعلن ترامب مرتين نيته سحب القوات من سوريا، لكنه لم ينجح. وفي عام 2020، صرّح جيمس جيفري، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا حينها، بأنهم كانوا يتلاعبون بالأرقام لإخفاء العدد الحقيقي للقوات الأميركية في سوريا عن ترامب، قائلًا: "كنا دائمًا نلعب ألعابًا لخداع القيادة الأميركية بشأن عدد قواتنا هناك. في الواقع، كان عددهم أكبر بكثير من الرقم الذي وعد ترامب به، وهو 200 جندي فقط".
وأضاف في مقابلة مع موقع Defence One: "ترامب كان ميّالًا للانسحاب بعد دحر تنظيم الدولة، فقررنا في كل مرة أن نجهز خمس حجج أفضل لنبقى هناك، وقد نجحنا في مرتين. هذه هي القصة".
إعلانتصريحات جيفري تؤكد قناعتي بأنه: في أميركا يمكنك أن تُنتخب رئيسًا، لكن لا يمكنك أن تحكم كرئيس. حتى وإن امتلكت السلطة، فقد لا تتمكن من استخدامها، وتظن فقط أنك تستخدمها.
اليوم، إسرائيل هي العامل الأكبر في عرقلة انسحاب أميركا من سوريا، بينما تركيا هي القوة الوحيدة القادرة على تحقيق هذا الانسحاب.
فإسرائيل لن تتخلى عن مشروعها الصهيوني الممتد منذ 150 عامًا لتحقيق حلم "أرض الميعاد"، ولذلك حتى لو خفضت أميركا أعداد جنودها، فلن تنهي وجودها العسكري الذي يُتيح لها التدخل في أي لحظة.
وتؤكد آلاف الشاحنات المحمّلة بالأسلحة والذخائر التي زودت بها أميركا مليشيات: PKK وPYD وYPG منذ عام 2013، على استمرار هذا الدعم.
وما دامت إسرائيل مستمرة في نهج الاحتلال، فستستمر في الضغط على أميركا أيضًا، مستفيدة من تغلغلها العميق في مفاصل القرار الأميركي؛ في السياسة، والاستخبارات (CIA)، والدفاع (البنتاغون)، ووسائل الإعلام، والفن، والمجتمع المدني.
وقد كشفت تسجيلات صوتية سرّبتها منصة The Grayzone من مؤتمر مغلق لـ AIPAC في عام 2025، أن المدير التنفيذي للجنة العمل السياسي الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، إليوت برانت، تفاخر بتأثيره على شخصيات كبرى مثل مدير الـ CIA جون راتكليف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز.
وأكد برانت في التسجيلات أن هذه الشخصيات لطالما دعمت المصالح الإسرائيلية، وأن AIPAC موّلت حملاتهم وساعدتهم على الوصول لمراكز القرار، مما منحها حق الوصول إلى معلومات إستراتيجية.
الخلاصة: القوة الوحيدة القادرة على فرض انسحاب أميركي كامل من سوريا هي الجمهورية التركية عبر ثباتها في مواجهة الإرهاب.
فمنذ عام 2016، تمكّنت تركيا من إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا عبر عمليات عسكرية ضد تنظيم PKK الإرهابي، وأسهمت في تحجيمه، وأقامت علاقات صداقة وتنسيق مع الحكومة السورية.
إعلاننعم، الأمر ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا أيضًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline