الرئيس عون زار هيئة مكافحة الفساد وقدم تصريح الذمة المالية عنه وعن اللبنانية الأولى
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم، مقر الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في بيروت، وكان في استقباله رئيس الهيئة القاضي كلود كرم واعضاء الهيئة.
وسلًم الرئيس عون القاضي كرم تصريح الذمة المالية عنه وعن زوجته اللبنانية الاولى نعمت عون، وذلك استنادا إلى قانون مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الرقم 175/2020.
ووقع الرئيس عون على مستند التصريح وجدد امام رئيس الهيئة والأعضاء دعوته إلى التشدد في التدقيق ومكافحة الفساد، مؤكدا ان "لا احد فوق القانون بدءا من رئيس الجمهورية".
من جهة أخرى، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وقضائية واغترابية. وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون وزير العدل عادل نصار، وحضر جانب من اللقاء والد الوزير الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى والمجلس الدستوري القاضي الشيخ امين نصار الذي هنأ الرئيس بانتخابه.
وبعد مغادرة القاضي نصار، بحث الرئيس عون مع الوزير نصار في مواضيع تتعلق بعمل وزارة العدل لجهة تفعيل المحاكم والنيابات العامة وتسهيل عمل المحققين، لاسيما التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير اندونيسيا Hajriyanto Y Thahari في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية. وقد شكر الرئيس عون السفير على "الجهود التي بذلها خلال فترة وجوده في بيروت"، مقدرا خصوصا "مشاركة القوة الاندونيسية في عداد "اليونيفيل" في الجنوب.
واستقبل الرئيس عون، رئيس شركة فنادق "الانتركونتيننتال" للهند والشرق الاوسط وافريقيا هيثم مطر مع وفد، ضم، المديرين الإقليميين للشركة اندرياس بفيستر وجايمس بريتشفورد، المدير الإقليمي للبنان والأردن نايف زريقات، مدير المجموعة في ابوظبي سايد طيون ووجيه نعمة.
واطلع مطر الرئيس عون على الدور الذي تلعبه الشركة في إدارة عدد من الفنادق في بيروت، والمشاريع التطويرية مع بدء مسيرة النهوض في لبنان على اثر انتخاب الرئيس عون. وشدد مطر على "أهمية توافر مناخ ملائم لتشجيع الاستثمار وهذا الامر يتحقق من خلال الاستقرار الأمني في البلاد".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشيدا بدور مطر في "تعزيزعمل مجموعة "الانتركونتيننتال" في الفنادق التي تتولى ادارتها"، مؤكدا عزمه على "المضي بالإصلاحات على كل الأصعدة، لا سيما القطاع المصرفي الذي يحرك الدورة الاقتصادية"، ولفت الى ان "استتباب الامن وتفعيل القضاء هما عاملان اساسيان لتحقيق الاستقرار وبالتالي زيادة الاستثمار وتشجيع العرب والأجانب على المساهمة في تفعيل النهوض الاقتصادي".
واستقبل رئيس الجمهورية ايضاً وفدا من المجلس الاغترابي اللبناني برئاسة رئيس المجلس الدكتور نسيب فواز الذي تحدث في مستهل اللقاء، فأعرب عن "دعم المجلس الكامل للرئيس عون"، متمنيا له "النجاح والتوفيق في قيادة لبنان نحو مستقبل اكثر اشراقا وازدهارا".
وإذ أشار فواز الى "مساهمة اللبنانيين المنتشرين حول العالم في دعم الاقتصاد الوطني عبر تحويلاتهم المالية واستثماراتهم"، دعا رئيس الجمهورية الى "وضع خطة واضحة تعتمد على المغتربين"، وطالب بـ"أن يكون لهم دور فاعل في الوزارات وما لا يقل عن 24 نائبا في مجلس النواب، خمسة نواب من كل قارة ليكون هذا الامر جزءا أساسيا من عملية إعادة بناء لبنان"، كما طالب بـ"اعطائهم الثقة الكاملة من خلال إعادة ودائعهم في المصارف اللبنانية وحمايتها"، واعتبر أن "استعادة الثقة في القطاع المصرفي امر جوهري لعودة الاستثمارات ولاعادة العافية الى الاقتصاد اللبناني".
ودعا فواز الرئيس عون الى "جعل محاربة الفساد على رأس أولوياته وبوضع خطط جدية لاعادة اعمار ما دمرته إسرائيل والإسراع في تجديد البنية التحتية"، مشددا على "أهمية تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليكون الضامن الوحيد لحماية الحدود وصون الامن والاستقرار الداخلي"، وناشد الرئيس عون "التواصل مع الدول العربية وخصوصا دول الخليج من اجل فتح أبوابها امام المساعدات لاعادة البناء والسماح للكفايات اللبنانية بان تعمل فيها من دون أي تمييز على أساس الدين او الطائفة".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، شاكرا لأعضائه تهنئتهم، وقال: "الإغتراب اللبناني ليس قيمة مضافة للبنان إنما قيمة مضاعفة، ولولا المغتربون اللبنانيون وما قدموه لذويهم ولوطنهم في الفترة الأخيرة لا سيما مع تصاعد الأزمة الراهنة، لما بقي لبنان ولما إستمر. أنتم، كمغتربين لكم يعود فضل أساسي في بقاء لبنان بما يدعم الناتج المحلي".
وشدد رئيس الجمهورية على ان "المسؤولية الملقاة على عاتقنا تحتم علينا ان نؤمن لكم الأرضية من بنى تحتية الى الإصلاح المالي والإقتصادي الى القضاء، وفي كل المجالات التي تتيح لكم ان تستثمروا أكثر في وطنكم. وانا اعرف كم انتم متعلقون بلبنان وتترقبون الفرصة اللازمة لكي تعودوا الى هذا الوطن وحتى للبقاء فيه".
وأشار الرئيس عون الى ان "مكافحة ثقافة الفساد ومحاربتها تستدعي مساهمة الجميع، بمن فيهم المغتربون، لأن لبنان في قلبكم وانتم حريصون كل الحرص عليه وعلى ديمومته. وانا اشجعكم على المضي قدما في عقد المؤتمرات في الداخل والخارج لدعم لبنان. أنتم من أعمدة الاقتصاد اللبناني، وقد برعتم أينما حللتم، وانتم مشاركون في مختلف أوجه الحياة اليومية للبلدان المضيفة، من الحياة السياسية الى الإجتماعية والمالية والقضائية والإقتصادية، والعديد منكم تبوأ اعلى المناصب. واني متأكد ان اللبناني الذي برع في الخارج قادر حكما على ان يبرع في وطنه. ونحن سنعمل يدا بيد معكم".
واعتبر رئيس الجمهورية ان "الأساس منطلقه القضاء وإعتماد القانون كمرجعية للجميع من دون إستثناء ولا إٍستنسابية. وهذا ما يساهم في بناء الثقة وفي إتخاذ خطوات عملية تصب في الإطار الصحيح".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني إلى باريس في أول زيارة لبلد غربي
بيروت - يتوجّه الرئيس اللبناني جوزاف عون الجمعة 28مارس2025، إلى فرنسا في أول زيارة رسمية له إلى دولة غربية منذ انتخابه في كانون الثاني/يناير، بعدما ساهمت باريس بشكل كبير في وصوله إلى الرئاسة، آملا في إطلاق مسار إصلاحات سياسية واقتصادية في بلد يرزح تحت أزمة عميقة.
وأنهى انتخاب عون وتشكيل حكومة برئاسة الإصلاحي نواف سلام فراغا وجمودا سياسيا استمر لأكثر من عامين.
وتقع على عاتق عون وسلام مهمة صعبة تتمثل في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن التمويلات اللازمة لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.
وأمامهما أيضا تحدّي نزع سلاح حزب الله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى أواخر تشرين الثاني/نوفمبر حربا دامية بين الحزب حليف إيران واسرائيل، خرج منها لبنان منهكا.
ويعتبر الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس كريم بيطار أن "هذه الزيارة إلى فرنسا ذات رمزية كبيرة، لأن فرنسا كانت، إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية، من بين الدول الثلاث التي دفعت بقوة نحو انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية".
ويضيف بيطار أن الزيارة "تهدف أيضا إلى تمكين فرنسا من استعادة الدور التقليدي الذي كانت تلعبه خلال المؤتمرات السابقة للمانحين، أي أن تكون فرنسا هي الجهة التي تعبّئ الدول الصديقة للبنان".
- إصلاحات ضرورية -
ومن المقرر أن يلتقي عون الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت في 17 كانون الثاني/يناير بعيد انتخاب عون، وأعلن حينها عن عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان، لم يحدد تاريخه لم بعد.
وأكد الرئيس اللبناني الأربعاء خلال استقباله المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أنه "يتطلع الى اللقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل في باريس لشكره مجددا على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد"، بحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة.
وأضاف عون أنه "مصمم مع الحكومة على تجاوز الصعوبات التي يمكن ان تواجه مسيرة الإصلاح في البلاد في المجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقضائية".
وفي هذا السياق، يشرح كريم بيطار "شهدنا موجة من التفاؤل خلال الشهرين الماضيين، لكن لا تزال هناك أسباب تدعو للخشية من أن مهمة القادة الجدد لن تكون بهذه السهولة".
ويضيف بيطار أن مسار الإصلاحات يصطدم بما يسميه "فريق المصالح الخاصة الذي يسعى إلى منع أي إصلاح اقتصادي أو اجتماعي، وأي بناء لدولة، وأي إصلاح أو اتفاق مع صندوق النقد الدولي".
ويلفت إلى أن هذه الدولة العميقة حيث السلطة السياسية والاقتصادية والإعلامية مترابطة بشكل وثيق، "تسعى إلى حماية النظام الذي استمر طيلة 30 عاما".
ويعدّ الصراع القائم حاليا حول تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، دليلا دامغا على ذلك، بينما الحاكم السابق رياض سلامة المتّهم بعمليات اختلاس ضخمة من الأموال العامة موقوف في السجن.
- نزع سلاح حزب الله -
ويعيش لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ العام 2019، نتيجة سوء الإدارة والفساد والإهمال وتقاعس الطبقة السياسية الحاكمة منذ عقود.
وتقع على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أيضا مهمة حساسة تتمثّل في الإشراف على نزع سلاح حزب الله من جنوب البلاد كمرحلة أولى.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، حدا للأعمال القتالية بين حزب الله واسرائيل.
وهو نصّ على سحب الدولة العبرية قواتها من جنوب لبنان، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في المنطقة.
وعلى حزب الله الذي خرج مضعفا من الحرب تفكيك بنيته العسكرية والانسحاب إلى شمال نهر الليطاني أي على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود بموجب الاتفاق.
ومع انقضاء المهلة الممدّدة لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط/فبراير، أبقت الدولة العبرية على قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية تخولها الاشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود، ولا تزال تشنّ غارات على جنوب وشرق لبنان.
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون في مقابلة بثّت الخميس مع قناة فرانس 24 إن "حزب الله متعاون في جنوب لبنان"، كما أن "الجيش (اللبناني) يقوم بواجبه في الكامل" هناك.
واتهم عون اسرائيل "بخرق وقف إطلاق النار وخرق الاتفاق ومن ضمن ذلك بقاؤها في خمس نقاط وعدم إطلاق سراح الأسرى".
وتابع الرئيس اللبناني "نسعى الى الحفاظ على وقف إطلاق النار"، معتبرا أنه ينبغي أن يكون هناك "ضمانات" من كلّ من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية اللتين رعتا اتفاق وقف إطلاق النار.
Your browser does not support the video tag.