دمشق - شدّد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الثلاثاء 25فبراير2025، على وحدة سوريا و"احتكار" السلاح بيد الدولة، في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الذي أطلقته السلطات الجديدة في إطار مساعيها لإدارة المرحلة الانتقالية.

وأكد الشرع كذلك العمل على تشكيل هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية في البلاد.

وقال الشرع في كلمة من قصر الشعب أمام المئات من المشاركين في المؤتمر "وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة ليس رفاهية بل هو واجب وفرض"، مشددا على أن "سوريا لا تقبل القسمة فهي كلّ متكامل وقوتها في وحدتها".

وكان حكام سوريا الجدد حثوا كل الفصائل المسلحة ومن بينها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عمادها، على تسليم أسلحتها ورفضوا فكرة الحكم الذاتي الكردي.

وتسيطر الإدارة الكردية على جزء كبير من شمال شرق البلاد الغني بالنفط، حيث تقيم إدارة ذاتية بحكم الأمر الواقع.

وتشن فصائل سورية مدعومة من تركيا هجمات على مواقع قوات سوريا الديموقراطية في شمال سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، في غياب أي مؤشرات إلى تراجعها.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن المجتمع المدني وعن الطوائف وشخصيات معارضة وفنانون. ولم تتلق الإدارة الذاتية الكردية وذراعها العسكرية  قوات سوريا الديمقراطية دعوة للمشاركة في المؤتمر، وفق ما أعلن المنظمون في وقت سابق، باعتبار انه لم تتم دعوة أي كيانات او تشكيلات عسكرية ما زالت تحتفظ بسلاحها.

وانتقدت أحزاب من الإدارة الذاتية الكردية التمثيل "الشكلي" في مؤتمر الحوار الوطني السوري معتبرة أنه لا يمثل "حقيقة المكونات السورية".

وجاء في بيان وقّعه 35 حزبا كرديا أن "مؤتمر الحوار الوطني الحقيقي يجب أن يكون شاملا (...). أما المؤتمرات التي تُعقد بتمثيل شكلي لأفراد لا يعكسون حقيقة المكونات السورية، فلا معنى ولا قيمة لمخرجاته (...) ولن تسهم في إيجاد حلول فعلية للأزمة التي تعاني منها البلاد".

وعلى صعيد العدالة الانتقالية، أكد الشرع "عملنا خلال الشهرين الماضيين على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين وسنعمل على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية ترد الحقوق للناس وتنصف إن شاء الله وتقدم المجرمين للعدالة".

فور سقوط حكم بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، خرج الآلاف من السجون، لكن مصير عشرات آلاف آخرين ما زال مجهولا وتبحث عائلاتهم عن أي أثر لهم.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم في السجون ومراكز الاعتقال السورية منذ بدء النزاع في العام 2011.

وأشار الشرع في كلمته إلى أن "السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعا وإن الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما وتعرض نفسها الحامية والمنقذة دعوات فارغة لا تنطلي على الوعي السوري".

-"مشاركة واسعة"-

وكانت السلطة الجديدة أعلنت منذ وصولها الى دمشق عزمها تنظيم مؤتمر الحوار الوطني. وقد حضّها المجتمع الدولي مرارا خلال الأسابيع الماضية على ضرورة أن يتضمن تمثيلا لجميع أطياف السوريين. 

وشكلت السلطات خلال الشهر الحالي لجنة تحضيرية للمؤتمر من سبعة أعضاء بينهم سيدتان، جالت خلال الأسبوع الماضي في محافظات عدة، والتقت بأكثر من أربعة آلاف شخص من رجال ونساء، وفق ما اعلنت اللجنة الأحد.

وبعد لقاء ترحيب وعشاء تعارف الاثنين، بدأت أعمال المؤتمر من نقاشات وورش عمل الثلاثاء. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) مقطع فيديو يظهر مئات المشاركين خلال توافدهم إلى قاعة كبرى داخل قصر الشعب تتوسطها منصة. 

ويتضمّن برنامج العمل الذي نشرته سانا ورش عمل وجلسة ختامية، على أن ينتهي عند الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي ببيان ختامي وكلمة نهائية. 

ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ماهر علوش قوله الاثنين إن المؤتمر ينعقد "بمشاركة واسعة من جميع أطياف الشعب السوري، لوضع أسس المرحلة المقبلة، عبر نقاشات جادة ومسؤولة".

وتعالج ورش العمل المتخصصة خلال المؤتمر، وفق اللجنة، القضايا التي استخلصتها خلال لقاءاتها في المحافظات، مشيرة الى التوافق على "قضايا العدالة الانتقالية، والبناء الدستوري، والإصلاح المؤسساتي والاقتصادي، ووحدة الأراضي السورية، وقضايا الحريات العامة والشخصية والحريات السياسية كأولويات أساسية".

وستصدر عن المؤتمر توصيات "سيتم البناء عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات"، وفق اللجنة.

- "طيف واحد"-

واعتذر مدعوون مقيمون خارج سوريا عن الحضور نظرا لاستحالة ترتيب السفر بسبب ضيق المدة الفاصلة بين توجيه الدعوة الذي بدأ الأحد، وموعد المؤتمر.

وفي منتصف الشهر الحالي، انتقد مجلس سوريا الديمقراطية، المنبثق عن الإدارة الذاتية الكردية، اللجنة التحضيرية التي قال إنها مشكلة من "طيف وتوجّه سياسي واحد، مما يخلّ بمبدأ التمثيل العادل والشامل لكافة مكونات الشعب السوري".

وتعتزم الإدارة الجديدة تشكيل حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، تعهّد وزير الخارجية أسعد الشيباني أن تكون "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".

وغداة إعلانه في 29 كانون الثاني/يناير رئيسا انتقاليا للبلاد، تعهد الشرع إصدار "إعلان دستوري" للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل "لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر" وحلّ مجلس الشعب.

وقال الشرع إن بلاده ستحتاج من أربع إلى خمس سنوات لتنظيم انتخابات.

منذ إطاحة الأسد، شكلت دمشق وجهة لوفود دبلوماسية عربية وغربية، أبدت دعمها للسلطات الجديدة وحثتها على إشراك كل المكونات السورية في إدارة المرحلة الانتقالية.

قال وزير الخارجية السوري من جهته في كلمته خلال المؤتمر إن سياسة سوريا الخارجية تقوم على "التوازن والانفتاح"، مضيفا أن دمشق حريصة على "تطوير علاقات متينة مع الدول التي احترمت سيادتنا دون أن نغلق باب الحوار مع أي طرف يرغب في إعادة بناء علاقاته معنا على أساس الاحترام المتبادل".

وشدّد على عدم قبول دمشق "بأي مساس بسيادتنا أو استقرار قرارنا الوطني وسنبقى نعمل وفق سياسة تحفظ مصالح الشعب السوري بعيدا عن أي ضغوط أو املاءات خارجية".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

فيديو | تنشيط السياحة الرياضية.. أبرز نتائج مؤتمر علمي في الوادي الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الدكتور محمد عبدالعظيم، عميد كلية علوم الرياضة بجامعة الوادي الجديد، اليوم الأربعاء، نتائج وتوصيات المؤتمر العلمي الدولي الذي نظمته الكلية على مدى اليومين الماضيين بمشاركة المملكة العربية السعودية. 

أكد عبدالعظيم، في تصريح خاص لـ" البوابة نيوز" ، أن التوصيات الرئيسية للمؤتمر:

1. الاهتمام بالرياضة المدرسية: توفير الإمكانيات اللازمة لتعليم الرياضة للطلاب.

2.تنشيط السياحة الرياضية: استثمار الرياضات الصحراوية في جذب السياح.

3.دعم الرياضة لذوي الهمم: زيادة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز دورهم الرياضي.

4.استفادة من الذكاء الاصطناعي: تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء الرياضي.

وقال عبدالعظيم، إن هذه المبادرات والتوصيات تمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الأمن القومي من خلال الرياضة.

العلاقة بين الرياضة والأمن القومي 

وأشار عميد كلية علوم الرياضة بجامعة الوادي الجديد، أنه خلال المؤتمر، جرت مناقشة العلاقة بين الرياضة والأمن القومي، خاصة في ضوء التحديات المعاصرة، حيث أكدت المداخلات أن الرياضة المدرسية تعد من العوامل الأساسية في تعزيز صحة المواطن وتحقيق تحصيل معرفي أفضل للطلاب، ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني والأمن القومي.

كما تناول المؤتمر دور الرياضة في التأثير على الاقتصاد، مشيرًا إلى أهمية الرياضة كمصدر دخل رئيسي من خلال البطولات العالمية والسياحة الرياضية، وجرى  تسليط الضوء على الرياضات التي تسهم في تنشيط السياحة، مثل رياضات الصحراء والتزحلق على الرمال في الوادي الجديد.

وأضاف أنه قد  تطرقت الجلسات إلى موضوعات أخرى مثل الرياضة لذوي الهمم، حيث أكد المشاركون دعم الرئيس لهذه الفئة من خلال تحقيق إنجازات رياضية دولية،  وتطرق المؤتمر أيضًا إلى أهمية المراكز الطبية الرياضية ودورها في تأهيل وعلاج الإصابات، مع تفعيل بروتوكولات التعاون بين الجامعات ووزارة الشباب والرياضة.

ولفت إلى أنه جرى التأكيد على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الرياضة، مع التأكيد على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الأداء الرياضي وتحقيق نتائج أفضل على المستوى الشخصي والجماعي،  كما جرى استعراض مجموعة من التوصيات التي ستخدم المجتمع المحلي بشكل عملي، أبرزها ضرورة الاهتمام المبكر بالرياضة في المدارس وتوفير الإمكانيات الرياضية اللازمة لتنمية المواهب.

وأوضح أنه في نهاية المؤتمر، جرى التأكيد على أهمية الإعلام الرياضي في نشر ثقافة الرياضة والابتعاد عن التراشق الإعلامي الذي قد يؤثر على الأمن القومي، ما يضمن بيئة رياضية صحية تسهم في رفعة الوطن.

وقال الدكتور عبد العظيم، إن المؤتمر جاء في إطار دعم مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تهدف إلى تعزيز ممارسة النشاط الرياضي باعتباره جزءًا من الأمن القومي، حيث جرى إطلاق المؤتمر العلمي الثالث تحت شعار "علوم الرياضة ودورها في تحقيق الأمن القومي"، يهدف إلى تحديد التوصيات العلمية اللازمة لتحقيق أهداف المبادرة الرئاسية.

وقد وجرى وضع محاور رئيسية للمؤتمر تركز على الرياضة المدرسية ودورها، الرياضة في الجامعات، أثر الرياضة على الصحة، البحث العلمي الرياضي، بالإضافة إلى الاقتصاد الرياضي وكيفية تأثيره على تحسين الاقتصاد المصري. كما ركز المؤتمر على تفعيل هذه المحاور من خلال مشاركة كبار العلماء والمتخصصين في المجال الرياضي.

وكانت كلية علوم الرياضة بجامعة الوادي الجديد، نظمت على مدى اليومين الماضيين المؤتمر العلمي الدولي بقاعة الكلية برعاية الدكتور عبدالعزيز طنطاوي، رئيس جماعة الوادي الجديد بمشاركة وفد من كلية علوم الرياضة بجامعة الملك سعود بالسعودية، ومن أبرز الحضور في المؤتمر كان الدكتور كمال درويش، عميد عمداء كليات علوم الرياضة، ورئيس نادي الزمالك الأسبق الدكتور محمد صبحي حسانين، بالإضافة إلى الدكتور فتحي ندا، نقيب الرياضيين، والأستاذ الدكتور حسين السمري، رئيس القطاع والمدير التنفيذي للجنة الأولمبية المصرية،  كما حضر العديد من عمداء كليات الرياضة من مختلف أنحاء الجمهورية.

رابط الفيديو:

https://drive.google.com/file/d/1Yk0LMtxNIfbwLbdj1j5aff4jaTV7BlLs/view?usp=drive_link

مقالات مشابهة

  • فيديو | تنشيط السياحة الرياضية.. أبرز نتائج مؤتمر علمي في الوادي الجديد
  • مصر وجيبوتي تؤكدان دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية واستقرارها ورفض كل أشكال العنف
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • أسرار المرحلة الانتقالية في سوريا: الشرع يكشف "الملفات الثلاثة الأخطر" وجنسية للمقاتلين الأجانب؟
  • الشرع يتحدث عن أبرز 3 تحديات في المرحلة الانتقالية
  • المرحلة الانتقالية وتحدياتها.. الشرع يحدد أبرز 3 نقاط
  • عاجل | الرئيس السوري لنيويورك تايمز: أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع وليس دول الجوار فقط
  • إيمان كريم تشارك في مؤتمر "تطوير الدراما المصرية" بماسبيرو
  • أنباء عن اعتقال الأمن السوري لمسؤوليْن في حركة الجهاد الإسلامي
  • حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري