إذا كنت تتجول في شوارع الضفة الغربية المحتلة هذه الأيام وأخطأت في اختيار شرابك مع سندويش الفلافل وطلبت علبة من الكوكاكولا، فمن المحتمل أن يرفع النادل حاجبه استنكارا، أو يتمتم بكلمة "عيب، عيب" بالعربية، قبل أن يقترح عليك البديل المحلي المحبوب: علبة من "شات كولا".

اعلان

شهدت منتجات "شات كولا"، التي تعبأ في علب حمراء تحمل كتابة بيضاء تشبه شعار المشروب الغازي الأمريكي الشهير، كوكاكولا، انتشارا واسعا في الضفة الغربية العام الماضي.

جاء هذا الانتشار في أعقاب احتجاجات مستهلكين فلسطينيين عبروا عن غضبهم من الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة، مما دفعهم إلى إعادة تقييم خياراتهم الشرائية.

وقال ماد أسعد (21 عاما)، العامل في سلسلة المخابز والمقاهي "كروسان هاوس" في مدينة رام الله، والتي توقفت عن بيع الكوكاكولا بعد اندلاع الحرب: "لا أحد يريد أن يُضبط وهو يشرب الكوكاكولا. الجميع يشربون الشات الآن. إنها رسالة أردنا توجيهها".

ومنذ أن شنت إسرائيل حربا مدمرة ضد قطاع غزة ردا على "طوفان الأقصى"، اكتسبت حركة المقاطعة التي يقودها الفلسطينيون ضد الشركات التي تعتبر داعمة لإسرائيل زخما كبيرا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وشهدت العلامات التجارية الأمريكية التقليدية مثل ماكدونالدز وكنتاكي وستاربكس انخفاضا ملحوظا في المبيعات العام الماضي.

في الضفة الغربية، أدت المقاطعة إلى إغلاق فرعين من كنتاكي في رام الله، ولكن التعبير الأكثر وضوحا عن غضب المستهلكين كان يتمثل في الانتشار المفاجئ لمنتجات "شات كولا". حيث بدأ أصحاب المتاجر بإبعاد علب الكوكاكولا إلى الرفوف السفلية أو سحبها تماما.

وقال فهد عرار، المدير العام لشركة "شات كولا"، لوكالة "أسوشيتد برس" من المصنع الضخم في بلدة سلفيت: "عندما بدأ الناس في المقاطعة، أصبحوا على علم بوجود شات كولا. أنا فخور بأنني أنتجت منتجا ينافس منتجات الشركات العالمية".

فهد عرار، المدير العام لشركة "شات كولاAP Photo/Nasser Nasser

ومع ازدهار حركة "اشتر محليا" خلال الحرب، أفادت شركة "شات كولا" بأن مبيعاتها في الضفة الغربية ارتفعت بأكثر من 40% العام الماضي مقارنة بعام 2023.

ورغم عدم توفر إحصاءات دقيقة عن حصتها في السوق المحلي بسبب صعوبة جمع البيانات، تشير الأدلة القصصية إلى أن "شات كولا" بدأت تستحوذ على جزء من حصة كوكاكولا.

أوضح عبد القادر عزيز حسن، صاحب متجر في سلفيت، أن "شات كولا كانت في السابق منتجا متخصصا، لكنها الآن تهيمن على السوق".

ومع ذلك، فإن عمال شركة كوكاكولا في الضفة الغربية، والتي تضم موظفين فلسطينيين، يتأثرون أيضا بالمقاطعة، وفقا لما قاله المدير العام للشركة، عماد الهندي. 

ورغم أنه رفض التطرق إلى التأثير التجاري للمقاطعة، أشار إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور والإجراءات الأمنية الإسرائيلية قد زادت من تعقيد الأوضاع.

هذا ولم تستجب شركة كوكاكولا على طلب التعليق.

Relatedحملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أسهم الشركة بغضون ساعاتمن المقاطعة إلى المصالحة.. كارفور في مواجهة أزمة اللحوم البرازيليةمع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في ماليزيا

من جانبه، أشار صلاح حسين، رئيس غرفة تجارة رام الله، إلى تصاعد الوعي السياسي بسبب هذه الحركة، قائلا: "إنها المرة الأولى التي نشهد فيها مقاطعة بهذا القدر. بعد 7 أكتوبر، تغير كل شيء".

ومع تدفق الطلبات ليس فقط من لبنان واليمن، بل أيضا من الولايات المتحدة وأوروبا، صرح أحمد حماد، مدير العلاقات العامة في "شات كولا"، بأن الشركة تتطلع إلى التوسع في الأسواق الدولية.

ولتلبية الطلب المتزايد، تعتزم "شات كولا" فتح موقع إنتاج ثان في الأردن وإطلاق نكهات جديدة بألوان حلوى مثل التوت الأزرق والفراولة والتفاح الأخضر.

اعلان

في المصنع المزدحم في سلفيت، يلتزم العمال بتحسين جودة المنتج، حيث تقول هناء الأحمد (32 عاما)، رئيسة مراقبة الجودة: الجودة كانت مشكلة في المنتجات الفلسطينية المحلية سابقا. إذا لم تكن ذات جودة عالية، فلن تستمر المقاطعة".

وتعاونت شركة "شات كولا" مع كيميائيين في فرنسا لتطوير نكهات تحاكي طعم الكوكاكولا. وعلى سبيل المثال، عند النظر إلى عبوة مشروب الليمون والليمون الحامض من "شات"، قد يتبادر إلى ذهنك أنها علبة من "سبرايت"، مما يعكس استراتيجية تسويقية ذكية تهدف إلى جذب المستهلكين بطريقة غير تقليدية.

مشروبات شات كولا بنكهات مختلفة AP Photo/Nasser Nasser

وفي عام 2020، رفعت الشركة الوطنية للمشروبات، ومقرها رام الله، دعوى قضائية ضد "شات كولا" بتهمة انتهاك حقوق النشر، الفلسطينية،

حكمت المحكمة لصالح "شات كولا"، معتبرة أن التصميمات تحتوي على اختلافات كافية.

اعلان

وفي مستودع سلفيت، يقوم السائقون بتحميل عبوات "شات كولا" إلى شاحنات متجهة إلى الضفة الغربية ومدن إسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا. 

وقال الموظفون، إن مبيعات مشروبات "شات" في المدن الإسرائيلية ذات الأغلبية العربية قفزت بنسبة 25% العام الماضي. ولتعزيز جاذبيتها في إسرائيل، حصلت "شات كولا" على شهادة "كوشير" بعد تفتيش دقيق للمنشأة من قبل حاخام يهودي.

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد منتقدو حركة المقاطعة أن أهدافها تؤدي فقط إلى تفاقم الصراع. ويقول فلاد خايكين، نائب الرئيس التنفيذي لمركز سيمون فيزنتال: "حركة BDS تفرق بين المجتمعات ولا تساعد في جمع الناس معا".

بينما تبذل "شات كولا" جهودا لتجنب الشراء من إسرائيل، فإنها لا تستطيع الهروب من ظروف الاحتلال الإسرائيلي التي تؤثر سلبا على اقتصاد الفلسطينيين. تواجه الشركة صعوبات في استيراد المواد الخام، مما أدى إلى خسائر كبيرة في عائداتها.

اعلان مصنع شركة "شات كولا" الضخم في بلدة سلفيتAP Photo/Nasser Nasser

تتعرض شحنات المواد الخام المرسلة إلى مصنع "شات كولا" في الضفة الغربية لضريبة استيراد تصل إلى 35%، حيث تجمع إسرائيل نصف هذه الضريبة نيابة عن الفلسطينيين. ويشير المدير العام عرار إلى أن نجاح شركته يعتمد بشكل أكبر على حسن النية البيروقراطي الإسرائيلي، أكثر من اعتماده على الحماس الوطني.

في الخريف الماضي، احتجزت السلطات الإسرائيلية شحنات الألومنيوم الخاصة بـ"شات كولا" من الأردن عند معبر جسر ألنبي لمدة شهر تقريبا، مما اضطر جزءا من المصنع إلى الإغلاق وكبد الشركة خسائر تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات.

ومن بين المشترين المحليين الذين تأثروا بهذا الوضع كانت سلسلة "كرواسون هاوس" في رام الله، حيث اضطر عميل عطش في أحد الأيام الأخيرة، واجه ثلاجة فارغة تقريبا، إلى التوجه إلى السوبرماركت المجاور لشراء علبة كوكاكولا.

ويقول أسعد، العامل في السلسلة: "الأمر محبط للغاية. نريد أن نكون مكتفين ذاتيا. لكننا لسنا كذلك".

اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بلغاريا: ثاني حملة مقاطعة للمتاجر الكبرى احتجاجًا على ارتفاع الأسعار البيت الأبيض وحرب المشروبات الغازية.. هدية من كوكا كولا لترامب في حفل تنصيبه فهل خسرت بيبسي المعركة؟ كوكاكولا وبيبسي في مرمى التغيير: هل تستمر منتجاتهما ضمن برنامج المساعدات الغذائية؟ مشروباتحركة مقاطعة إسرائيلغزةإسرائيلالضفة الغربيةكوكاكولااعلاناخترنا لكيعرض الآنNext البرد القارس في غزة يودي بحياة 6 أطفال رضّع ويهدد حياة آخرين يعرض الآنNext الشرع: سوريا غير قابلة للتقسيم وليست حقلاً للتجارب يعرض الآنNext بولندا تستنفر طائراتها العسكرية بعد حملة جوية روسية عنيفة على أوكرانيا وسلطات كييف تعلن عن خسائر يعرض الآنNext "أدركت أنني في ورطة" جندي إسرائيلي يكتب مذكراته عن استهداف حزب الله لقاعدة عسكرية في 8 أكتوبر يعرض الآنNext ضربة أخرى لقوات حميدتي.. الجيش السوداني يكسر حصار الدعم السريع لمدينة الأبيض الاستراتيجية اعلانالاكثر قراءة مئات الآلاف في وداع أمين عام حزب الله حسن نصر الله على وقع غارات إسرائيلية على شرق وجنوب لبنان تشييع حسن نصرالله في بيروت.. من سيشارك في وداع أمين عام حزب الله؟ رئيسة وزراء الكونغو تكشف: 7000 قتيل و450 ألف مشرد بسبب النزاع الدائر في شرق البلاد الاتحاد الأوروبي يُعلّق عقوبات على قطاعات رئيسية في سوريا لدعم التعافي الاقتصادي والاستقرار اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kongاعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلروسياالحرب في أوكرانيا فرنساسورياضحاياأوروباالصراع الإسرائيلي الفلسطيني منظمة الأمم المتحدةمواجهات واضطراباتالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا فرنسا دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا فرنسا مشروبات حركة مقاطعة إسرائيل غزة إسرائيل الضفة الغربية كوكاكولا دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا فرنسا سوريا ضحايا أوروبا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منظمة الأمم المتحدة فی الضفة الغربیة المدیر العام العام الماضی یعرض الآنNext رام الله

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو إلي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية دعمًا لغزة ورفضًا لحرب الإبادة

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير الشعب الفلسطيني، وخاصة طلبة الجامعات في الضفة الغربية المحتلة، إلى النفير والمشاركة الواسعة في المسيرات والفعاليات الجماهيرية المقررة اليوم الثلاثاء، تعبيرًا عن الدعم لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرًا.

دعوة للنفير الطلابي وتصعيد المواجهة

وجّه القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد دعوة عبر منشور على منصة "تلغرام"، جاء فيها: "ندعو أحرار شعبنا وطلبة جامعات الضفة الغربية المحتلة للنفير والحشد الواسع في المسيرات الغاضبة المقررة انطلاقها، الثلاثاء، نصرة لقطاع غزة ورفضًا لحرب الإبادة التي يواصل الاحتلال شنها على شعبنا".

سياسي يهودي: “حماس مثل مانديلا… وصمونا بالإرهاب ثم أنصفه التاريخ” حماس: تصريحات الاحتلال بفرض السيادة على الضفة الغربية انتهاكا صارخا للقانون الدولي

وشدد شديد على أهمية الدور المحوري للحركة الطلابية في الضفة الغربية في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاستنفار كل الطاقات والجهود للوقوف إلى جانب غزة في معركة الوجود والكرامة.

دور المقاومة الطلابية في معركة طوفان الأقصى

أكد شديد أن الضفة الغربية وجامعاتها كانت وما زالت حاضرة في كل معارك المقاومة، ولها دور فاعل ومؤثر رغم محاولات الاحتلال لإضعافها من خلال الاقتحامات والاعتقالات والملاحقات الأمنية. وقال: "لن يثنينا القمع والاعتقال عن أداء واجبنا الوطني، وسنظل سندًا لغزة في مواجهة العدوان".

ولفت إلى أن الآلاف من الفلسطينيين، بينهم مئات من طلبة الجامعات، تعرضوا للاعتقال خلال الأشهر الماضية، ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الشباب الفلسطيني وتحييدهم عن ميادين المواجهة.

دعوة لتصعيد العمل المقاوم ومواجهة مخططات التهجير

دعا شديد إلى تصعيد جميع أشكال العمل المقاوم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مخططاته التوسعية والتهجيرية في كل من غزة والضفة الغربية والقدس. وأكد أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال من قتل وتجويع وحصار ممنهج تستوجب ردًا جماعيًا وحراكًا شعبيًا واسعًا.

وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين في تصاعد مستمر، وخاصة في الضفة الغربية، وهو ما يتطلب، حسب قوله، "استنفارًا في كل الساحات للدفاع عن الأرض والمقدسات، وردع الاحتلال وقطعان مستوطنيه".

ضحايا حرب الإبادة في غزة والضفة

منذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل، حيث أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 168 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 11 ألف شخص تحت الأنقاض أو في ظروف غير معروفة.

وفي الضفة الغربية، تترافق حرب غزة مع تصعيد خطير في الاعتداءات التي يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 955 فلسطينيًا وإصابة ما يقارب 7 آلاف آخرين، وفق ما أكدته بيانات فلسطينية رسمية. كما تم تسجيل أكثر من 16 ألفًا و400 حالة اعتقال، طالت العديد من الطلبة والنشطاء.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية من مدينة نابلس بالضفة الغربية
  • العاهل الأردني يحذر من خطورة التصعيد في الضفة الغربية وانتهاك المقدسات
  • العاهل الأردني يحذر من خطورة استمرار التصعيد في الضفة الغربية
  • العدو الصهيوني يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية المحتلة
  • الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • حماس تدعو إلي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية دعمًا لغزة ورفضًا لحرب الإبادة
  • استشهادُ 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بقطاع غزة .. وإعتقال 20 شخصا في الضفة الغربية
  • الضفة الغربية.. موت ودمار بكلّ مكان وخطط لإقامة مستوطنات جديدة
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • 4 وزراء إسرائيليين يدعمون ضم الضفة الغربية المحتلة