تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صادفت أمس الاثنين الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع الحرب في أوكرانيا، وفي تلك المناسبة كتب السفير البابوي في كييف المطران فيسفالدالس كولبوكاس مقالاً نشرته وسائل الإعلام الفاتيكانية تضمن تأملاته حول السنوات الثلاث الماضية، مشددا على ضرورة قيام تعبئة جماعية للضمائر من أجل استئصال العوامل المسببة لهذه الحرب.

وكتب أيضا أنه على الرغم من معاناتهم وآلامهم يعرب الأوكرانيون عن قربهم من البابا فرنسيس، كما يرفعون الصلوات من أجل شفاه العاجل.

كتب أن أوكرانيا دخلت عامها الرابع من الحرب الواسعة النطاق التي تتعرض لها، وسلط الضوء في هذا السياق على أهمية الصلاة، خصوصا خلال الاحتفال بالسنة المقدسة، حيث تكثّف الكنيسة صلواتها. وشجع جميع المؤمنين حول العالم على الصلاة على نية السلام في أوكرانيا.

بعدها تطرق السفير البابوي في كييف إلى المعاناة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الأوكرانيون القابعون في السجون الروسية، ومن بينهم أشخاص مدنيون يتعرضون لسوء المعاملة ويُحرمون من النوم، كشكل من أشكال التعذيب. 

وطلب من المؤمنين أيضا أن يرفعوا الصلوات على نية هؤلاء الأشخاص الذين تُقدر أعدادهم بالآلاف، كي يمنحهم الرب الرجاء، وهو موضوع شاء البابا فرنسيس أن تُكرس له هذه السنة اليوبيلية. 

واعتبر أن الصلاة تكتسب أهمية كبرى خصوصا فيما يتعلق بالمشاكل التي لا توجد حلول لها من وجهة النظر البشرية.

هذا ثم شاء أن يتوقف عند أربعة أحداث هامة خلال السنة الماضية من الحرب الروسية على أوكرانيا، ولفت إلى الإفراج عن كاهنين من كنيسة الروم الكاثوليك في الثامن والعشرين من يونيو، بعد أن قبعا في السجن طيلة عام ونصف العام، وتمكنا من الحفاظ على إيمانهما على الرغم من المعاناة التي عاشاها خلال فترة الاعتقال أما الحدث الثاني والمفرح أيضا، تمثل في زيارة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين إلى أوكرانيا في شهر يوليو الفائت. وكانت زيارة مطبوعة بالصلاة وقد اكتسبت أهمية كبرى اللقاءات بين الضيف الفاتيكاني والسلطات الأوكرانية، وشكلت الزيارة مناسبة للتأمل والحوار، وجاء حضور كتعبير عن قرب البابا من الأوكرانيين.

أما الحدث الثالث فكان اللقاء الافتراضي الذي جمع حوالي مائتي شاب كاثوليكي أوكراني مع البابا فرنسيس، في الأول من فبراير الماضي.

 وشكل اللقاء مناسبة لتعزيز الرجاء في القلوب وقد تمكن هؤلاء الشبان من رؤية البابا والتحدث معه، وشعروا فعلا بقربه منهم. وقد عبّر العديد من رعاة الكنيسة عن امتنانهم للحبر الأعظم على هذه المبادرة.

هذا وأوضح السفير البابوي في كييف أنه تلقى خلال الأيام الماضية العديد من رسائل التضامن التي بعث بها مؤمنون كاثوليك وغير كاثوليك، عبروا من خلالها عن قلقهم على صحة البابا، وهذا ما فعله أيضا العديد من المسؤولين الرسميين واللافت أن الأوكرانيين يريدون الاطمئنان على صحة الحبر الأعظم على الرغم من المعاناة التي يعيشونها، مع ارتفاع أعداد الضحايا بشكل كبير وفقاً لمعطيات منظمة الأمم المتحدة.

فيما يتعلق بالحدث الرابع والأخير، شاء السفير البابوي في أوكرانيا أن يتوقف عند التظاهرة من أجل السلام في البلاد والتي نُظمت في العاصمة كييف يومي الحادي عشر والثاني عشر من يوليو، من قبل الحركة الأوروبية للعمل غير العنيف، والتي تضم شخصيات من منظمات كاثوليكية إيطالية وغير إيطالية، الساعية إلى تفادي اندلاع الحروب قبل فوات الأوان وتحسيس الرأي العام على المخاطر التي تترتب عليها.

تابع المطران كولبوكاس تأملاته مشيرا إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا لا تعني أوكرانيا وحسب، كما اعتقد البعض في بداية الصراع، إذ إنها بدأت تنعكس على العديد من البلدان أخرى.

 وأضاف أن حرباً من هذا النوع تحاكي البشرية كلها، خصوصا وأن الحرب العدوانية على أوكرانيا، تشكل تعدياً على حياة البشر، ولا تهدد السلام في أوكرانيا وحسب، بل تتعارض مع القانون الإنساني الدولي، وتهدد بالتالي الجميع من هذا المنطلق اعتبر أنه لا بد من توعية المجتمعات على مخاطر الحروب وعلى أهمية السلام، لأن هذه القضايا لا تعني السياسيين وحسب إنما تعني كل فرد منا، ولكل واحد منا مسؤوليات لا بد أن يتحملها.

بعدها أكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن النقاط الأربع التي تحدث عنها تكتسب أهمية كبرى بالنسبة لأوكرانيا، وللجماعة الكاثوليكية بنوع خاص، ذلك بالإضافة طبعاً إلى الهبة المميّزة التي يتضمنها هذا العام ألا وهي سنة الرجاء اليوبيلية. 

في الختام لفت إلى الأوضاع التي يعيشها المقاتلون على الجبهات الذين لم يرحبوا في بادئ الأمر بحضور المرشدين العسكريين بينهم، لكن سرعان ما تغيّرات نظرتهم وقد ارتفعت بشكل ملحوظ الاعترافات والصلوات التي رسخت الرجاء في قلوب العسكريين، وهذا الرجاء ليس رجاء بشرياً إنما هو رجاء يأتي من عند الله. 

وأكد السفير البابوي كولبوكاس أن أوكرانيا تحتاج اليوم إلى الرجاء الذي لا يخيّب، وثمة حاجة أيضا للنمو روحياً وللشهادة للرجاء وللمساعدة الروحية والسيكولوجية والإنسانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس الأوكرانيون الحرب الروسية السفیر البابوی فی فی أوکرانیا العدید من

إقرأ أيضاً:

بعد اجتماعات الرياض.. هذه 5 أسئلة تحدد مصير الحرب في أوكرانيا

نشر موقع "أويل برايس"، تقريرًا، يسلط الضوء على تداعيات ما تمّ التوصل إليه في محادثات الرياض، بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا، بخصوص إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ مستعرضًا أهم القضايا التي تم مناقشتها، مثل: وقف إطلاق النار البحري المحتمل، ومطالب روسيا برفع العقوبات، والنزاعات الإقليمية بين طرفي الحرب.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "المحادثات الأمريكية المنفصلة مع وفود كل من أوكرانيا وروسيا، على مدى ثلاثة أيام في السعودية، أدّت لإعلان الولايات المتحدة عن اتفاقات منفصلة مع أوكرانيا وروسيا، بشأن حظر استخدام القوة في البحر الأسود، والجهود المبذولة لوقف الضربات على منشآت الطاقة في كلا البلدين، ولكن لا يزال هناك الكثير من العقبات على طريق السلام".

وتابع: "تبدو الاتفاقات من بين أكثر الإنجازات الملموسة في جهود الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتوسط في إنهاء الحرب، منذ توليه منصبه قبل شهرين، لكنها تركت الكثير من الأمور غير واضحة، بما فيها مدى استعداد موسكو للذهاب نحو وقف كامل لإطلاق النار أو اتفاق سلام لا يترك لها مجالًا لإخضاع أوكرانيا، ما يثير بعض الأسئلة الرئيسية حول هذه الاتفاقات".

هل سيتم تنفيذ هدنة البحر الأسود؟
أشار الموقع إلى أنّ: "الهدف الرئيسي من هذه الجولة من المحادثات هو التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار البحري في البحر الأسود، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بحرية حركة الشحن في المسطح المائي الاستراتيجي ويكون بمثابة نقطة انطلاق لهدنة أوسع نطاقًا".

"تمتلك كل من روسيا وأوكرانيا سواحل على البحر الأسود، الذي يعد ممرًا رئيسيًا لصادرات الحبوب الأوكرانية والروسية" بحسب التقرير نفسه.

وأضاف: "قبل الاجتماع بين الولايات المتحدة وروسيا، كرّر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، المزاعم الروسية، بأن الوعود التي قُطعت لموسكو بموجب اتفاقية سلامة الشحن لسنة 2022، المعروفة باسم اتفاق البحر الأسود للحبوب، لم يتم الوفاء بها".

وأكد: "في 25 آذار/ مارس، كرر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تلك المزاعم مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الخصوم يقمعون صادرات الحبوب والأسمدة الروسية".
وقال بيان البيت الأبيض، بشأن المحادثات الروسية، إنّ: "الولايات المتحدة ستساعد في استعادة وصول روسيا إلى السوق العالمية للصادرات الزراعية والأسمدة وخفض تكاليف التأمين البحري وتعزيز الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع لمثل هذه المعاملات".

ووفقًا للكرملين فإنّ: وقف استخدام القوة في البحر الأسود سيدخل حيز التنفيذ بعد اتخاذ عدة إجراءات محددة، وتشمل هذه الإجراءات رفع العقوبات المفروضة على "روسيلخوز بنك"، المقرض الزراعي الروسي المملوك للدولة، ومؤسسات مالية أخرى، وإعادة ربطها بنظام سويفت للمدفوعات، وهو ما قد يكون مشروطًا بموافقة الاتحاد الأوروبي.

وفي الوقت نفسه، دعا وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، وهو الذي شارك في المحادثات الأمريكية الأوكرانية، على مواقع التواصل الاجتماعي إلى: "إجراء مشاورات فنية إضافية في أقرب وقت ممكن للاتفاق على جميع التفاصيل والجوانب الفنية لتنفيذ الترتيبات ومراقبتها والتحكم فيها".

وأبرز: "ليس هناك ما يشير إلى وجود اتفاق مباشر بين أوكرانيا وروسيا، ما قد يزيد من احتمالات وجود تفسيرات مختلفة لجوانب الاتفاق".


ماذا عن وقف الضربات على منشآت الطاقة؟
أفاد الموقع أنّ: "محادثات الرياض جاءت بعد أن قبلت أوكرانيا في 11 أذار/ مارس اقتراح ترامب بوقف كامل لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، لكنها اصطدمت بمقاومة روسية. وبعد أن تحدث ترامب بشكل منفصل مع بوتين وزيلينسكي، اتفقت كييف وموسكو على هدنة أضيق نطاقًا".

وأبرز: "لكن البيانين الصادرين عن البيت الأبيض والكرملين بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين في 18 أذار/ مارس تضمّنا اختلافًا صغيرًا ولكنه جوهري؛ فقد جاء في البيان الأمريكي أن الزعيمين "اتفقا على أن الانتقال إلى السلام سيبدأ بوقف إطلاق النار في مجال الطاقة والبنية التحتية"، فيما تحدّث البيان الروسي عن وقف أضيق نطاقاً للهجمات على: البنية التحتية للطاقة".

وقال الكرملين إنّ: "بوتين أشاد بالمبادرة وأعطى الجيش الروسي الأمر بتنفيذ ذلك على الفور"، لكن أوكرانيا اتّهمت روسيا بمواصلة الهجمات على البنية التحتية، بما في ذلك منشآت الطاقة".

إلى ذلك، لم يذكر بيان البيت الأبيض، في بياناته الموازية بتاريخ 25 أذار/ مارس البنية التحتية على وجه التحديد، وقال إنّ: "البلدين اتفقا على وضع تدابير لتنفيذ اتفاقات لحظر الضربات ضد منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا".

كيف سيتم تقسيم الأراضي؟
ذكّر الموقع بأن السؤال الرئيسي في أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام هو مسألة الأراضي: ما المساحة التي ستسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، إن وجدت، وتحت أي ظروف؟

وتحتل روسيا حاليًا حوالي خُمس أوكرانيا، وتقول موسكو إنه يجب على أوكرانيا سحب قواتها من هذه المناطق وتصر على الاعتراف بها كمناطق روسية. وقد أقرّ زيلينسكي بأن كييف قد لا تتمكن من استعادة السيطرة على كامل البلاد قريبًا. ويبدو أن أي وقف لإطلاق النار يتم الاتفاق عليه في المستقبل القريب من المرجح أن يترك معظم الأراضي المحتلة في أيدي الروس، لكن أوكرانيا تتعهد بعدم قبول أي تغيير رسمي أو دائم لحدودها.

 وبحسب التقرير ذاته، فإنّ: "تصريحات البيت الأبيض حول محادثات الرياض، لم تطرق إلى مسألة الأراضي".

ماذا عن صفقة المعادن النادرة؟
أفاد الموقع أنّ: "زيلينسكي قال إن الولايات المتحدة اقترحت نسخة جديدة شاملة من اتفاق الموارد المعدنية التي كانت قيد المناقشة منذ أشهر، وفي تصريحاته في 24 أذار/ مارس، قال ترامب إن واشنطن وكييف ستوقعان "قريبًا" اتفاقًا بشأن التنمية المشتركة للمعادن النادرة والموارد الطبيعية الأخرى في أوكرانيا".

وكان من المتوقع توقيع الاتفاق عندما زار زيلينسكي البيت الأبيض في 28 شباط/ فبراير، لكن ذلك الاجتماع انتهى بحدة بعد أن وبّخ ترامب ونائبه جيه دي فانس، الرئيس الأوكراني، في تبادل غير مسبوق للآراء أمام الصحفيين في المكتب البيضاوي.

وهدأت التوترات منذ ذلك الحين، ويمكن أن يكون الاتفاق على المعادن النادرة علامة على التضامن بين أوكرانيا والولايات المتحدة مع استمرار جهود ترامب لإنهاء الحرب.


ما هي لعبة روسيا؟
أشار الموقع إلى أن هناك "فروقًا دقيقة" بين الرؤية الروسية الأمريكية لاقتراح وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يومًا.

وتضمنت تلك "الفروق الدقيقة" دعوة داعمي أوكرانيا إلى التوقف عن إرسال الأسلحة وتوقف كييف عن حشد الجنود خلال الهدنة، بينما لن تخضع روسيا لمثل هذه القيود.

واتّهمت كييف، موسكو، بالتلاعب بالوقت والتظاهر بالاهتمام بإنهاء الحرب، فيما يقول محللون إن روسيا ربما تتعمد إطالة أمد العملية على أمل الاقتراب من أهدافها قدر المستطاع من خلال الدبلوماسية وساحة المعركة في نفس الوقت.

وختم الموقع بأنه: "بينما يريد ترامب نهاية لهذه الحرب، فإن روسيا تريد نهاية لهذه الحرب تتركها في موقع الهيمنة في أوكرانيا، وقد تعتقد روسيا أن بإمكانها أن تكون مرنة فيما يتعلق بكيفية تنفيذ هذه الهيمنة، طالما أنها هي المهيمنة".

مقالات مشابهة

  • الرجاء يبلغ دور الـ16 من كأس العرش المغربي
  • كييف: موسكو تستعد لشن هجوم عسكري جديد لزيادة الضغط على أوكرانيا
  • ترامب يربك أوروبا.. أوكرانيا ليست الحالة الوحيدة
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثامين 909 جنود
  • الأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة
  • انطلاق أعمال قمة باريس لبحث سبل إنهاء الحرب بأوكرانيا
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • بعد اجتماعات الرياض.. هذه 5 أسئلة تحدد مصير الحرب في أوكرانيا