مفتي الجمهورية يشارك بندوة "الأسرة في عصر التحديات" بجامعة بنها
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية، وذلك على هامش انطلاق الندوة التوعوية لطلاب الجامعة عن "الأسرة في عصر التحديات".
جاء ذلك بحضور الدكتور السيد فودة، نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة، والدكتورة جيهان عبد الهادي، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، والعميد حسام عطوة، المستشار العسكري لمحافظة القليوبية بالإضافة إلى عدد من القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأعرب الدكتور ناصر الجيزاوي، عن سعادته بزيارة المفتي لجامعة بنها، مشيدًا بدوره في نشر الوعي الثقافي والديني بين الشباب.
وأكد "الجيزاوي"، أن تنظيم الندوة يأتي في إطار حرص الجامعة علي تعزيز الوعي المجتمعي، والتوعية النفسية، لبناء أسرة سليمة سعيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030، مؤكدًا أن قضية بناء الوعي الصحيح تتطلب تكاتف جهود جميع المؤسسات سواء دينية أو تعليمية وذلك بهدف بناء جيل متفهم لأهمية تماسك الأسرة ودورها على مواجهة التحديات المعاصرة.
كما أكد "الجيزاوي" على تعاون جامعة بنها ودار الإفتاء في تنظيم المحاضرات والبرامج التدريبية وورش العمل لإطلاق حملات توعية بأهمية دور الأسرة ومواجهة تحديات العصر لدى منتسبين الجامعة بجانب عقد المؤتمرات والندوات العلمية المعنية بالقضايا المجتمعية.
كما أضاف، أن الجامعة سوف تقوم بالعديد من تنظيم الأنشطة والفعاليات المختلفة بالتعاون مع مديرية الأوقاف بالقليوبية لإطلاق حملات توعية بأهمية دور الأسرة ومواجهة تحديات العصر.
وأشاد رئيس جامعة بنها بالدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية، والتي تُعد من أعرق المؤسسات الدينية التي تعمل من خلال نشر الفتاوى المستنيرة بمنهج الأزهر الشريف، مواجهة الأفكار المتطرفة، وحماية المجتمع من التحديات الفكرية والاجتماعية، مما يعزز دور مصر الإفتائي الريادي في العالم الإسلامي.
وأكد محافظ القليوبية على سعادته علي المشاركة بهذه الندوة للحديث عن الأسرة المصرية في رحاب جامعة بنها العريقة، هذا الصرح العلمي الذي يساهم بدور فعال في بناء مستقبل مصرنا الحبيبة، موجها الشكر والتقدير إلى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على تشريفه بالحضور وإلقاء هذه المحاضرة القيمة عن الأسرة المصرية، تلك النواة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع مقدما الشكر أيضا للدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها على استضافته للندوة على أرض الجامعة.
وفي كلمته أكد محافظ القليوبية أن الأسرة المصرية تواجه تحديات جمة في عصرنا الحالي، وتتطلب منا جميعًا تضافر الجهود للحفاظ عليها وتدعيمها، وغرس القيم والمبادئ الأصيلة في نفوس أبنائنا، منوهت أنه على ثقة بأن هذه الندوة ستساهم بشكل كبير في توعية شبابنا بأهمية الأسرة ودورها في بناء مجتمع قوي ومتماسك".
وأضاف، أننا نولي اهتمامًا كبيرًا بالأسرة المصرية، ونسعى جاهدين لتوفير كافة السبل لدعمها والحفاظ عليها، وأدعو شبابنا إلى الالتزام بالآداب العامة، والحفاظ على قيمنا وتقاليدنا الأصيلة، واحترام كبار السن، والتواصل الدائم مع الأهل والأقارب مؤكدا أن الحفاظ على الأسرة هو حفاظ على المجتمع بأكمله، ومسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعًا.
وأكد مفتي الجمهورية أن الأسرة هي الدرع الواقي للهوية الوطنية بمكوناتها من الدين، واللغة، والتاريخ، والحضارة، مشيرًا إلى محاولات التقليل من قيمة الهوية الوطنية، والسخرية من الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والترويج لأفكار الفوضى الأخلاقية تحت مزاعم الحرية، مشددًا على أن التاريخ والحضارة الإسلامية كانا مصدر إلهام لحضارات العالم، رافضًا أي محاولات للنيل من هذا التراث العظيم.
وحذر من التلاعب بالمصطلحات لتشويه المفاهيم الأخلاقية، مثل الحرية المطلقة التي تروج للإلحاد، والشذوذ، والمساكنة تحت ستار حقوق الإنسان، مؤكدا أن الإسلام أقرَّ العرف وجعله مصدرًا للتشريع، موضحًا أن العادات والتقاليد ليست عائقًا أمام الحرية، بل هي ضابط أخلاقي يحفظ المجتمع، ورفض ربط أحكام الدين بالتطرف، مشيرًا إلى أهمية الرجوع إلى أهل التخصص في الفتوى كما هو الحال في المجالات الأخرى.
وتحدث عن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار الهدامة، داعيًا إلى الرقابة الأسرية والتوجيه السليم للأبناء، مؤكدا على ضرورة تعليم الأبناء أهمية الرقابة الذاتية، مستشهدًا بقوله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، مشددا على دور الصيام والعبادات في تعزيز الرقابة الذاتية، مما يساعد الأبناء على مواجهة المغريات والانحرافات الفكرية.
وأكد المفتي على أهمية البناء الديني، والعقلي، والجسدي، والفكري، مشيرًا إلى أن التربية الصحيحة تحمي الأبناء من الانحرافات الفكرية والسلوكية، مشددا على ضرورة تعليم الأبناء الرضا والتسامح للقضاء على مشاعر الحقد والحسد، لافتا إلى دور ممارسة الرياضة وحماية العقل في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.
وأكد أن الشريعة الإسلامية وضعت الضوابط لحماية المجتمع، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، مشددا على أهمية الحفاظ على المال والموارد، وحمايتها من الضياع والاستغلال غير المشروع.
وفي ختام الندوة، قدم رئيس جامعة بنها، الدكتور ناصر الجيزاوي، درع الجامعة تكريمًا لمفتي الجمهورية، وبدوره أهدى المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، درع المحافظة لفضيلة المفتي تقديرًا لدوره في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي الديني والفكري.
مفتي الجمهورية IMG-20250225-WA0006 IMG-20250225-WA0005 IMG-20250225-WA0004 IMG-20250225-WA0002 IMG-20250225-WA0003المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 الدكتور نظير محمد عياد المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية رئيس جامعة بنها ناصر الجيزاوي الموارد محافظ القلیوبیة رئیس جامعة بنها الأسرة المصریة مفتی الجمهوریة ناصر الجیزاوی IMG 20250225
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الهوية الوطنية ضرورة حياتية .. والحفاظ عليها واجب
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن قضية الهوية الوطنية ليست مسألة هامشية، بل هي من الأصول الجوهرية والضرورات الحياتية في عالم يزداد حدة في أحكامه وقسوته في التعاملات، تحكمه المصالح والمنافع.
أشار المفتي، خلال استقبال الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، له، في إطار ندوة "الهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة"، التي أقيمت بحضور الدكتورة غادة عبدالباري نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة، والدكتور عبدالله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، والدكتور محمد هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، إلى أن بعض الدول تعمل وفق مبدأ "البقاء للأقوى"، وتسعى إلى تقليل شأن الدين والإنسان، وتزييف الواقع، والسخرية من القيم الإنسانية.
أوضح أن الهوية الوطنية تتكون من عدة عناصر رئيسية، أبرزها: الدين، والوطن، والثقافة، والتاريخ، والتراث الحضاري، مشيرًا إلى أن الوطن هو الإطار الذي تتحقق فيه المقاصد الشرعية، ولا يمكن للإنسان أن يعيش حياة كريمة بدونه، مستشهدًا بأن الإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح.
أكد أهمية اللغة العربية كوعاء للتاريخ ووسيلة للتواصل والتعبير، محذرًا من الاتهامات الجائرة التي تصفها بالجمود أو الفتور.. كما شدد على أن الأمة التي ليس لها تاريخ لا يمكن أن يكون لها ذكر أو رصيد فكري، مستشهدًا بمكانة مصر التاريخية كأرض تجلى فيها الله سبحانه وتعالى، وكانت مهدًا للرسالات السماوية.
أشار إلى أن الهوية الوطنية تواجه تحديات عدة، من أبرزها انتشار المصطلحات المغلوطة في الفضاء الرقمي، مما يؤدي إلى التلاعب بالعقول وإضعاف الثقة بالنفس لدى الشباب. وضرب مثالًا بذلك بما يظهر عند البحث عن القدس في محركات البحث، حيث يتم تقديمها على أنها عاصمة لإسرائيل، وهو تزييف للواقع والتاريخ.
حذر من الحرية المنفلتة التي تسعى إلى هدم القيم والعادات والتقاليد، في مقابل الحرية المنضبطة التي تحترم الذوق العام والأعراف والتقاليد. مؤكدا أن التطرف ليس مقتصرًا على الدين فقط، بل هناك تطرف فكري وثقافي، والكثير من الأيديولوجيات التي يتم الترويج لها دون فهم السياق الصحيح للنصوص الدينية أو الفلسفية.
شدد المفتي على أهمية التراث كقوة دافعة للأجيال القادمة، محذرًا من أن عدم الاهتمام به يؤدي إلى تفكك الإرث الحضاري. كما أشار إلى أن التراكم العلمي يلعب دورًا رئيسيًا في تطور الحضارات، وهو ما يتجلى في الحضارات القديمة مثل اليونانية والمصرية والهندية، موضحًا أن بعض الحضارات سرقت علوم غيرها، لكن الشعوب الحية تحافظ على تراثها وتقدره.
من جانبه، رحب الدكتور محمد سامي عبدالصادق بفضيلة المفتي، معربًا عن سعادته بحضوره للمرة الأولى في جامعة القاهرة، مشيدًا بدوره في تنمية الوعي لدى الشباب الجامعي.. كما أكد أن الهوية الوطنية ليست مجرد شعارات، بل هي منظومة متكاملة تواجه تحديات متعددة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية.
وخاطب الدكتور محمد سامي عبدالصادق طلاب الجامعة، مؤكدًا أن محاضرة فضيلة المفتي كانت موجهة إلى القلب والفؤاد، تحمل في طياتها الكثير من المعاني العميقة حول الهوية الوطنية.. كما شدد على أهمية احترام اللغة والثقافة والعُرف، وضرورة الوعي بما نقرأه ونسمعه، محذرًا من الحرب الفكرية التي يجب الانتباه إليها جيدًا.
وفي السياق، أكد الدكتور عبدالله التطاوي أهمية القيم الدينية والأخلاقية والروحية في بناء الأمم، مشيرًا إلى أن الأمة التي بلا تاريخ تكون في مهب الريح.. كما أشاد الدكتور محمد هيبة بكلمة فضيلة المفتي، مؤكدًا أن الهوية الوطنية هي الحصن الذي يحفظ للأمم استقرارها وثباتها.
وفي لفتة تقدير وعرفان، أعرب رئيس الجامعة عن شكره العميق لفضيلة المفتي على كلمته النافعة، التي تركت أثرًا إيجابيًا في نفوس الحاضرين، ثم قام بتقديم درع جامعة القاهرة لفضيلته، تقديرًا لجهوده العلمية والفكرية في تعزيز الوعي والهوية الوطنية.