أظهرت دراسات وأبحاث علمية حديثة أن أغنى دول العالم "تصدّر الانقراض" من خلال تدمير التنوع البيولوجي على المستوى العالمي بما يعادل 15 مرة أكثر من تدميره داخل حدودها.

وذكرت دراسة صادرة في مجلة "نيتشر" الأميركية، بحثت في كيفية تدمير نقاط التنوع البيولوجي المهمة بسبب طلب البلدان الغنية على منتجات مثل لحوم البقر وزيت النخيل والأخشاب وفول الصويا، أن معظم موائل الحياة البرية تتعرض للتدمير، خاصة في البلدان ذات الغابات الاستوائية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خلافات التمويل تسيطر على انطلاق مؤتمر التنوع البيولوجي بروماlist 2 of 2علماء المناخ يجتمعون بالصين وغياب الولايات المتحدة يثير القلقend of list

وتوصلت الدراسة إلى أن الدول الغنية مسؤولة عن 13% من الخسائر العالمية في الموائل الحرجية والغابات خارج حدودها. وكانت الولايات المتحدة وحدها مسؤولة عن 3% من تدمير الموائل الحرجية خارج حدودها.

وحسب الدراسة، يحدث القدر الأكبر من إزالة الغابات في الأماكن ذات المستويات العالية من التنوع البيولوجي، مثل إندونيسيا والبرازيل ومدغشقر، بينما تعد الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان والصين والمملكة المتحدة الدول الأكثر تأثيرا على الغابات في الخارج.

استيراد يسبب الانقراض

وقال البروفيسور من جامعة برينستون ديفيد ويلكوف، وهو أحد المشاركين في الدراسة، "من خلال استيراد الغذاء والأخشاب، فإن هذه الدول المتقدمة تصدر الانقراض بشكل أساسي، حيث تسعى الدول الأكثر تقدما للحصول على طعامها من الدول الأكثر فقرا وأكثر تنوعا بيولوجيا في المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى فقدان المزيد من الأنواع".

إعلان

وفي دراسة منفصلة نشرتها دورية "ساينس" البريطانية، قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور أندرو بالمفورد من جامعة كامبريدج إنه مع قيام الدول في المناطق المعتدلة مثل أوروبا بالحفاظ على المزيد من الأراضي، فإن النقص الناتج في إنتاج الغذاء والأخشاب سوف يتعين تعويضه من مناطق مثل أفريقيا وأميركا الجنوبية.

وبحثت الدراسة تأثير 24 دولة ذات دخل مرتفع (والتي شملت أكبر اقتصادات العالم) على أكثر من 7500 نوع من الطيور والثدييات والزواحف التي تعتمد على الغابات.

الغابات المطيرة في إندونيسيا تواجه خطر انخفاض التنوع البيولوجي (الأناضول)

ولم يأخذ الباحثون في الاعتبار أنواع المحاصيل المزروعة، لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن حوالي 80% من الأراضي الزراعية تُستخدم لإنتاج اللحوم والألبان.

وأشار بالمفورد إلى أن المناطق ذات الأهمية الأكبر للطبيعة ستدفع ثمن جهود الحفاظ على البيئة في الدول الغنية ما لم نعمل على إصلاح هذا الخلل، الذي يمكن الحد منه بالتقليص من طلب السلع ذات البصمة البيئية العالية مثل لحوم البقر، وأن تستهدف تلك الجهود المناطق الأكثر تنوعا بيولوجيا، وكذلك المناطق التي تكون فيها إمكانات إنتاج الغذاء أو الأخشاب محدودة.

تأثير البلدان الغنية

وتحدث البلدان الغنية أكبر قدر من التأثيرات على الأنواع في الغابات الاستوائية الأقرب إليها، فالولايات المتحدة التي تسببت في أكبر قدر من الدمار خارج حدودها، وفق الدراسة، كان لها التأثير الأكبر في أميركا الوسطى، في حين كان للصين واليابان تأثير أكبر على الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا.

من جهته، قال أليكس ويبي الباحث في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة برينستون الأميركية إنه من خلال تكثيف عمليات من الخارج أصبحت البلدان الغنية تؤثر بشكل كبير على الأنواع في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل تحولا جديا في التهديدات للحياة البرية.

إعلان

وعلى الصعيد العالمي، يعد فقدان الموائل الطبيعية أكبر تهديد لمعظم الأنواع، ويحدث حوالي 90% من ذلك بسبب تحويل الموائل البرية إلى أراضٍ زراعية.

وحسب دراسة سابقة لموقع "غلوبال فوريست"، أدت التأثيرات البشرية فعليا إلى فقدان حوالي 40% من غابات العالم، ومن عام 2002 إلى عام 2021، فُقدت 68.4 مليون هكتار من الغابات الرطبة، أي 16% من إجمالي الغطاء الشجري في الفترة الزمنية نفسها، وتراجع إجمالي مساحة الغابات الأولية الرطبة على مستوى العالم بنسبة 6.7%.

كما جاء في تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة البرية أن عدد الثدييات والطيور والزواحف والأسماك على الأرض انخفض بنسبة 69% خلال الخمسين عاما الماضية، كما أن عدد حيوانات المياه العذبة في الأنهار والبحيرات تراجع بنسبة 84% مقارنة بعام 1970.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب تغي ر المناخ التنوع البیولوجی البلدان الغنیة خارج حدودها

إقرأ أيضاً:

انهيار أمريكا أصبح حتمية تاريخية

يمانيون../
أمريكا التي بنت امبراطوريتها على أنقاض العديد من الدول في مختلف قارات العالم تعيش اليوم مرحلة الشيخوخة..

وكما قال عالم الاجتماع العربي عبدالرحمن بن خلدون إن للدول أعماراً كأعمار البشر، تبدأ بالطفولة وتنتهي بالشيخوخة.. دخلت أمريكا مرحلة شيخوختها وبدأت التدحرج إلى الأسفل من القمة التي وصلت إليها بالقوة العسكرية والاحتلال والنهب والتدمير.

لم تستطع أمريكا البقاء في المكانة التي وصلت إليها لأن حركة التاريخ تفرض عليها السقوط، وهذه حتمية تاريخية عاشتها كل الدول التي بنت حضارات كبيرة ومؤثرة، تصل هذه الحضارة إلى نقطة تاريخية تحتم عليها التراجع والنكوص وإفساح المجال لحضارات أخرى صاعدة.

الآن في عهد هذا الرئيس الأمريكي المعتوه ترامب تسارعت عملية الانهيار الأمريكي انطلاقاً من حقيقة تاريخية تقول إن للقادة تأثيرات مفصلية على بلدانهم، إما أن يقودونها إلى المجد أو إلى الهاوية والأخيرة ما يحدث الآن في أمريكا.

ترامب يسحب بلاده بقوة وثبات صوب الهاوية، وكثير من الدول التي تضررت من أمريكا ستتشفى من السقوط الأمريكي المريع من فيتنام إلى أفغانستان إلى البوسنة والهرسك إلى دول أمريكا اللاتينية ودول الشرق الأوسط والعديد من الدول الأوروبية تركت أمريكا لنفسها ثارات في مختلف أنحاء العالم وقد حان الوقت لتسدد ديونها تلك.

وباستقراء سريع نلاحظ أن نسبة كبيرة من انحدار أمريكا نحو الهاوية جاء على يد من يصنفها العالم بأنها أضعف دولة؛ الجمهورية اليمنية التي تقف اليوم شامخة لمقارعة امبراطورية الشر بجبروتها العسكري، وقد تحقق لليمن ما أراد وأذل أمريكا في معركة البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.. يقف العالم مصاباً بالدهشة أمام هذه المنازلة التي يصنفها بأنها غير متكافئة.

لقد ألحقت العملية العسكرية اليمنية بكيان الاحتلال وداعميه وحلفائه وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا هزيمة قاسية متعددة الجوانب؛ ففي الجانب السياسي لم تعد معظم دول العالم مقتنعة بالمقاربة السياسية للقضية الفلسطينية من وجهة النظر الصهيونية والأمريكية والبريطانية، والتي ظلت لعقود من الزمن تسوقها تحت مسمى أحقية إسرائيل في العيش على أرض فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني..

وفي الجانب العسكري كانت الهزيمة التي ألحقتها البحرية اليمنية بكيان الاحتلال وأقوى دولتين عسكريتين في العالم أمريكا وبريطانيا مدوّية، تمكنت خلالها البحرية اليمنية بصواريخها البالستية دقيقة التصويب ومسيراتها المتطورة من وضع حد للعربدة الأمريكية البريطانية الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب..

وفي الجانب الاقتصادي كان تأثير العملية العسكرية اليمنية على كيان الاحتلال قاسياً تمثل بشل حركة الموانئ الفلسطينية المحتلة خاصة ميناء أم الرشراش (إيلات) وإيقاف حركة الاستيراد والتصدير في كل الموانئ، الأمر الذي خلف وضعاً صعبا للكيان الصهيوني.

المسألة الآن مسألة وقت، وقد تعلن أمريكا هزيمتها بنفسها انطلاقاً من جملة من الحقائق يعيش العالم فصولها لحظة بلحظة.

مقالات مشابهة

  • خسر 113 مليار دولار.. وما زال الأغنى في العالم
  • هذه أفقر الدول حسب الناتج المحلي الإجمالي للفرد (إنفوغراف)
  • الصين تسخر من ترامب: نمر على الورق فقط
  • خالد حنفي: شراكة استراتيجية عربية - صينية لمواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية
  • الأمم المتحدة تطلق شبكة جمعيات ضحايا الإرهاب
  • بريكس تناقش ردا مشتركا على سياسات ترامب التجارية
  • ميشوستين: نمو الاقتصاد الروسي يفوق معدلات الدول المتقدمة
  • انهيار أمريكا أصبح حتمية تاريخية
  • دول بريكس تبحث رداً مشتركاً على سياسات ترامب التجارية
  • 2.7 تريليون دولار.. العالم يعيد تسليح نفسه بأعلى وتيرة منذ الحرب الباردة