قال الكاتب والباحث رفعت سيد أحمد متخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إنّ الإرهاب الفكري والمعنوي واستخدام الشائعة دون تقوى سمة أساسية في الإخوان وأغلب التشكيلات والتنظيمات المتقاطعة معها.

اغتيال المختلفين معهم معنويا

وأضاف «أحمد»، في حواره مع الإعلامي محمد الباز مقدم برنامج «الشاهد»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»: «من المفترض أن السياسي أو المثقف بشكل عام يكون لديه احترام لخصوصيات الآخرين، فما بالك بالمثقف الإسلامي عندها الوازع يجب أن يكون أشد، ولكن الشاهد خلال فترات طويلة، فإن لدى أغلب التنظيمات الإخوانية والمتسلفة التي تعاونت مع الإخوان في العنف والسياسة أنهم يغتالون المختلفين معهم معنويا قبل الإجهاز عليهم جسديا».

وتابع الباحث: «هذا الأمر يرجع إلى أنهم فقراء ثقافيا، هذه الجماعة بلا خيال أو فكر أصيل حقيقي، هي ببغاوات فكر، حيث تكرر المقولات دون أن تتمحصها في عمق، وبالتالي ليس من المصادفة ألا نجد أديبا في قيمة نجيب محفوظ في هذه الجماعة».

الفقر الثقافي والمعرفي

وشدد على أن هذا الفقر الثقافي والمعرفي والفكري سهّل لديهم إلقاء التهم على المختلفين سياسيا وفكريا مع الإخوان، وأصبح هذا الأمر عادة وإدمانا، ويقولون الاتهامات بالكفر والعمالة والتجهيل كأنها حقيقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشاهد الإخوان نجيب محفوظ الحركات الإسلامية العنف

إقرأ أيضاً:

ملاحظات أساسية حول الحرب على غزة

أوضاع الحرب على غزة تثير لدى المرء أفكارًا عديدة متداخلة ومتضاربة قد تصيبه بحالة من التشويش العقلي، نظرًا لتداخل وتضارب أبعاد هذه الحرب وتأثيراتها على الأوضاع الإقليمية والعالمية أيضًا، سواء من النواحي السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. فمن أين نبد؟ ما الزاوية التي يمكن أن ننظر من خلالها إلى هذه الحرب؟ الحقيقة أنني لا أود هنا الخوض في أي بعد من هذه الأبعاد على حدة، وإنما أريد أن أسوق بعض الملاحظات العامة على ماهية هذه الحرب وتداعياتها.

*لعل القارئ يلاحظ أولًا أنني لا استخدم هنا تعبير «حرب غزة»، وإنما أستخدم عن قصد تعبير «الحرب على غزة»: ذلك أن التعبير الأول -وهو التعبير الشائع والمتداول في وسائط الإعلام- هو تعبير قد يوحي بإقرار السردية القائمة بالفعل، وهي أن هناك حربًا دائرة بين غزة (والمقاومة الفلسطينية عمومًا) وبين إسرائيل منذ قرابة سنة ونصف، وأن هذه الحرب قد اندلعت بسبب هجوم حماس على مواقع إسرائيلية وأسر كثير من الإسرائيليين العسكريين والمدنيين.

وقد تبدو هذه السردية معقولة ومطابقة لواقع الحال وما جرى بالفعل؛ ولكنها مع ذلك ليست صادقة؛ لأنها لا تمثل السبب الحقيقي للحرب الذي يكمن على عمق أبعد من ذلك بكثير: ذلك أن هجوم حماس على غزة في السابع من أكتوبر سنة 2023، ما هو إلا مرحلة جديدة من المقاومة لاحتلال متواصل يشن حربًا لا تهدأ على شعب فلسطين منذ أكثر من سبعين سنة، ليس فقط من خلال اقتطاعه المتواصل لأراض فلسطينية، وإنما أيضًا من خلال تهجير سكانها وتجويعهم وتدمير مساكنهم، والقتل المتعمد للكثير منهم على مر الزمان. ومعنى هذا أن هناك حربًا متواصلة على غزة، وليست مجرد حرب دائرة في غزة في الوقت الراهن.

*لا بد من الإقرار بأن تاريخ 7 أكتوبر هو تاريخ فارق، لا بمعنى أنه مقطوع الصلة بما قبله، وإنما بمعنى أنه يشكل مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية، وهذا أمر يمكن الكشف عنه من نواحٍ عديدة. فمن ناحية يمكن القول إن المقاومة على مدى عام ونصف -منذ ذلك التاريخ- قد أظهرت صمودًا قويًّا في مواجهة آلة عسكرية جبارة مدعومة بأحدث الأسلحة الأمريكية؛ وبذلك استطاعت تبديد الأكذوبة الرائجة في وصف الجيش الإسرائيلي بأنه «الجيش الذي لا يُقهَر». وهذا يكشف عن أمر آخر، وهو أن مسألة الانتصار والهزيمة في الحروب لا تحسمها القوة العسكرية وحدها: فمن المسلم به أن المقاومة الفلسطينية تمتلك أسلحة بالغة الضعف والضآلة بالقياس مع أسلحة الجيش الإسرائيلي، ولكن صمود المقاومة قد صنعته أشياء أخرى غير السلاح، وهو ذلك الصمود المدهش للشعب الفلسطيني نفسه وتمسكه بأرضه، رغم كل ما يواجه من موت ودمار وخراب.

*ومن الحقائق الواضحة التي نتجت عن هذه الحرب هي أنها جلبت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي سواء على المستوى السياسي الرسمي أو الإعلامي أو الشعبي، بعد أن كانت القضية الفلسطينية مطمورة في اجتماعات الغرف السياسية أو في دهاليز المؤامرات الدولية. فلأول مرة نجد اهتمامًا شعبيًّا واسعًا عبر العالم بالقضية وبمناصرة حقوق الشعب الفلسطيني، بل نجد اهتمامًا بذلك أيضًا لدى أجيال الشباب والطلبة في العالم الغربي، خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية.

*وقد كشفت لنا هذه الحرب عن المواقف العنصرية في كثير من سياسات الدول الغربية بشأن القضية، وخاصة في سياسة الولايات المتحدة الداعمة بقوة لإسرائيل في نوع من الانحياز العلني الذي يتجاهل كل الحقائق التاريخية والوقائع التي تجري على الأرض.

وإذا تغاضينا عن الحقائق التاريخية، فكيف يمكن لموجود بشري حقيقي أن يتجاهل ما يجري على الأرض في هذه الأيام: هناك مشاهد مروِّعة لأم شهيدة يعلو صدرها جسد طفلتها الشهيدة، ومشاهد لأب يحمل طفله الرضيع في حالة احتضار، وقد بدا الرضيع رافعًا أصابع يديه إلى السماء، وكأنه يستنجد بالله. تلك مشاهد تفوق تصوير بيكاسو لقسوة الهجوم الوحشي على قرية مسالمة من قرى إسبانيا في لوحته الشهيرة «الجيرنيكا»، وتفوق تصوير حالات القسوة والكآبة والموت في لوحات جويا، بل تفوق حتى تصوير شوبنهاور في كتاباته لهول بؤس البشر وعذابهم. وعلى هذا، فإن من ينحازون ضد مثل هؤلاء البشر ليسوا متحيزين فحسب من الناحية السياسية، وإنما هم أيضًا متحيزون بطريقة لا أخلاقية، بل بطريقة لا إنسانية.

*ومن الحقائق التي نتجت عن هذه الحرب وباتت واضحة على الأرض أن مآلات الحرب قد تُفضي إلى مزيد من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والهيمنة بقوة السلاح، ولكن ذلك لن ينهي القضية الفلسطينية وروح المقاومة المتأصلة في طبيعة الشعب الفلسطيني؛ وربما يكون هذا في حد ذاته دافعًا قويًّا لرضوخ إسرائيل والقوى الداعمة لها إلى الأمر والواقع، ومن ثم إلى البحث عن مسار سياسي حقيقي لحل القضية أو حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • الإجراءات الجنائية يمنح الحق للمتهم في مواجهة الشاهد المجهول دون كشف هويته
  • ملاحظات أساسية حول الحرب على غزة
  • الإجراءات الجنائية.. حق الدفاع والطعن على قرار إخفاء هوية الشاهد
  • أحمد موسى: إسرائيل أنشأت وكالة مهمتها تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • أحمد موسى: الإخوان يستهدفون مصر بشائعات مغرضة وكاذبة
  • د. عمرو عبد المنعم يكتب: عقل الإخوان فى زنزانة 65 بعنبر قناة مكملين.. استحضار العمل لتاريخ تنظيم سيد قطب.. ومساحات المظلومية ما زالت تعكس واقعًا مأزومًا لدى الجماعة
  • المشاكل الاقتصادية تهدد البلاد و30 مليون إيراني تحت خط الفقر
  • الشهادة الزور أمام المحكمة.. جريمة قد تقودك للإعدام
  • خلال اجتماع بماسبيرو.. رئيس الأعلى للإعلام يناقش مستقبل العمل الثقافي والإعلامي
  • الجماعة الإسلامية: للإسراع في إطلاق الموقوفين الإسلاميين