بقلم : حسين الذكر ..

من يتمعن ويقرا ما طرح من آراء في المدينة الفاضلة وحوارات سقراط مع السفسطائين وما طرح في اكاديمية افلاطون وما بَلغه المعلم الأول ارسطو يقف حائرا بمنزلة وظروف نشوء تلك الحضارة .
يقال ان اقرب فهم للمعنى المقصود من مفردة ( اكاديمية ) هي مدرسة لتعلم الوعي أسسها افلاطون في بستان وكتب على جدارها لا يسمح لمن لا يجيد الرياضيات دخولها – والمقصود حسب فهمي المتواضع بالرياضيات – هو الوعي في الحياة لا ارقامها فحسب .


مطلع الالفية الثالثة انحدر مستوى التعليم العالي في الدول العربية بصورة واضحة حتى اصبح الطالب جل همه ان يصل لصخب وترند يوم التخرج الراقص باشكال والوان ثقافة المجتمع العولمي .

فالمدارس والجامعات الحكومية سابقا كانت تضم اغلب أبناء الشعب ( أباة الضيم وماكنة الهم ) القادرة على تفريخ الفلاسفة والعلماء والجهابذة والعباقرة والعاملون بمختلف صنوف المعرفة .. فيما انتشرت بصورة عمودية وافقية ظاهرة التعليم الخصوصي التي تعتمد الملزمة والمرشحات الجاهزة والنجاح المؤكد .. حتى أصبحت عناوينها اكثر شهرة وسعة من ( باعة الفلافل والفول ) .
اذ بامكان أي باحث علمي زيارة اغلب طلبة الجامعات والاعدادية الاهلية والحكومية واستطلاع المستويات واستنباط المعان والدلالات مما بلغت من تدني كانعكاس لظواهر عولمية مجتمعية متشابكة وشائكة .
حتى اصبح اغلب طلاب الوطن العربي يدرسون للحصول على الشهادة (وترند )التتويج لتحقيق اهداف محددة متفق عليها ضمنا وعرفا … باعتبار الدراسة وسيلة للحصول على وظيفة وراتب ووجاهة وضمان التقاعد وغير ذلك .. ما لا يمت بصلة للوعي ..
لقد بلغت نسبة الامية قبل الحرب العالمية الأولى في الدول العربية الى ما يصل 90 بالمائة الا ان الوعي عند العشرة الباقية كان كبيرا جدا .. فيما شعوبنا اليوم اغلبهم يجيدون القراءة والكتابة وخريجوا جامعات بل ويتقنون فنون استخدام برامج التواصل فيما نسبة الوعي انحسرت دون العشرة بالمائة .
قبل سنوات فكرّتُ بافتتاح منتدى صغير او صالون في بيتي لالقاء بعض المحاضرات عن ( الوعي ) معتقدا او ثقة او غرورا بنفسي باني بلغت من الاطلاع ما يمكنني ان افيد به أبناء وطني .. وكانت مجازفة خطيرة في بيئة يعد فيها الوعي اكسد بضاعة .. بل مهنة تبلغ حد ( السخافة ) – حسب راي البعض – لانها لا توكل عيش . وقد استشرت بعض خلص أصدقائي ممن اثق بنواياهم الحسنة وتوجهاتهم الخيرة وقدرتهم على الفهم فجاءت النصائح كالاتي :-

احدهم قال : ( من سيدخل اكاديميتك المزعومة ومن سيدفع فلسا واحدا مقابل ذلك وكيف ستسدد الايجار وبقية المصروفات ) . قال اخر : ( ان تعليمك الوعي سيحرض بعض أصحاب الفضول وربما يحاربوك حد الاتهام ) . قال اخر : ( ان الفكرة ولدت ميتة ولا تصلح لبيئة تنتشر بها المدارس التي تَعدُ الناس بالتعيين .. فماذا تعدُ طلابك بعد الفهم .. هل سيبيعون ( وعي ) .. باي سوق ومصرف يصرفوه ) . قال آخر : ( انصحك ان لا تخوض بملف شاق وخيم العواقب .. فانت فعلا تؤدي هذا الغرض من خلال اعمدتك وتغريداتك ومحاضراتك ونقاشاتك ) .
عند ذاك تذكرت رائعة سقراط التي قال فيها : ( واي حكمة تلك التي تباع بدراهم معدودة ) ..
ثم تمعنت في العبارة الاثيرة والحزينة والعميقة التي قالها الامام محمد باقر الصدر حينما سؤل عن موعد صدور كتابه المنتظر ( مجتمعنا ) ، فقال : ( ان مجتمعنا لا يسمح باصدار مجتمعنا ) . حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مسؤولون: إعلان عام 2025 "عام المجتمع" يعزز التلاحم المجتمعي

يجسد إعلان عام 2025 "عام المجتمع"، حرص القيادة الرشيدة على تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية عبر إطلاق برامج ومبادرات تسهم في تمكين الأفراد وترسيخ ثقافة العطاء والتعاون، ويمثل فرصة لتعزيز الهوية الوطنية والمحافظة على الموروث الثقافي ما يجعل الإمارات نموذجًا عالميًا يحتذى في بناء مجتمع قوي ومتلاحم.

وأكد مسؤولون بهذه المناسبة، أن إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2025 "عام المجتمع" جاء ليفسح المجال واسعاً أمام الهيئات والمؤسسات المختلفة في الدولة، من أجل مزيد من الجهود لترسيخ قيم التكاتف والتعاون والمسؤولية المشتركة، ما يسهم في بناء مجتمع مزدهر ومتماسك.

التنمية الاجتماعية 

وشدد هؤلاء المسؤولون في تصريحات لهم، على أن هذا الإعلان يرسخ أركان التنمية الاجتماعية ويعزز الوعي المجتمعي ويعد بمثابة دعوة للمؤسسات للعمل على برامج ومبادرات تدعم الروابط الأسرية وتشجع العمل الجماعي مع تسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية والثقافية التي تعزز استدامة المجتمع وتماسكه، وترسّخ مكانة الإمارات نموذجا متميزة في التنمية الاجتماعية.
وأشاد محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، بإعلان عام 2025 "عام المجتمع"، مؤكداً أنه يعكس رؤية طموحة لتمكين الإنسان وتعزيز دوره في بناء مجتمع متلاحم.

برامج ثقافية وتوعوية 

واعتبر المر أن هذه المبادرة تشكل انطلاقة أساسية لتعزيز القيم المجتمعية النبيلة، مشدداً على دور مكتبة محمد بن راشد في دعم هذا التوجه من خلال توسيع برامجها الثقافية والتوعوية، وتعزيز ثقافة القراءة والمعرفة كركائز أساسية لبناء مجتمع مستنير، بالإضافة إلى تشجيع العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية الفاعلة.
وأكد المهندس مروان أحمد بن غليطة، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي ومدير عام بلدية دبي بالإنابة، أن إعلان "عام المجتمع"، يضع رفاه المجتمع وتماسكه في صدارة الأولويات الوطنية.
وأشار إلى التزام دائرة الأراضي والأملاك في دبي بدعم هذه المبادرة عبر تطوير بيئة عقارية تعكس قيم الترابط والتعاون، وإطلاق مبادرات تستهدف الاستدامة والحفاظ على التراث الثقافي، تحقيقًا لرؤية الدولة في بناء مجتمع سعيد ومستدام.

رؤية القيادة 

من جهتها، أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن تخصيص عام 2025 "عام المجتمع" تحت شعار "يدًا بيد" يجسد رؤية القيادة وحرصها على تقوية الروابط المجتمعية.
وأوضحت أن بناء مجتمع متماسك يعتمد على الاستثمار في الإنسان، مشيرةً إلى أن "دبي للثقافة"، ستدعم المبادرة عبر مشاريع تحتفي بالتنوع الثقافي في الإمارات، إلى جانب تنظيم برامج إبداعية لتنمية المواهب، وتشجيع الابتكار في المجالين الثقافي والفني، ما يعزز الهوية الوطنية ويضمن استدامة الموروث الثقافي.
وأعرب الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة "دبي العطاء"، عن فخره بإعلان عام 2025 "عام المجتمع"، مشيدًا بجهود القيادة في تعزيز قيم العطاء والتلاحم الاجتماعي.

مبادرات تطوعية 

وأكد التزام "دبي العطاء"، بإطلاق مبادرات تطوعية تدعم روح العطاء والمسؤولية الاجتماعية، داعياً الأفراد إلى المشاركة في تحسين التعليم للأطفال والشباب المحتاجين، سواء من خلال دعم حملات تعليم الفتيات، أو توفير الإغاثة التعليمية للأسر المتعففة.
وأشار إلى أن تكاتف المجتمع الإماراتي كان وراء نجاح "دبي العطاء"، في الوصول إلى أكثر من 116 مليون شخص في 60 دولة، وهو دليل على قوة العطاء كأداة للتنمية المستدامة.

ترسيخ المسؤولية المشتركة 

بدوره، أكد هشام عبدالله القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة "وصل"، أن "عام المجتمع"، يمثل فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي وترسيخ المسؤولية المشتركة من خلال مبادرات تدعم التعاون والتآزر بين جميع فئات المجتمع.
وأوضح أن هذه المبادرة تجسد التزام القيادة بترسيخ مجتمع متقدم وقادر على إحداث تغيير إيجابي، مشددًا على أهمية العمل الجماعي لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وتعزيز مكانة الإمارات نموذجا عالميا للمجتمع المتماسك والمستدام.

مقالات مشابهة

  • نوال تحتفل بأول عيد وطني كويتي بعد سحب جنسيتها.. كيف تفاعلت؟
  • تخرج دفعة جديدة من دورات “طوفان الأقصى” في مديرية عبس بحجة
  • البيت الأبيض: ترامب مُستعد لدعم إسرائيل في أي مسار تختاره فيما يتعلق بحماس
  • تغيير اسم جامعة حلون.. هل يؤثر على شهادات التخرج للطلاب؟
  • مجتمع متدين بطبعه!!
  • الموقف العربي فيما وراء خطة ترامب تجاه قطاع غزة
  • الأرصاد تكشف عن موعد انكسار الموجه الباردة
  • موجة باردة.. الأرصاد تكشف الظواهر الجوية المتوقعة حتى الجمعة المقبلة
  • مسؤولون: إعلان عام 2025 "عام المجتمع" يعزز التلاحم المجتمعي