«أبوظبي للأوراق المالية» يستهدف الانضمام لقائمة أكبر 10 بورصات في العالم
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
يستهدف سوق أبوظبي للأوراق المالية، الانضمام إلى قائمة أكبر 10 بورصات في العالم من حيث القيمة السوقية خلال السنوات القادمة، بحسب عبد الله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لدى مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وأكد النعيمي، في تصريحات لـ «الاتحاد» على هامش إطلاق «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية» أن مقومات السوق الحالية من حيث ربحية الشركات المدرجة ونشاط التداولات وسهولة العمليات تمكن من تحقيق هذا الهدف، ولذا يصنف السوق حالياً في المركز 18 عالمياً من حيث القيمة السوقية التي تتجاوز 2.
وقال إن إطلاق «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية»، والإعلان عن شركتين جديدتين، هما شركة «أبوظبي للمقاصة» و«أبوظبي للإيداع» يعد تطويراً شاملاً، سيسهم في الارتقاء بتصنيف السوق لمصاف البورصات العالمية، حيث سيسهم في تعزيز البنية التحتية للسوق، من حيث التنظيم الإداري والقوانين ونموذج الأعمال والأنظمة وغير ذلك، منبهاً أن هذا التطوير يتماشى أيضاً مع الرؤية الاقتصادية طويلة الأمد لإمارة أبوظبي، ويساهم في تعظيم جهود السوق، ضمن خطواته الثابتة لتبني أبرز التطورات والتحديثات عالمية المستوى في قطاع الأسواق المالية.
انعكاسات إيجابية
وعن تأثير تطوير البنية التحتية الجديدة للسوق، على المستثمرين، قال النعيمي، إنه يعكس التزام مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية بجذب عدد أكبر من المستثمرين إلى الإمارات، وتعزيز سوق رأس المال في الدولة، إضافةً إلى ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً مالياً دولياً ورائداً في مجال الاستثمار.
وأضاف أن «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية» ستقود المسيرة في تبني التقنيات الجديدة لتحويل المشهد الاستثماري في أبوظبي، خاصة أن نظام التداول المحدث لدى المجموعة سيقود إلى زيادة المرونة والأداء بنسبة 400%، ما يعزز مكانة الإمارة مركزاً مالياً عالمياً.
وأوضح أن «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية» عملت على تطوير تجربة أفضل للمستخدمين، من خلال اعتماد مجموعة من الأدوات الرقمية المتطورة، ومن بينها إطلاق نظام قوي لإدارة العملاء، وموقع إلكتروني جديد للشركة، وتطبيق للهواتف المحمولة، وذلك بهدف تمكين المستثمرين من الوصول المباشر إلى بيانات السوق في الوقت الفعلي، وأدوات تحليل متقدمة، إلى جانب خدمات محسّنة لإدارة المحافظ الاستثمارية. وأشار إلى أن النموذج الجديد الذي أطلقته مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، يهدف إلى تحويل السوق وضمان استدامته في المستقبل، حيث تعتمد المجموعة على نظام تداول متطور، ومنصات جديدة للمقاصة والتسوية، إلى جانب تقديم خدمات ما بعد التداول، ما يساهم في تعزيز فرص الاستثمار وزيادة سيولة السوق، من خلال تمكين المستثمرين والمشاركين فيه من الوصول بشكل أسرع وأكثر كفاءة إلى الأنشطة والقطاعات المالية المزدهرة في أبوظبي، مؤكداً أن هذه التطورات ستساهم في تمكين مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية من تقديم تشكيلة متنوعة من المنتجات والخدمات المالية التي تلبي الاحتياجات المتغيرة للمستثمرين المؤسساتيين والأفراد، وكذلك الجهات المصدرة والشركات في دولة الإمارات، ومنطقة الشرق الأوسط.
عام الإدراجات
أخبار ذات صلةوفيما يخص الإدراجات والاكتتابات العامة الأولية الجديدة في عام 2025، كشف النعيمي، أنه من المتوقع الإعلان عن اكتتابين أوليين جديدين، خلال النصف الأول من العام الحالي، معلناً أن عام 2024 كان من أنجح الأعوام، حيث تم إدراج 28 ورقة مالية جديدة، وجاء سوق أبوظبي للأوراق المالية ضمن المراتب الخمس الأولى على مستوى البورصات عالمياً، من حيث عائدات الاكتتابات الأولية، حيث جمعت هذه الاكتتابات ما يقدر بـ 3.35 مليار دولار، فضلاً عن استحوذ السوق على 38% من إجمالي عائدات الاكتتابات الأولية في الشرق الأوسط و80% داخل دولة الإمارات، ما يعزز ريادته في سوق الاكتتابات العامة.
منظومة شاملة
وحول أهمية إنشاء شركتين (مستقلتين) للمقاصة والإيداع، أفاد النعيمي، بأن تلك الخطوة تستهدف إرساء منظومة استثمارية شاملة، موثوقة وفعالة مع شركات ما بعد التداول الجديدة، «أبوظبي للمقاصة»، و«أبوظبي للإيداع»، حيث تسعى مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، من خلال إنشاء قسم «خدمات ما بعد التداول» الجديد، والذي يضم تحت مظلته الشركتين، إلى تعزيز كفاءة سوق الأوراق المالية، وضمان توفر خدمات المقاصة، والتسوية، والإيداع، وإدارة المخاطر لتلبية احتياجات المستثمرين المحليين والدوليين بكل سلاسة وموثوقية، إذ ستساعد هذه الإضافات في تعزيز كفاءة السوق، وتسهيل تدفق رؤوس الأموال لتعزيز النمو الاقتصادي.
وقال إن «أبوظبي للمقاصة» تعد شركة رائدة في مجال المقاصة المركزية، وانشأت حديثاً بهدف تعزيز كفاءة عمليات المقاصة والتسوية في السوق، إلى جانب التقليل من مخاطر الأطراف المقابلة، وضمان الامتثال المستمر للمعايير والممارسات العالمية، لافتاً إلى أن «أبوظبي للإيداع»، ستعمل كجهة الإيداع المركزي للأوراق المالية في أبوظبي، وتشكل عنصراً أساسياً في تعزيز مرونة واستقرار وكفاءة أسواق رأس المال، كما تتولى مسؤولية حفظ الأوراق المالية للمستثمرين، وتسهيل عمليات المقاصة والتسوية بشكل آمن وفعال، إلى جانب نقل الأسهم، وتنفيذ إجراءات الشركات، وغيرها من الخدمات الحيوية.
بنية تحتية استثمارية
ووفقاً لـ عبد الله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لدى مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، فإن تطوير سوق رأس المال في أبوظبي، سيتم باستخدام أحدث التقنيات والبنية التحتية الاستثمارية، وتأتي الشراكة الاستراتيجية بين «مجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية»، و«ناسداك» في صميم هذا التحول لتقديم المنصة الأساسية المحدثة (CPU)، والتي توفر قدرات متقدمة عبر خدمات التداول والمقاصة وما بعد التداول.
وأوضح أن تلك التحديثات تضمن الجهوزية التشغيلية للسوق لجذب فئات جديدة من المشاركين، وزيادة أنشطة التداول، وتشمل الميزات الرئيسة أن المنصة الأساسية المحدثة ستعمل على تحسين البنية التحتية للتداول ودمج فئات أصول متعددة (بما في ذلك الأسهم، وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، وأدوات الدين والمشتقات المالية) في منصة واحدة عالية الأداء.
وأشار إلى أنه تم تحسين المنصة لدعم التداول عالي التردد (HFT) والاستراتيجيات الخوارزمية، ما يسهم في تسريع عمليات التداول وزيادة سيولة السوق، مؤكداً أنه ومن خلال إدخال أنواع جديدة من الأوامر وميزات الصفقات التفاوضية، سوف يستفيد المستثمرون والأسواق المالية من مرونة وكفاءة أكبر في التداول، مع إمكانية تنفيذ استراتيجيات تداول متقدمة وأكثر تطوراً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سوق أبوظبي للأوراق المالية مجموعة سوق أبوظبی للأوراق المالیة فی أبوظبی إلى جانب فی تعزیز من خلال من حیث
إقرأ أيضاً:
جائزة الشيخ زايد للكتاب تجمع مبدعي العالم في أبوظبي
أبوظبي (الاتحاد)
شهدت «منصة المجتمع»، جلسة حوارية مميزة تحت عنوان «تقدير لكل مبدع: حوار مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للدورة التاسعة عشرة»؛ وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، بحضور نخبة من رموز الأدب والثقافة العالمية، فيما ترأس الجلسة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارتها الدكتورة ناديا الشيخ، عضو الهيئة العلمية للجائزة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور علي بن تميم أن جائزة الشيخ زايد للكتاب ترسخ التبادل الثقافي بين الحضارات، وتعزز حضور الإبداع الإنساني في عالم متغير، مشيراً إلى أن تكريم هذه النخبة من المبدعين تكريم للعقل المنتج، وللفكر الذي يعبر الحدود ليربط بين الشعوب.
وأكد أن الجائزة تسعى إلى الاحتفاء بالعقل المنتج للمعرفة، وتكريم الأصوات القادرة على مد جسور الحوار بين الثقافات.
وأشار إلى أن اللقاء مع الفائزين يرسخ هذه الرؤية، حيث يتحول الحفل إلى منصة للتبادل المعرفي والاحتفاء بالتنوع الثقافي، مشيداً بما يحمله كل عمل فائز من قدرة على إلهام الأجيال الجديدة، وتعميق الوعي النقدي تجاه قضايا الإنسان والهوية والمستقبل.
معايير عالمية
استهلت الروائية اللبنانية الفرنسية هدى بركات مداخلتها بالحديث عن روايتها «هند أو أجمل امرأة في العالم» التي فازت بجائزة فرع الأدب، موضحة أن كل رواية تُكتب هي شكل من أشكال الانتصار على البيئة المحيطة. وأكدت أن أدبها يتموضع في منطقة الحب المنتقد، حيث تروي الرواية مفاهيم الجمال بمعالجة مختلفة تتجاوز الصور التقليدية.
ورأت أن الجوائز العربية تحمل لها قيمة مضاعفة، معربة عن امتنانها العميق لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبرتها جائزة عالمية بمعاييرها واهتمام الإعلام الدولي بها.
من جانبها، تحدثت الكاتبة المغربية لطيفة لبصير، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل والناشئة عن كتابها «طيف سَبيبة»، عن تجربتها الأولى في الكتابة الموجهة للأطفال، معتبرة أن تناول موضوع التوحد كان تحدياً إنسانياً وفنياً. وأوضحت أنها استلهمت تجربتها من معايشتها لحالات قريبة تعاني هذا الاضطراب، مما دفعها إلى البحث والدراسة العلمية قبل الخوض في السرد الأدبي.
بدوره، أوضح الدكتور محمد بشاري، الفائز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابه «حق الكد والسعاية: مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة»، أن كتابه يقدم قراءة فقهية تأصيلية لمفهوم الكد والسعاية، مبيناً جذوره الفقهية وقدرته على مواكبة التحولات الاجتماعية.
واعتبر بشاري أن كتابه يمثل محاولة لاختراق تقليدي فقهي قديم، مؤكداً أن الإسلام يملك في جوهره إمكانات كبيرة لتعزيز مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة بطريقة علمية متأصلة.
واستعرض المترجم الإيطالي ماركو دي برانكو، الفائز بجائزة فرع الترجمة عن نقله لكتاب «هروشيوش» من «العربية» إلى «الإنجليزية»، أهمية عمله بوصفه صلة وصل ثقافية بين عوالم متعددة.
وأشار إلى أن الكتاب يجمع بين نصين متجاورين بـ«العربية» و«الإنجليزية»، ويعيد إحياء نص تراثي تمت ترجمته في العصر العباسي بأمر الخليفة المستنصر بالله.
ورأى أن هذه الترجمة تفتح نافذة جديدة لدراسة التفاعل العميق بين الثقافات والحضارات عبر الزمن.
قراءة جديدة
في مداخلته، تحدث الدكتور سعيد العوادي، الفائز بجائزة فرع الفنون والدراسات النقدية عن كتابه «الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي»، عن أهمية إعادة قراءة التراث العربي من زوايا غير تقليدية.
وبيّن أن كتابه يسعى إلى تسليط الضوء على خطاب الطعام المهمل في التراث البلاغي العربي، مقدماً قراءة جديدة تعيد الحياة إلى النصوص المنسية، وتكشف عن أن كثيراً من مصطلحات اللغة العربية تنبع جذورها من عالم الطعام. وأوضح أن العودة إلى هذه المساحات المنسية تمنح البلاغة روحاً جديدة، وتفتح آفاقاً مختلفة لفهم الأدب العربي القديم.
وتناول الباحث البريطاني أندرو بيكوك، الفائز بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه «الثقافة الأدبية العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر»، أثر الثقافة العربية والإسلامية في تلك المنطقة.
وأوضح، أن عمله يكشف عن العلاقات المتينة التي ربطت العرب والمسلمين بجنوب شرق آسيا، وكيف أسهم العلماء المهاجرون من الحجاز والمغرب في نشر الثقافة والمعرفة هناك، مما يعيد صياغة فهمنا للتاريخ الثقافي في تلك البقعة من العالم.
وتحدث الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون، الفائز بجائزة فرع تحقيق المخطوطات عن تحقيقه لكتاب «أخبار النساء»، عن أهمية العمل في حفظ التراث النسوي العربي.
وبيّن أن الكتاب يُعد من المصادر النادرة التي تناولت النساء بشكل مستقل، معتمداً على كتب تراثية، مثل «الأغاني»، من دون تصنيف نمطي قائم على الطبقات الاجتماعية.