ميديا بارت: خطر الفوضى في معسكرات الجهاديين بسوريا مرتفع
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
قال موقع ميديا بارت إن الشائعة التي تقول بسحب المساعدات الأميركية المخصصة لمراقبة وتزويد معسكري الهول وروج في سوريا، أثارت حالة من الذعر في المخيم الذي يحتجز فيه منذ سنوات آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح الموقع -في تقرير مشترك بين أنيت دويديت وغابرييلا كيلر من موقع كوريكتيف- أن التأثير كان فوريا، وأن النساء والأطفال والمراهقين تجمعوا حول مركز منظمة غير حكومية محلية، بمجرد انتشار خبر يفيد بأن المتطوعين في مخيم روج قد يضطرون إلى مغادرة مواقعهم.
ويقول عامر صلاح (اسم مستعار) الذي يعمل في إحدى المنظمات الإنسانية في روج إن القصة بدأت عندما "أخبرهم أحد موظفي المنظمات غير الحكومية بشكل عفوي أنهم غير متأكدين من قدرتهم على مواصلة عملهم"، وقال إن "المخاطر مرتفعة للغاية في الوقت الراهن".
وذكر الموقع أن مخيم "روج" الذي يسكنه 2600 نسمة، ومخيم "الهول" الذي يسكنه 40 ألف نسمة، أقيما في صحراء شمال سوريا قرب الحدود العراقية، وهما يستضيفان بشكل رئيسي زوجات وأطفال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من أكثر من 50 جنسية، بينها الصينيون والروس والبوسنيون والبريطانيون والألمان.
مخاوف متزايدة
وأبدت ألمانيا خشيتها من هروب مؤيدي تنظيم الدولة القابعين في 27 سجنا في شمال سوريا للعودة إلى ألمانيا، وقد أشار متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إلى أن "الوضع قيد المراقبة والتحليل عن كثب".
إعلانوأشار الموقع إلى أن حماية المعسكرين تقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التابعة للإدارة الكردية المستقلة، بدعم من المنظمات الدولية المسؤولة عن الأمن في المخيم وتوفير الغذاء ومياه الشرب والأدوية والنظافة، وتمولها وزارة الخارجية الأميركية التي خفضت مساعداتها في الفترة الأخيرة.
غير أن الأكراد في المنطقة يشعرون بخوف متزايد من خلايا تنظيم الدولة النائمة، خاصة أنه عثر في عدة مناسبات، على مقاتلين رفيعي المستوى من التنظيم في مدن الخيام أثناء المداهمات، إلى جانب المتفجرات والأسلحة، كما أن بين المعتقلين بعض النساء المؤيدات لقضية تنظيم الدولة.
يضاف إلى كل ذلك عدم الاستقرار السياسي في سوريا، إذ تتزايد الصراعات بين قوات سوريا الديمقراطية الكردية والحكومة الانتقالية السورية الجديدة التي طلبت من المليشيات الكردية إلقاء أسلحتها في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بين الأكراد والجيش التركي والمليشيات المدعومة من قبله في شمال البلاد.
وتعتقد منظمتان أميركيتان تعملان في المعسكرات -حسب موقع كوريكتيف- أنهما لن تتمكنا من مواصلة العمل هناك، وبالفعل لم تعد المساعدات الإنسانية موجودة تقريبا، فهناك نقص في الخبز والرعاية الطبية، والبرامج التعليمية متوقفة، كما تم تقليص الدعم الاجتماعي والطبي والنفسي للمقيمين.
ويحذر مقاتل كردي متمركز في مخيم الهول من أنه "من دون الدعم الأميركي سنواجه مشاكل كبيرة، وقد بدأ ذلك بالفعل بعد ساعات قليلة من الإعلان" عن تعليق المساعدات، وقد قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة إن دعم مراقبة معتقلي تنظيم الدولة "لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية".
قنبلة موقوتةوتشير التقارير إلى انعدام الثقة الهائل بين الحرس الكردي وسكان المعسكر الذي توجد فيه مدارس مؤيدة لتنظيم الدولة ومحاكم شرعية، وشرطة أخلاقية نسائية تقمع من لا يرتدين النقاب، ويقول صلاح "إذا خرجت المخيمات عن السيطرة فلا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث. وقد بدؤوا بالفعل في تنظيم أنفسهم في المعسكرات والسجون".
إعلان
ويبدو أن البعض يعتقدون أن الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، سوف تحررهم، ويقول صلاح "إن ذلك أمر مخيف، فعندما تقترب منهم تدرك أنهم ما زالوا يفكرون بالطريقة نفسها المتطرفة للغاية. إنهم ينتظرون فقط إشارة".
وقال مسؤول في إحدى وكالات الإغاثة الأميركية التي توفر الأمن في المخيمات إن الفوضى الناجمة عن تجميد الأموال الأميركية من شأنها أن تسهل هروب أنصار تنظيم الدولة من مراكز الاحتجاز والمخيمات، وبدء رحلتهم إلى بلدان جنسيتهم، كالولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا".
وقال مقاتل كردي إن "قرار الأميركيين صادم، ومخيم الهول عبارة عن قنبلة موقوتة"، ويقول محمد شيخ أيوب، المدير العام لشركة ميدل إيست كونسلتينغ سوليوشنز، التي تراقب الوضع في المخيمات نيابة عن العديد من المنظمات الإنسانية، إنه يجب إيجاد حل لمخيمي الهول وروج بشكل عاجل، مضيفا "الحل واضح وهو الإعادة إلى الوطن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب ترجمات تنظیم الدولة
إقرأ أيضاً:
مسؤول أمني إسرائيلي سابق: لم نحقق الهدوء الذي طال انتظاره منذ أجيال
رغم توقف الحرب على غزة مؤقتاً، فقد بدا واضحا أن كافة قطاعات المجتمع الإسرائيلي أدركت إلى حدّ ما المخاطر المرتبطة بضعف قدرتها على تحمّل أثمان الحرب، التي أنتجت تغيرات دراماتيكية حدثت بين الإسرائيليين، لاسيما بعد مرور أكثر من خمسمائة يوم على اندلاعها.
الضابط شالوم أربيل، المسئول السابق بجهاز الأمن العام (الشاباك)، وأحد مؤسسي جيش جنوب لبنان، أكد أن "ما يدعو للحديث حول هذه المسألة الحساسة أن هذه الحرب أسفرت، وفق الأرقام المعلنة، عن 1800 قتيل، وآلاف الجرحى والمصابين الذين يكافحون من أجل إعادة تأهيلهم، و250 مختطفاً، ما زال العشرات منهم لم يعودوا بعد".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين قد ينتصرون في معركة هنا وهناك، لكنهم سيعودون قريبا لوضع خطير وغير مستقر، ولن يحققوا الهدوء الذي طال انتظاره منذ أجيال، فقد شهد الجيل الأخير سلسلة من الجولات العسكرية في جبهتي الشمال والجنوب، بالتوازي مع سباق تسلح إيراني هائل نحو الأسلحة النووية، وفرض الاحتلال الرعب على نفسه، وضرب هنا وهناك من وقت لآخر، وهذا يعني ضمناً أنه أجّل النهاية، وهذه تبدو استراتيجية منطقية أيضاً".
وأشار إلى أنه "مع تزايد خيبات أمل الاسرائيليين بمحاولات تحقيق الهدوء الأمني، تحولت الدولة ببطء، ولكن بثبات، إلى منقسمة ومستقطبة، مليئة بالكراهية غير المبررة، والخطاب العنيف والخوف الشديد من الحرب الأهلية، فيما تم انتهاك التوازنات والضوابط على مرّ السنين بين سلطاتها، وقوبلت محاولات الحوار بالصمت من الجانبين، وفي السنوات الأخيرة، قبل الحرب، لم يتباعد الإسرائيليون فقط بسب الصراع مع الفلسطينيين، ولكن أيضا بشأن قضايا الحكم والجريمة والخدمة العسكرية والنظام القانوني وتوزيع الموارد، وغيرها".
وأكد أن "الإسرائيليين وصلوا إلى قاع المؤشرات كدولة نامية، وضعف قدرتهم على تحمّل الأعباء والأثمان المدفوعة، ولم يتم تنظيم العديد من القضايا المذكورة بشكل سليم، ولم يتم الاتفاق عليها، بل لا تزال غامضة للغاية حتى يومنا هذا، ولعلنا لا نحتاج للجنة تحقيق لتقييم أن ضعف مناعتنا الداخلية هي السبب الرئيسي وراء فشل الحرب حتى الآن، مما أوصلنا في السابع من أكتوبر إلى "فم الهاوية".
وأشار إلى أن "تلك الكارثة صحيح أنها تسببت بنهوض الدولة بالفعل، لكن ما زال أمامنا معركة طويلة، بما فيها عودة المختطفين الذين لم يعودوا بعد، ونواجه اختبارات أكثر صعوبة، وحتى أيامًا من الحداد، ولا تزال إيران، مع وكلائها، تشكل تهديدًا كبيرًا، ويبقى السؤال ليس تسليح أنفسنا بمزيد من الطائرات والصواريخ والأسلحة الأكثر تقدمًا، بل إن التهديد الأعظم يأتي من دواخلنا، لأنه لن يستطيع أي عدو أن يهزم الدولة إذا كانت محصنة داخلياً، وموحدة في داخلها، وفي حالة من الحدّ الأدنى من الفجوات والصراعات بين أجزائها".