أهمية القصة في البودكاست وعصر الإنترنت في قمة الويب 2025
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
في السنوات الماضية، ظهرت برامج البودكاست بوصفها أحد أهم أنواع المحتوى الحديث، متفوقةً بذلك على مقاطع الفيديو الطويلة وحتى القصيرة في بعض الأحيان، لتصبح الخيار الأول للعديد من الشركات التي تسعى للتسويق والنجاح بشكل عام، فضلًا عن صناع المحتوى من مختلف الأنواع.
ورغم امتلاء ساحة برامج البودكاست، فإن قلّة منها هي التي تشدّ المستخدمين وتنجح في أسر المستمعين لمدد طويلة، وعن هذا القلّة يتحدث مالكولم جلادويل، وهو مؤلف العديد من الكتب الأكثر مبيعًا، والمدير التنفيذي لشركة "بوكشن أنداستريز" ( Pushkin Industries) التي تملك عددًا من برامج البودكاست الناجحة ومنها ما يقدمه جلادويل بنفسه، فضلًا عن كونه ضمن قائمة مجلة تايم لأكثر 100 شخصية تأثيرًا، كما تم الترويج له بوصفه واحدا من أفضل المفكرين العالميين في مجلة السياسة الخارجية، ويجري اللقاء معه الرئيس التنفيذي لشركة "آي هارت ميديا ديجيتال" (iHeartMedia Digital) كونال بيرن.
يستهل مالكوم جلادويل حديثه عن المشاعر والقدرة على التأثير في الجمهور عبر مقارنة سريعة بين إمكانية التأثير عبر الصوت مع الكتابة والمواد المرئية بشكل عام، إذ يرى جلادويل -ويوافقه بيرن في هذا الرأي- أن المحتوى الصوتي له قدرة أكبر على التأثير في المتلقي، إذ يمكن عبره جعل المتلقي سعيدًا أو حزينًا في ثوان معدودة، في حين أنه يصعب ذلك مع المواد المكتوبة.
إعلانويستمر جلادويل في وصفه الفارق بين المواد المسموعة والمكتوبة في أن المسموعة تؤثر مباشرةً في نفسية المتلقي، إذ يمكنك أن تنخدع من مكالمة احتيالية أكثر من مقطع فيديو احتيالي أو منشور احتيالي، وذلك بسبب السطوة الواسعة التي تمتع بها المقاطع الصوتية عن المقاطع المرئية أو المقروءة.
ولهذا السبب تحديدًا اختار مالكوم البودكاست ليكون الوسط الرئيسي الذي ينقل عبره خبراته في الحياة إلى كافة بقاع الأرض، وهو ما تمكن من النجاح فيه بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
عندما سأل بيرن ضيفه جلادويل عن الآلية التي يختار بها المواد التي يقدمها سواءً عبر كتبه الناجحة أو برامجه الإذاعية، كان رد الأخير واضحًا للغاية، فبدلًا من اختيار موضوع يؤثر فيه بشكل شخصي ويجعله مهتمًا به، فإنه يبحث عن المادة التي تقدم قصة ناجحة.
إذ يسعى مالكوم جلادويل دومًا لتقديم برامج وكتب تملك قصة ورحلة واضحة يمكن للمتلقي أن يسير بها، وذلك حتى يصبح إنسانًا آخر في نهاية الرحلة نتيجة تأثره بهذه الرحلة، وربما كان هذا هو السبب في نجاح العديد من مؤلفاته وبرامجه.
وأشار جلادويل أيضًا إلى إيمانه بأن كل ما يحدث في العالم يملك قصة خفية وراءه، وربما يصعب على الشخص متابعة كل شيء بشكل كامل، ولكن إذا ما أنفقت بعض الوقت في محاولة منك للعثور على القصة، فإنك بالتأكيد ستجد القصة التي تبحث عنها والتي دائمًا ما تكون مؤثرة.
القصة تكمن في التفاصيلوعن نماذج الذكاء الاصطناعي والمحتوى الذي ينتج عنها، تحدث جلادويل عن أن معظم آليات المحتوى الحديثة مثل "شات جي بي تي" وغيرها قادرة على إنتاج محتوى مليء بالتفاصيل والأحداث، ولكن في العادة تهمل التفاصيل الصغيرة التي تكوّن القصة الكبيرة.
وأشار إلى أن براعة القصة وراويها تكمن في كمية التفاصيل المرتبطة ببعضها بعضا الموجودة فيها، فكلما كانت القصة مليئة بالتفاصيل أصبحت أكثر جودة وأكثر قدرة على التأثير في من يتلقاها، وهذا هو السبب الذي يجعل مؤلفي الأغاني المبدعين يحتاجون إلى أوقات كثيرة لكتابة أبيات صغيرة تنشد في عدة دقائق، إذ يجب عليه أن يهتم بكل لفظة وكل تفصيلة في الأغنية حتى تخرج بشكل يمكن للجميع التفاعل معها والتأثر بها.
وهذا السبب ذاته الذي جعله يدخل إلى عالم الإعلانات والتسويق بشكل عام، إذ أحب مالكوم جلادويل التحدي في عالم الإعلانات حيث كان يحتاج إلى تأليف قصة ونقلها إلى المتلقي خلال أقل من دقيقة واحدة، كما أكد أن هذا الأسلوب لا ينجح إلا عند استخدام مفهوم القصة بشكل عام وسط مجتمع مهتم بها ويتلقاها.
ورغم أن التقنيات الحديثة تتطور باستمرار، فإن آليات طرح القصص ونشرها تتغير وتتطور بتطور التقنيات لتواكبها وتصل إلى الهدف النهائي ذاته وهو جذب المستخدم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب قمة الويب قمة الویب بشکل عام
إقرأ أيضاً:
ويل سميث من قمة الويب 2025.. الفشل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام
ضم مؤتمر قمة الويب 2025 العديد من اللحظات المهمة في اليوم الأول من دورته، ولكن أبرزها كان صعود الممثل ورجل الأعلام الأميركي ويل سميث إلى خشبة المسرح في مقابلة مباشرة مع جاي شيتي مؤلف كتب من الأكثر مبيعا على مستوى العالم ومقدم بودكاست "أون بربوز" (On Purpose)، وقد دار الحوار حول مفهوم النجاح لدى ويل سميث ورحلته من الغناء إلى أدواره الناجحة للغاية في هوليود.
يذكر أن ويل سميث يملك شركة "ويست بروك" (Westbrook) وهي شركة إنتاج إعلامي، فضلا عن فريق "فيلادلفيا سفنيتي سيكسرز" (Philadelphia 76ers)، ويعد من أبرز رجال الأعمال في هوليود مع كونه نجم صف أول لشباك التذاكر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من قمة الويب 2025.. هل تترك الضجة حول الذكاء الاصطناعي مجالا للفرص التجارية؟list 2 of 2علاقة الصحافة مع الذكاء الاصطناعي من قمة الويب 2025end of list لا تفقد إحساس الخوفاستهل ويل سميث حديثه عن رحلته في النجاح والانتقال من قطاع الموسيقى إلى التمثيل في برامج التلفاز ثم شاشات هوليود، وعن هذه الرحلة قال ويل سميث إنه في كل مرحلة كان يشعر بالخوف من الانتقال إلى نقطة جديدة وبداية رحلة جديدة، وهي التجربة الأشبه بفيلم "ذا بيرسوت أوف هابينس" (Pursuit of happiness) الذي قدمه منذ عدة سنوات.
وأضاف سميث أنه في كل مرة كان ينتقل من مرحلة إلى الأخرى كان يتخلى فيها عن عقلية النجاح الذي حققه في المرحلة السابقة، إذ كان يتخذ عقلية الطفل الذي يتعلم شيئا للمرة الأولى، وهذا يجبره أن يتساءل عن كل شيء ويتعلم كل ما له علاقة بالمجال الجديد من دون وجود أي قيود ناتجة عن الخبرات السابقة التي يملكها.
إعلانوقد أشار جاي شيتي إلى أن نصيحة ويل سميث هذه تتنافى مع العديد من النصائح الأخرى التي تظهر في مختلف المنصات حول الادعاء بمعرفة كل شيء فضلا عن امتلاك كافة المهارات اللازمة للقيام بكل شيء في كل مكان في العالم، إذ يرى ويل سميث أن مفتاح النجاح الحقيقي هو التساؤل عن كل شيء والإيقان بعدم المعرفة في الجوانب الجديدة.
بدأت رحلة ويل سميث في مفهوم النجاح برغبة مستعرة للوصول إلى المركز الأول في كل ما يقوم به، ثم فعل كل ما يمكن من أجل الوصول إلى هذه المكانة والحفاظ عليها في كل ما يقوم به، وبعد وقت أصبح ويل سميث قادرا على النجاح في كل ما يفعله لأنه أدرك آلية النجاح.
ولكن لاحقا، تغيرت هذه الرغبة لتصبح رغبة ملحة في مساعدة كل من حوله، إذ وجد سعادته الحقيقية في مساعدة غيره على النجاح وتحقيق ذاتهم، أي أن نجاح ويل سميث لا يتضمن تحطيم المنافسين والتخلص منهم، وقد استشهد بنتيجة فيلمه "ذا بيرسوت أوف هابينس"؛ إذ كان يوقفه المتابعون في الشارع ليشكروه على الفيلم وعلى ما قدمه لهم، وهو ما مثل دافعا له من أجل تقديم المزيد من الأعمال التي تخاطب وتساعد كل من حوله.
تطرق ويل سميث للحديث عن التوازن بين الحياة الشخصية والعمل بسبب كونه من أكثر الأسئلة التي يتلقاها دوما، وبحسب ما يرى، فإن هذا التوازن سيكون مستحيلا من دون وجود مجموعة من القيم التي تتكيف مع محيطها سواء كان في العمل أو في المنزل والحياة الشخصية.
فمن غير المنطقي لويل سميث أن تمتلك عقلية النجاح في العمل ومحاولة الفوز على الجميع، لتعود إلى منزلك وتمارس العقلية ذاتها أثناء الاستمتاع بالألعاب المنزلية مع أفراد أسرتك، إذ يجب أن تركز دائما على الأشخاص المحيطين بك وتراعي وجودهم في حياتك حتى تتمكن من تحقيق التوازن الحقيقي بين الحياة الشخصية والعمل.
الأشخاص دوما في المرتبة الأولىاسترسل ويل سميث في أهمية الأفراد والأشخاص في حياته سواء كانوا في شركته أو محيطه أو حتى معجبيه، واستشهد بما يفعله المدير التنفيذي لشركته "ويست بروك"، إذ يبدأ الاجتماعات دوما بالسؤال عن الحالة النفسية لكل من يحضر الاجتماع معه.
وبدلا من وصف الحالة النفسية أو تبريرها، فإنه يلجأ لأسلوب أضواء المرور، إذ يطلب من الحضور أن يصنفوا مشاعرهم بين الأخضر والأصفر والأحمر، من دون تقديم أي مبرر، ثم يبدأ بالتعامل مع كل فرد بناء على حالته النفسية وتوجيه الحديث واللوم أو الشكر لكل شخص بناء على حالته النفسية.
إعلانوأكد ويل سميث أن هذه الطريقة تساعدهم في الشركة للنجاح وتقبل النقد بصدر رحب للغاية، وأشار إلى أنه شاهد بعض الأشخاص يستخدمون الآلية ذاتها مع أبنائهم في المنزل، وذلك من أجل التركيز على مشاعرهم من دون النظر إلى أسبابها.
وفي النهاية، اختتم ويل سميث حديثه بالتأكيد على أهمية دور الفرد في المجتمع، وأن هذا الدور كلما كان إيجابيا ويحقق مساعدة للآخرين، يصبح الفرد أكثر نجاحا.