كيم جونغ أون: الأسلحة دون أيديولوجية مجرد قطع حديدية
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية اليوم الثلاثاء أن الزعيم كيم جونغ أون أكد على أهمية بناء جيش قوي سياسيا وعقائديا، مشيرا إلى أن الأسلحة دون عقيدة ليست سوى "قطع من الحديد".
وجاءت تصريحات الزعيم الكوري الشمالي في وقت يسود فيه الغموض السياسي، وسط تقارير عن مشاركة قوات كورية شمالية في الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال كيم -أمام فرق النخبة العسكرية في جامعة كيم إيل سونغ للسياسة- إن الجيش الكوري الشمالي يسعى إلى أن يصبح الأقوى في العالم، لكنه شدد على أن التركيز يجب أن ينصب على "المزايا السياسية والأيديولوجية والروحية والأخلاقية لجيش الحزب والشعب".
وأضاف أن "الأسلحة دون أيديولوجية مجرد قطع حديدية"، مؤكدا أن بناء الجيش يجب أن يعطي الأولوية لجعله قويا من النواحي السياسية والأيديولوجية والأخلاقية.
وأشاد كيم بالولاء والبطولة اللذين أظهرهما الجيش الكوري الشمالي في التغلب على الصعوبات والتضحية من أجل الدولة، قائلا إن "التفوق الأيديولوجي والأخلاقي للجيش يعني التفوق النوعي للجيش".
وعلى الرغم من أن كيم لم يذكر الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية بشكل صريح في خطابه فإنه ألقى باللوم على الحليفين في إثارة التوترات الإقليمية.
إعلانكما تعهد باتخاذ إجراءات مضادة -بما في ذلك بناء المزيد من الأسلحة النووية- رغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته التواصل مع كيم.
وتأتي تصريحات كيم في وقت تنتشر فيه تقارير تفيد بأن قوات كورية شمالية قوامها أكثر من 10 آلاف جندي تقاتل إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، إذ تكبدت خسائر فادحة.
ولم تعترف كوريا الشمالية رسميا بدعمها العسكري لروسيا في هذه الحرب، مما يزيد حالة الغموض بشأن دور بيونغ يانغ في الصراع.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحار وروتردام.. شراكة اقتصادية
محمد بن رامس الرواس
خلال الزيارة الكريمة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى مملكة هولندا الصديقة، مثلت الجوانب الاقتصادية واحدة من أهم أهداف هذه الزيارة، بجانب توطيد العلاقات الدبلوماسية والتاريخية بين البلدين.
وعند الحديث عن الجوانب الاقتصادية، لا يمكننا أن نتجاهل ميناء صحار وميناء روتردام الهولندي اللذين يلعبان أهم الأدوار الاقتصادية في كلا البلدين، ففي عالم يشهد تحولات متسارعة في سلاسل الإمداد العالمية والتجارة البحرية، تبرز الموانئ الاستراتيجية بوصفها مفاصل اقتصادية حيوية تقود التنمية وتدعم الاستقرار. ومن بين هذه الموانئ، يبرز ميناء صحار في سلطنة عُمان وميناء روتردام في هولندا كنموذجين تكامليين يعكسان روح الشراكة بين الخليج وأوروبا، ويؤسسان لمستقبل لوجستي واعد.
وفي موقع استراتيجي على بحر عُمان يقع ميناء صحار ويمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني العُماني، وقد استطاع الميناء في سنوات قليلة أن يتحول إلى مركز صناعي ولوجستي متكامل، يستقطب الاستثمارات الأجنبية ويحتضن منطقة حرة من الأكثر تطورًا في المنطقة.
وقد ساهم الميناء في تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، كما شكّل منصة لمجالات النقل البحري، والصناعي، والخدمات اللوجستية والتبادل التجاري العالمي، بينما ميناء روتردام، فهو الأكبر في أوروبا والأكثر تطورًا من حيث التقنيات والاستدامة. يقع على الساحل الجنوبي لهولندا، ويُعرف بكونه نقطة التقاء رئيسية للبضائع القادمة من آسيا والشرق الأوسط وأمريكا، ويُدار الميناء بأعلى معايير الكفاءة البيئية والرقمية، ويُعد رائدًا في استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر، ما جعله نموذجًا عالميًا في إدارة الموانئ.
ففي عام 2002، وُلدت شراكة اقتصادية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا تمثلت في تأسيس "ميناء صحار والمنطقة الحرة" بشراكة استراتيجية بين الحكومة العُمانية و"ميناء روتردام"، وقد نقلت هذه الشراكة خبرات روتردام المتقدمة إلى صحار، وأسهمت في بناء منظومة تشغيلية على مستوى عالمي، الأمر الذي عزز من قدرة الميناء العُماني على استقطاب خطوط الشحن الدولية ومنافسة الموانئ الإقليمية.
وكان الهدف هو نقل خبرات أكبر موانئ أوروبا إلى الخليج العربي، والمساهمة في بناء اقتصاد لوجستي حديث ينسجم مع رؤية "عُمان 2040".
وقد نوّه عدد من الاقتصاديين الدوليين والإقليميين ان هذا التكامل، سواء من الناحية التشغيلية أو من حيث الدور الجغرافي لميناء صحار كونه بوابة بحرية بين الشرق والغرب، حيث قال البروفيسور جان فان هوفن من جامعة إيراسموس في روتردام: "ان تكامل ميناء صحار مع روتردام ليس مجرد تعاون تجاري بل هو انتقال للمعرفة الأوروبية إلى بيئة خليجية قادرة على المنافسة عالميًا".
ولقد أشار العديد من الاقتصاديين الأوربيين الى أن ميناءي صحار وروتردام يشكلان جسرًا لوجستيًا يمتد من شمال أوروبا إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، في تجربة تُعد من الأنجح عالميًا في تكامل الموانئ.
ويقول مارك فان دير فليت الخبير بإدارة الموانئ إن "ميناء صحار استفاد من النموذج الهولندي لكنه أضاف طابعًا خاصًا يتوافق مع الموقع الجغرافي والأسواق الإقليمية، وهو ما يجعل من التجربة أكثر من مجرد تقليد، بل ابتكارًا مشتركًا".
ختامًا.. في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، تظل الموانئ أكثر من مجرد محطات لنقل البضائع؛ إنها محركات تنمية، وروافد استقرار، وقنوات لتبادل الخبرات. ويبرهن التعاون بين ميناء صحار وروتردام على أن الاستثمار في البنية التحتية البحرية هو استثمار في المستقبل، وبوابة لتحقيق تنمية مستدامة تربط بين ضفتي الخليج وأوروبا.
وعليه يعكس كل ذلك تكامل ميناء صحار وروتردام نجاح الدبلوماسية الاقتصادية، وقوة الشراكة الدولية عندما تُبنى على الثقة والرؤية المستقبلية. فالموانئ لم تعد مجرد مراسٍ للبضائع؛ بل أصبحت قواعد استراتيجية للنمو، ومنصات لتبادل الخبرات وبناء جسور بين الحضارات.
رابط مختصر