أبو بكر الديب يكتب: بنصف تريليون يورو.. حرب الجبهات الأربع بين أوروبا وترامب
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن المرحلة المقبلة، ستشهد فتورًا كبيرًا في العلاقة بين أوروبا وأمريكا، والتي استمرت منذ الحرب العالمية الثانية حيث لعبت أمريكا دور الحارس القوي على الدول الأوروبية، ما جعل الأخيرة تتفرغ للاقتصاد والسياسية وتترك الأمن لواشنطن، لكن ومع عودة دونالد ترامب للسلطة من جديد بأمريكا ظهر الانقلاب الأمريكي على الحليف الأوروبي التاريخي.
فما بين تمسك ترامب، بالاستحواذ على جزيرة جرينلاند التابعة للدانمارك وتغاضيه عن أوكرانيا والتحالف مع روسيا، والرسوم الجمركية بعد وضع الاتحاد الأوروبي كمرحلة تالية في القائمة بعد فرض الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين، بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10% أو 20%، ما يجعل أوروبا أمام مشكلة أخرى تتعلق بالصين التي قد تغرق السوق الأوروبية بمنتجاتها في مواجهة الحواجز الجمركية الأمريكية والحرب الرقمية يقودها صديقا ترامب وعمالقة التكنولوجيا إيلون ماسك ومارك زوكربيرج تزيد التحديات والمصاعب على أوروبا، وبما يسعى دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من خطوط المواجهة مع روسيا في منطقة البلطيق وأجزاء أخرى من أوروبا.
ولا تزال أوروبا، تحت وقع الصدمة، بعدما أعلن ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يؤكد عزمه على التعامل مع هذا الملف بشكل ثنائي دون أوروبا أو أوكرانيا.
وردا على تهديد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، عبر قادة التكتل وزعماء بارزون فيه عن عزمهم على الرد.. ويسعى القادة الأوربيون لتحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا في مفاوضات السلام من خلال أداوتها الدبلوماسية والسياسية والعسكرية لتقوية موقفهم في محادثات السلام، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه حاول، خلال لقائه نظيره الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، إقناعه بأن أمريكا لا تستطيع خوض حرب تجارية ضد الصين وأوروبا في الوقت نفسه.
وبدت الانتخابات الألمانية علامة مهمة علي مستقبل السياسة الألمانية، حيث تقدمت الأحزاب التي تروج لسياسات أكثر تشددا في قضايا الهجرة والطاقة، وهو ما لاقى دعما من قوى سياسية في دول أخرى مثل الولايات المتحدة ورئيسها ترامب، ويأتي فوز اليمين المقرب من ترامب في ألمانيا ليضعف قدرة الاتحاد الأوروبي على الصمود في الحرب التجارية مع ترامب فضلا عن أن العديد من الدول الأوروبية مثل بولندا والمجر وإيطاليا وحتى ألمانيا ترغب في التفاوض مباشرة مع دونالد ترامب.
وبدأ زعيم اليمين المحافظ في ألمانيا فريدريش ميرتس، الفائز في الانتخابات بفارق أقل من المتوقع، مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ينتظرها الأوروبيون لتكون قوة دفع في مواجهة دونالد ترامب وروسيا، ومواجهة التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية والتي تتمثل في المواقف الصادرة عن دونالد ترامب بشأن حرب أوكرانيا والمخاوف من التحالف عبر الأطلسي والتهديدات الأمريكية بزيادة الرسوم الجمركية، فضلا عن الأزمة التي يواجهها النموذج الاقتصادي الألماني القائم على الصناعة من قبل المنافس الصيني.
وأعلن المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، أنه يتحمل مسؤولية الهزيمة المريرة، فيما يُتوقع أن ينسحب من الحياة السياسية.
ويبحث الاتحاد الأوروبي عن سبل لخلق استراتيجية دفاعية أقل اعتمادا على أمريكا وأكثر مرونة وكفاءة وزيادة الاستثمار في الدفاع لكن ذلك يتطلب 10 سنوات علي الأقل وتوفير ما لا يقل عن نصف تريليون يور، فضلا عن تطوير سياسة أوروبية مستقلة بعيدا عن أمريكا، وإعادة تقييم العلاقات مع واشنطن وكذلك تعزيز دور دول التكتل كوسيط في حل النزاعات الدولية في الشرق الأوسط.
وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، شن نائب الرئيس الأميركي، جيمس ديفيد فانس، هجوما غير مسبوق على الدول الأوروبية، وقال للقادة الأوروبيين: "بلدانكم تواجه أزمات كبيرة".
ويتوقع الاتحاد الأوروبي، أن تؤثر الدفعة الأولى من الرسوم الجمركية لدونالد ترامب على واردات الصلب والألمنيوم على ما يصل إلى 28 مليار يورو 29.3 مليار دولار، من صادرات الكتلة، ما يشكل تصعيدًا كبيرًا في الحرب التجارية التي يشنها ترامب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب أوروبا أوكرانيا بوتين ماكرون ألمانيا واشنطن أبوبكر الديب الاتحاد الأوروبی الرسوم الجمرکیة دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
ما مستقبل العلاقات الأميركية الأوروبية بعد لقاء ترامب وميلوني؟
كما طرح اللقاء تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأميركية-الأوروبية في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، وفق ما تناولته حلقة (2025/4/24) من برنامج "من واشنطن".
وأكدت جورجا ميلوني خلال لقائها مع دونالد ترامب أن هدفها هو "أن نجعل الغرب عظيما مرة أخرى"، وهو تعبير يحاكي شعار ترامب الشهير "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
وفي تصريحات عقب اللقاء، أعرب ترامب عن أمله في أن "تصبح أوروبا عظيمة مرة أخرى"، مضيفا أنها واجهت العديد من المشاكل وكثير منها يتعلق بالهجرة.
وأوضح أنه ليس من المعجبين بأوروبا وما فعلته بخصوص الهجرة، مؤكدا أن أوروبا تتعرض لضرر كبير بسبب ما قامت به بشأن الهجرة.
وفي هذا السياق، قال مراسل الجزيرة محمد البقالي إن ميلوني تجد في مقاربة ترامب للهجرة تصديقًا ودعمًا لمواقفها من قضايا الهجرة.
ووفق البقالي، فإن وجود شريك مثل ترامب بالتأكيد سيشجع ميلوني على المضي قدمًا في سياستها، وسيعزز أيضًا موقفها أمام المترددين تجاه سياستها.
وأشار إلى أن أقصى اليمين في أوروبا يمكن أن يواجه خصومه في قضايا الهجرة، مؤكدا أن الخطاب الشعبوي -حتى الذي يصل إلى درجة العنصرية- هو بطبعه معدٍ وسريع الانتقال.
إعلانوبشأن العلاقات الأميركية الأوروبية، أوضح شارلز كابشن، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما لـ"من واشنطن" أن ترامب وضع التحالف تحت ضغط كبير في سياق "الغزو الروسي" لأوكرانيا، مضيفا أنه يظن بأنه في نهاية إدارة ترامب، ستبقى العلاقة صامدة مع اختبار الزمن.
ملفات الشرق الأوسط
وفيما يتعلق بملفات الشرق الأوسط، خاصة فلسطين وإيران، أوضح كابشن أن الأوروبيين يشعرون بتهديد وجودي قادم من "الغزو الروسي" إلى أوكرانيا ويراقبون بحذر ما الذي يقوم به ترامب، وإذا ما كان سيتخلى عن أوكرانيا أو يتبنى صفقة سلام.
وأشار كابشن إلى أن هناك اختلافًا كبيرا حول مسألة غزة، لافتا إلى أن إدارة ترامب تضع ضغوطات أقل على إسرائيل من أجل تقييد حدة عملياتها العسكرية في غزة مقارنة بإدارة سلفه جو بايدن.
من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف حسن عبيدي للبرنامج إن الدول الأوروبية أكثر حكمة، مؤكدا أن العلاقة مع واشنطن لن تصل إلى القطيعة لأنه ليس في مصلحة الدول الأوروبية، لكنها ستحاول بهدوء تصحيح هذا العطب.
قلق أوروبي
ومن ناحيته، حذر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق خلال إدارة ترامب الأولى من أن ترامب قد وضع التحالف عبر الأطلسي تحت ضغط كبير، مشيرا إلى أن الكثير من الأصدقاء في أوروبا قلقون جدًا من ردود فعل ترامب.
وأضاف بولتون لـ"من واشنطن" أن الكثيرين في الولايات المتحدة يختلفون كثيرًا مع ما يقوم به ترامب، مؤكدا أنه بالرغم من كونه رئيسًا، فإن نظام التحالفات الذي أنشأته الولايات المتحدة بعد عام 1945 قد نفع العالم كله وأفاد الولايات المتحدة بشكل خاص.
وبشأن الملف الإيراني، أكد بولتون أنه لا يظن بأن المفاوضات التي عقدت برعاية عُمان هي قريبة لأي اتفاق ما بين واشنطن وطهران، مضيفًا أن إيران ملتزمة بالحفاظ على برنامج نووي وقد عبرت عن موقفها لإدارة ترامب.
إعلان الصادق البديري25/4/2025