Siddigelbashir3@gmail.com
هذه أعمالُنا مرقُومةٌ بالنور في ظهر مطايا
عبرت دنيا لأخرى تستبق
نفذ الرملُ على أعمارنا إلا بقايا
تنتهي عمرًا فعمرًا وهي نِدٌّ يحترق
ما انحنت قاماتُنا من حمل أثقال الرزايا
فلنا في حَلَكِ الأهوالِ مسرى وطُرق
فإذا جاء الرَّدى كشَّر وجهًا مكفهرا
عارضًا فينا بسيفٍ دموي ودرق
ومُغيرا
بيدٍ تحصدُنا، لم نُبدِ للموتِ ارتعادًا أو فَرَقْ
نتركُ الدنيا وفي ذاكرةِ الدنيا لنا ذكرٌ وذِكرًى
من فِعالٍ وخُلُقْ
ولنا إرثٌ من الحكمةِ والحلمِ وحبِّ الكادحين
وولاءٌ، حينما يكذبُ أهليه الأمين
ولنا في خدمة الشعب عرق.
(نحن والردى) - صلاح أحمد إبراهيم
جمعتني به محبة الثقافة والصحافة والحياة في أيام زاهية، لنمضي سويا، نأكل خبزنا من أقلام وقراطيس، لنقدم للآخرين مقالات وسرديات وحكايات عن الناس والأشياء والأماكن، بعذوبة وصدق، وفق ثلاثية الحق والخير والجمال.
ثم نلتقي في منصة التأسيس_رفقة آخرين _ لمنظمة كوستي للثقافة والتنمية، المنظمة التي أنجزت الكثير للثقافة والإنسانية بولاية النيل الأبيض، لنتجمع مرة أخرى في ورشة تدريبية رمضان الماضي عن أساسيات كتابة القصة والمسرحية لشباب وشابات النيل الأبيض بالإشتراك مع المسرحي صلاح اسكندر، الورشة كانت بتنسيقي وتقديمي، وإشراف المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية النيل الأبيض، قدم فيها محمد خير عبدالله، أساسيات السرد، قصةورواية.
حين كلفني الزميل خلف الله إبراهيم رئيس تحرير صحيفة الإخبارية، بإدارة تحرير الصحيفة، كنا نتفق على استكتاب الأستاذ محمد خير عبدالله لتحرير صفحته الموسومة (الهبابة)، التي كان يكتبها لصحف سودانية سابقة، على طريقة النقد الساخر للواقع اليومي في السودان، لينجز عدد محدود من الصفحات للإخبارية.
أهدى محمد خير عبدالله لمحبي الثقافة والفنون، باقة منتقاة من عناوين مميزة ومثيرة للجدل، توزعت بين قصة ورواية وغيرها من الأجناس الأدبية، هو
كاتب صحفي، ورئيس نادي القصة السوداني، ونائب رئيس اتحاد أندية اليونسكو بالسودان، ثم موظفًا سابقاً بإدارة الإعلام بوزارة الزراعة الإتحادية.
قدم مؤلفات تخاطب الأسماع والأبصار والعقول بتواضع عذب، عذوبة القلم وجماليات السرد، لأعمال تشمل “هذيان كهل” عام 2001، و“لعنة الحنيماب”، عام 2005، إلى جانب ” ليلة قتلني الرئيس”، عام 2011، و“سيرة قذرة”، 2014، فضلا عن” شجن الروح شغف الجسد”، عام 2015، و” المانوس”، عام 2016.
أنجز الأستاذ محمد خير عبدالله للمكتبة الأدبية، مجموعتين قصصيتين، هما
“حنيميات” (مجموعة قصصية)، عام 1999
و“هذا هذا” (مجموعة قصصية)، عام 1999، ليشارك في مسابقات ثقافية عدة، لينال بذلك جوائز أدبية داخلية وخارجية، كجائزة مركز عبدالكريم ميرغني (جائزة الطيب صالح)، والجائزة الأولى للرواية العربية التي أطلقتها دار الفكر العربي بالدمام.
قدم محمد خير عبدالله كتابا عن الشاعر المختفي أباذر الغفاري، صاحب أغنية (في عيونك ضجة الشوق والهواجس) للفنان المرحوم مصطفى سيد أحمد.
محمد خير عبدالله لم تسعفه الأيام لتقديم الكثير، علما ومعرفة ومنجزات، ليصاب بمرض الكوليرا، التي فتكت بالجسد النحيل، وعجلت برحيله من عالم الأجسام الزائل ، إلى دار الخلود.
إنا لفراقك يا محمد خير لمحزونون، اللهم في جنات وعيون وزروع ومقام كريم يا رب العالمين.
*صحافي سوداني
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وداعاً حسن مراد .. «كيجان» الكرة الإماراتية
علي معالي (أبوظبي)
غيَّب الموت اللاعب حسن مراد، نجم منتخبنا الوطني ونادي الشباب سابقاً، في كرة القدم، عن عمر يناهز الـ 55 عاماً، بعد سنوات ثرية عاشها بين جدران عشق حياته الكروية نادي الشباب، الذي انطلقت مسيرته معه موسم 1988 واستمر حتى 2002، محققاً خلال هذه الفترة العديد من الألقاب والبطولات المحلية والخليجية.
عشق حسن مراد اللاعب الإنجليزي الأسبق كيفن كيجان، لذلك كان يرتدي رقم كيجان نفسه، وهو «7»، ليس هذا فحسب، بل ظل لقب «كيجان» مرتبطاً بشقيقيه محمد وأحمد مراد، ثم توارث اللقب أبناؤه الأربعة (عبدالله، وعمر، وعلي، وسلطان).
حقق حسن مراد والذي أطلق عليه أيضاً «اللاعب المثالي»، لأخلاقه العالية، ألقاباً مميزة عدة مع الأخضر (نادي الشباب سابقاً)، وهي: دوري موسم 1989-1990، بطولة مجلس التعاون موسم 1991-1992، وكأس رئيس الدولة 1992، وكأس رئيس الدولة 1993-1994، وبطولة الدوري موسم 1994-1995، ثم انتقل بعد الاعتزال إلى العمل الإداري، فكان إدارياً للفريق الأول بنادي الشباب من 2002 حتى 2004، وبعدها في 2005 تولى منصب رئيس لجنة الكرة بالنادي، ثم عضواً بمجلس الإدارة.
لعب حسن مراد في مركز الجناح الأيسر، وكانت مواهبه متنوعة في المراوغة والذكاء في التعامل مع المنافسين، وكانت روحه عالية جداً في الملعب وخارجه، وعاصر مجموعة من المواهب الكروية بنادي الشباب وهم: عبدالقادر حسن، عبدلله حسن، محمد عبدالله، عبيد هبيطة، حسن علي، عبدالله حسن، عيسى صنقور، عبدالخالق فاضل، بخيت سعد، أحمد صلبوخ، خميس سعد، خالد عبدالله، وأحمد لشكري، ومعهم يوسف عزير، أحمد عيد، صلاح بلال، ولحق به شقيقاه محمد وأحمد مراد.
عمل حسن مراد كذلك في مجال التحليل الإعلامي وله الكثير من التحليلات الكروية على صفحات جريدة الاتحاد لفترات طويلة، كانت رؤيته الكروية تتسم بالدقة والحيادية والموضوعية، ونظرة اللاعب صاحب الخبرات الكبيرة في ملاعبنا.
يقول عنه عبيد هبيطة، زميله في الملاعب: «كنا دائماً معاً في كل المباريات والمعسكرات في غرفة واحدة، لذلك علاقتي به والارتباط معه كان وثيقاً، ولا يُمكن نسيان رحلة العطاء الكبيرة والأيام الجميلة في الملاعب، كان إنساناً جميلاً في حياته، لا يغضب، والابتسامة مرسومة على وجهه في أصعب الظروف».
وأضاف عبيد هبيطة: «كل عام قبل شهر رمضان الكريم يكون هناك اجتماع رباعي بيني وبينه ومعنا عيسى صنقور، وخالد عبدالله، لنتناول العشاء معاً في مكان معروف لدينا، وظللنا على هذه المنوال سنوات طويلة، لكنه فارقنا قبل هذا الموعد بقليل، وكانت علاقتنا نحن الأربعة وطيدة للغاية».
ويقول شقيقه محمد مراد: «كان بالنسبة لنا كل شيء، وترك خلفه سيرة عطرة، ومشواراً جميلاً في حياته الكروية، ومن الصعب علينا نسيانه، فقد كان متسامحاً ومحبوباً من الجميع».
أخبار ذات صلة