الإمارات.. تعزيز مزيج الطاقة والحدّ من الانبعاثات الكربونية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أبوظبي: عدنان نجم
تعدّ مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، خطوة طبيعية في مسار النمو الذي يتماشى مع الرؤية التنموية لدولة الإمارات، للسنوات الخمسين القادمة، لخلق معرفة وصناعات ومهارات ووظائف جديدة.
وقد استثمرت الدولة أكثر من 50 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة في 70 دولة، وتخطط لاستثمار 50 ملياراً إضافية، خلال العقد القادم.
تمتلك الدولة سجلاً حافلاً بالابتكار المناخي؛ بهدف تحفيز النمو الاقتصادي المستدام عبر الاستفادة من مواردها الطبيعية، وتسخير التكنولوجيا المتقدمة، والبناء على الخبرات المتوافرة لديها في قطاع الطاقة، لإنشاء منظومة متكاملة للحلول المناخية.
وكانت الإمارات أول دولة خليجية تنضم إلى المجتمع الدولي في التوقيع على اتفاقية باريس للمناخ، والأولى التي وضعت أهدافاً محددة في الطاقة النظيفة، فبعد تسليم مساهماتها الثانية المحددة وطنياً، بشأن تغير المناخ إلى الأمم المتحدة، أصبحت الإمارات أول دولة في المنطقة تلتزم بخفض الانبعاثات في كل جوانب قطاعاتها الاقتصادية، بحلول عام 2030.
وتتمتع الإمارات بسجل متميز يمتدّ على مدى 17 عاماً، بوصفها إحدى أوائل دول المنطقة التي تتبنّى حلول الطاقة المتجددة، وتدعم انتشارها، وكذلك تعدّ أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطلق مبادرة استراتيجية، سعياً إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتحرص على تسريع الخطى، لتحقيق التقدم المنشود في هذا المجال، مع استضافتها لمؤتمر الأطراف «COP28»، عام 2023.
حلول تنافسية
ومع تزايد تداعيات تغير المناخ وآثاره في جميع أنحاء العالم، يقابل ذلك ارتفاع في الطلب على موارد الطاقة، وعليه تحتاج المدن والمجتمعات والأفراد إلى حلول تنافسية ومجدية تجارياً، وتدعم التنمية المستدامة التي تعزز التخلص من الانبعاثات الكربونية. فالتغير المناخي أمر واقع، وها نحن نشهد باستمرار، ارتفاع الطلب على الطاقة؛ لذلك يتعيّن أن نجد مزيجاً متوازناً من الطاقة باستخدام مصادر متجددة وفاعلة من حيث الكُلفة، لحماية كوكبنا وتأمين الإضاءة والتدفئة والتكييف للمجتمعات في الوقت نفسه.
ولمواجهة هذا التحدي، تسعى الدول إلى تغيير استراتيجياتها الخاصة بالطاقة من أجل المساهمة في الحدّ من آثار التغيّر المناخي، والتوصل إلى عالم منخفض الكربون، أو ما يُعرف على نطاق أوسع باسم التحول العالمي للطاقة. وتعدّ الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة جزءاً مهماً من الحل.
يذكر أن توجه الإمارات نحو الطاقة المتجددة، خطوة طبيعية في ضوء مكانتها الرائدة في الطاقة والتزامها بالاستدامة.
«مصدر»
تعمل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، على الإسهام في ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات، ضمن قطاع الطاقة العالمي، إلى جانب دعم تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة فيها، بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة، ونشر أحدث التقنيات المستدامة، وتعزيز الوعي بالاستدامة وممارساتها، عبر جملة من المبادرات التوعوية والمجتمعية التي تشرف عليها الشركة.
وقد خطت «مصدر» خطوات متسارعة خلال مسيرتها الممتدة على مدى 17 عاماً، وعززت مشاريعها وأنشطتها التجارية في إطار استراتيجيتها البعيدة المدى التي تهدف إلى ضمان مستقبل مستدام، ودعم الأهداف الاقتصادية التنموية والاجتماعية لدولة الإمارات، ومواصلة مسيرة الإنجازات، بما يعكس تطلعات الدولة، ويتماشى مع «استراتيجية دولة الإمارات للطاقة 2050».
ومنذ تأسيسها في عام 2006، تمثل «مصدر» نموذجاً حياً ومساهماً أساسياً في الحدّ من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتستثمر حالياً في مشاريع مستدامة بقيمة إجمالية تزيد على 30 مليار دولار، وتشمل هذه الاستثمارات التسويق الناجح للتقنيات الجديدة التي تسهم في دعم تحقيق أهداف الاستدامة لدولة الإمارات والعالم. وقد شهدت الشركة زيادة ملحوظة في القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها للطاقة النظيفة لتفوق ال 20 غيغاواط منتشرة في نحو 40 دولة.
تحول الطاقة
وتعمل «مصدر» على تسخير خبراتها، لدعم تطوير مشاريع الطاقة المتجددة. وفي ضوء استعداد الإمارات لاستضافة «كوب 28»، فإنها تتطلع إلى التعاون مع شركائها، لإحراز تقدم ملموس في تحول الطاقة الذي يعود بفوائد كبيرة على النمو الاقتصادي والعمل المناخي.
كما تعمل بشكل وثيق مع مختلف شركائها المحليين والعالميين، في مختلف مجالات الطاقة النظيفة، لا سيما الهيدروجين الأخضر، الذي يمكن استخدامه بديلاً عن مصادر الوقود التقليدية في كثير من القطاعات. ومن المرجح أن يسهم الوقود الأخضر المنتج من مصادر طاقة متجددة، بدور مهم ضمن استراتيجيات الحدّ من الانبعاثات الكربونية لعدد من القطاعات، من ضمنها النقل لمسافات طويلة والشحن والطيران.
و«مصدر» واحدة من شركات الطاقة المتجددة الأسرع نمواً في العالم، مع توقعات بأن تصل القدرة الإجمالية لمشاريعها إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030. وقد أعلنت عن اتفاقية استراتيجية بين «أدنوك» و«طاقة» و«مبادلة» لامتلاك كل منها حصة في «مصدر» لتوسيع نطاق التطوير والاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
مزايا تنافسية
تتمتع دولة الإمارات بمزايا تنافسية تُمكّنها من أن تصبح واحدة من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للهيدروجين المنخفض الكربون والأقل كُلفة في العالم؛ حيث تتوافر الطاقة الشمسية بشكل كبير في مختلف إمارات الدولة، مع وجود مساحات شاسعة تتناسب مع التقنيات الخاصة بتوليد الهيدروجين الأخضر، فضلاً عن الكُلفة المنخفضة للكهرباء التي تنتج بالطاقة الشمسية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة الطاقة المتجددة لدولة الإمارات دولة الإمارات بحلول عام
إقرأ أيضاً:
التحول نحو الاقتصاد الأخضر.. مسار مستدام نحو مستقبل أفضل
في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي يواجهها العالم اليوم، أصبح التحول نحو الاقتصاد الأخضر ضرورة ملحة لضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة، يشمل هذا التحول إعادة التفكير في كيفية استخدام الطاقة، الموارد الطبيعية.
وإدارة النفايات، مع التركيز على تقليل الانبعاثات الكربونية والتلوث، من خلال تبني حلول صديقة للبيئة، يعزز الاقتصاد الأخضر النمو الاقتصادي المستدام ويقدم فرصًا جديدة للنمو في مختلف القطاعات.
ما هو الاقتصاد الأخضر؟الاقتصاد الأخضر هو نموذج اقتصادي يهدف إلى تحسين رفاه الإنسان والعدالة الاجتماعية مع تقليل المخاطر البيئية وتدهور الموارد الطبيعية، يعتمد الاقتصاد الأخضر على الاستخدام الأمثل للطاقة المتجددة، وتقنيات الإنتاج النظيف، واستهلاك الموارد بشكل مستدام.
من خلال هذا النموذج، يتم التركيز على تقليل الانبعاثات الضارة وتعزيز الممارسات البيئية الجيدة في كافة جوانب الاقتصاد.
الاقتصاد الرقمي والعملات المشفرة.. مستقبل المال والتحول الاقتصادي العالمي التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي أهمية التحول نحو الاقتصاد الأخضر1. مكافحة التغير المناخي
يمثل التحول إلى الاقتصاد الأخضر استراتيجية فعالة للحد من آثار التغير المناخي. من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتحفيز استخدام الطاقة المتجددة، يمكن تقليل التأثيرات السلبية على البيئة مثل ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة العالمية.
2. الحفاظ على الموارد الطبيعية
يسهم الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال الاستخدام الأمثل للموارد، وتطبيق ممارسات إعادة التدوير والتجديد، يساعد ذلك في مواجهة تحديات مثل ندرة المياه، تدهور التربة، والانخفاض المستمر في التنوع البيولوجي.
3. دعم النمو الاقتصادي المستدام
من خلال الاستثمار في الصناعات الصديقة للبيئة مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا النظيفة، والزراعة المستدامة، يمكن للاقتصادات المحلية والعالمية تحقيق نمو طويل الأمد، كما يوفر الاقتصاد الأخضر فرصًا لخلق وظائف جديدة في القطاعات الخضراء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإعادة التدوير.
4. تحقيق العدالة الاجتماعية
يشمل الاقتصاد الأخضر أيضًا تحسين الظروف الاجتماعية من خلال توفير فرص عمل مستدامة وتحقيق التنمية المستدامة لجميع الفئات، من خلال التوسع في الصناعات الخضراء، يمكن خلق فرص عمل موجهة للعمالة ذات المهارات المختلفة، مما يسهم في تحسين مستويات المعيشة في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
1. الطاقة المتجددة
يُعتبر التحول إلى الطاقة المتجددة من أهم أعمدة الاقتصاد الأخضر، يشمل ذلك الاستفادة من مصادر الطاقة الشمسية، والرياح، والطاقة المائية، والطاقة الحرارية الأرضية لتوليد الكهرباء والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري الملوث.
2. النقل المستدام
يساهم التحول نحو النقل المستدام في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع استخدام السيارات الكهربائية، وزيادة شبكة النقل العام، وتطوير وسائل النقل غير الملوثة مثل الدراجات الهوائية والمشاة.
3. الزراعة المستدامة
يعتمد الاقتصاد الأخضر أيضًا على تقنيات الزراعة المستدامة التي تحترم البيئة وتقلل من التأثيرات السلبية على الأرض والمياه، من خلال استخدام تقنيات مثل الزراعة العضوية وإعادة تدوير المياه، يمكن الحفاظ على صحة النظام البيئي وتحقيق إنتاج غذائي مستدام.
4. إدارة النفايات
يتضمن الاقتصاد الأخضر تطوير حلول لإدارة النفايات بطرق مبتكرة وصديقة للبيئة مثل إعادة التدوير، وتحويل النفايات إلى طاقة، وتطبيق مفاهيم "الاقتصاد الدائري" الذي يعتمد على تقليل الفاقد وزيادة استخدام المواد المعاد تدويرها.
رغم الفوائد الكبيرة التي يوفرها الاقتصاد الأخضر، فإن هناك تحديات كبيرة قد تعيق التحول الكامل نحو هذا النموذج. من بين هذه التحديات:
1. التكلفة العالية للتحول
تتطلب التحولات البيئية استثمارات كبيرة في تقنيات الطاقة المتجددة، وبنية تحتية مستدامة، وتعليم وتدريب القوى العاملة، هذه التكاليف قد تشكل عائقًا أمام بعض الدول أو الشركات التي قد تجد صعوبة في تمويل هذه التغيرات.
2. مقاومة التغيير من بعض القطاعات
بعض القطاعات التقليدية مثل صناعة الفحم والنفط قد تجد صعوبة في التكيف مع التغيرات اللازمة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر. هذه القطاعات قد تكون عائقًا سياسيًا أو اقتصاديًا أمام تطبيق السياسات الخضراء في بعض البلدان.
3. الافتقار إلى السياسات الفعالة
هناك حاجة ماسة إلى سياسات واضحة وفعالة تدعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر، قد تواجه بعض الحكومات صعوبة في تنفيذ هذه السياسات بسبب ضغوط اقتصادية أو سياسية من مصالح تقليدية.
1. الابتكار والنمو في الصناعات الخضراء
التحول نحو الاقتصاد الأخضر يفتح المجال لابتكار تقنيات جديدة وصناعات خضراء تساهم في النمو الاقتصادي، مثل تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وتصنيع السيارات الكهربائية، وتقنيات الزراعة الذكية.
2. وظائف جديدة
يوفر الاقتصاد الأخضر فرصًا لخلق ملايين من الوظائف في مجالات متعددة مثل تصميم وبناء محطات الطاقة المتجددة، والصيانة البيئية، والهندسة الخضراء. هذه الصناعات قد تسهم في مكافحة البطالة وتوفير فرص عمل مستدامة.