سودانايل:
2025-02-25@12:27:58 GMT

الأزمة و أربعة أفكار في اتجاهات مختلفة

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

قال غرامشي في كتابه كراسات السجن ( ليست أزمة التقدم أزمة فكرة التقدم ذاتها بل أزمة الحاملين للوائها، الذين أصبحوا جزءا من قوى الطبيعة التي يراد السيطرة عليها، في ظل هذا الوضع تكون الهجمات التي تشن على فكرة التقدم شديدة التحيز و تحركها دوافع المصلحة) إذا تأملنا في مقولة غرامشي، أن العمل من أجل انجاز أية أهداف يجب أن تكون القيادات المنوط بها عملية الإنجاز مدركة لدورها، و مستوعبة لطبيعة المرحلة التي تعمل فيها، و أيضا ملمة بمعرفة تناقضاتها و المكنزمات المؤثرة في المجتمع، حتى تستطيع أن تتعرف على البيئة التي تعمل فيها بشكل جيدة، و تتخطى التحديات التي تواجها، لكن إذا كان القيادات لا تنظر إلا من خلال مصالح شخصية، أكيد سوف تصطدم بعقبات عديدة تكون سببا في فشل الأهداف، و هذا هو الذي حدث لثورة ديسمبر أن القيادات التي تم أختيارها لإنجاز الأهداف كانت قليلة الخبرة، و من خلال الممارسة أتضح أن المصالح التي تعمل من أجلها غير متطابقة مع الشروط المطلوبة لإنجاز مثل هذه المهام.

. فالمشكلة ليست في فكرة التغيير و المطلوب انجازه، أنما تقع المشكلة على الحاملين لها و تواضع قدراتهم..
كان الأستاذ بكري عديل القيادي في حزب الأمة في وقت سابق قد صرح بقضايا حزبية في لقاء صحفي، و أعتبره الحزب خروج على لوائح الحزب، و تم إقافه ثلاثة شهور من النشاط الحزبي.. قال في ذلك الحادث لجريدة الصحافي الدولي يوم 20 أكتوبر 2002م ( أنه أغلق مكتبه و اعتكف بالمنزل و اعتبر الأمر برمته ليس مسألة شخصية بقدر إنها تعكس أزمة الديمقراطية و حرية الرأي الآخر داخل الأحزاب السودانية) قبل أيام ذهب رئيس حزب ألأمة المكلف برمة ناصر للإشتراك في تجمع نيروبي مناصرا لميليشيا آل دقلو.. أجتمعت هيئة الرئاسة، و اعتبرت ذلك خروجا على لوائح الحزب، و أيضا توقيع على وثيقة تحمل أفكارا مناهضة لخط الحزب.. هل هذه هي المرة الأولى التي تعد خروجا على لوائح الحزب.. و كل عضوية الحزب تعلم أن العربة التي يركبها رئيس الحزب مقدمة من الميليشيا، و حراس رئيس الحزب كانوا من الميليشيا.. و عندما اقام الحزب نشاطا لدعم الحزب تبرع رئيس الميليشيا بعشرات المليارات للحزب، لا تعد هذه خروجا على لوائح الحزب.. عندما يذهب حزب كبير كان قد حصل على أكبر مقاعد في البرلمان و يوقع على على وثيقة انتساب لتحالف تقوده عناصر مستقلة لا يعد ذلك خروجا على الحزب.. عندما يذهب الحزب تحت قيادات مستقلة، و يوقع على أعلان سياسي مع الميليشيا في اديس ابابا لكي يصبحوا جناحها السياسي اليس هذا يعد خروجا على مباديء الحزب، أم التمييز على الأفراد...
في أحدى المقابلات الصحافية التي أجريت مع الدكتور غازي صلاح الدين رئيس مجموعة الإصلاح الآن سأله الصحفي كيف تتعاملون مع الهجمة الشديدة على الإسلاميين؟ قال صلاح الدين (نحن الإسلاميون دائما نبني مواقفنا بالتأني، و نراهن على الزمن، و هو كفيل أن يغير المعادلات السياسية) و بالفعل أن الزمن قد غير المعادلات السياسية، و عندما كان الإسلاميون يحنون رؤوس للريح اعتقد البعض أنهم هزموا و خرجوا خارج الملعب السياسي، و الزمن قد أعادهم بقوة للساحة السياسية.. ورغم تعددت تنظيماتهم إلا أنهم استطاعوا يديروا معركتهم بأدوات مختلفة و متنوعة، و رغم تعدد تنظيماتهم لكنهم لا يدخلون في مناكفات مع بعضهم البعض، خلاف الآخرين الذين تفرقت بهم السبل، و لا يملكون رؤية للمستقبل، في الوقت تعدد تنظيمات الإسلاميين و لكن كل واحدة رؤيتها السياسية و الاقتصادية الخاصة التي تعتبر اجتهاد من عناصرها و قياداتها و هي رؤى مطروحة في وسائل الإعلام.. هناك حركة المستقبل للإصلاح و التنمية و الحركة الوطنية للبناء و التنمية.. و قبل أيام قلائل اصدر حزب المؤتمر الوطني رؤيته مشروع بعنوان " أجندة المستقبل" يقول في ديباجتها ( نعمل على مراجعة تجربتنا و سنشاركها مع عضويتنا و شركائنا من الأحزاب ) و تصبح مقولة غازي أنهم " يراهنوا على الزمن" صائبة.. في الوقت الذي تراجعت القوى السياسية الأخرى، و أصبحت مجرورة وراء أحداث تصنعها القوى السياسية الأخرى.. الآن الجيش بيصنع احداثا، و الميليشيا بتصنع أحداثا، و الإسلاميون أيضا يصنعون أحداثا.. الباقين معلقين على الأحداث..
يقول محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السابق في لقاء صحفي مع جريدة " الرأي العام" نشر في 12 أكتوبر 2002م يقول ( تصنيف الدولة دينية – علمانية – مدنية لا يعفينا من تطوير ثقافتنا و معرفتنا بنظرية الدولة في حد ذاتها كظاهرة تاريخية اجتماعية بدلا من القناعة الكسولة بتوصيفها أو تصنيفها) و الغريب أن الحزب لم يطرح رؤي سياسية متكاملة.. لكنه جرى وراء مقولة علمانية الدولة في كاودا لكي يوقع مع عبد العزيز الحلو على مشروع الآخير.. و أيضا سعى وراء عبد الواحد محمد نور.. في الوقت الذي كتب فيه نقد رؤية متكاملة عن " مدنية الدولة" أطروحة استفاد فيها من نشاط التجمع الوطني الديمقراطي الذي كان قد وقعت عضويته على وثيقة الدولة المدنية لكي يتجاوزوا بها قضيتى " العلمانية و الثيوقراطية " في نيروبي في عام 1993م.. حيث وقف الحزب عند " تحالف الجذرية" و الآن هناك إرهاصات بدأت تخرج في الوسائط أن الحزب بصدد تكوين تحالف جديد من أجل " إكمال مهام الثورة" التي طوال هذه الحرب هي تنتظر الحزب على ناصية الشارع... أن الحزب إذا كان نشر اجتهاد نقد في " الدولة" المدنية كان فتح حوارا عميقا وسط القوى السياسية و أيضا تجمعات المثقفين، أو كان أوكل لعضويته أن تقدم أجتهادات في قضية الحكم في الدولة.. لكن القيادة الاستالينية في الحزب عجزت أن تفتح حوارت أو تقدم رؤى بديلة و اعتقدت: إذا استطاعت أن تجر الحلو و عبد الواحد و سوف تكسب الساحة السياسية.. هي نفس فكرة الميليشيا التي تطبقها الآن و تستخدم الدولار بدلا من الرأي..
أن القيادات السياسية لا تقرأ التاريخ و لا حريصة أن تتعرف على الأسباب التي أدت لفشل التجارب السابقة لكي تتجاوزها، هي وقفت عند كلمتين " كيزان و فلول" ترددهم باعتبار أنهم سوف يقناعوا العامة بأنهم يقدمون أدبا سياسيا رفيعا للناس حيث الكل يردد و وقف الانتاج العقلي.. رحم الله نقد و عبد الخالق و عمر مصطفي المكي.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: خروجا على

إقرأ أيضاً:

محافظ المنيا: دعمنا لغزة واجب.. وكلنا صف واحد خلف قيادتنا السياسية

أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن دعم الأشقاء في قطاع غزة واجب إنساني ووطني يعكس التزام الدولة المصرية بدورها التاريخي والقومى، مشيرًا إلى أن تكريم الجمعيات الأهلية التي لعبت دورًا محوريًا في تنظيم قوافل الإغاثة، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية يأتي تقديرًا للجهود المتميزة التي بذلتها الجمعيات الأهلية في تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية.

وفى هذا السياق، نظمت محافظة المنيا احتفالية كبرى لتكريم 173 جمعية ومؤسسة أهلية شاركت في قوافل المساعدات الإنسانية لغزة، وذلك تقديرًا لدورهم في تقديم الدعم والمساعدات بالتعاون مع الجهات المعنية.

شهد الاحتفالية الدكتور محمد أبو زيد، نائب المحافظ، وعبد الحميد الطحاوي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمنيا، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية وممثلي الجمعيات الأهلية.

من جانبهم، أعرب ممثلو الجمعيات الأهلية عن سعادتهم بالتكريم، مؤكدين التزامهم بمواصلة جهود الإغاثة والتعاون مع أجهزة الدولة في تقديم الدعم للأشقاء الفلسطينيين، انطلاقًا من مسؤوليتهم المجتمعية والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا: دعمنا لغزة واجب.. وكلنا صف واحد خلف قيادتنا السياسية
  • رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني ماهر علوش: شهدت التحضيرات التي شاركت فيها شخصيات وكفاءات وطنية عالية حوارات بناءة تؤكد الحرص على بناء الدولة السورية الجديدة
  • رئيس «سمنود التكنولوجية»: نادي ريادة الأعمال يحول أفكار الطلاب لشركات ناشئة
  • السودان- معركة الهوية بين أهل الأرض وورثة السلطة
  • تبادلا الأوسمة والهدايا..رئيس الدولة يحضر مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الإيطالي تكريماً لسموه
  • رئيس مجلس النواب الليبي: الانتخابات هي الحل الوحيد والأطراف الرافضة تعرقل مسار الدولة
  • 7 أفكار متنوعة لعزومات شهر رمضان.. أطباق مختلفة تناسب جميع الأذواق
  • «الاتحاد»: الحوار الوطني ساعد في تعزيز مشاركة الأحزاب السياسية على أرض الواقع
  • القوى السياسية والمدنية السودانية خلال اجتماع أديس أبابا: ندين الجرائم التي ارتكبتها ميلشيا الدعم السريع