لبنان ٢٤:
2025-02-25@11:26:00 GMT

حزب الله من دون حلفاء

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

شَكّل تشييع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل يومين مُؤشِّراً واضحاً على تراجُع التحالفات السياسية للحزب في الداخل اللبناني، حيث لم يحضر المناسبة الا حلفاء تقليديين محدودين، مثل "تيار المردة" و"القومي السوري" و"الديمقراطي اللبناني"، في إشارة إلى عزلة متزايدة قد تُهدِّد قدرته على التأثير في المشهد السياسي.

هذا الواقع يطرح تساؤلاتٍ عديدة حول استراتيجية الحزب المستقبلية، خاصةً في ظلِّ الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والتحديات التشريعية التي قد تواجهه.

في السابق، اعتمد "حزب الله" على تحالفات واسعة مع قوى سياسية متنوعة، ساهمت في ضمان وجوده الفاعل داخل المجلس النيابي، لكنّ التغييرات الأخيرة في الخريطة السياسية، سواء بسبب التحوُّلات الإقليمية أو الضغوط الداخلية أدت إلى انكماش هذه التحالفات. اليوم، يبدو أن الحزب مُضطرٌّ إلى التعويل على تحالفٍ محدود مع حركة أمل، وهو تحالفٌ تاريخي لكنّه غير كافٍ لتحقيق أهدافه السياسية. فبحسب التقديرات الحالية، لا يُؤمِّن هذا التحالف حتى تحقيق الثلث المعطِّل في البرلمان، الذي يُعتبر حاجزاً أساسياً لعرقلة القرارات المُعارضة، ناهيك عن الفوز بأغلبية مقاعد المجلس.

في هذا السياق، قد يلجأ الحزب إلى محاولة توسيع تحالفاته مع كيانات صغيرة أو شخصيات مستقلة قادرة على تعزيز وجوده النيابي، لكنّ هذه الخطوة تواجه عوائق عدّة، أبرزها الانقسامات الداخلية والتنافس المحتدم بين القوى السياسية على تمثيل المكوِّنات الطائفية. كما أنَّ تراجُع شعبية الحزب في بعض المناطق، نتيجة انخراطه في سياسات خارجية مثيرة للجدل وتأثير الأزمات المعيشية على شرائح واسعة من المجتمع، يُقلّص من فرصه في كسب تأييد جديد.

من جهة أخرى، قد يُعيد الحزب تقييم أولوياته، بالاعتماد أكثر على الأدوات غير البرلمانية، مثل تعزيز تحالفات إقليمية داعمة أو استخدام نفوذه الأمني والعسكري في لحظة ما، لموازنة الخسائر السياسية، لكنّ هذه الخيارات تحمل مخاطر كبيرة، خصوصاً في ظلِّ الوضع الدولي المتشنّج تجاه أنشطته. كما أنَّ الاعتماد المفرط على القوة قد يُفاقم الانقسامات الداخلية ويُعزِّز توجُّهاتٍ معارضةً له داخل لبنان.

 يواجه حزب الله معضلة وجودية تتمثَّل في الحفاظ على تأثير سياسي مُتناقص وسط تحالفات مُنهارة، وضرورة ابتكار آليات جديدة للتكيُّف مع واقعٍ لم يعد يُتيح له الهيمنة كما في السابق. سواءٌ عبر الانتخابات أو من خلال تفعيل أدوات الضغط الأخرى، فإنَّ الحزب مُطالبٌ بمراجعة شاملة لاستراتيجيته إذا أراد تفادي مزيدٍ من التهميش، في مشهدٍ لبنانيٍ يعيش على وقع تحوُّلاتٍ جيوسياسية واقتصادية قد تُعيد تشكيل موازين القوى بشكلٍ جذري. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله والتيار على طريق العودة

كتبت صونيا رزق في" الديار": أطلقت مشاركة وفد من " الوطني الحر" يوم أمس في تشييع السيد حسن نصرالله، العنان لفتح حوار جديد مع الحزب، مع الاشارة الى انّ العلاقة لم تصل مرة الى القطيعة، بل كان هنالك تواصل وإن لم يكن على مستوى القيادات الكبرى، لكن ومع زيارة وفد من الحزب الرئيس السابق ميشال عون والنائب باسيل، لدعوتهما للمشاركة في مراسم التشييع، كسر جليد تلك العلاقة، وكان الرد بمشاركة وفد من "التيار" ضمّ النواب سيزار ابي خليل وسليم عون وغسان عطالله، كما كان لافتاً ما كتبه باسيل في المناسبة على منصة أكس: "في  يوم تشييعك يا سيّد، تتدافع في ذاكرتي ساعات الحوار الطويل بيننا، قضية جمعتنا معاً، هي حماية لبنان بأرضه وشعبه وثرواته، وبرسالته والعلاقة بين ابنائه، في حياتك كما في استشهادك حملت هذه الحقيقة ودافعت عنها وهي ولو افترقنا، كانت وستبقى قضيتنا في التيار، رحمك الله وحمى لبنان".

تعليقاً على ما كتب، وعلى بدء إزالة الفتور السياسي السائد بين الطرفين، رأت مصادر سياسية مقرّبة من الطرفين، بأنهما ما زالا تحت سقف الحفاظ على العلاقة، ولا يريد أحد منهما الافتراق نهائياً، وبالتالي خفّت الردود وحدّة التصريحات، لانّ الحفاظ على خط الرجعة دائماً موجود، كما خفت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بين المحازبين والمناصرين، وافيد بأنّ العلاقة بين باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، عادت الى ما كانت عليه سابقاً . مع الاشارة الى انها لم تصل بينهما الى القطيعة كما روّج بعض الخصوم، خصوصاً في فترة التباين الرئاسي الذي زاد الشرخ، بسبب عدم التلاقي على إسم المرشح الى رئاسة الجمهورية من قبل الحزب والتيار، فحينئذ كادت الجرّة السياسية ان تنكسر لكنها بقيت ضمن الاطار المعقول للهزّات، وهي لطالما بقيت صامتة بعض الشيء، خصوصاً من قبل حزب الله، فلا ردود ولا تراشق بل صمت مريب.
الى ذلك، رأت المصادر المذكورة بأن ما جرى بينهما على طريق الزوال، لانّ السياسة في لبنان قابلة للانقلابات فجأة وفي اي لحظة، مع الاشارة الى انّ الحزب والتيار عرفا كيف يحافظان لمدة طويلة على علاقتهما المتينة، لذا لا يمكن القول ان تفاهمها قد ولّى الى غير رجعة، او انه لم يعد لزمن الاتفاقات موقع.
 

مقالات مشابهة

  • صحيفة تكشف.. هذا ما طلبه الحزب من عناصره جنوبا
  • الى دير قانون النهر.. بدء توافد المشاركين في تشييع صفي الدين
  • تشييع «حزب الله»
  • حزب الله والتيار على طريق العودة
  • بيضون: السيد حسن نصر الله قدّم نموذجًا فريدًا في القيادة السياسية والمقاومة تبدأ مرحلة جديدة
  • رسالة ماسك تهدد بتوتر محتمل مع حلفاء ترامب
  • WSJ: حلفاء أمريكا في آسيا يخشون التخلي عنهم بعد سابقة ترامب مع أوكرانيا
  • المجلس الأطلسي: واشنطن واليمن.. تحالف بحري لاستعادة السيادة وتقليص تحالفات الحوثي مع التنظيمات المتطرفة ووقف تهريب الأسلحة
  • «الاتحاد»: الحوار الوطني ساعد في تعزيز مشاركة الأحزاب السياسية على أرض الواقع