المهاجرون في ألمانيا بين الخوف والأمل مع صعود اليمين
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تنتاب المهاجرين في ألمانيا مشاعر خوف وقلق في ظل التأييد غير المسبوق لحزب البديل اليميني في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لكن بعضهم يعلق أملا على المحافظين الذين تصدروا النتائج ويسعون لتشكيل ائتلاف حاكم جديد.
وحصل تحالف الاتحاد المسيحي (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري) على نحو 29% من الأصوات، وحل ثانيا حزب البديل بنحو 20% من الأصوات، وهي ضعف النسبة التي حصل عليها قبل 4 سنوات، في حين جاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس ثالثا بنحو 16% من الأصوات.
ويقول محمد أزموز، وهو حلاق سوري يعيش في برلين ويبلغ عمره 57 عاما، إن الإدلاء بصوته لأول مرة في الانتخابات الألمانية أول أمس الأحد منحه شعورا لا يوصف، لكنه يشعر بالقلق بشأن مستقبله بسبب التأييد غير المسبوق لحزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة.
وأضاف أزموز "ليش هالكراهية هاي (لماذا هذه الكراهية)؟ إحنا جايين لهون عشان نشتغل (نحن أتينا إلى هنا لكي نعمل). فرضنا حالنا بالشغل. ما عُدنا (لسنا) عالة على المجتمع. نحنا بنحب الشعب الألماني".
كانت سياسة اللجوء في ألمانيا من أهم الموضوعات في انتخابات هذا العام، وزادت من فرص المحافظين وحزب البديل من أجل ألمانيا ليفوزا بالمركزين الأول والثاني على الترتيب.
إعلانوبسبب قلقه من تزايد موجة العداء وتكاليف المعيشة، أعطى أزموز صوته لحزب اليسار (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) الذي أطلق حملة لتعزيز العدالة الاجتماعية ووعد بزيادة الدعم للأسر ذات الدخل المنخفض.
وتابع محمد أزموز متحدثا عن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل "نتحسر على الأيام كانت السيدة ميركل مستلمة الحكم، كانت الحياة حلوة ورخيصة، لكن للأسف كله غلي.. وصار مثل الواحد يركض يركض وما عاد يلحق".
وفي خضم ركود اقتصادي، يشعر الألمان من أصول مهاجرة بالقلق بشأن وضعهم المالي أكثر من بقية السكان. فقد وجدت دراسة حديثة أجراها مركز "دي زد آي إم" أن 63.4% من المهاجرين يعتريهم هذا القلق، مقارنة بنحو 46.7% من غير المهاجرين.
ولم يسبق أن بلغ عدد المهاجرين المقيمين في ألمانيا هذا المستوى. ووصل عدد المواطنين الألمان من أصول مهاجرة الذين لهم حق التصويت إلى أكثر من 7 ملايين في انتخابات هذا العام.
وقال آخرون إنهم يشعرون بالمخاوف ذاتها بشأن الحالة الاقتصادية، لكن لا يتطلع جميعهم إلى تيار اليسار.
ويعتقد محمد، وهو حلاق أردني لا يحق له التصويت، أن صعود حزب البديل من أجل ألمانيا يمثل فرصة لقلب الأمور في البلاد. كما يرى أن ألمانيا لها الحق في حماية حدودها وسكانها.
ويقر محمد بالأخطاء التي يرتكبها مهاجرون، وقال إنه يؤيد اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه مرتكبي الجرائم العنيفة، ويدعم القيود المفروضة على لمّ شمل أسر اللاجئين.
وأضاف "لو كان هناك حزب البديل من أجل ألمانيا في بلدي، فسوف أصوت له".
الخاسر الأكبر
وكان الحزب الديمقراطي الاجتماعي هو الأكثر شعبية بين المهاجرين في ألمانيا بفضل دفاعه عن حقوق العمال والرعاية الاجتماعية والاندماج. لكنه كان الخاسر الأكبر في انتخابات هذا العام.
إعلانوصوت علاء الدين مهنا، وهو سوري يعيش في لودفيغسفيلده بالقرب من برلين، لصالح الحزب الديمقراطي الاجتماعي في عام 2021، لكنه تراجع عن موقفه هذا العام بسبب سياسات الحزب المؤيدة لأوكرانيا والتي يقول إنها أضرت بالاقتصاد.
وقال مهنا "لا يوجد حزب يمثلني حقا".
وأضاف أن التدهور الاقتصادي كان مصدر قلقه الأكبر في هذا التصويت، مشيرا إلى أنه كان أيضا السبب وراء صعود حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتابع "أنا قلق. لن يشكل المحافظون ائتلافا معهم (حزب البديل من أجل ألمانيا) بالطبع ولكن سيكون لهم ثقل كبير كمعارضة وأنا قلق بشأن هذا".
وقال الحلاق السوري محمد أزموز إنه يأمل أن يقود الزعيم الألماني المقبل فريدريش ميرتس البلاد نحو الرخاء.
وأضاف "نأمل أنه الحزب اللي هلا (الذي) استلم (السلطة) يكون رأفة بالعالم. مو بس (وليس فقط) اللاجئين، (و) بشكل عام المواطن الألماني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب حزب البدیل من أجل ألمانیا فی ألمانیا هذا العام
إقرأ أيضاً:
نتائج أولية.. فريدريش ميرز مستشار ألمانيا المقبل وسط صعود لـالبديل
(CNN)-- قاد فريدريش ميرز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، من يمين الوسط، إلى فوز واضح في الانتخابات وهو الآن على وشك أن يصبح المستشار القادم لألمانيا.
وعلى المسرح محاطًا بمرشحين كبار آخرين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزبه البافاري الشقيق، الاتحاد الاجتماعي المسيحي، أشاد ميرز بيوم الأحد باعتباره "أمسية انتخابية تاريخية".
وفي حديثه بعد وقت قصير من إظهار استطلاعات الرأي أن الحزب جاء في المقدمة بنحو 29٪ من الأصوات، وعد ميرز بأنه سيبدأ محادثات بناء الائتلاف في أقرب وقت ممكن.
وقال: "خضنا حملة انتخابية صعبة حول مواضيع مهمة... الآن سنتحدث مع بعضنا البعض. يجب أن نكون قادرين على التحرك بسرعة".
ودوت الهتافات في مقر الحزب الديمقراطي المسيحي بعد أن أظهرت نتائج أولية أن الحزب يسير على الطريق الصحيح للفوز بالانتخابات.
وكان الحزب لفترة طويلة المرشح المفضل للحصول على أكبر حصة من الأصوات.
وخارج مبنى الحزب، تظاهرت مجموعة صغيرة من المحتجين ضد ما يرون أنه خط متشدد لزعيم الحزب فريدريش ميرز بشأن الهجرة.
وحمل المحتجون لافتات عليها ألسنة لهب مشتعلة، متهمين الحزب الديمقراطي المسيحي بالتعاون المحتمل مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. ونفى ميرز رغبته في التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا.
كما أظهرت نتائج أولية حصول حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على 19.5% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الألمانية. ويعد هذا أفضل أداء لحزب سياسي يميني متطرف في ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وضاعف حزب البديل من أجل ألمانيا حصته من الأصوات تقريبًا مقارنة بالانتخابات الأخيرة في عام 2021.
في حين تحمل المستشار الألماني الحالي وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي أولاف شولتز المسؤولية عن الأداء الضعيف لحزبه في الانتخابات، معترفًا بأن النتيجة كانت "هزيمة".
وقال في التجمع بمقر الحزب: "هذه نتيجة انتخابية مريرة للحزب الديمقراطي الاجتماعي، هذه هزيمة. إنها نتيجة سيتعين علينا تركها وراءنا"، مضيفًا أنه يتحمل المسؤولية عن النتيجة، تمامًا كما فعل قبل 4 سنوات عندما جاء حزبه في المقدمة.
وشكر شولتز أعضاء الحزب والمتطوعين على حملتهم الانتخابية حتى نهاية الحملة، كما خصص بعض الوقت للدفاع عن سجل حكومته على مدى السنوات الأربع الماضية.
وذكّر الحضور بأن هذه الفترة كانت صعبة حيث شنت روسيا غزوها الكامل لأوكرانيا بعد وقت قصير من وصول حكومته إلى السلطة.
وهنأ المستشار المنتهية ولايته منافسه فريدريش ميرز من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وقال إنه يعتقد أنه من غير المقبول أن يحصل حزب يميني متطرف على مثل هذه النتيجة التي شهدها حزب البديل من أجل ألمانيا، الأحد. وقال شولتز: "لن أتقبل هذا الأمر أبدًا".
ألمانيانشر الأحد، 23 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.