دير الزور محافظة بلا جسور والبديل محفوف بالمخاطر
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
دير الزور- بعد تدمير جميع الجسور التي تربط ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور خلال سنوات الثورة السورية، أصبحت العبارات النهرية الوسيلة الوحيدة لنقل المدنيين والبضائع بين الضفتين، إلا أن هذه العبارات تُصنع محليا وبطرق بدائية تفتقر إلى أدنى معايير السلامة، مما يجعلها تشكّل خطرا على حياة المدنيين، إضافة إلى أنها تمثل عبئا اقتصاديا على كاهل السكان.
وتعرّضت جسور دير الزور إلى قصف ممنهج من قبل النظام السوري، والتحالف الدولي، والقوات الروسية منذ بدء الثورة السورية، بهدف قطع طرق الإمدادات وفصل المدن عن بعضها. وتضم المحافظة 6 جسور رئيسية على نهر الفرات دمرت بشكل كامل وكان أبرزها الجسر المعلق، الذي يُعتبر رمزا للمدينة، بالإضافة إلى جسور أخرى على نهر الخابور وأخرى داخل محافظة دير الزور.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح الصحفي عبد المعين الدندل أن استهداف الجسور أدى إلى شلل شبه كامل في حركة التنقل بين ضفتي النهر، مما أجبر السكان على اللجوء إلى العبارات النهرية، وأضاف أن القوات الروسية ارتكبت مجازر على هذه المعابر أواخر عام 2017 خلال هجومها على تنظيم الدولة.
تُستخدم العبارات النهرية اليوم كوسيلة أساسية لنقل المدنيين بعد تدمير الجسور، من خلال انتشار 11 معبرا نهريا من مدينة البوكمال وصولا إلى أطراف مدينة الرقة، لكنها تمثل تحديات يومية لسكان المنطقة.
وفي هذا السياق، يقول عبد الرزاق الهزاع، أحد مواطني دير الزور، للجزيرة نت إنه اضطر لعبور النهر من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى مناطق الحكومة الانتقالية السورية لتسجيل ابنته في المرحلة الإعدادية، لكنه واجه صعوبات عدة، أبرزها ارتفاع أجور العبارات، فضلا عن المخاطر التي تلاحق العابرين.
كما تقول تسنيم الجاسم، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، للجزيرة نت إنها تضطر إلى الانتظار لفترات طويلة لاستخدام العبارات المخصصة للطلاب، لأنها مجانية، في حين أن الأجور المرتفعة تجعل من الصعب عليها استخدام العبارات الخاصة.
إعلانأما مروان عشاوي، وهو أحد أبناء دير الزور، فيؤكد للجزيرة نت أن العبارات النهرية تشكل عبئا إضافيا على الموظفين والطلاب والمرضى الذين لا يستطيعون دفع تكاليف العبور يوميا، ويضيف أن الأهالي بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل الجسور لربط الأرياف بالمدينة وتخفيف الأعباء عنهم.
في حين يواجه كبار السن صعوبات إضافية عند استخدام العبارات حسب ما أفاد تركي النعيمي، أحد سكان دير الزور، للجزيرة نت، حيث يضطر لعبور النهر يوميا بين منزله المدمر في حي الشيخ ياسين ومناطق سيطرة "قسد" في قرية الجنينة، رغم معاناته مع التنقل. ويضيف أنه نجا من الغرق عدة مرات بفضل مساعدة المدنيين مطالبا بتشييد الجسور لسهولة العبور والتنقل بين المناطق.
أما التجار، فيواجهون صعوبات أخرى تتعلق بتكاليف النقل وتأخير وصول بضائعهم، ويقول تاجر الخضار أحمد الحمود للجزيرة نت إن عبور النهر بشحنات الخضار قد يستغرق يومًا كاملا، إضافة إلى الانتظار لساعات طويلة ودفع رسوم تصل إلى 300 ألف ليرة سورية، مما يؤدي إلى رفع أسعار السلع في الأسواق.
أنشأت العبارات النهرية على معابر النهر الـ11 التي تربط ضفتي النهر، لاسيما معبري مدينة دير الزور وجسر السياسية، وبالطرف الآخر بلدة حطلة ومعبر مدينة المياذين الذي تقابله بلدة الحوايج، ومعبر مدينة العشارة الذي تقابله بلدة درنج، وأخرى متوزعة على كامل المحافظة بشرقها وغربها.
يوضح حسن الجيجان، وهو صاحب إحدى العبارات بين حطلة ومدينة دير الزور، للجزيرة نت أن "هناك نوعين من العبارات: بعضها تديره الحكومة الانتقالية بأجور رمزية، وأخرى خاصة بأسعار مخفضة".
ويضيف أن الحمولات الزائدة والعبارات الصغيرة تعرقل العمل، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التشغيل بسبب المشتقات النفطية وقطع الغيار، كما يشير إلى أن ارتفاع أو انخفاض منسوب النهر يؤدي أحيانًا إلى غرق بعض السيارات أثناء العبور.
إعلانكما يضيف عامر السلمان (اسم مستعار)، وهو مشغل آخر للعبارات، للجزيرة نت أن الأسعار تتفاوت بين المعابر، حيث تتراوح أجور نقل الدراجات النارية بين ألفين و5 آلاف ليرة سورية، في حين تصل أجور نقل السيارات الصغيرة إلى 75 ألف ليرة، والسيارات التجارية إلى 300 ألف ليرة، وأحيانًا تصل إلى نصف مليون ليرة.
كما أشار إلى إغلاق بعض المعابر بشكل تعسفي من قبل عناصر "قسد" حتى يتم دفع مبالغ مالية لإعادة تشغيلها.
في ظل استمرار تعطل الجسور وغياب الحلول المستدامة تحاول محافظة دير الزور إيجاد الحلول الإسعافية حيث يقول مدير الخدمات الفنية في محافظة دير الزور المهندس عبد العزيز عبد العزيز، للجزيرة نت إن العبارات النهرية لا توفر وسيلة نقل آمنة، خصوصا في فصل الشتاء بسبب العوامل الجوية.
ويضيف أن دراسة أُجريت لإعادة تأهيل بعض الجسور، لكن العقوبات المفروضة على سوريا وقلة الإمكانيات حالت دون تنفيذها.
وكحل مؤقت، تعمل الخدمات الفنية على صيانة الجسر الحربي، الذي بنته القوات الإيرانية سابقا لربط مناطق نفوذها بريف دير الزور الشرقي، لكن أجزاء منه تعرضت للتخريب من جهة قوات سوريا الديمقراطية. ومن المتوقع أن يعود إلى العمل خلال الأيام القادمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب العبارات النهریة محافظة دیر الزور للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
معاوية .. وشهود الزور
أخيراً وصل النظام الوهابي المُتحجر إلى الغاية التي طالما تمنى الوصول إليها ولكن بسيوف صدئةه وخيول مترهلة، فمع أنه صرف المليارات من أجل ذلك المسلسل البائس المسمى “معاوية”، إلا أنه لم يُحقق ما أراد الوصول إليها ولم يتمكن من طمس الحقيقة الساطعة التي يعرفها كل مُسلم حريص على حماية الدين من التزييف والتأويل، لأنه في الحقيقة استند إلى روايات كلها مُلفقة، كُنا طالما سمعناها في برنامج كان يُذاع في الماضي من إذاعة مكة المكرمة قبل المغرب بعنوان “فضائل معاوية”، وحاول على مدى عقود أن يُقدم للناس معاوية في شكل فاتح ومُصلح اجتماعي كبير، إلا أن ذلك لم يُجد نفعاً، فالناس جميعاً يعرفون من هو معاوية مقابل الخصم العظيم الذي يريدون أن يطمسوا معالم اسمه، وكما قال الشاعر : فأين الثرى وأين الثُريا وأين معاوية من علي
لا أتحدث هُنا عن المسلسل فلقد سقط بشكل مريع وفضح نفسه بنفسه، بل وزاد من معرفة من لا يعرف عن معاوية وحيله وأساليبه، كما قال إمام المتقين ويعسوب الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (والله ما معاوية بأدهى مني إلا أنه يكذب ويغدر ويفجر) وهذه أقذر صفات في أي إنسان، يكفي أنه رسخ نظرية شعرة معاوية التي تُبيح الكذب والخداع والغدر والخيانة .
كما قلت فالمسلسل لا يستحق الحديث، لكني أتحدث عن شهود الزور من قدمتهم القناة في آخر حلقة والذين تحدثوا عن المسلسل وفاضوا في الحديث عن معاوية وأنه مؤسس الدولة الإسلامية بحسب زعمهم، تخيلوا أن هذا الرجل الذي شق عصا المسلمين ومرق عن الجماعة في لحظة كانت الأمة في حاجة إلى التوحد ولم الشمل في نظر هؤلاء مؤسس الدولة الإسلامية، وكأن الهدف وضعه في مكانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق إلا مساحات بسيطة ويزعمون أنه نبي آخر الأمة لا سمح الله، يا هؤلاء كفى كذباً وخداعاً وتجهيلاً وإساءة إلى الدين وإلى رسول الهداية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هذا محمد بن عبد الله الذي محى ظلام الجاهلية وشع نوره على البشرية جمعاء، وهذا وصيه الإمام علي الذي حمل الراية حتى آخر لحظة وظل يُدافع عن الإسلام الصحيح الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى تخضبت لحيته بالدم من جبينه، وفقاً لما أخبره رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، فما كان جواب الإمام علي إلا أن قال (أفي سلامة من ديني يا رسول الله) هذا هو ديدن الإمام علي وهذا هو توجهه، الإسلام هو من وهب نفسه للدفاع عنه واستبسل في سبيل حتى أسلم روحه المقدسة لبارئها .
إذاً المفارقة صعبة وطويلة جداً ولا يمكن لأحد أن يقارن هذا بذاك، إذاً لأتباع الوهابية وخصوم الإمام علي وآل البيت عليهم السلام كفاكم دجلاً وخداعاً لن تنالوا من الإمام علي ولن تؤثروا على مكانته ولن تفرضوا معاوية فهو باغٍ وفاجر، كما أشار إلى ذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وآله في حديثه للصحابي الجليل عمار بن ياسر (يا عمار تقتلُك الفئة الباغية) صدق رسول الله وكذب الدجالون .
نسأل الله أن يحمي الإسلام ومنهجه القويم من هذه الزعانف التي تحاول النيل من كبار الصحابة خدمة لليهود والأمريكان ومن لف لفهم، نسأل الله السداد والنصر لأمتنا، والتهنئة لقيادة المسيرة وأبناء شعبنا اليمني العظيم بمناسبة عيد الفطر المبارك، والله من وراء القصد ..