وكان تشيونغ وهو المدير التنفيذي يقف بينهم وكأنه شاب في العشرينات من عمره. حتى أنه كان من الممكن أن يتظاهر بسهولة بأنه أحد أبنائهم.

وقال تشيونغ لصحيفة «ستريتس تايمز»: «لم يشرح لي أحد حقاً أنه بسبب توقف إنتاج هرمون الكورتيزول لدي، كان علي أن أتناول المنشطات مدى الحياة.

الشيء الجيد هو أنني لن أتقدم في السن.

لقد استغرق الأمر مني 10 سنوات لأدرك ذلك». ويبدو تشيونغ شاباً إلى الأبد بسبب حالة نادرة تسمى قصور الغدة النخامية.

وتحدث هذه الحالة بسبب انخفاض إنتاج الهرمونات في الغدة النخامية، وهي عضو بحجم حبة البازلاء يقع خلف جسر الأنف في قاعدة الدماغ.

وقال الدكتور موك شاو فنغ، استشاري أول في قسم الغدد الصماء في مستشفى الجامعة الوطنية: «تتحكم الغدة في عدد من وظائفنا الهرمونية، مثل الغدة الدرقية، ونضوج أعضائنا الجنسية لدى الجنسين، وإنتاج هرمونات النمو وتنظيم إخراج البول من أجسامنا».

وتعد الهرمونات النخامية مسؤولة عن الكثير من الوظائف المهمة في الجسم، مثل التمثيل الغذائي والنمو والتكاثر.

وهناك نحو أربع حالات من قصور الغدة النخامية الشامل لكل 100 ألف شخص في جميع أنحاء العالم سنوياً.

وقال الدكتور موك إن «المرضى يمكن تشخيصهم بأعراض مختلفة وفي مراحل مختلفة من حياتهم». وتابع: «الأفراد الذين يعانون من بداية مبكرة للمرض يمكن أن يتأخروا في البلوغ، ويفوتون مراحل البلوغ.

بالنسبة للمريضات الإناث، يمكن أن يعانين من فترات غائبة أو غير منتظمة، وضعف الخصوبة وصعوبة الحمل... عندما يتعلق الأمر بالهرمونات الأخرى، فإن الأعراض العامة تشمل الشعور بالتعب وزيادة الوزن».

وأضاف الدكتور موك أنه في بعض المرضى، مثل السيد تشيونغ، تتأثر الكثير من الوظائف الهرمونية.

وقال اختصاصي الغدد الصماء إن السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة النخامية الشامل هو الأورام في منطقة تحت المهاد أو الغدة النخامية.

وأردف: «على الرغم من أنها حميدة، فإنها تنمو في مساحة مغلقة، مما يسبب مشاكل مثل الضغط.

يفقد المرضى الرؤية، وخصوصاً في الأطراف، قبل أن تتفاقم الحالة. وقد تكون هذه الأورام عرضة للنزيف المفاجئ أيضاً، لذا فإن هذا يتعلق بالمشكلة الأساسية».

وعدَّ الطبيب أنه «بالنسبة لنقص الهرمونات، يعتمد الأمر على عدد المحاور الهرمونية المتأثرة، وما إذا كانت كاملة أم جزئية.

يمكن أن يظل المرضى الذين يعانون من محور هرموني متأثر واحد دون اكتشاف لفترة طويلة جداً... يمكن أن يكون لديك أكثر حدة حيث تظهر الأعراض في وقت أبكر بكثير. لا يفتقر (هؤلاء المرضى) إلى الهرمون الجنسي ولا يمكنهم البلوغ فحسب، بل يفتقرون أيضاً إلى هرمون الكورتيزول الستيرويدي، وهو أمر مهم للبقاء على قيد الحياة».

ويعدّ الكورتيزول، أو هرمون التوتر، مسؤولاً عن الحفاظ على ضغط الدم ومستويات الجلوكوز في الدم ثابتة، وتنظيم وظيفة المناعة والآليات المضادة للالتهابات، وهو يملي استجابة القتال أو الهروب.

يمكن أن يرتبط نقص هرمون التستوستيرون بمظهر أصغر سناً. وتم تشخيص تشيونغ في سن 21 عاماً فقط. كان لا يزال يبدو وكأنه صبي في منتصف مراهقته آنذاك. ويقول تشيونغ: «في ذلك العام، أدركت أنني أصبحت أكثر بدانة.

كما أدركت أنني لا أتحمل الحرارة... أول شيء فعلته هو زيارة طبيب الغدد الصماء، وأجري لي فحص دم.

كان ذلك عندما اكتشفت أنني أعاني من قصور الغدة الدرقية. كما قيل لي إنه إذا واصلت البقاء على هذه الحالة (دون علاج)، كنت سأموت».

وأضاف تشيونغ أن الفحوصات أظهرت أن حالته ناجمة عن ورم بالقرب من منطقة تحت المهاد. وفي عام 2005، تمت إزالة الورم ومنطقة تحت المهاد، كما أخبر الصحيفة اليابانية.

وبمجرد تلف منطقة تحت المهاد أو إزالتها، يمكن أن تظهر الاختلالات في مناطق مختلفة. وتشمل هذه درجة حرارة الجسم، والنمو، وزيادة الوزن، والتحكم العاطفي، ودورة النوم، ونقص هرمون مضاد لإدرار البول، مما يؤدي إلى التبول المتكرر والعطش.

وقال السيد تشيونغ: «لقد واجهت صعوبة في النوم على مدى السنوات العشر التالية حتى عام 2015، عندما تم إعطائي دواء للتعامل مع الأرق». وحالياً، لا يزال يتناول مجموعة من الأدوية، بما في ذلك دواء مضاد لإدرار البول (إيه دي إتش)، لمساعدته في إدارة الأعراض الناجمة عن هذه الحالة. 

في حين يحاول معظم الأشخاص في الأربعينيات من العمر أن يبدوا أصغر سناً، يحاول السيد تشيونغ قصارى جهده ليبدو أكبر سناً بكثير.

وقال إن إحدى الحيل كانت محاولة الحصول على الكثير من شعر الوجه. وتابع إنه نجح في إنماء ذقنه مرة واحدة.

وقال: «عندما أعود بذاكرتي إلى العشرينات والثلاثينات من عمري، كنت أبدو شاباً حقاً في ذلك الوقت».

وأضاف ضاحكاً: «كلما أخبرت الأطباء أنني أعاني من قصور الغدة النخامية، يتمنون هم، وخصوصاً النساء، أن يكونوا مصابين به أيضاً». وكلما كان في أماكن عامة مثل مركز التسوق أو مركز الباعة الجائلين، تناديه النساء الأكبر سناً بـ«يا فتى». وقال السيد تشيونغ: «أعتقد أنه في سني الآن، من الجميل أن يُنادى المرء بـ(يا فتى

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: تحت المهاد یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف يبدو الاقتصاد الروسي بعد 3 سنوات من الحرب والعقوبات؟

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، وإن كان هذه المرة وسط حديث عن اقتراب بدء مفاوضات سلام لوقفها، حيث شكل اجتماع الرياض الأسبوع الماضي بين الوفدين الروسي والأميركي صافرة الانطلاق لها.

وبمعزل عن أي سيناريوهات لاحقة على هذا الخط، تعكف روسيا في هذه الأجواء على تعزيز مواقفها التفاوضية من خلال الجهود العسكرية والدبلوماسية، ولكن مع ذلك، تظل الجبهة الاقتصادية هي الأهم لاحتواء أي اختلالات داخلية.

رقم قياسي

وأصبحت روسيا أكثر دولة تتعرض للعقوبات في التاريخ، بعد أن أطلقت في 23 فبراير/شباط 2022 ما سمتها بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، لم يتردد الغرب في الرد عليها سريعا وفرض عقوبات واسعة النطاق على موسكو.

وشملت هذه العقوبات فرض قيود على القطاع المالي الروسي وعلى البنك المركزي وإخراج روسيا من معاملات سويفت بين البنوك وفرضت كذلك قواعد جديدة على السلع والخدمات في القطاعات الإستراتيجية للاقتصاد الروسي كالطاقة والطيران والشحن وغيرها.

كما طالت الضغوط دائرة واسعة من الأفراد، بما في ذلك مقربون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى مؤسسات عسكرية، كمجموعة "فاغنر"، ورجال أعمال روس لديهم أصول في الدول الغربية وتعتبر الأوساط الغربية أنهم مرتبطون بالكرملين.

إعلان

ورغم أن الاقتصاد الروسي أظهر مرونة خلال السنوات الثلاث من الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية، كما يؤكد مراقبون روس وحتى غربيون، فإن اقتراب الحرب من عامها الرابع يضع الاقتصاد أمام تحديات كبرى إن لم تتوقف.

وفي الوقت الذي يعترف فيه الخبراء الروس بوجود تداعيات مؤثرة للحرب على الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد، إلا أنه يكاد يسود شبه إجماع لديهم أن سياسات الدولة نجحت مع ذلك في عدم وصوله إلى حالة الانهيار، بل والتعافي في كثير من المراحل والقطاعات، وأن الانخفاض في النشاط الاقتصادي كان أقل من المتوقع.

برهن وقف الحرب

برأي الباحث في المعهد الأعلى للاقتصاد فلاديمير أوليتشينكو، قد يخيب الاقتصاد الروسي الآمال في عام 2025 إن لم يتم التوصل لحل دبلوماسي للصراع مع أوكرانيا.

ويشير في حديث للجزيرة نت إلى التحديات الرئيسية التي تواجه الاقتصاد الروسي خلال العام الحالي، وهي:

التضخم السنوي الذي بلغ 9.5% في عام 2024، مدفوعًا بالإنفاق العسكري والأمني ​​المرتفع الذي من المتوقع أن يمثل 41% من إجمالي إنفاق ميزانية الدولة في عام 2025. تراجع إعانات الدولة على القروض. نمو الأجور المتصاعد وسط نقص العمالة.

ووفقًا له، تسببت العقوبات بمشكلة الافتقار إلى الموردين المحليين القادرين على استبدال المعدات والمواد والمكونات المستوردة غير المتوفرة، والتي باتت بدورها إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه الصناعة الروسية، كما يتضح من المسح الذي أجراه معهد التنبؤ الاقتصادي التابع للأكاديمية الروسية للعلوم وأظهر أن 53% من الشركات تعاني من عدم وجود موردين بديلين في روسيا.

ومع ذلك، يؤكد أن الاقتصاد الروسي تكيف مع العقوبات بشكل أفضل مما توقعه المسؤولون والخبراء في بداية الأزمة، ورغم أن القيود واسعة النطاق لم تكن خالية من "الألم" لكن مع ذلك لم يحدث انهيار اقتصادي.

إعلان

وكما يقول، فقد شهد الاقتصاد الروسي -رغم المعطيات السالفة- نموا في الناتج المحلي الإجمالي والاستثمار وكذلك في أحجام الصادرات والواردات، رغم القيود على القطاع المالي وسوق الأوراق المالية والصادرات والواردات والاحتياطيات الدولية، ورغم مغادرة الشركات العالمية للبلاد بأعداد كبيرة وانقطاع سلاسل التوريد.

الاقتصاد الروسي تكيف مع العقوبات بشكل أفضل مما توقعه المسؤولون والخبراء في بداية الأزمة (الأوروبية) انهيار لم يحدث

من جانبه، يرى المختص بقضايا الاقتصاد الكلي، إيغور بلينكين، أن بعض القرارات التي اتخذها البنك المركزي، كمكافحة التضخم برفع أسعار الفائدة أدى إلى هامش ربحي لا يزيد عن 20% في معظم القطاعات وكذلك إلى تراجع الاستثمار.

ويشير للجزيرة نت بأن الأسعار المرتفعة تزيد من مخاطر إفلاس الشركات، وخاصة في القطاعات الضعيفة مثل العقارات، التي تضررت من التدابير الرامية إلى إبطاء الإقراض، بما في ذلك وقف دعم قروض الإسكان الحكومية.

ويضيف بأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن التضخم بات يتصدر قائمة المشاكل الاقتصادية، حيث أظهرت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الزبدة والبيض والخضراوات ارتفاعا مزدوجًا في العام 2024، مما أثر على دخول الفئات الأكثر ضعفًا، مع انخفاض المعاشات التقاعدية الحقيقية بنسبة 0.7% خلال العام الماضي 2024.

في الوقت نفسه، يؤكد المتحدث أن الاقتصاد الروسي أظهر "معجزات التحمل" وأظهر قدرة على التكيف مع التحديات الجديدة.

ويدلل على ذلك بالقول بأنه رغم الأزمة، فإن روسيا نجحت في تجنب الفوضى المالية، وحافظت على تدفق عائدات النفط والغاز إلى الاقتصاد، والتي رغم أنها انخفضت إلى 5%، فإن هذا أقل مما كان عليه الحال خلال أزمة وباء كورونا.

ويوضح ذلك بأن موسكو تحركت بديناميكية عالية واتخذت تدابير لإعادة توجيه اقتصادها نحو التعاون مع الدول الصديقة، وبناء سلاسل لوجستية وإنتاجية بديلة، وإزالة الدولرة من الاقتصاد والتحول نحو استخدام الروبل و"العملات الصديقة" كوسيلة رئيسية للدفع.

إعلان

ويختم بأن الدروس المستفادة من العقوبات توجب على روسيا ليس فقط إعادة توجيه نفسها إلى مناطق أخرى فحسب، بل إعادة هيكلة جميع جوانب الاقتصاد، وإلا فإنها سوف تعيش وفق قواعد أولئك الذين يفرضون عليها العقوبات ويحاربون تجزئة النظام المالي العالمي- حسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • قبعة تنقذ رجلاً من هجوم أفعى قاتلة .. فيديو
  • 3 أعوام منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا.. كيف يبدو المشهد؟
  • فى حالة نادرة بالهند.. اكتشاف جنينين داخل بطن رضيع
  • مصر ترفض «حكومة موازية» في السودان… وتستعد لـ«إعادة الإعمار» وزير الخارجية المصري: السلامة الإقليمية للسودان خط أحمر ولا يمكن التهاون فيه
  • كيف يبدو الاقتصاد الروسي بعد 3 سنوات من الحرب والعقوبات؟
  • مبتكر أمريكي يعيش داخل غرفة خاصة لإطالة عمره إلى الأبد (فيديو)
  • ترامب: نطلب معادن نادرة ونفطاً وأي شيء يمكن أن نحصل عليه من أوكرانيا
  • في حالة جوية نادرة .. تساقط الثلوج في محافظتين عراقيتين (فيديو)
  • حالة نادرة.. فريق طبي بمستشفى بنها النموذجي ينقذ طفلا توقفت عضلة قلبه