يواجه النرجسيون المزيد من الاستبعاد الاجتماعي وهم أكثر عرضة للشعور بالرفض، لكن بحسب بحث جديد يعزّز هذا الاستبعاد السلوكيات النرجسية، ما يجعل الأمور أسوأ بمرور الوقت، ويترتب على ذلك مجموعة من المخاطر.

وتوضح الدكتورة كريستيان بوتنر الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة بازل في سويسرا: "يعتقد كثيرون أن النرجسية هي استحقاق وغرور، لكن بحثنا يسلط الضوء على أن النرجسيين يعانون أيضاً من الألم الاجتماعي بشكل متكرر".

وبحسب "هيلث داي"، تتفاقم العلاقة الطردية بين النرجسية والاستبعاد الاجتماعي، لتزداد معها مخاطر الصحة العقلية، مثل: الاكتئاب، والقلق، والانتحار.

ولاستكشاف العلاقة بين النرجسية والاستبعاد، حلّل الباحثون بيانات من مسوحات وتجارب التي أجريت في ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا ونيوزيلندا، شملت آلاف الأشخاص.

نرجسية متكبرة وأخرى ضعيفة

وركزت الدراسة على "النرجسيين المتكبرين". الذين يظهرون الهيمنة والتنافس وهم حساسون بشكل إضافي للإشارات الاجتماعية.

ولاحظ الباحثون أن هذا الشكل من النرجسية يختلف عن "النرجسية الضعيفة"، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعدم الأمان.

و"كان أحد أكبر الأسئلة التي طرحت في هذا البحث هو ما إذا كان النرجسيون قد يبلغون بالفعل عن تعرضهم لقدر أقل من النبذ ​​الاجتماعي لأن صورتهم الذاتية المتضخمة يمكن أن تحميهم من إدراك المعاملة السلبية، أو ما إذا كانوا سيبلغون عن تعرضهم لمزيد من النبذ ​​الاجتماعي بسبب الحساسية المتزايدة للإشارات الاجتماعية،" كما أوضحت بوتنر.

كما حلل الباحثون 14 عاماً من البيانات 72 ألف شخص في استطلاع وطني في نيوزيلندا.

مشاعر الإقصاء

وأظهر تحليل البيانات أن مشاعر الإقصاء غالباً ما تؤدي إلى المزيد من السمات النرجسية، والعكس صحيح.

وفي بعض التجارب التي فحصتها الدراسة، كان الأفراد النرجسيون أكثر عرضة للنظر إلى بعض الإجراءات في مواقف اجتماعية على أنها إهانة متعمدة، حتى بدون دليل واضح.

تهديد الأنا

وتوضح بوتنر: "هذا يرجع إلى الحاجة المستمرة لدى النرجسيين للدفاع عن شعورهم المهيب والهش بالذات، فهم دائماً يبحثون عن تهديد الأنا حتى يتمكنوا من صده بسرعة".

وقالت: "إن معالجة هذه الديناميكيات بطرق منظمة، سواء في أماكن العمل أو العلاج أو التفاعلات الاجتماعية، يمكن أن تساعد في تقليل العواقب السلبية للاستبعاد لكل من الأفراد النرجسيين ومن حولهم".

وقالت إيريكا هيبر، عالمة النفس في جامعة ساري في المملكة المتحدة التي راجعت النتائج، إن الدراسة تدعم أبحاثاً أخرى تُظهر أن النرجسيين "حساسون للغاية" للاستبعاد الاجتماعي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصحة العقلية والنفسية

إقرأ أيضاً:

نبات الآس… الواجب الديني والتقليد الاجتماعي وذكرى الراحلين

دمشق-سانا

يستقبل السوريون عيد الفطر بواجبات دينية واجتماعية، ومن بين تلك الواجبات زيارة قبور أحبائهم الراحلين، مصطحبين نبات الآس المعروف ب”الريحان”.

ومنذ مئات السنين، اعتاد السوريون أن يكون أول مكان يقصدونه بأول أيام العيد المقابر، لزيارة أهلهم وأقربائهم الذين غيبهم الموت، وفي جعبة كل زائر باقة من الآس ذي الرائحة الطيية، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال : “إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين”.

وتحرص رشا عجيب كل الحرص في أول يوم من كل عيد على زيارة قبر زوجها، مصطحبة نبات الآس الذي تزرعه بنفسها لتضعه على قبره وتدعو له بالرحمة والمغفرة، وورثت هذه العادة التي ترمز للمحبة والوفاء للراحلين من والدتها.

هدى عبد الله تضع أكاليل الآس “الريحان” على قبر ابنها في كل عيد، لأنه من ريح الجنة، مشيرة إلى ذكره في القرآن الكريم، بقوله تعالى : “فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ”، كما تعتبر هدى أن وضع الآس بأغصانه الفواحة العطرة جزء أساسي عند زيارة القبور، ورغبة منها للدعاء بالرحمة والمغفرة، في ظل الفرحة والسعادة التي نشعر بها أثناء العيد فلا نغفل عن الدعاء لأحبائنا الذين رحلوا عنا.

واكتشف الإنسان نبات الآس قبل خمسة آلاف سنة، وهو ينمو في الأماكن الرطبة والظلية، ويعتبر حوض البحر المتوسط والعراق موطنه الأصلي، وله أسماء عدة: الحبق، ريحان الملك، ريحان الحماحم، بادروج، حوك، “شامسفرم”، وسماه قدماء المصريين “ست” أو “شامو”،وفي سوريا يعرف باسم آس، وفي لبنان والعراق يسمى الياس، أما المغرب العربي فيسمى بـ الريحان وفي تركيا مرسين وفي إسبانيا آريان.

ولكن استخدام الآس لا يقتصر على الواجبات الاجتماعية والدينية، بل له استخدامات غذائية ودوائية، كشاي الريحان ومنقوع الأزهار والأوراق، حيث يذكر ابن القيم في كتابه الطب النبوي أن تناول منقوع الآس مفيد للهضم ومزيل للمغص المعوي، أما مغلي البذور فهو يقوي القلب ويستعمل كعلاج للإسهالات المزمنة، ويستخدم زيت الآس كدواء يدهن به الجسم عند الإصابة بنزلات البرد، ولإزالة الكدمات وتقرحات الفم، وأمراض الأذن، و علاج حب الشباب، ويعتبر قاتلاً للجراثيم، والديدان الطفيلية المعوية، كما يستعمل زيته كمطيب غذائي وعطري ويدخل في صناعة الروائح العطرية والصابون المعطر.

وتراجعت زراعة الآس “الريحان” في الأونة الأخيرة بسبب تغير أنماط الحياة في المجتمع، وارتفاع أسعار العقارات، ما دفع السكان لاستبدال الحدائق المنزلية بأسوار من الطوابق وبناء غرف أو مشتملات ملحقة لمنزلهم، ويجب العمل على إحياء زراعته تيمناً بالحديث النبوي: “من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح”.

ومن اللافت دخول الآس في الموروث الشعبي المنطوق، فكانت النساء الدمشقيات يرددن لأطفالهن وأزواجهن عبارة ‘تشكل آسي”، وهو دعاء بمعنى ألا يفجعن في حياتهن بوفاة أحد من عائلاتهن.

مقالات مشابهة

  • نبات الآس… الواجب الديني والتقليد الاجتماعي وذكرى الراحلين
  • وزير الشؤون الاجتماعية يطلع على أحوال نزلاء مركز الرأفة للمتشردين ودار الأمل لرعاية الفتيات
  • حسام موافي: قطيعة الوالدين تؤثر على الإنسان دينيا ونفسيا
  • الصبيحي .. هل يحتاج قانون الضمان الاجتماعي إلى مراجعة شاملة.؟
  • وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يدشن توزيع كسوة العيد لأسر الشهداء والأيتام والفقراء
  • نار الغلاء تشتعل في بيت الحكومة المغربية.. فهل تؤثر على انسجامها؟
  • «صندوق النقد» يكشف.. كيف تؤثر «الرسوم الجمركية» على الاقتصاد؟
  • ابتكار خوارزمية تحسّن التواصل على المنصات الاجتماعية
  • صفعة قائد تمارة تفجر جدلاً حول الشواهد الطبية.. محامون : تؤثر على ميزان العدالة
  • أسباب الأرق وطرق الوقاية منه