أردوغان: الديمقراطية الليبرالية تمر بمنعطف خطير ويجب إنهاء الأزمة الأوكرانية
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تركيا – صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب ترؤسه اجتماع الحكومة، امس الاثنين، إن الديمقراطية الليبرالية دخلت في أزمة خطيرة، مؤكدا على ضرورة إيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
وأشار أردوغان خلال خطابه في العاصمة أنقرة، إلى “تحذيره منذ مدة من صعود الحركات اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة والإسلام في الدول الغربية لا سيما في أوروبا”، موضحا أن “صوابية مخاوفه ظهرت في العديد من الانتخابات الأخيرة التي جرت في هذه البلدان”.
وأضاف أن “الحركات اليمينية المتطرفة أصبحت هي اللاعب الحاسم في السياسة في أوروبا، مشيرا إلى أن فشل السياسة المركزية الأوروبية في قراءة روح العصر بشكل صحيح هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك، إلى جانب العوامل الاقتصادية”.
وأفاد أردوغان بأن “الديمقراطية الليبرالية التي تمثل الأيديولوجية الأكثر جاذبية في القرن الماضي دخلت في أزمة خطيرة، كما فقدت الديمقراطية الليبرالية، التي كان يُنظر إليها في وقت ما على أنها الدواء الشافي لجميع المشاكل، قوتها وسمعتها ونفوذها السابق”.
وأوضح أن “الانتخابات الأخيرة في ألمانيا أثبتت أن الفراغ الذي نشأ في الديمقراطيات الأوروبية يتم ملؤه من قبل اليمينيين المتطرفين”.
وقال أردوغان: “بالطبع يتعين علينا أن نضيف إلى هذا الأمر، الموقف المتردد الذي اتخذه الغرب تجاه الإبادة الجماعية التي استمرت 471 يوما في غزة، كما أن المنظمات والقادة الغربيين الذين شاهدوا مذبحة راح ضحيتها أكثر من 61 ألف مدني أغلبهم من الأطفال والنساء بغزة فشلوا في الاختبار الإنساني”.
وأردف: “اتضح مجددا أن القيم الغربية، التي تم اعتبارها نموذجا يحتذى به للعالم على مدى سنوات، ليس لها هدف مشترك لتحقيق منفعة للبشرية. ليس من الممكن استعادة السمعة والثقة المفقودة في وقت قصير”.
كما أوضح أن “بلاده تتابع التطورات عن كثب للتأكد من أن الواقع اليميني المتطرف لا يشكل تهديدا للأتراك والمسلمين الأوروبيين”.
وأكد أن “تركيا هي الوحيدة القادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه بدءا من الاقتصاد والدفاع وصولا إلى السياسة والسمعة الدولية، مضيفا: “عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد هي القادرة على الإنقاذ”.
واستطرد: “تركيا، وعضويتها الكاملة، هي التي ستمنح الحياة لأوروبا، التي يعاني اقتصادها وبنيتها الديموغرافية من الشيخوخة السريعة.. كلما أسرع الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الحقائق، كان ذلك أفضل له. ونحن نرغب في المضي قدما في مسار عضويتنا، كما كان الحال دائما، من خلال نهج بنّاء يقوم على المنفعة والاحترام المتبادلين”.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، قال أردوغان إن “بلاده سعت منذ اليوم الأول إلى إحلال السلام، متخذة شعارها لا غالب في الحرب ولا مغلوب في السلام”. كما رحب أردوغان من حيث المبدأ بإرادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة عبر المفاوضات.
وأكد أردوغان أن “نهج إنهاء الأزمة على طاولة المفاوضات يتطابق أيضا مع السياسة التي تنتهجها تركيا منذ 4 سنوات، ومع ذلك لا ينبغي تجاهل الحقيقة التالية هنا، لا يمكن فتح الطريق إلى سلام عادل ودائم إلا بمعادلة يتم فيها تمثيل جميع الأطراف المعنية”، مشيرا إلى “استعداد تركيا لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا وتقديم كل أشكال الدعم لتحقيق السلام الدائم”.
وأضاف الرئيس التركي: “نريد أن تنتهي الأزمة الأوكرانية التي أودت بحياة مئات الآلاف، ودفع البلدان أثمانا باهظة”.
وأجرى الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الاثنين محادثات مطولة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالعاصمة أنقرة.
وأفادت الرئاسة التركية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، كما اجتمع لافروف، مع نظيره التركي هاكان فيدان، وبحثا عددا من القضايا، بينها التسوية في أوكرانيا والأوضاع في الشرق الأوسط.
المصدر: RT + “الأناضول”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الدیمقراطیة اللیبرالیة
إقرأ أيضاً:
لافروف: العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس المصالح المتبادلة
في تصريح لافت يعكس مرونة موسكو الدبلوماسية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس "المصالح المتبادلة"، مشيرًا إلى أن بلاده مستمرة في السعي لتطوير العلاقات الثنائية رغم التوترات السياسية المتصاعدة بين الطرفين.
وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، حيث أوضح أن روسيا لا تسعى إلى القطيعة مع الولايات المتحدة، بل تعتبر أن هناك مجالات عديدة يمكن من خلالها تحقيق تقدم يخدم مصالح البلدين، خاصة في قضايا الأمن الاستراتيجي، ومكافحة الإرهاب، والاستقرار العالمي.
لافروف: روسيا مستعدة لتخزين المواد النووية الإيرانية المخصبة
لافروف: نخب أمريكية تعرقل جهود ترامب لتطبيع العلاقات مع روسيا
وأضاف لافروف أن روسيا لا تغلق أبواب الحوار، بل تُبقي قنوات الاتصال مفتوحة على مختلف المستويات، رغم ما وصفه بسياسات واشنطن "العدائية" أحيانًا تجاه موسكو. وشدد على أن استمرار الحوار ضروري لتفادي مزيد من التصعيد، ولإيجاد حلول عقلانية للأزمات الدولية.
وفي إشارة إلى التحديات، أشار لافروف إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأثرها على العلاقات، معتبرًا أن هذه الإجراءات تُعقّد التعاون وتؤثر على الثقة المتبادلة. لكنه أكد أن روسيا قادرة على التكيف وتجاوز الضغوط من خلال تعزيز شراكاتها مع قوى دولية أخرى، دون التخلي عن السعي لعلاقات متوازنة مع واشنطن.
يُذكر أن العلاقات الروسية الأمريكية شهدت توترًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، خاصة على خلفية الصراع في أوكرانيا، والتجاذبات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. ورغم ذلك، ترى موسكو أن التعاون مع الولايات المتحدة لا يزال ممكنًا، بل وضروريًا، في عالم يواجه تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.
تصريحات لافروف تعكس رغبة روسية في إبقاء الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية، في وقت تزداد فيه الحاجة العالمية إلى الاستقرار والحوار البنّاء.