أبوظبي (وام)
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، فعاليات منتدى الجالية الهندية حول العالم «إنديا سبورا» من أجل الخير 2025، الذي ينعقد في العاصمة أبوظبي، بحضور سنجاي سودهير، سفير الهند لدى الدولة، وبمشاركة نخبة من القادة وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المنتدى إلى مناقشة الحلول المبتكرة للتحديات العالمية، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التنمية المستدامة والابتكار الاجتماعي، ويعكس التزام الجالية الهندية العالمية بدورها المؤثر في صنع مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة.


ورحّب معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته بالمشاركين، مشيداً بالدور الحيوي الذي تلعبه الجالية الهندية في الإمارات وخارجها في دعم الاقتصادات والمجتمعات المحلية.
وأكد معاليه أهمية المنتدى في تعزيز العلاقات بين الهند والإمارات، حيث إن هذه القمة تمثل منصة عالمية لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً، مثل الذكاء الاصطناعي المسؤول، والمرونة المناخية، وبناء البنية التحتية العالمية، وتعزيز الشراكات بين العمل الخيري، وريادة الأعمال الاجتماعية.
وقال معاليه: «إن هذه القمة تمثل حدثاً بالغ الأهمية نظراً لتركيزها على توليد الأفكار وتبادل المعرفة حول القضايا الكبرى التي يواجهها العالم، وأنتم في هذه القمة، تجسدون قناعة راسخة بأن قيمنا وأفكارنا المشتركة يمكن أن توحدنا وتساعدنا على التعامل بفعالية مع التحديات التي تواجهنا.. إنكم تثبتون كيف أن الحوار والتعاون داخل مجتمع عالمي يعززان تطوير أفكار ومبادرات جديدة تعود بالفائدة على الجميع».

أخبار ذات صلة «البعثات الدراسية» ينظم ملتقى الطلبة المبتعثين إلى الصين عمار بن حميد: تهيئة بيئة أكاديمية متكاملة تواكب أحدث المعايير

وأضاف معاليه: «إن انعقاد القمة في أبوظبي يعزز الصداقة العريقة بين شعبي الهند والإمارات، وإن وجودكم هنا هو مؤشر على العلاقة الخاصة بين بلدينا، لدينا تاريخ طويل من الصداقة والتعاون، ونتشارك المصالح والقيم المشتركة، إن صداقتنا الفريدة تستمر بفضل أبعادها العديدة. يعيش العديد من المواطنين الهنود في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتمتعون بالاحترام والازدهار، ويساهمون في تعزيز حيوية مجتمعنا، ونحن في الإمارات نرى في الهند دولة متميزة، ونقدّر ثقة الشعب الهندي مع ازدياد نفوذ بلاده على الصعيد العالمي. وأتطلع إلى مواصلة العمل معاً لتعزيز الفهم المتبادل والتعاون والمشاريع المشتركة بين بلدينا».
وقال معاليه: «إن اجتماعكم يحمل عن جدارة اسم (قمة عالمية)، لقد وصلتم إلى جاليتكم المنتشرة حول العالم لحشد الجهود من أجل الخير، أنتم تواجهون قضايا عالمية تشمل مجالات الأعمال، والتكنولوجيا، والطب، والهوية، والأخلاق، والروحانيات، والثقافة، والبيئة، والأمن، والتعليم، وأهمية القيادة في تشكيل الاتجاهات والمسارات المستقبلية - هذه جميعها وأكثر من ذلك هي قضايا نابعة من الواقع العالمي للقرن الحادي والعشرين». وأضاف معاليه: «من حسن حظنا أننا لسنا بحاجة إلى حل هذه القضايا العالمية خلال الأيام الثلاثة للقمة، ومع ذلك، عندما تنتهي القمة، ستخرجون بأفكار جديدة وقوية، وستكون لديكم علاقات جديدة ومثمرة مع المشاركين الآخرين. ستلتقون بأشخاص يحملون أفكاراً مختلفة عن أفكاركم، وستتناقشون حول قضايا ذات اهتمام مشترك، وترون وجهات نظر مختلفة. سيكون لديكم فرصاً للتواصل والمشاركة في مبادرات تعاونية. والمعرفة التي ستكتسبونها في هذه القمة ستساعد في تشكيل آرائكم حول القضايا العالمية، مما سينعكس إيجابياً على حياتكم المهنية والشخصية».
وقال: «أنا سعيد لأنكم تخوضون هذه التجربة التعليمية والتطويرية هنا في هذه المدينة العظيمة، أبوظبي، وفي وطننا الحبيب، دولة الإمارات، بلدنا هو مركز ديناميكي لسوق عالمي واسع ومتنوع ومتسارع يخدم أكثر من ملياري شخص في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وما وراءها، لقد طورنا شراكات دولية دائمة».
أرض الفرص
أوضح معاليه أن «دولة الإمارات هي أرض الفرص، بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث حققت الإمارات إنجازات عظيمة في جميع مجالات الأعمال الإنسانية.. إن قيادته وتوجيهاته تجعل بلدنا مهتماً ومشاركاً بفاعلية في القضايا والتحديات العالمية الرئيسية».
وأضاف معاليه: «إن الإمارات، تواصل التزامها بتحقيق إمكانيات الإنسان في كل مجال جدير بالاهتمام، ونحن نهتم بشكل خاص بالأبعاد الأخلاقية لأفعالنا».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نهيان بن مبارك الهند الإمارات الجالية الهندية هذه القمة

إقرأ أيضاً:

"فورين بوليسي": الهند المستفيد الأكبر من سياسات ترامب وصفقاته مع القوى العالمية الأخرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن فترة حكم رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" اتسمت بالتحالف مع قوى أجنبية متعددة، والعمل على إخراج بلاده من الطريق المسدود المتمثل في سياسة "عدم الانحياز" التي استمرت على مدى العقد الماضي. 
وأوضحت المجلة أنه خلال زيارته واشنطن قبل أيام ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمكن مودي من الاطلاع بوضوح على كيفية تطوير ترامب لتحالفاته الخاصة، معتبرة أن جهوده لتخفيف التزامات الولايات المتحدة تجاه أوروبا، والتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومغازلة الرئيس الصيني شي جين بينج علنا، تمثل قطيعة تاريخية مع فكرة النظام الدولي القائم على القواعد والمدعوم بالقوة الأمريكية والغرب الجماعي.
كما أن رؤية ترامب "أمريكا أولا" تشير إلى أن الرئيس الأمريكي يبحث حاليا عن "صفقات" ثنائية مع قوى أخرى لتأمين المصالح الأمريكية. وإذا نجح ترامب في ذلك، فقد تصبح التحالفات المتعددة هي القاعدة بين القوى الكبرى في النظام الدولي.
ورأت المجلة الأمريكية أن مودي بدفعه الهند إلى الاقتراب من الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، فقد تخلى عن أحد المبادئ المهمة وغير المعلنة لسياسة عدم الانحياز الهندية طويلة الأمد، والمتمثلة في الحفاظ على مسافة سياسية من الولايات المتحدة بشأن القضايا العالمية والإقليمية. وإن كان قد اختار، في الوقت نفسه، الحفاظ على شراكة بلاده القديمة مع روسيا، وعلى حوار صعب مع الصين وسط توترات حدودية مستمرة وعجز تجاري متزايد، وكذلك تكثيف المشاركة مع القوى الرئيسية في القارة الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وكذلك الاتحاد الأوروبي.
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أنه رغم ما سبق، لا يمكن إنكار مركزية الولايات المتحدة في تعدد تحالفات الهند. فالواقعيون في نيودلهي يدركون أهمية الشراكة مع واشنطن لتسريع التحديث الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري للهند، مع ضرورة مراعاة حاجة الهند إلى الاحتفاظ بحرية العمل وتجنب فخاخ ربط مصيرها بقوة عظمى من المؤكد أن مصالحها ستتغير بمرور الوقت. 
ونوهت إلى أن نيودلهي وبعد أن استشعرت الزلازل السياسية والجيوسياسية في واشنطن، دفعت باتجاه عقد اجتماع مبكر بين مودي وترامب لإضفاء الاستقرار على العلاقات الثنائية.
وإدراكا منها لأهمية الهجرة غير الشرعية والتعريفات الجمركية بالنسبة للمؤسسة الجديدة في واشنطن، تحركت حكومة مودي بسرعة لمعالجة كلتا القضيتين، حيث وافقت على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى الهند وتسريع المفاوضات بشأن اتفاقية تجارية. 
كما أن الهند، وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت أنها ستخفض بعض التعريفات الجمركية، بما في ذلك على السيارات والدراجات النارية، التي تؤثر على المنتجين الأمريكيين. كما تستكشف الهند إمكانية زيادة واردات الطاقة من الولايات المتحدة، بما في ذلك النفط والغاز والمفاعلات النووية المدنية.
وحيث يريد ترامب أن تشتري الهند المزيد من الأسلحة أمريكية الصنع، وافق مودي على إنهاء بعض الصفقات قيد التفاوض في مقابل موافقة ترامب على مراجعة القيود الحالية على التعاون الدفاعي مع الهند والصادرات إليها. 
وبعيدا عن الدفاع، قرر الزعيمان أيضا البناء على التعاون واسع النطاق في مجال التكنولوجيات الحرجة والناشئة التي تم الاتفاق عليها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فيما يسعى الجانبان بقوة لرؤية نتائج ملموسة لهذا التعاون بحلول الوقت الذي يزور فيه ترامب نيودلهي لحضور قمة الحوار الأمني الرباعي في وقت لاحق من العام الجاري.
وبينت المجلة الأمريكية أنه على النقيض من القلق واسع النطاق في الهند من أن ترامب قد يحرج مودي علنا خلال لقائهما، أبدى الرئيس الأمريكي الكثير من حسن النية تجاهه مقارنة بحلفاء تقليديين للولايات المتحدة. وقد يكون جزء من الفضل في هذه المعاملة يعود –في رأي المجلة- إلى ميل ترامب المفترض إلى معاملة القادة الأقوياء - بما في ذلك الخصوم - باحترام أكبر من الزعماء الحلفاء من الأوروبيين والآسيويين، الذين يبدو أنه ينظر إليهم على أنهم أقل قوة.
وترى "فورين بوليسي" أن الهند تبدو اليوم في وضع أفضل من معظم القوى الكبرى في التعامل مع تعطيل ترامب للنظام العالمي وتوازن القوى بعد عام 1945. فعلى سبيل المثال، سوف تستفيد الهند من حماس ترامب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتحسين العلاقات مع بوتين، حيث ستعلن بلا شك تأييدها لمبادرة ترامب للسلام في أوكرانيا، خاصة وأن العواقب الاقتصادية والجيوسياسية للحرب في أوكرانيا شكلت تحديا كبيرا للهند. لذا، سوف تقدر الهند بشكل خاص التأثير الذي قد تخلفه التسوية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا وتخفيف العقوبات أو إزالتها على أسعار النفط، لاسيما وأن نيودلهي مستهلك رئيسي للهيدروكربونات وتستورد معظمها.
وأوضحت المجلة أن استفادة نيودلهي لن تقتصر على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل ستمتد إلى الجوانب السياسية أيضا، خاصة وأن الصراع مع روسيا في أوروبا شجع الغرب على التقرب من الصين. وتأمل نيودلهي أن يساعد التوفيق المستدام بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأمن في أوروبا على تركيز طاقات واشنطن على استقرار آسيا، ومحاولة ترامب إقناع بوتين اتباع سياسة أكثر استقلالية في آسيا بدلا من الدعم الحالي لسياسات الصين في القارة.
وحول العلاقات الأمريكية الآسيوية، ذكرت "فورين بوليسي" أن الظاهر يشير إلى ترحيب الهند باتجاه الولايات المتحدة نحو آسيا، إلا أن حرص ترامب على "التوافق" مع الرئيس الصيني يرسل إشارات متضاربة بهذا الصدد. ففي حين يشغل الصقور الجمهوريون من المناوئين للصين مناصب رئيسية في فريق الأمن القومي لترامب، نجد الأخير يترك الباب مفتوحا أمام صفقة كبيرة محتملة مع شي. 
وتساءلت المجلة عما إذا كان ترامب يفكر في صفقة كبرى مع الصين في آسيا، بنفس الطريقة التي يحاول بها عقد صفقة مع روسيا في أوروبا؟ وأشارت المجلة –في هذا الصدد- إلى أنه رغم أن الهند، ستكون أقل عرضة من اليابان وكوريا الجنوبية، وبشكل أكثر وضوحا تايوان، من أي تحول كبير في السياسة الأمريكية تجاه الصين، إلا أن التحديات الاقتصادية والأمنية التي ستواجه نيودلهي ستصبح حينها أكبر بالتأكيد.
ودللت المجلة الأمريكية على ما ساقته بشأن الصفقة المحتملة بالإشارة إلى أنه عندما سعى أحد المراسلين الهنود إلى إغراء ترامب بالحديث بقوة عن الصين خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع مودي، رفض ترامب ذلك. وأكد بدلا من ذلك رغبته في التفاهم مع شي. وأشار إلى الصراع الحدودي بين الهند والصين، عارضا المساعدة في حلحلته إذا طلب منه ذلك.
وأخيرا، لفتت المجلة الأمريكية إلى أن هناك فصيلا في نيودلهي يعتقد أن التسوية مع بكين على وشك الحدوث، وأن الهند لابد أن تستمر في الضغط من أجل ذلك. وبقدر ما قد تكون هذه التسوية جانبا آخر من استراتيجية التحالفات التعددية (تحالف صيني هندي)، إلا أنها غير واقعية في الوقت الحاضر، نظرا لعدم التكافؤ الهائل في القوة الذي يعطي الصين اليد العليا، ما يفرض على الهند التركيز على بناء علاقات أقوى مع الولايات المتحدة حتى في حالات سعيها لبناء تحالفات تعددية مع قوى أخرى بجانب واشنطن.
 

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: الإمارات أرض الفرص بفضل القيادة الحكيمة
  • نهيان بن مبارك يحضر حفل سفارة الكويت
  • نهيان بن مبارك يحضر حفل سفارة الكويت بمناسبة اليوم الوطني الـ 64
  • نهيان بن مبارك: الرياضة توحد الشعوب وتعزز التسامح
  • نهيان بن مبارك يشهد انطلاق مباراة الكريكت بين الهند وباكستان
  • محمد بن زايد ورئيس وزراء ألبانيا يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية
  • رئيس الدولة ورئيس وزراء ألبانيا يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
  • تحالف دفاعي استراتيجي بين إستونيا والإمارات
  • "فورين بوليسي": الهند المستفيد الأكبر من سياسات ترامب وصفقاته مع القوى العالمية الأخرى