يمانيون../
ما يزال تطوُّرُ القدراتِ العسكرية اليمنية يطاردُ الولاياتِ المتحدةَ ككابوس مُستمرّ، بعد هزيمتها المُذِلَّةِ في البحرِ الأحمر، حَيثُ عبّر مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع عن مخاوفَ من امتلاك اليمن صواريخ أرض جو متطورة لمواجهة المقاتلات الأمريكية الحديثة مثل طائرات (إف-16) التي قالوا إن إحداها تعرَّضت لإطلاق نار في الأجواء اليمنية لأول مرة، إلى جانب طائرة أُخرى من نوع (إم كيو-9)، وهو ما لم يصدر بشأنه أي بيان رسمي، لكنه إن صح فهو يحملُ رسالةً واضحة تكرس واقع انهيار الردع الأمريكي في مواجهة اليمن، وجاهزية القوات المسلحة اليمنية لمواجهة أي تطور.

ووفقًا لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، فقد قال ثلاثة مسؤولين دفاعيين كبار في الولايات المتحدة: إن القوات المسلحة اليمنية أطلقت في 19 فبراير الجاري، صاروخ أرض- جو، على طائرة حربية أمريكية من طراز (إف-16) كانت تحلق قبالة السواحل اليمنية فوق البحر الأحمر.

وأشَارَ المسؤولون إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صاروخ أرض -جو ضد هذا النوع من المقاتلات الأمريكية فوق اليمن، مؤكّـدين أن ذلك يمثلُ “تصعيدًا كبيرًا” في الاشتباك بين القوات المسلحة اليمنية والقوات الجوية والبحرية الأمريكية.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي قوله: إن إطلاق الصواريخ على مثل هذه المقاتلات يشير إلى أن جهودًا يمنية “لتحسين القدرة على الاستهداف” وهو ما يعني وجود تطور ملحوظ في الدفاعات الجوية اليمنية.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين فقد أطلقت القوات المسلحة اليمنية في اليوم ذاته صواريخ دفاعية ضد طائرة أُخرى من طراز (إم كيو-9) كانت تحلق في أجواء المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان ومرتزِقته.

وبرغم عدم وجود أي تأكيد رسمي من قبل القوات المسلحة اليمنية لعمليات الإطلاق، فَــإنَّ تصريحات المسؤولين الأمريكيين تعكس صدمة جديدة لدى قيادة الجيش الأمريكي إزاء استمرار تطور القدرات العسكرية اليمنية في مجال الدفاع الجوي، وهو الأمر الذي يشكل صفعة إضافية تضاعف وقع وتأثير حالة العجز العسكري للولايات المتحدة في مواجهة اليمن، والذي ظهر بشكل فاضح في معركة البحر الأحمر، وتضمن المجال الجوي، حَيثُ تمكّنت الدفاعات اليمنية من إسقاط 14 طائرة من نوع (إم كيو-9) المتطورة غير المأهولة خلال عام واحد، بتكلفة إجمالية تجاوزت 450 مليون دولار.

وفي حال صحت تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول إطلاق الصواريخ الدفاعية على مقاتلة (إف-16) وطائرة (إم كيو-9) فربما أن عمليات الإطلاق لم تخطئ، بل كان الهدف منها هو إبعاد الطائرتين وإجبارهما على مغادرة الأجواء، كرسالة تحذيرية واضحة للجيش الأمريكي بأن القوات المسلحة اليمنية جاهزة للتعامل مع أي تطور في الوقت الفعلي، وأنها تمتلك مفاجآت جديدة تبدأ من حَيثُ انتهت مفاجآت معركة البحر الأحمر التي لا زالت أصداء الهزيمة الأمريكية فيها تتردّد بلا توقف.

ويبدو أن الرسالة قد وصلت، حَيثُ يرى محللون أن قيام المسؤولين الأمريكيين بتسريب تعرض المقاتلات الأمريكية لعمليات إطلاق جديدة يأتي بدافع القلق من نوعية الصواريخ التي تم إطلاقها ومحاولة البحث عن أية معلومات عنها، على أمل تفادي وقوع مفاجآت كبيرة في حال عاد التصعيد.

وقد ظهر جليًّا أن قلقَ الجيش الأمريكي لا يقتصر فقط على احتمالات تطور القدرات العسكرية اليمنية في مجال الدفاع الجوي، بل يشمل كافة المجالات بما في ذلك العمليات البحرية المباشرة، حَيثُ ذكرت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أن “كبار القادة العسكريين يعتقدون أنها قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن يصيب صاروخ حوثي سفينة تابعة للبحرية الأمريكية؛ مما قد يتسبب في إصابات مدمّـرة وأضرار لحاملات الطائرات والمدمّـرات” وهو ما يعني أن قادة الجيش الأمريكي يدركون بوضوح أن التحدي الذي يواجهونه فيما يتعلق باليمن لا يقتصر على محاولة التعافي من الهزيمة المذلة في البحر الأحمر من خلال التفكير في تعديل الأساليب والأدوات والتكتيكات، بل يمتد إلى وجود مفاجآت جديدة مفتوحة السقف تجعل محاولاتِ “التعافي” تلك بلا معنى.

وفي هذا السياق أَيْـضًا ذكر تقرير الشبكة الأمريكية أن هناك “نقاشًا سياسيًّا على الأعلى المستويات في الجيش الأمريكية” بشأن الطريقة الأفضل لمواجهة اليمن، لكن يبدو أن هذه النقاشات تواجه طُرُقًا مسدودة، حَيثُ أوضح التقرير أن الخيارات المطروحة هي التصعيد تحت مظلة قرار التصنيف، وعنوان “مكافحة الإرهاب”، أَو مواصلة الاستراتيجية التي اعتمدتها إدارة بايدن، لكنَّ الخيارين لا يضمنان تحقيق أي ردع بل يحملان مخاطرَ وقوع تداعيات عكسية؛ فخيار التصعيد الأول “سيكون مكلفًا في الوقت الذي يتم فيه تحويلُ الموارد العسكرية نحو الحدود الأمريكية الجنوبية” وفقًا للتقرير، بينما سبق أن ظهر فشل الخيار الثاني على مدى أكثر من عام في البحر الأحمر.

ويقول التقرير: إنه “سيكون على البيت الأبيض في النهاية أن يتخذ قرارًا سياسيًّا” وذلك يعني أن اعتبارات الردع العسكري لم تعد قابلة للتطبيق كما يريد قادة الجيش الأمريكي، وهو ما كان قد تم الاعتراف به بوضوح على لسان عدد من قادة البحرية الأمريكية، منهم قائد الأسطول الخامس جورج ويكوف الذي قال بصراحة إنه “لا يمكن تطبيقُ استراتيجية الردع التقليدية” في مواجهة اليمن، الأمر الذي ينسفُ كُـلّ الدعايات التي تزعُمُ أن هزيمة الولايات المتحدة في معركة البحر الأحمر كان سببها “تردّد” إدارة بايدن في اتِّخاذ القرارات اللازمة، إذ بات واضحًا أنه لا يوجد أُفُقٌ لتغيير الواقع بأية قرارات أصلًا.

هذا الانسداد الواضح في أُفُقِ التعامل العسكري مع اليمن ينحسب أَيْـضًا على المسارات الأُخرى، بما في ذلك مسار الضغوط السياسية والاقتصادية؛ إذ لا يمكن تطبيق مثل هذه الضغوط بالشكل الذي تأمله الولايات المتحدة مع تجنب انفجار الوضع، الأمر الذي يعني أن اليمن قد ثبّت بالفعل معادلة ردع استراتيجية تأريخية فعالة ضد كُـلّ المساعي الأمريكية العدوانية، بغض النظر عن هُوية من يجلس في البيت الأبيض.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة المسؤولین الأمریکیین الجیش الأمریکی البحر الأحمر إم کیو 9 وهو ما

إقرأ أيضاً:

الوصفة الفعالة لوقف الاستنزاف في اليمن

يمانيون../
“أرخص الطرق وأكثرها فعالية لوقف الهجمات والعمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر، وعلى “إسرائيل”، هي وقف عدوان الأخيرة والحصار على غزة”، وفق رؤية مجلة “نيوزويك”.

وقالت: “اليمنيين صمدوا أمام العدوان الذي شنته دول التحالف بقيادة السعودية صاحبة الميزانية الدفاعية الأكبر في المنطقة، وبينما ظنت المملكة أنها ستُهزمهم في بضعة أسابيع؛ أعلنت بعد فشلها توقيع اتفاق مع اليمن لوقف الحرب التي استمرت 8 سنوات، شنت فيها 374 ألف غارة جوية”.

وأضافت: “إن حذو الولايات المتحدة نهج العدوان السعودي على اليمن، واعتقادها أنها ستحقق نتائج مختلفة تُشبه إلى حد ما شراء تذكرة يانصيب “باور بول” بعد ٢٠ خسارة متتالية، والاعتقاد بأنك ستفوز بالجائزة الكبرى، هو اعتقاد يُخالف العقل والمنطق”.

وفق سردية “نيوزويك” الأمريكية، فإن اعتقاد إدارة ترامب أن تكثيف الضغط العسكري سيؤدي إلى تراجع اليمنيين، أو يقلص قدراتهم العسكرية، سيظل إعتقاداً خاطئاً مثلما كان في عهد بايدن، بينما لا تزال الهجمات اليمنية مستمرة في البحر الاحمر، بل باتت مصدر قلق لأمريكا و”إسرائيل”.

الردع المفقود
وأقرت صحيفة “ناشيونال إنترست” الأمريكية بفشل العدوان الأمريكي على اليمن الذي يكلف الولايات المتحدة خسائر ضخمة بمليارات الدولارات، وأدى لإستشهاد أكثر من 119 مدني وإصابة أكثر من 240 أخرين بالغارات الجوية.

وأكدت، في تقرير أعده الخبير السياسي تشاد كونكل، أنه على الرغم من الإنفاق الأمريكي الضخم بأكثر من مبلغ 4.86 مليار دولار، وإسقاط 22 مسيرة أمريكية متطورة نوع “MQ-9” في اليمن، لم تنجح واشنطن حتى الآن في استعادة الردع المفقود.

استنزاف الذخيرة
وتحت عنوان “كيف يمكن لأمريكا أن تعالج بسرعة نقص الذخائر الخطيرة لديها؟”، كشف موقع “19”، المختصص في قضايا الأمن القومي والدفاع والتحليلات الدولية، عن الأزمة الخطيرة في القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية.

وقال: “القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية تعاني من أزمة عميقة في المخزون الإستراتيجي الأمريكي للذخائر، بسبب استنزاف الذخائر في المواجهات مع القوات اليمنية في ظل تصاعد التحديات، وفشل البنى التنظيمية والإنتاجية في مواكبة متطلبات الحروب الحديثة”.

.. وتقويض المكانة
بدوره، أكد موقع “bulgaria nmilitary” البلغاري، المتخصص بأخبار الجيوش، أن الذخائر الأمريكية، التي تستنزف ضد اليمن، قد تعرض واشنطن للخطر، وتقوض مكانة أمريكا العالمية.

وقال: “إن استنزاف أهم الأسلحة الأمريكية في اليمن قد يحد من قدرة القوات الجوية الأمريكية على مواصلة العمليات ضد الخصم الصيني، حيث ستكون الضربات الدقيقة الجماعية ضرورية”.

وأضاف: “صمود وتكيف اليمنيين، الذين صقلتهم حرب استمرت 8 سنوات شنت فيها طائرات تحالف العدوان بقيادة السعودية أكثر من 374 ألف غارة جوية على المحافظات اليمنية المحررة الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، يشكل إحباطا للعدوان الأمريكي”.

.. والتهديد الأعقد
من جهته، أكد قائد قيادة النقل الأمريكية، الجنرال راندال ريد، إن التهديد التي فرضته القوات المسلحة اليمنية على قوات البحرية الأمريكية بات مستمراً وحقيقاً وثابتاً.

وأشار لموقع “ديفينس سكوب”، في قمة “البحر- الجو – الفضاء”، إلى أن العمليات اليمنية المساندة لغزة غيرت أسلوب عمليات القيادة الأمريكية، وفرضت عليها متابعة التطورات عن كثب، واستكشاف السبل الممكنة لتجاوز التحدي الذي تفرضه في معركة البحر الأحمر.

وأقر قائد العمليات الخاصة الأمريكية، الجنرال برايان فينتون، بقوله: “اليمنيون يطلقون مسيرات بقيمة 10 آلاف دولار نحاول إسقاطها بصواريخ تكلف مليوني دولار، هذا منحى التكلفة والفائدة المقلوبة”.

وأضاف، في حديثه أمام اللجنة الفرعية للاستخبارات والعمليات الخاصة التابعة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي: “إن طبيعة المواجهات مع القوات اليمنية تتغير بشكل أسرع مما رأيناه على الإطلاق، وتعد الأكثر تعقيداً خلال خدمتي في البحرية الأمريكية على مدى 38 عاما”.

.. وهكذا يرى العالم!!
وأكد مساعد وزير الدفاع السابق، تشارلز دبليو فريمان جونيور، أن العدوان الأمريكي على اليمن لن يحقق أهدافه في التأثير على القدرات العسكرية اليمنية.

وقال، في مقابله تلفزيونية: “قصفنا اليمن بشكل مباشر وغير مباشر لمدة 10 سنوات، وقد أثبت اليمنيون بأنهم قوة لا تقهر، وهم مستمرون في هجماتهم والحصار البحري ضد سفن “إسرائيل” في البحر الأحمر”.

وأضاف: “تتعرض حاملات الطائرات والطرادات والسفن الحربية الأمريكية في هذا البحر الأحمر للهجمات اليمنية، وليس هناك أي مؤشر بشأن توقف اليمنيين، ولا أي تأثير للغارات التي تكلف أمريكا مليارات الدولارات، بينما العالم يرى اليمنيين على الجانب الصحيح من التاريخ”.

معركة الفتح
وأطلقت أكثر من 1175 صاروخاً باليستياً، وفرط صوتي، ومسيّرة، إلى عُمق الكيان، وكبَّدت قوات دول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، في المواجهات البحرية مُنذ نوفمبر 2023، قرابة 230 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية؛ ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، إسناداً لغزة ومقاومتها.

وأسقطت 22 طائرة نوع ‘إم كيو 9’، منها أربع طائرات أثناء العدوان الأمريكي – السعودي على البلاد، و18 طائرة كانت آخرها يوم الأربعاء، 9 أبريل 2025، فوق أجواء محافظة الجوف، في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، المساندة لغزة.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • سلسلة غارات أميركية تستهدف عدة مواقع للحوثيين في اليمن
  • القوات المسلحة اليمنية .. قوة ردع إستراتيجية في المنطقة
  • الجيش يرفع العلم فوق أعلى قمة جبلية في المملكة
  • الوصفة الفعالة لوقف الاستنزاف في اليمن
  • صحيفة روسية: “القدرات العسكرية اليمنية باتت لغزًا استخباراتيًا محيرًا”
  • الجيش العربي يرفع العلم الأردني على أعلى قمة جبلية في المملكة
  • مجلس النواب يحيي جهود القوات المسلحة في التصدي للعدوان الأمريكي السافر
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان دعمهما للحكومة اليمنية الشرعية وأهمية أمن الملاحة في البحر الأحمر
  • مخاطر الانزلاق الأمريكي والمرتزقة في التحرك البري ضد اليمن
  • حركة فتح الانتفاضة الفلسطينية تبارك ضرب اليمن لعمق كيان العدو الإسرائيلي