استهدفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين بسلسلة من الإجراءات المرتبطة بالاستثمار، والتجارة، ومجالات أخرى، ما يرفع احتمال تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وأكبر منافسيها الاقتصاديين قريباً.

خلال الأيام القليلة الماضية، قدم الرئيس ترامب مذكرة توجه لجنة حكومية رئيسية بفرض قيود على استثمار الصين في التكنولوجيا، والطاقة، وقطاعات إستراتيجية أخرى في الولايات المتحدة.

وفي نفس الوقت، دعت الإدارة الأميركية المسؤولين المكسيكيين إلى فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، في خطوة تأتي بعد نقل شركات صينية الإنتاج إلى جارة الولايات المتحدة للالتفاف على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الجمهوري خلال ولايته الأولى.

كما اقترحت الولايات المتحدة فرض رسوم أميركية على استخدام السفن التجارية الصينية بغرض التصدي لهيمنة الدولة الآسيوية على صنع السفن. وانخفضت أسهم شركات الشحن الصينية بعد صدور المقترح، فيما تذبذب أداء مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) الرئيسي للأسهم.

ترامب يخنق استثمارات الصين

تشكل هذه التدابير معاً أشد إجراءات ترامب شمولاً وحزماً ضد الصين خلال ولايته الثانية. لكن يبدو أن المذكرة التي تتضمن أمراً للجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة -وهي لجنة تُحاط أعمالها بالسرية تراجع عروض الكيانات الأجنبية لشراء الشركات أو الأصول الأميركية- سيكون لها التأثير الأكبر بين سلسلة الإجراءات المتخذة خلال الأيام الماضية.

وتفيد المذكرة -التي أشارت إلى بكين باعتبارها "منافسة أجنبية"- بضرورة إجراء تغييرات لحماية "أغلى ما تملكه الولايات المتحدة من تكنولوجيا، وإمدادات غذائية، وأراضٍ زراعية، ومعادن، وموارد طبيعية، وموانئ، ومحطات شحن".

كما أوضحت المذكرة أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة إعادة النظر في الاتفاق الضريبي لعام 1984 مع الصين، الذي يُعفي الأفراد والشركات من الازدواج الضريبي، وفي ترتيب يُعرف باسم "الكيان متغير المصالح" (variable interest entity) الذي تستخدمه الشركات الصينية لإدراج أسهمها في البورصات الأميركية.

بعد ذلك، حثت بكين واشنطن على وقف تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستخدامها كسلاح. وأشارت وزارة التجارة الصينية إلى أن جهود الحكومة الأميركية لتشديد صرامة مراجعات العلاقات التجارية بدواعٍ أمنية سيقوض ثقة الشركات الصينية التي تستثمر في الولايات المتحدة بشكل خطير.

خلاف أكبر اقتصادين في العالم

انخفضت استثمارات الصين في أميركا الشمالية في نهاية العام الماضي إلى أقل من مستويات ذروة جائحة كورونا، وُيرجح أن الانخفاض يرجع إلى ترقب المستثمرين المحتملين حينها ما إذا كان ترمب سيفوز بانتخابات نوفمبر أم لا.

تأكيداً للخلاف بين القوتين الاقتصاديتين، أعرب نائب رئيس الوزراء الصيني هي لايفنغ عن "قلق بالغ" إزاء رفع الرسوم الجمركية بنسبة 10% الذي أقره ترمب في وقت سابق على البضائع الواردة من الدولة الآسيوية، وجاءت تصريحات هي خلال مكالمة مع وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت، الذي أثار مجموعة من القضايا مع الصين، من بينها "الاختلالات الاقتصادية".

يبلغ فائض الميزان التجاري الصيني مع الولايات المتحدة 295 مليار دولار، ويشكل مصدر قلق كبير للإدارة الجديدة. مع ذلك، لفت دونالد ترمب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد مع بكين، على غرار الاتفاق الذي أبرمه معها خلال ولايته الأولى، وقال الأسبوع الماضي: "هذا ممكن.. هذا ممكن".

مواجهة الصين وأميركا تقترب

جاءت المكالمة بين بيسنت وهي بعد أسابيع من سريان الرسوم الجمركية الجديدة، التي شملت كل صادرات البضائع الصينية إلى الولايات المتحدة، وربطها ترمب بالشكاوى من إنتاج الصين المواد الأولية التي تُستخدم في صنع مخدر الفنتانيل غير المشروع الذي يُهرب إلى الولايات المتحدة.

يتزامن تصاعد حدة التوترات بين الصين والولايات المتحدة مع جهود ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، العملية التي بدأت بمحادثات تاريخية بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبينما قد ترحب الصين بإنهاء الحرب، إذ سيساعد ذلك في تحسين علاقاتها مع أوروبا، إلا أن ذلك يزيد من احتمال توجيه واشنطن اهتمامها الكامل إلى بكين فور انتهاء الحرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين التكنولوجيا والتجارة والطاقة ترمب استثمار الصين المزيد الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يوجه بتقييد الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مذكرة رئاسية للأمن القومي، يأمر فيها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة بتقييد الاستثمارات الصينية في قطاعات التكنولوجيا، الطاقة، والقطاعات الاستراتيجية الأخرى.
وتهدف هذه الخطوة إلى "حماية الأمن القومي الأمريكي من التهديدات المحتملة من الدول المعادية"، والتي يُعتقد أنها "تستغل الموارد الأمريكية لتعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "بيزنيس ستاندارد" اليوم السبت.
وتتضمن المذكرة استخدام "جميع الأدوات القانونية اللازمة" لمنع "الكيانات المرتبطة" بالصين من الاستثمار في التكنولوجيا الأمريكية، البنية التحتية الحيوية، الرعاية الصحية، الزراعة، الطاقة، المواد الخام، وغيرها من الصناعات الحساسة.. كما تسعى الإدارة إلى وضع "قواعد جديدة" للحد من استغلال ما وصفتهم بـ "الأعداء الأجانب" لرأس المال والتكنولوجيا والمعرفة الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، تدرس الإدارة فرض قيود على الاستثمارات الأمريكية المتجهة إلى الصين في مجالات مثل أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الكمية، التكنولوجيا الحيوية، وقطاع الطيران. 
يأتي ذلك في إطار جهود أوسع لحماية المستثمرين الأمريكيين من خلال مراجعة الشركات الأجنبية المدرجة في البورصات الأمريكية وضمان عدم أهلية الشركات المرتبطة بالدول المعادية للمشاركة في خطط المعاشات التقاعدية.
وكتب ترامب في المذكرة أن "جمهورية الصين الشعبية لا تسمح للشركات الأمريكية بالاستيلاء على بنيتها التحتية الحيوية، وينبغي للولايات المتحدة ألا تسمح لجمهورية الصين بالاستيلاء على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة".
وأعرب بعض المشرعين في واشنطن عن قلقهم من أن الاستثمارات الأجنبية في الأراضي الزراعية الأمريكية "قد تشكل تهديدًا لسلاسل التوريد الغذائي والمنشآت العسكرية القريبة". 

مقالات مشابهة

  • مراجعات بعد تسرب بريد سري للبيت الأبيض
  • العلاقات الأمريكية الصينية قد تتحسن في عهد ترامب
  • في الذكرى الثالثة.. تغيرات في الحرب الروسية الأوكرانية بعد وصول ترامب للبيت الأبيض
  • بكين تلوح بالرد على قيود واشنطن الجديدة على الاستثمارات الصينية
  • بكين تلوح بالرد على القيود الجديدة على الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة
  • ترامب يوجه بتقييد الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية الأمريكية
  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • ترامب يشدد القيود على الاستثمارات الصينية بالقطاعات الإستراتيجية
  • البيت الأبيض: تقييد الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية