جريدة الوطن:
2025-04-27@22:29:19 GMT

اتجاهات مستقبلية

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

اتجاهات مستقبلية

اتجاهات مستقبلية

السياسات الحمائية ومستقبل التجارة الدولية

 

لم يمرَّ وقت كثير على تنصيب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حتى عاد إلى إحياء سياساته الاقتصادية القائمة على فرض الرسوم الجمركية، لتشجيع الصادرات وتقييد الواردات، دون وضع قواعد الشراكة والتعددية الدولية في الاعتبار؛ ما ينذر، وفق اعتقاد خبراء كثر، بحروب تجارية، وإعادة ترتيب وتشكيل النظام التجاري العالمي، وتنحية مؤسسات دولية جانبًا؛ كمنظمة التجارة العالمية، مع استمرار السياسات الحمائية التصعيدية.


وهناك اعتقاد سائد، عالميًّا، بأن الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كأداة ضغط على الشركاء التجاريين، ولاسيّما مع فرض رسوم 10% على جميع الواردات من الصين، إضافةً إلى الرسوم القائمة، مع اعتزام واشنطن بدء فرض رسوم 25% على جميع أنواع الصلب والألومنيوم المستورد بحلول مارس 2025؛ ما يلغي الإعفاءات لكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، كما لن تفلت السيارات وأشباه الموصلات والواردات الدوائية من الرسوم، حيث يعتزم ترامب فرض رسوم عليها بنسبة 25%؛ الأمر الذي يغير في قواعد العلاقات والتجارة الدولية، ويزيد من المخاوف الدولية من الحرب التجارية، في وقت يتوقع فيه الرد من الشركاء التجاريين برسوم تجارية مضادة.
وعلى أرض الواقع، تنوي بكين فرض رسوم جمركية مع دخول الرسوم الأمريكية الجديدة على جميع المنتجات الصينية حيّز التنفيذ، وقد بدأت الصين تحقق في قضية احتكار شركة “غوغل” للتكنولوجيا، مع فرض ضوابط التصدير على 25 معدنًا نادرًا، بعضها مكونات أساسية في المعدات العسكرية، وكذلك حذّرت الصين، أمام منظمة التجارية العالمية، من آثار السياسات الأمريكية على التضخم واضطرابات السوق وصولًا إلى الركود العالمي، فيما تعهدت المكسيك وكندا، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، بفرض رسوم مضادة، وتعهدت المفوضية الأوروبية بتدابير “انتقامية”؛ حال فرْض واشنطن رسومًا جمركية.
ووفقًا لمثل هذه السيناريوهات، فمن الوارد أن تدخُل منظمة التجارة العالمية في أزمة، مع تصاعد التوترات التجارية، في خطوة تصل إلى العزوف عن النظام التجاري الحر، الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، مع دخول التعريفات حيّز التنفيذ، والفعل ورد الفعل في فرض رسوم مباشرة على الواردات، بدلًا من التعريفات العالمية الموحدة، وتنظيم القواعد التجارية الدولية وتسوية النزاعات بين الدول عبر منظمة التجارة العالمية، فيما أن تبنّي الولايات المتحدة هذه السياسة، وهي أكبر مستورد في العالم، قد يُحدِث خللًا في سوق التجارة الدولية، لكن الإدارة الأمريكية ترى فرض الرسوم هو سعي إلى إعادة التوازن التجاري وحماية الصناعات الأمريكية، وتراهن على أن الدول المصدِّرة للسوق الأمريكية ستتجنّب فرض تعريفات جمركية مضادة؛ خوفًا من الخسائر الاقتصادية.
إن السياسة التجارية الأمريكية قد لا تحقّق إعادة التوازن في الميزان التجاري، لكن من الوارد أن تنجح تلك السياسة في تخفيف الضغط على شركات التكنولوجيا الأمريكية في أوروبا، وتراجع سوق السيارات الكندية والمكسيكية لصالح الشركات الأمريكية، ومثال كولومبيا دالٌّ فيما يخصّ عودة اللاجئين غير الشرعيين، بعد تهديدات بفرض رسوم جمركية على صادرات البلاد للولايات المتحدة.
ويُرجع ترامب هذه السياسة إلى “المعاملة غير العادلة” في الأسواق الدولية، مع فرض دول وكيانات اقتصادية رسومًا جمركية أكبر من الولايات المتحدة، لحماية صناعاتها الناشئة من المنافسة الأجنبية، إضافة إلى العجز التجاري، ولاسيّما أن الولايات المتحدة تدير أكبر عجز تجاري في العالم، وقد تفيد الرسوم الجمركية في تمويل خفض الضرائب في البلاد كما يرغب الرئيس ترامب.
وإذا قررت الدول الرد على التعريفات الأمريكية، فقد يؤدي ذلك إلى حرب تجارية، ويمكن لهذه الدول المواجهة من خلال تبنّي قواعد تجارية على نطاق أصغر ضمن تكتلات دولية، واستكشاف روابط تجارية مع دول وقارات جديدة، وتنوع الشركاء إضافةً إلى واشنطن، فالسياسة التجارية التصعيدية لن تؤثر على الصين وأوروبا وكندا والمكسيك، بل ستلقي بظلالها على نطاق واسع مع العالم، مع اتباع نهج حماية الأسواق، وربما تزداد التوترات السياسية، وتتغير أنماط التحالفات الاقتصادية الدولية.
ويمكن القول إن السياسات الحمائية تحمل مخاطر تضخمية واضطراب النظام التجاري العالمي، وتصعّد التوترات بين القوى الاقتصادية الكبرى، حتى الوصول إلى ركود عالمي، وهذه الاضطرابات ستؤثر على النمو العالمي، والربح من وراء هذه السياسة مشكوك فيه للجميع، غير أن الجانب الآخر من السياسات الأمريكية، أن التعريفات وسيلة للضغط على الدول الشريكة اقتصاديًّا، لتحقيق مكاسب تجارية أو لتحقيق أهداف جيوسياسة. وتأجيل فرض الرسوم على كندا والمكسيك يعني إمكانية التوصل إلى تفاهمات بدلًا من الدخول في صِدامَين أحدهما سياسي والآخر تجاري.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فرض رسوم رسوم ا

إقرأ أيضاً:

انخفاض حجم التجارة العالمية بسبب «الرسوم الأميركية»

حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات تختتم مشاركتها في اجتماعات «البنك الدولي» و«صندوق النقد» خلدون المبارك يناقش مع كبار المسؤولين في واشنطن خطط الإمارات الاستثمارية في أميركا

ظلّت السلع الواردة للولايات المتحدة الأميركية عالقة في فخ الرسوم الجمركية عند الحدود الأميركية، وفي ظل هذه الظروف تجد الشركات الأميركية في الخارج صعوبة في العودة لموطنها الأصلي، ما يدفعها للبحث عن وجهات أخرى لتسويق منتجاتها.
وقياساً على السيناريو الصيني، فإن الرسوم المفروضة بنحو 145%، تتجاوز في بعض الأحيان قيمة السلع التي دأبت الصين على تصديرها لأميركا. 
وغالباً ما تكون السلع التي تقوم هذه الشركات الأميركية ببيعها، من النوع المتخصّص الذي انتعش في عصر التجارة الإلكترونية والتصنيع الآسيوي منخفض التكلفة مثل حوامل الهواتف الذكية للسيارات وشاحنات الألعاب وغيرها. 
وفي تقريرها الذي نشرته مؤخراً، حذرت منظمة التجارة العالمية من تدهور في نشاط التجارة العالمية في ظل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولعدم اليقين حول السياسات التجارية.
وبناءً على الرسوم التي فُرضت بالفعل، بجانب تعليق الرسوم المتبادلة لفترة 90 يوماً، من المتوقع تراجع حجم تجارة السلع، بنسبة قدرها 0.2% خلال العام الجاري 2025، قبل أن تستعيد عافيتها بنمو يناهز 2.5% في العام المقبل 2026، بحسب موقع سي إن بي سي.
ومن المتوقع أن تنال أميركا الشمالية الحصة الأكبر من هذا التراجع، الذي ربما يناهز 12.6% خلال هذا العام. 
وحذرت المنظمة من مخاطر قائمة بشأن تراجع شديد، بما في ذلك تطبيق الرسوم المتبادلة والانتقامية وعدم يقين في السياسات التجارية، الذي ربما يقود لتراجع في تجارة السلع العالمية بنحو 1.5%، تحديداً في الدول الأقل نمواً والتي تعتمد اقتصاداتها على التصدير.
وأعقب هذه الرسوم عام من الانتعاش للتجارة العالمية في 2024، حيث حققت تجارة السلع، نمواً بنحو 2.9%، في حين نمت تجارة الخدمات التجارية، بنسبة قدرها 6.8%، بحسب تقرير المنظمة.
وأضافت المنظمة أن التقدير الجديد لانخفاض التجارة العالمية بنسبة 0.2% في عام 2025، أقل بنحو 3% عما كان سيكون عليه في ظل سيناريو «الرسوم الجمركية المنخفضة»، ويشير إلى تراجع كبير بالمقارنة مع بداية العام، عندما توقع خبراء الاقتصاد في هيئة التجارة استمرار النمو التجاري مدعوماً بتحسن الظروف الاقتصادية الكلية.
وفي حال تطبيق الرسوم المتبادلة، من المتوقع انخفاض نمو تجارة السلع العالمية بنسبة إضافية قدرها 0.6%، بينما ينجم عن انتشار عدم اليقين في السياسات التجارية انخفاض بنحو 0.8%. وباجتماع هذين العاملين من المرجح تراجع حجم التجارة العالمية للسلع، بنسبة تصل إلى نحو 1.5% خلال العام الجاري.
وفاجأ الرئيس الأميركي شركاءه التجاريين والأسواق العالمية بإعلانه عن سلسلة من الرسوم الجمركية المتبادلة على الواردات من أكثر من 180 دولة حول العالم، وكانت بكين الأكثر تضرراً، حيث بلغ إجمالي الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية فعلياً 145%، لتقوم الصين بالرد على واشنطن، بفرض رسوم جمركية انتقامية تصل إلى 125% على الواردات الأميركية.
وأكدت المنظمة في تقريرها أن التأثير الناجم عن التغييرات الأخيرة في السياسات التجارية ربما يختلف بشدة من منطقة إلى أخرى. ومن المتوقع ارتفاع صادرات السلع الصينية بنسبة تتراوح بين 4 إلى 9% في جميع المناطق خارج أميركا الشمالية، مع إعادة توجيه بوصلة تجارتها.

مقالات مشابهة

  • الرسوم الجمركية الأمريكية تفرض ضغوطا على صناعة السيارات النمساوية
  • البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية
  • شركات بريطانية تلوّح بالانسحاب من السوق الأميركية بسبب رسوم ترامب
  • خبراء الضرائب : مصر تضم أكثر من 60 جهة تحصل رسوم من المستثمرين
  • انخفاض حجم التجارة العالمية بسبب «الرسوم الأميركية»
  • تراجع حاد في ثقة المستهلكين الأميركيين بفعل رسوم ترامب
  • دراسة: رسوم ترامب يدفع ثمنها الأمريكيون ذوو الدخل المنخفض
  • أمريكا تضع خطة مفاوضات تجارية مع 18 دولة وتستبعد 3 بلاد
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • اتفاق وشيك بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإلغاء رسوم ترامب الجمركية