عربي21:
2025-04-26@21:21:21 GMT

بين قرّرت وأجّلت: الخاوة على أصولها!

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قلبت المقاومة الفلسطينية الطاولة على الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات وفي مراحل عديدة، ليس فقط عسكريا، بل في واحدة من أكثر الملفات حساسية وتعقيدا: ملف تبادل الأسرى، فالسؤال المركزي كيف تحوّلت المقاومة إلى لاعب رئيسي في معادلة الأسرى؟ وكيف أدارت الملف بحنكة ودهاء وذكاء، وكيف أجبرت الاحتلال على الرضوخ لقواعدها؟

قرار حاسم منذ اللحظة الأولى

في اللحظات الأولى من عملية "طوفان الأقصى"، أدركت المقاومة أن ملف الأسرى سيكون أحد أعمدة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، فلم يكن احتجاز الجنود والمدنيين مجرد تحصيل حاصل، بل خطوة محسوبة بعناية، وملف الأسرى الإسرائيليين حرب معلنة تديرها المقاومة بحذر، ورسالة بأن من يتحكم بهذا الملف هي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وليس تل أبيب.



منذ اللحظة الأولى وضعت المقاومة قواعد اللعبة:

المقايضة مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: لا حديث منذُ بداية الحرب عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين؛ بصفقة تحمل في طياتها إمكانية تغيير وجه السجون والإفراج عن الغالبية العظمى من المعتقلين، بمن فيهم أصحاب المحكوميات العالية، وهذا ما كان مؤخرا على لسان مسؤولين إسرائيليين يؤيدون الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في إطار مبدأ "الكل مقابل الكل"، فقد تسلحت المقاومة بأن قوتها لا تكمن فقط في قدراتها العسكرية أو السياسية، بل في عقيدتها الراسخة التي تجعلها تخوض مفاوضات متدرجة وبطيئة، باعتبار قضية الأسرى عقائدية وأخلاقية، وهو ما منحها دعما شعبيا واسعا.

إدارة تفاوضية ذكية: لم تقع المقاومة في فخ المفاوضات السريعة والمجزأة، بل أدارت العملية بـ"التقسيط" وفق رؤية مدروسة، فقد استخدمت الإعلام بمهارة فائقة، فتارة من بوابة التسريبات حول ظروف الأسرى الاسرائيليين، وتارة أخرى عبر الفيديوهات التي تنشرها المقاومة، وصولا الى التحكم بطريقة إخراج الأسرى الإسرائيليين، وكلها أوراق ضغط أبقت الاحتلال في حالة إرباك دائم والتي بدورها صعدت من وتيرة الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي.

"أجّلت" بذكاء فزاد الثمن!

مع كل جولة تفاوض، كانت المقاومة تقول للاحتلال: لسنا في عجلة من أمرنا! التباطؤ لم يكن ضعفا، بل كان تكتيكا مدروسا لرفع سقف المطالب، متزامنا مع ثباتها في الميدان رغم الضغوطات وقدرتها على التغيير المستمر في الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لمواجهة المستجدات، هذه الاستراتيجية جعلت الاحتلال يرضخ لمطالب لم يكن ليقبل بها في بداية الحرب، والسبب؟ الزمن لم يكن في صالحه، ففي كل جولة مفاوضات كان يزداد الضغط الشعبي في إسرائيل مع استمرار احتجاز الأسرى، فتحولت عائلات المحتجزين إلى قوة ضغط داخلية على حكومة نتنياهو، خاصة مع القلق المتصاعد بأن المقاومة قد تُقدم على تصفية بعض المحتجزين إذا استمر التعنت الإسرائيلي، كل هذا جعل الاحتلال يرضخ تدريجيا، فيما حافظت المقاومة على زمام المبادرة.

"الخاوة" على أصولها!

يمكن هزيمة جيش، يمكن تدمير مبانٍ، ويمكن فرض حصار اقتصادي، لكن لا يمكن القضاء على فكرة متجذرة في وجدان شعب بأكمله بأن لن يترك أسراه، ما فعلته المقاومة يمكن وصفه ببساطة بأنه "الخاوة على أصولها"، لكن بأسلوب ذكي واحترافي، فالاحتلال الذي اعتاد أن يكون الطرف الذي يفرض شروطه، وجد نفسه في موقف "الدافع" لا المتحكم، فدفع مقابل كل يوم تأخير حياة بعض الأسرى الإسرائيليين، والنتيجة الحتمية كانت بإطلاق سراح أسرى كان يرفض الإفراج عنهم لعقود طويلة، عبر إذلاله سياسيا أمام جمهوره وأمام العالم بأن المقاومة لم تمنح الاحتلال هدايا مجانية، بل جعلته يدفع الثمن غاليا، وبالتقسيط المريح، ولكن بشروط المقاومة!

فما فعلته المقاومة في ملف الأسرى بعد 7 أكتوبر يعتبر درسا في فن التفاوض وإدارة الصراعات، وقد أثبتت المقاومة أن من يملك الورقة الأقوى، ويُحسن استخدامها، يستطيع فرض معادلات جديدة، فالاحتلال الذي حاول كسر إرادة غزة، خرج مكسورا في الجولة الأولى من المفاوضات ليس سياسيا وعسكريا فحسب، وإنما على طاولة المفاوضات، فما عجز عنه في الميدان كان من الاستحالة تحقيقه من المفاوضات.

في النهاية، من قرر متى وأين وكيف تتم الصفقات، ليست تل أبيب، بل المقاومة في غزة، هذه الحقيقة هي أكبر انتصار في حد ذاتها!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المقاومة الاحتلال الإسرائيلي غزة إسرائيل اسرى احتلال مقاومة غزة مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرى الإسرائیلیین المقاومة فی لم یکن

إقرأ أيضاً:

الدويري: فيديو القسام يثبت بالصوت والصورة أن إسرائيل تسعى إلى قتل أسراها

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أن الفيديو الذي بثته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين يؤكد، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى قتل أسراه في غزة.

وبثت كتائب القسام مشاهد لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أيام في قطاع غزة، وقالت القسام، إن طائرات استهدفت مكان وجود عدد من الأسرى، مؤكدة أن التفاصيل ستبث لاحقا.

وتؤكد المشاهد التي عرضتها القسام، أن المقاومة الفلسطينية حريصة جدا على حياة الأسرى الإسرائيليين، وفي المقابل ظهر بالصوت والصورة، أن جيش الاحتلال هو من يسعى إلى قتل أسراه، وفقا للدويري.

وقال اللواء الدويري، إن منقذي القسام ركزوا -كما أظهر الفيديو- على محاولة إنقاذ الأسير الإسرائيلي، الذي كان يقول، إن جسده يؤلمه بالكامل.

وتوقع أن يكون لرسالة القسام صدى كبير داخل إسرائيل، لأن المشاهد تترجم كلام أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام بأن الوقت يمر وأن إطلاق سراح الأسرى يكون بالمفاوضات، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى قتلهم.

وكان أبو عبيدة صرح في وقت سابق من هذا الشهر، أن حياة الأسرى في خطر بسبب "عمليات القصف الإجرامية التي يقوم بها جيش العدو". كما أكد أن المقاومة تعمل على حماية جميع الأسرى والمحافظة على حياتهم رغم همجية العدوان.

إعلان

وحسب الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور مهند مصطفى، فإن الإسرائيليين لديهم وقناعة بأن حماس تريد الحفاظ على الأسرى، وأن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدد حياتهم.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مواقع فيها أسرى، لأنه لا يملك معلومات استخبارية، وقال مصطفى، إن الشارع الإسرائيلي لديه قناعة بأن موضوع الأسرى لا يشكل أولوية بالنسبة لنتنياهو، ولفت إلى أن ما ورد في فيديو القسام اليوم يعزز قناعة الإسرائيليين بشأن موقف نتنياهو من موضوع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وجاءت المشاهد التي بثتها القسام اليوم بعد مشاهد أخرى بثتها لقنص 4 من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي ببندقية الغول في شارع العودة شرق بلدة بيت حانون شرقي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • بعد فيديو القسام.. عائلات الأسرى الإسرائيليين: الضغط العسكري يقتل أسرانا
  • هل وافقت المقاومة على نزع سلاحها ؟ .. قيادي فيها يوضح
  • الدويري: فيديو القسام يثبت بالصوت والصورة أن إسرائيل تسعى إلى قتل أسراها
  • عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه الاحتلال في غزة (شاهد)
  • محللون إسرائيليون: هذه أسباب تكثيف حماس نشر فيديوهات الأسرى
  • “محررون فلسطينيون مبعدون “: نهج المقاومة هو الوحيد القادر على انتزاع حريتنا
  • رئيس الموساد في الدوحة لبحث ملف المفاوضات مع حماس
  • رئيس جهاز الموساد في الدوحة لبحث ملف الأسرى في قطاع غزة
  • محمود عباس.. أي سقوط؟!