رغم توقف الحرب على غزة مؤقتاً، فقد بدا واضحا أن كافة قطاعات المجتمع الإسرائيلي أدركت إلى حدّ ما المخاطر المرتبطة بضعف قدرتها على تحمّل أثمان الحرب، التي أنتجت تغيرات دراماتيكية حدثت بين الإسرائيليين، لاسيما بعد مرور أكثر من خمسمائة يوم على اندلاعها.

الضابط شالوم أربيل، المسئول السابق بجهاز الأمن العام (الشاباك)، وأحد مؤسسي جيش جنوب لبنان، أكد أن "ما يدعو للحديث حول هذه المسألة الحساسة أن هذه الحرب أسفرت، وفق الأرقام المعلنة، عن 1800 قتيل، وآلاف الجرحى والمصابين الذين يكافحون من أجل إعادة تأهيلهم، و250 مختطفاً، ما زال العشرات منهم لم يعودوا بعد".




وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين قد ينتصرون في معركة هنا وهناك، لكنهم سيعودون قريبا لوضع خطير وغير مستقر، ولن يحققوا الهدوء الذي طال انتظاره منذ أجيال، فقد شهد الجيل الأخير سلسلة من الجولات العسكرية في جبهتي الشمال والجنوب، بالتوازي مع سباق تسلح إيراني هائل نحو الأسلحة النووية، وفرض الاحتلال الرعب على نفسه، وضرب هنا وهناك من وقت لآخر، وهذا يعني ضمناً أنه أجّل النهاية، وهذه تبدو استراتيجية منطقية أيضاً".

وأشار إلى أنه "مع تزايد خيبات أمل الاسرائيليين بمحاولات تحقيق الهدوء الأمني، تحولت الدولة ببطء، ولكن بثبات، إلى منقسمة ومستقطبة، مليئة بالكراهية غير المبررة، والخطاب العنيف والخوف الشديد من الحرب الأهلية، فيما تم انتهاك التوازنات والضوابط على مرّ السنين بين سلطاتها، وقوبلت محاولات الحوار بالصمت من الجانبين، وفي السنوات الأخيرة، قبل الحرب، لم يتباعد الإسرائيليون فقط بسب الصراع مع الفلسطينيين، ولكن أيضا بشأن قضايا الحكم والجريمة والخدمة العسكرية والنظام القانوني وتوزيع الموارد، وغيرها".

وأكد أن "الإسرائيليين وصلوا إلى قاع المؤشرات كدولة نامية، وضعف قدرتهم على تحمّل الأعباء والأثمان المدفوعة، ولم يتم تنظيم العديد من القضايا المذكورة بشكل سليم، ولم يتم الاتفاق عليها، بل لا تزال غامضة للغاية حتى يومنا هذا، ولعلنا لا نحتاج للجنة تحقيق لتقييم أن ضعف مناعتنا الداخلية هي السبب الرئيسي وراء فشل الحرب حتى الآن، مما أوصلنا في السابع من أكتوبر إلى "فم الهاوية".



وأشار إلى أن "تلك الكارثة صحيح أنها تسببت بنهوض الدولة بالفعل، لكن ما زال أمامنا معركة طويلة، بما فيها عودة المختطفين الذين لم يعودوا بعد، ونواجه اختبارات أكثر صعوبة، وحتى أيامًا من الحداد، ولا تزال إيران، مع وكلائها، تشكل تهديدًا كبيرًا، ويبقى السؤال ليس تسليح أنفسنا بمزيد من الطائرات والصواريخ والأسلحة الأكثر تقدمًا، بل إن التهديد الأعظم يأتي من دواخلنا، لأنه لن يستطيع أي عدو أن يهزم الدولة إذا كانت محصنة داخلياً، وموحدة في داخلها، وفي حالة من الحدّ الأدنى من الفجوات والصراعات بين أجزائها".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال المقاومة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أسير إسرائيلي مفرج عنه: نجوبنا بأعجوبة من قصف النفق الذي كنا فيه

أفادت القناة 12 الإسرائيلية، الاثنين، بأن الأسير إليا كوهين، الذي أُفرج عنه من غزة، نجا بأعجوبة بعد انهيار نفق كان محتجزًا فيه إثر غارة إسرائيلية. وقال كوهين إن أحد الأنفاق التي احتُجز فيها تعرض للقصف وانهار، لكنه وبقية الأسرى تمكنوا من النجاة في اللحظة الأخيرة. 

وإليا كوهين هو أحد الأسرى الستة الذين أفرجت عنهم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت الماضي، في إطار صفقة "طوفان الأقصى".

نقلت القناة 12 العبرية، عن الأسير الإسرائيلي "إليا كوهين" الذي أفرجت عنه حمــاس ضمن الجولة السابعة من اتفاق تبادل الأسرى، حيث قال: "نجوت من الموت بأعجوبة، بعد انهيار نفق احتجزت فيه إثر غارة إسرائيلية". pic.twitter.com/moCzI4cNZv — عربي21 (@Arabi21News) February 24, 2025
وشملت الدفعة السابعة من الصفقة تسليم 6 أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم اثنان أُسِرا عام 2014، وهم: إيليا كوهين، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، وهشام السيد. 

وتم تسليم الأسرى للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ومخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، وبمدينة غزة. وفي مخيم النصيرات، سلمت "كتائب القسام" 3 أسرى إسرائيليين بعد توقيع محضر التسليم، حيث قبّل أحد الأسرى رأسي عنصرين من القسام خلال وقوفه على المنصة. 


وفي مدينة رفح، جرى تسليم أسيرين، أحدهما تال شوهام، الذي قال متحدث من "كتائب القسام" إنه يعمل ضمن وحدة العمليات في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، والثاني أفيرا منغستو، الذي كان محتجزًا منذ عام 2014. ولم تجرِ "كتائب القسام" مراسم التسليم المعتادة للأسير هشام السيد، وذلك تقديرًا لفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948. 

وتعد هذه الدفعة الأخيرة من الأسرى الأحياء التي تم تسليمها في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث يتبقى تسليم جثامين 4 إسرائيليين فقط ضمن هذه المرحلة.

وفي المقابل، علق الاحتلال الإفراج عن 596 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 50 من ذوي الأحكام المؤبدة، و60 من ذوي الأحكام العالية، و41 من أسرى صفقة "وفاء الأحرار" (جلعاد شاليط) عام 2011 المعاد اعتقالهم، و445 أسيرًا من غزة اعتُقلوا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. 

يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، يشمل ثلاث مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، على أن يتم التفاوض في المرحلة الأولى للانتقال إلى المرحلة الثانية.

وتنص بنود المرحلة الأولى على الإفراج التدريجي عن 33 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، سواء أحياء أو جثامين، مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000 أسير. 


وبدعم أمريكي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والتاسع عشر من كانون الثاني/ يناير 2025 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني يكشف تواجد 130 مقاتلا مغربيا في تنظيمات داعش بأفريقيا
  • عدن.. مقتل مرافق مسؤول حكومي سابق وسط تضارب الروايات حول الحادثة
  • أسير إسرائيلي مفرج عنه: نجونا بأعجوبة من قصف النفق الذي كنا فيه
  • أسير إسرائيلي مفرج عنه: نجوبنا بأعجوبة من قصف النفق الذي كنا فيه
  • مسؤول إسرائيلي بارز يدعو إلى قتل الفلسطينيين البالغين في غزة
  • مسؤول أمريكي سابق: ترامب معجب ببوتين لأنه قوي ولديه سيطرة كاملة على بلاده
  • ريانا تتحدث أخيرًا عن ألبومها الذي طال انتظاره لعقد من الزمن
  • مسؤول أمريكي سابق لشفق نيوز: خطة ترامب لتغيير الشرق الأوسط غير جيدة
  • مصدر أمني: الصليب الأحمر في طريقه لتسلم الأسرى الإسرائيليين من رفح