شهيد الإنسانية نصر الله: شعلةٌ أبديةٌ بيد الأحرار
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
د. شعفل علي عمير
في فضاء الإنسانية، أشرق هذا القائدُ كالكوكب اللامع، عاش ملتزمًا بمبادئه، يعتزُّ بالإيمان والأمل، يتصدى للظالمين؛ دفاعًا عن المظلومين والمضطهدين في كافة أنحاء الأرض.
غياب السيد المجاهد حسن نصر الله يمثّل خسارة لأمة بأسرها؛ فقد جسَّدت جنازتُه تعبيرًا صادقًا عن وداع رجل كانت روحه تحلّق في سماء المجد والشرف.
باسم الإنسانية التي عاش لأجلها، وقف في وجه استعباد الإنسان من قبل عصابات الظلم والاستبداد الصهيونية.
رحل نصر الله بجسده، لكن روحه سوف تبقى تلك الطاقةَ التي تزود المجاهدين بالشجاعة والعزيمة وستبقى حاضرة في قلوب شعبه ومحبيه، فقد عرفت الأُمَّــة كيف تحترم رجالَها العظماء، عرفوا كيف يمضون بلا عودة، على نهج من تركوا خلفهم إرثًا من القيَم والمقاومة. فلم يكن موكبُ التشييع نهاية لقائد بهذا الحجم، بل كان بدايةً لحقبة جديدة من الإصرار على مواصلة الكفاح والنضال.
رحيل سيد المقاومة ورفيق دربه صفي الدين ترك فراغًا كَبيرًا في قلوب الملايين من الذين آمنوا بهما رمزًا للكرامة والعزة. وبالرغم من أن الأعداء قد يستغلون هذا الفراغ ليستأنفوا مشاريعهم التخريبية والتوسعية إلا إن ما تركه القادة من دروس ستبقى المرشد لدربه الجهادي؛ لأَنَّ أثرهم سيظل محفورًا في ذاكرة الأُمَّــة ووجدانها.
كان السيد حسن مثالًا للقادة الذين يُفضِّلون الموتَ واقفين على الحياة راكعين. أما أمريكا و”إسرائيل” فهم لم يدركوا أن دماء الشهداء ستكون الطوفان الثاني الذي سيجرف عروشهم ويبدد مشاريعهم؛ لأَنَّ رحيل شهيد الإنسانية يعد إعلان مرحلة جديدة من الصمود والجهاد المُستمرّ حتى التحرير الكامل.
في النهاية، الرحيل المؤلم لشهيد الأُمَّــة ورفيقه يحتم على الأُمَّــة كلها أن تحملَ شعلة الوفاء للقيم التي ناضلا مِن أجلِها. فالمقاومة لن تتوقف، بل ستستمر كعهدٍ أزلي لكل مَن يقاومون الظلم بفداء وشجاعة، لنجدد العهد ونستمر على الطريق حتى النصر المحتوم.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وداعًا يا شهيدَ الإسلام والإنسانية إنَّا على العهد ماضون
عبد الله دعلة
سيدي يا أبا هادي إن الكلمات والعبارات تتلاشى وتنتهي أمام مقامك العظيم وشخصيتك الاستثنائية فليس لأحدٍ أن يتحدث عنك ويعطيك حقك فأنا خجلٌ أن أكتب في شخصٍ حوى كُـلّ القيم والمبادئ والأخلاق والإيمَـان والشجاعة والإقدام والفضائل كُـلّ الفضائل.. سيدي الشهيد يا رمز العزة والكرامة، يا من أفنيت حياتك في سبيل الله مجاهدًا كُـلّ طواغيت العالم وعلى رأسهم أمريكا والكيان المجرم المتغطرس الأرعن، يا شهيد الإسلام والإنسانية لقد كنت للجهاد رمزًا ونموذجًا خالدًا وللإنسانية عنواناً يتطلع إليك الجميع، ونرى فيك الإسلام المحمدي بصفائه ونقائه وكأنك تربيت في كنف المصطفى -صلوات الله عليه وآله- لقد كنت قائدًا ملهمًا، وللأُمَّـة نصيرًا ومدافعًا عن جميع المسلمين وقضاياهم في جميع أقطار الأرض.
واليوم، ونحن نودِّعُك، نودِّعُ فيك رمزًا من رموز الجهاد وَالعطاء والتضحية، وقائدًا فذًا قل نظيره، نودع فيك قلبًا نابضًا بحب الله وحب أولياءه، وعقلًا نيرًا استنار به من سار على نهجك ونهج آبائك الأطهار.
يا أيها القائد الشهيد، لقد كنت لنا قُدوة في الشجاعة والإقدام، وَالصدق والإخلاص، وفي التضحية والفداء.
اليوم ونحن نودعك، بقلوبٍ ملؤها الحزن والأسى؛ لأَنَّ من أعظم نكبات الأُمَّــة أن تفقد عظمائها أمثالك يا أعظم العظماء، ولكن نعاهدك على أن نبقى على دربك سائرون، وعلى نهجك مقتدين، وعلى مبادئك مدافعين نعاهدك على أن نكمل المسيرة التي بدأتها، وأن نحقّق أهدافك التي سعيت إليها وهي إزالة الغدة السرطانية التي لا بُـدَّ أن تزول وهي أوهن من بيت العنكبوت كما قلت.
يا أيها القائد الشهيد، نم قرير العين يا سيدي، فقد تركت لنا إرثًا عظيمًا، وسيرة عطرة، ومسيرة حافلة بالدروس والعبر، نم قرير العين، فقد زرعت فينا بذور العزة والكرامة، وسقيتها بدمائك الطاهرة والنيرة.
نحن أبناء يمن الجهاد والإيمَـان، من وقفت معهم في أصعب الظروف والمحن والشدائد سندًا وعونًا وتعبئةً للروح المعنوية فينا فلك منا العهد والوفاء ما بقينا إحياء بأننا سنكمل المشوار تحت رأيت قائدنا الشجاع والعظيم سيدي ومولاي السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في مسيرتنا القرآنية المقدسة، نقارع الطغاة، وننصر المستضعفين في هذا العالم إن شاء الله.
فسلام الله على روحك الطاهرة وروح صفيك السيد هاشم ما بقي اليل والنهار “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” صدق الله العظيم.