أخبار ليبيا 24 – خـــاص

يقص المهاجر المصري كريم محمد سعيد الرغيد رحلته المتعسرة كمهاجرٍ غير شرعي معتقل، كريم أب ومُعيل وحيد لأسرته التي استعصى عليهم تدبير قوتهم وتسديد ديونهم التي تحول دون تيسير دفعه لإيجار منزلهم، يشتكي كريم ضيق معيشته وقله حيلته حيال ما يمكن  تقديمه ودوره الكامل كأب لأبناءه، فماكان يرى “كريم” من طريق ومنهج آخر سوى أن يسلك طريق الموت حسب وصفه، متأملا فرصاً أوفر بعد شواطئ أوروبا الواعدة، حيث يذكر أن له أقارب في ألمانيا وإيطاليا وعن كثرة الفرص المتلاحقة هناك.

يذكر كريم محمد سعيد أنه جاء أيضا إلى ليبيا بطرق غير مشروعة، حيث تم تهريبه عبر الجمارك، ليصل إلى المخازن التابعة لشبكة المهربين تلك أو كما صحت تسميتهم بتجار الأرواح وبائعي الوهم، وذلك بعد دفعه لمبلغ قارب 150,000 جنيه، والتي بالطبع تمكن من جمعها عن طريق المزيد من الديون ليثقل كاهله هذه المرة أيضا فشله في عملية الهجرة التي كلفته وأسرته الكثير.

بعد تعرضه وزملاءه في المخازن إلى سوء المعاملة والتجويع وتعرضهم لأقصى الظروف، يأتي دور الأمن الداخلي أخيراً محبطاً إياهم وعمليات التهريب غير المشروعة، ليلوذ المهربين بالفرار كما اعتادوا وليقع المهاجرين اابؤساء العزل في قبضة الأمن لنقلهم لمراكز الاحتجاز الى حين اتخاذ قرار آخر نظراً لأوضاعهم.

يخبرنا كريم محمد أن وقوعهم في قبضة الأمن الداخلي- رغم مصيرهم الغير واضح حتى الآن في مراكز الاعتقال- كانت كانتشال لهم ولآدميتهم من بطش وتجويع المهربين، تحمل كريم كل ذلك من تهريبه عبر  الجمارك بطرق غير قانونية، إلى مكوثه لمدة في مخازن المهربين أخيراً ليمتهي به الحال ربما في مراكز الاعتقال التابعة لأمن الدولة الليبية.

كان كريم ليتحمل أيضا خطورة المتوسط وأمواجه الهائجة وغدره وغموضه الذي لا يرحم، ذلك في سبيل تحقيقه وتلبيته لاحتياجات ورغبات أسرته المعتمدة وبشكل كامل عليه لإعالتها.

على الجانب الآخر عائلة كريم  تترقب متلهفة لتلقيهم خبر اً مبشراً بوصول والدهم ومعيلهم إلى ضفاف أوروبا كما وعدهم، ليصل كلاجئ، ليُسجل ويجد عملا وليتكمكن أخيرا من ارسال قوت يكفيهم هذه المرة لسد جوعهم ولفع إيجار منزلهم وربما لابتياع حاجات أساسية أخرى، إلا أن الظروف قد حالت دون ذلك، فليجد كريم نفسه من مخزن لآخر، ليطمر فيه كسلع وجب اخفاؤها عن القانون، لتعذب وتهان، حيث قد مُورست عليه الأساليب العنجهية والا إنسانية، لدرجة أن عدم تحقق بدء رحلته ووقوعه بصفته مهاجرا غير قانوني، في قبضة الأمن الداخلي التابع للدولة الليبية، كان كانتشال وفرصة أخرى له ليحظى مجددا بدوره كأب وليعيش حياته مجدداً، مكافحا ومجاهدا لمعيشته الصعبة حتى يحظى صغاره مجددا بلقمة عيش بالكاد تكفي لإبقائهم أحياء، هذا إن لم تطل فترة احتجازه في المعتقلات الليبية المعدة للمهاجرين غير الشرعيين.

رغم الجهود الجادة والمستمرة للعديد من الدول، وتوسيع وانتشار الآمن في المناطق التي تعتبر بؤرا للهجرة غير القانونية، إلا أن أعداد المهاجرين لا تزال تتدفق وربما بشكل متزايد دون سيطرة على أعدادهم، أو كبح المتورطين في شبكات التهريب وتجارهة الوهم، لنرى كل يوم وبكل عجز أرواحا تزهقها إما ضراوة المتوسط، أو قساوة الصحراء. فهل كان الأمر يستحق حقا المجازفة؟ وهل عانوا الزهد في أرواحهم التي تعامل على أنها عملة رخيصة؟ أما أن ذلك حقا كان خيارهم الأوحد وأن دافعهم كان قوي كفاية ليجز بهم نحو الموت المحتم؟

المصدر: أخبار ليبيا 24

إقرأ أيضاً:

كيف يعمل لبنان على الحد من تدفق المهاجرين نحو الدول الأوروبية؟

أعلنت السلطات اللبنانية، عن إطلاق الاستراتيجية البحريّة المتكاملة للبنان، ومسودّة الدراسة التقييميّة للإطار القانوني الوضعي للمجال البحري اللبناني، بهدف تعزيز الأمن والسلامة البحريّة، وذلك بالتعاون مع المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ICMPD. 

واعتبرت الحكومة اللبنانية، أن الاستراتيجية المُعلن عنها، تندرج ضمن برامج الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار؛ وهي وثيقة إطار عمل لمشاركة تطوير المجال البحري مع المجتمع الدولي وكذا المؤسّسات الدوليّة، من قبيل: البنك الدولي.

وبحسب استطلاع لمنظمة الدولية للهجرة، فإنه "من بين 954 مواطنا لبنانيا، قال أكثر من 78 في المئة إنهم يفكرون في مغادرة لبنان، وقال ربعهم إنهم على استعداد أيضاً للتفكير في الهجرة غير النظامية. وتم ذكر الصعوبات الاقتصادية والصراع وشح الاحتياجات الأساسية، مثل الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم للأطفال، كعوامل رئيسية تقود تلك القرارات".

وفي محاولة للحد من تدفق المهاجرين من لبنان نحو الدول الأوروبية، كان الاتحاد الأوروبي قد قدّم المساعدات المالية والتنموية للحكومة اللبنانية ولمنظمات المجتمع المدني؛ بينما عملت دول الاتحاد الأوروبي على تقديم مشاريع تنموية بالتعاون مع السلطات اللبنانية لمكافحة الهجرة غير الشرعية من لبنان باتجاه الدول الأوروبية.

إلى ذلك، اشترط الاتحاد الأوروبي، ربط المساعدات المتعلقة بموضوع الإدارة المتكاملة للحدود، والتي تبلغ قيمتها 7 ملايين يورو، بالموافقة على الاستراتيجية البحريّة المتكاملة للبنان ومسودّة الدراسة التقييميّة للإطار القانوني الوضعي للمجال البحري اللبناني، التي قامت لجنة مراقبة وضبط الحدود في الجيش بالعمل على إنجازها بالتعاون مع المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ICMPD.

وفي هذا السياق، قال الخبير في شؤون الملاحة البحرية، وسام ضومط، إن "الهدف الرئيسي من هذه الاستراتيجية، خاصة بالنسبة للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة هو تطوير أعمال مكافحة الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من لبنان إلى الدول الأوروبية".


وأوضح ضومط، أن "لبنان يعتبر من بين الدول التي شهدت في السنوات الأخيرة، زيادة في عدد المهاجرين غير الشرعيين، ممّن يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية عن طريق البحر المتوسط، عبر القوارب وغيرها من الطرقات البرية والممرات الحدودية في الجبال إلى مختلف أنحاء العالم وخاصة الدول الأوروبية".

تجدر الإشارة إلى أن عمليات الهجرة غير الشرعية من السواحل اللبنانية، قد شهدت تزايدا خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث بات يُقبل على المجازفة فيها لبنانيون فلسطينيون وسوريون وعراقيون، من أجل الهرب من حياة باتت بالنسبة لهم توصف بـ"الجحيم".

إلى ذلك، يعود تاريخ الهجرة غير الشرعية في لبنان إلى فترة طويلة، إذ كانت البلاد قد عاشت على إيقاع تدفق متزايد للمهاجرين واللاجئين، منذ القرن العشرين. فيما تعود عوامل الظاهرة إلى كل من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها لبنان، وانعدام الفرص العملية، فضلا عن الحروب التي تعيشها البلاد، ناهيك عن الرغبة المتزايدة من الشباب للبحث عن فرص أفضل للحياة والأمان.

مقالات مشابهة

  • يورو 2024: مبابي يثير تفاعلاً بهذا التصرف بعد مباراة فرنسا وبلجيكا
  • رئيس «اقتصادية حقوق الإنسان»: الحكومة المرتقبة لديها مهام عاجلة لا تقبل التأجيل
  • ملف الهجرة والإرهاب… محور لقاء المنفي وجهازي المخابرات الليبية والردع
  • كيف يعمل لبنان على الحد من تدفق المهاجرين نحو الدول الأوروبية؟
  • البلديات.. وحيادية الخدمة المدنية…أساس الحكم الرشيد للفترة الانتقالية
  • موسم صيف 2024.. مصطفى قمر يحيي حفلا غنائيا في لبنان
  • أخطر ما ورد في قرار مجلس الأمن الأخير.. ومحلل سياسي يتوقع تحالف الصين وروسيا مع الحوثيين!!
  • متحدياً إصابته… الجريح يوسف أسعد يؤسس مشروعاً لصناعة الحلويات بريف طرطوس
  • الملياردير وارن بافيت يكشف أخيراً وصيته ومصير ثروته بعد وفاته
  • حملة إسرائيلية – أمريكية للضغط على حزب الله… ما الهدف منها؟