خطوة طموحة نحو مستقبل الطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
كان الحديث عن التحول إلى الطاقة الخضراء هو أحد أهم ملامح المرحلة الماضية ليس فقط في سلطنة عُمان بل في العالم أجمع الذي سيعلي من خطر الطاقة الأحفورية على التحولات المناخية إضافة إلى مشكلة الاستدامة للطاقة الأحفورية.
لكن الأمر تحول من خطاب المنابر والتنظير العلمي إلى الواقع المعيش في بلادنا حينما افتتحت أمس أول محطة للهيدروجين الأخضر في عُمان.
ورغم أن الأمر في عتباته الأولى إلا أن المشروع يعتبر خطوة فارقة في مسيرة عُمان نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما يعكس التزامها بتبني حلول مستدامة للطاقة، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.
ولا يمكن أن ننظر إلى المشروع بوصفه مجرد مشروع طاقة، بل هو جزء من تحول استراتيجي شامل، يعزز من مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسي في سوق الطاقة المتجددة. وتقدم سلطنة عُمان نموذجا فريدا في تبني الابتكارات الخضراء وذلك عبر استخدام تقنية التحليل الكهربائي المعتمدة على الطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. إن الأمر يمكن أن ينظر له باعتباره خطوة مثالية نحو اقتصاد منخفض الكربون.
والعالم اليوم يخطو خطوات حثيثة في قطاع الطاقة سواء كان الأمر متعلقًا بالحياد الكربوني أو كان متعلقًا بالتقلبات التي يشهدها قطاع الطاقة في وقت تحاول فيه الدول تكريس فكرة الاستدامة في مواردها المالية، والبعد عن مصدر واحد غير مستقر.
وتسعى الدول الكبرى إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والاعتماد على مصادر نظيفة ومستدامة. وتشير الدراسات العلمية إلى أن الهيدروجين الأخضر يعد من أكثر البدائل الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية، لا سيما في قطاع النقل الذي يُعد أحد أكبر مصادر التلوث البيئي. وتحقق عُمان باستثمارها في الطاقة الخضراء وبشكل خاص الهيدروجين الأخضر هدفين مهمين: الأول يتمثل في الاستجابة للتحديات البيئية، وتحقيق رؤيتها نحو الحياد الصفري، والثاني هدف استثماري في مستقبل الطاقة النظيفة، وهو فرصة لتعزيز الاقتصاد من خلال جذب الاستثمارات في هذا القطاع الواعد.
وتدعم مشاريع الهيدروجين الأخضر الاقتصاد الوطني عبر خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الكفاءات المحلية في مجال التكنولوجيا الخضراء. ويمكن أن نفهم توجه شركة «مواصلات» لإدخال المركبات التي تعمل بالهيدروجين إلى أسطولها توجهًا حقيقيًا في جميع قطاعات الدولة نحو الاستدامة، الأمر الذي يضع سلطنة عُمان في مقدمة الدول التي تستثمر في هذا المجال.
والتعاون بين الجهات الحكومية والخاصة في هذا المشروع يعكس مدى الوعي بأهمية الشراكة في تحقيق التحول إلى الطاقة المستدامة؛ فالدعم الذي تقدمه الشركات يبرز أهمية تكاتف الجهود لإنجاح هذا التحول وتحقيق الطموحات الكبرى.
وعلى الرغم من أن الطريق إلى مستقبل أخضر لن يكون طريقا سهلا على الإطلاق لكن المؤكد أنه أصبح اليوم أقرب من أي وقت مضى. وتدشين مثل هذا المشروع في عُمان يؤكد للجميع أن التحول نحو الطاقة الخضراء عمل جاد وحقيقي ولن يكون هدفه بيئيا رغم أهمية هذا الهدف، ولكنه من أجل الأجيال القادمة التي تستحق مستقبلا أكثر استدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر
إقرأ أيضاً:
الأخضر يستعد لتصفيات المونديال والكأس الذهبية بمعسكر واحد
ماجد محمد
يخطط المنتخب الوطني الأول لكرة القدم لإقامة معسكر تدريبي واحد في يونيو المقبل، استعدادًا للجولتين الأخيرتين من تصفيات كأس العالم 2026، ثم بطولة الكأس الذهبية.
ويواجه الأخضر نظيره البحريني في 5 يونيو خارج أرضه، قبل أن يستضيف أستراليا في 10 يونيو ضمن التصفيات، وبعد أربعة أيام فقط، يبدأ مشواره في الكأس الذهبية، التي يشارك فيها بدعوة من اتحاد الكونكاكاف.
ووفقًا لصحيفة «الرياضية»، فإنه ينتظر أن يعقد اتحاد كرة القدم اجتماعًا قريبًا لوضع برنامج الإعداد، وسط توقعات بعدم توفر وقت كافٍ لتنظيم أكثر من معسكر.
كما سيغادر لاعبو الهلال معسكر المنتخب بعد مواجهة أستراليا للانضمام إلى فريقهم قبل انطلاق كأس العالم للأندية، بينما سيبقى بقية اللاعبين استعدادًا للكأس الذهبية، مع استدعاء بدلاء لتعويض المغادرين.
ومن المتوقع أن يعلن المنتخب قائمتين منفصلتين، الأولى لمباريات التصفيات، والثانية للبطولة القارية، وفي المقابل، يترقب الأخضر قرعة الكأس الذهبية، المقررة بين 14 يونيو و6 يوليو في أمريكا وكندا، لتحديد جدول مبارياته.