لجريدة عمان:
2025-02-24@22:18:55 GMT

عُمان واحة الاستقرار ومقصد الإنسان وطمأنينته

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

تعد سلطنة عُمان أنموذجا للتعايش السلمي والألفة بين أفراد المجتمع ومأواهم الذي يلجأون إليه في الشدة والرخاء، وهي الوطن الذي يستظل به الإنسان وينعم فيه براحة البال، فالوطن منحة من الله عزّ وجل يجب علينا أن نشكر الله عليها، وهو حب فطري ينبغي توظيفه في تعزيز الولاء والانتماء لكل من يعيش عليه والدفاع عنه بالقول والفعل عن كل من يحاول أن يسيء إليه أو يحاول الانتقاص منه، فعُمان وهبها الله بقيادة فذّة استطاعت الانتقال بها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات بفضل الإرادة السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي كرّس جهده ووقته للنهوض بعُمان واقتصادها إلى مرحلة من النمو والاستدامة بعد مرحلة اقتصادية صعبة استمرت لسنوات عدة أثرت في مسار الخطط التنموية وأربكت مؤشرات الاقتصاد عمومًا لا سيما المؤشرات المرتبطة بالتوظيف والتشغيل والصادرات والواردات ومعدل الدين العام، الذي وصل إلى ذروته بسبب الانخفاض الحاد لأسعار النفط عالميًا وإغلاق اقتصادات العالم؛ نتيجة تضررها بجائحة كوفيد19، ورغم حدة الأزمة الاقتصادية التي استمرت لسنوات وإقرار خطة التوازن المالي حينها للتعامل العاجل مع الوضع الاقتصادي والمالي لسلطنة عُمان، لم تتوقف عجلة التنمية في شتى المجالات خاصة في إنشاء البنى الأساسية بمختلف محافظات سلطنة عُمان من مستشفيات وطرق ومبانٍ وجوانب تجميلية وترفيهية،

إضافة إلى تطوير المواقع السياحية وتهيئة مرافقها التي زاد مرتادوها طيلة أيام العام، وتشهد القطاعات غير النفطية في سلطنة عُمان تحسنًا ملحوظًا في نموّ مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، مما أسهم ذلك في ارتفاع تدفقات الاستثمارات الأجنبية بأكثر من 36 مليار ريال عُماني بنهاية الربع الثالث من عام 2024م بارتفاع نحو 5 مليارات ريال مقارنة بعام 2023م، وهي تمثّل عموما نحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية، وغالبية الاستثمارات في مجال النفط والغاز بـ20.

5 مليار ريال بنسبة 57%، مع رصد نمو إجمالي في الاستثمارات الأجنبية المباشرة بـ16.2% ليقترب من 27 مليار ريال عُماني بنهاية سبتمبر 2024م مقارنة بـ25.5 مليار ريال بنهاية عام 2023م. هذه المؤشرات لم تتحقق لولا وجود إرادة قوية والتزام بتطبيق الخطط الاقتصادية والمالية التي أثمرت عن وصول التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان إلى مرحلة الجدارة الاستثمارية؛ نتيجة الإجراءات التي اتخذت منذ عام 2020م وساهمت في سداد نحو 7 مليارات ريال عُماني من الدين العام للدولة وتقليل كلفة الدين؛ الأمر الذي ساعد على تقليل الإنفاق العام إلى مستويات تتناسب مع القدرة على الموازنة بين الإيرادات العامة للدولة والإنفاق العام؛ بهدف الوصول إلى مرحلة التعادل في الميزانية العامة للدولة، ورغم صعوبة الوضع المالي قبل إطلاق خطة التوازن المالي المخطط إنجازها 2024م، إلا أن مبادرات الخطة لم تصل إلى ذروتها ولم يتم إقرارها بحدتها المتوقعة، حيث ما زال الدعم الحكومي للكهرباء يمثّل نصف مليار ريال عُماني من إجمالي الإنفاق العام في الميزانية العامة للدولة رغم أن خطة التوازن المالي تتضمن رفع الدعم كليًا مع بداية العام الجاري 2025م، وهناك مبادرات أخرى لم يتم إطلاقها؛ لأثرها على المجتمع ماليًا وتأثيرها سلبًا على تلبية متطلبات الحياة الاجتماعية اليومية، مما يعكس الاهتمام الذي توليه الحكومة لمعالجة التحديات الاجتماعية الناتجة عن بعض السياسات المالية على المواطنين، نتج عن ذلك إقرار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- قانونًا للحماية الاجتماعية يشمل جميع فئات المجتمع عبر صرف منافع مالية للمواطنين من مرحلة الطفولة إلى مرحلة كبار السن، لتثبت حكومة سلطنة عُمان أن المواطن محور اهتمامها وليس هدفها الإصلاح المالي على حساب المواطن.

إن من أسباب الخير والبركة شكر الله على النعم التي أسبغها على الإنسان، فبالشكر تدوم النعم، يقول الله عزّ وجل: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»، ولا ينبغي أن نعير اهتمامًا للذين ينكرون أو يجحدون أو يقللون من المنجزات التي تحققت خلال السنوات الماضية بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- والتفهّم المجتمعي للآثار الجانبية لبعض المبادرات المالية التي كانت ضرورة حينها وتم وقفها أو تمديد تنفيذها لفترة أطول، فالوطن أمانة ينبغي الحفاظ عليها والدفاع عنه بالقول والفعل وعدم السماح لمن يحاول الإساءة إليه سواءً بالقول أو بالهمز واللمز أو التقليل من منجزاته ومقدّراته، فنهضة عُمان المتجددة نقلت عُمان من مرحلة الأزمات والصعاب المالية وتراجع المؤشرات إلى مرحلة النمو الاقتصادي وتسجيل الفوائض المالية بالاستفادة من الفرص وتوظيف الموارد المتاحة للنهوض بعُمان واقتصادها إلى آفاق أرحب وإلى مرحلة من الازدهار الاقتصادي والانفتاح على الأسواق العالمية وجلب المزيد من الاستثمارات، هذه المنجزات أصبحت حديث المجالس والعامّة ووسائل الإعلام الدولية.

حفظ الله عُمان وقائدها وشعبها وأسبغ عليهم نعمه وفضله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ریال ع مانی ملیار ریال إلى مرحلة الله ع

إقرأ أيضاً:

ي وداع نصر الله.. تأمُّلاتٌ في شخصيته الاستثنائية

عبدالرحمن إسماعيل عامر

في حضرة مولانا الشهيد الأقدس والأسمى لا ندري كيف نجمعُ الكلمات، إنه مثالي للغاية يجعل القلب يهفو نحوهُ فيزداد عشقًا لهُ.

إنه إنسان استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، إنه كجدهِ مولانا الحسين (عليه السلام) العاشق الولهان الذي ذاب حبًّا لله، فلقد تقطّع بالحب إربًا إربًا ولم يَمِـــــــــلْ إلى أحد سوى الله وحدَهُ لا سواه.

لم تؤثر فيه الصواريخ المتفجرة كما أثَّر الحبُّ في روحه الطاهرة الزكية التي سمت إلى أعتاب السماء بكل حب وعشق للقاء الله والنبي وآله الأطهار.

كان يملك من القِيَمِ الروحية والمشاعر الرهيفة ما يجعل من الإنسان المتأمل له ينشدُّ ويقف عاجزًا منبهرًا أمام تلك القامة العظيمة.

وقد شهدت صحيفة العدوّ حين قالت: (إن أي شخص يسمع نصرَالله ينجح في الوقوع في حب صورته).

فلو سمعت خطابَه ترى الصدقَ والرزانة والسكينة والوقار والطمأنينة والحكمة والثقة بالله من أبرز صفاتهِ، لدرجة أصبح الجمهور الإسرائيلي بصورة غير متوقعة، يثقُ بخطاب المقاومة أكثر من خطاب حكومته وهذا يُشير إلى قوة تأثير خطاب السيد نصرالله ومصداقيته.

أما لو رأيت شوقَهُ لله ولرسوله وللمؤمنين والمؤمنات يجولُ في مشاعرهِ كأنه أسيرٌ لدى محبوبه يناجيه بكل جنونٍ ولهفةٍ وعرفان.

وما أشبه حاله بجدهِ مولانا الحسين (عليه السلام) حينما كان يناجي رَبَّه حتى قال:

تركتُ الخلق طُرًّا في هواكَ.. وأيتمتُ العِيالَ لكي أراكَ

فلو قطّعتني بالحُبِّ إربًا.. لمَا مالَ الفؤادُ إلى سواكِ

أما عن شجاعته وبسالتهِ فلقد كان يتحدى “إسرائيل” بكل قوة وبأقسى لُغة ويهدّد ويسخر منها ويتبختر بالأعداء إلى درجة تجعلهم يُحللون خطاباتهِ كلمةً كلمة وحرفًا حرفًا.. معترفين بمصداقيته التي تتجلى قبل أفعاله.

لقد كان نصرالله مدرسةً متكاملةً، وصدق السيد القائد يحفظه الله:

(هو تجسيدٌ حيٌّ للمبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية وَنجمٌ مضيء في سماء مكارم الأخلاق)

وكلما نظر الإنسان إلى شخصيته ومثاليتها الفريدة ازداد إعجابًا وحبًّا وإتباعًا.

ومهما حاول الإنسانُ أن يلم بها فلن يستطيعَ ذلك ومن رام عَدَّ الشُّهب لم تتعدد؛ لأَنَّ كلمة (حسن) بمفردها تعني حقيقة وتحكي فضائل لا حدود لها.. ولله القائل:

تعدادُ مجدِ المرءِ منقصةٌ.. إذَا فاقت مزاياه عن التِّعداد

مقالات مشابهة

  • ي وداع نصر الله.. تأمُّلاتٌ في شخصيته الاستثنائية
  • غوتيريش يندد بـ"خنق حقوق الإنسان" في العالم
  • تعرف على فريدريش ميرتس.. الزعيم المحافظ الذي يقود ألمانيا إلى مرحلة جديدة
  • ما بعد 23 شباط: مرحلة جديدة وأولويات مختلفة
  • شاهد| هذا هو المكان الذي سيدفن فيه جثمان الأمين العام الأسبق لـ”حزب الله” اللبناني الشهيد السيد حسن نصر الله (فيديو)
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • هل يرحل الشاب التركي عن ريال مدريد بسبب تهميش أنشيلوتي..! 
  • هل يرحل غولر عن ريال مدريد بسبب تهميش أنشيلوتي؟
  • ميرلير بطل «المرحلة السادسة» لـ«طواف الإمارات» في أبوظبي