لجريدة عمان:
2025-04-27@04:55:21 GMT

وداعا للشرق الأوسط وأوروبا

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

تحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الدولي لما بعد الحرب الباردة بإصراره على أن يتولى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط الاهتمام بمصالحهم الاستراتيجية الخاصة بدلا من الاعتماد على واشنطن في أمنهم.

ورسالة الرئيس ترامب واضحة في هذا: لن تتدخل الولايات المتحدة في حل الصراعات التاريخية في أوروبا الشرقية وبلاد الشام، فالمصالح الجيوستراتيجية الأساسية لأمريكا تكمن في شرق آسيا، حيث تواجه الولايات المتحدة تهديدها العالمي الرئيسي: أي الصين.

لقد أعلن الرئيس ترامب أنه اتفق مع فلاديمير بوتن على عقد محادثات من شأنها أن تضع حدًا للحرب في أوكرانيا. وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث لزملائه الأوروبيين: إن واشنطن وافقت على بعض مطالب روسيا الأساسية، ووصف رغبة أوكرانيا في استعادة سلامة أراضيها بأنها هدف «وهمي» وأن أوكرانيا لن تحظى بعضوية في حلف شمال الأطلسي.

جاءت هذه التعليقات صدمة لأوكرانيا وحلفاء أمريكا الأوروبيين، الذين كانوا يتخوفون من أن واشنطن تستعد لاسترضاء موسكو في حين كان المسؤولون الروس والأمريكيون على استعداد للتفاوض بشأن مستقبل أوكرانيا في المملكة العربية السعودية دون مشاركة منهم في المحادثات.

وأحدث الرئيس ترامب موجات صدمة مماثلة في الشرق الأوسط قبل أسبوع حينما اقترح خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن خطة لنقل مليوني فلسطيني من غزة إلى الأردن ومصر. وتعد فكرة توطين ملايين الفلسطينيين في الأردن ومصر تهديدًا وجوديًا للبلدين، كما أن السعودية وحكومات عربية أخرى قد رفضتها.

لكن الرسالة التي بعثها الرئيس ترامب إلى الحلفاء العرب كانت مماثلة تمامًا لرسالته إلى شركائه في حلف شمال الأطلسي: «لقد حان الوقت لأن تتولوا الحفاظ على الاستقرار والحفاظ على السلام في أحيائكم الجغرافية».

يعني هذا أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من أعضاء الناتو الآخرين بحاجة إلى زيادة إسهاماتهم في حلف شمال الأطلسي وإنفاقهم الدفاعي بشكل عام. ومن شأن هذا أن يسمح للأمريكيين بتحويل انتباههم ومواردهم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.

في الوقت نفسه، على الدول العربية أن تتوصل إلى خطة للمساعدة في إنهاء الحرب في غزة، وإعادة بناء المنطقة، ونشر قوات حفظ سلام للحفاظ على النظام. وإذا لم يحدث ذلك، فقد تعطي الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة حملتها لتدمير حماس وربما لطرد الفلسطينيين.

بطريقة ما، لا ينبغي لحلفاء أمريكا في حلف شمال الأطلسي ولا للشركاء العرب أن يندهشوا من قرارات الرئيس ترامب الأخيرة، فهي تعكس -من أوجه كثيرة- تغييرات في الجيوستراتيجية الأمريكية. كانت الرغبة في الحصول على المزيد من المساعدة من أوروبا والانفكاك عن الشرق الأوسط أفكارًا اكتسبت أرضية قبل فترة طويلة من بدء قطب العقارات السابق في ترويج أجندته المعروفة بـ«أمريكا أولا». إنها المصلحة الوطنية، أيها الأغبياء.

لقد بدأ ما يسمى بـ«التحول إلى آسيا» ابتعادا عن الشرق الأوسط في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما استجابة لصعود الصين الاقتصادي والعسكري والحاجة إلى حماية المصالح الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

واقع الأمر أن إخفاقات حربي العراق وأفغانستان، ومحاولات «تغيير النظام» و«تعزيز الديمقراطية»، و«عمليات السلام» العديدة بين إسرائيل وفلسطين، قد أوجدت ضغوطا شعبية ونخبوية تدفع إلى البدء في عملية انفكاك تدريجي من المنطقة. ولا يوجد الآن أي دعم في واشنطن لتدخلات عسكرية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط.

في الوقت نفسه، كانت فكرة أن الأوروبيين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع هي الرأي التقليدي في واشنطن لسنوات.

بل إن وزير الدفاع السابق روبرت جيتس وبخ في يوليو 2011 بعض أقرب حلفاء أمريكا، قائلا: إن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في العمل بوصفها الشريك ثقيل الوزن في النظام العسكري الذي دعم العلاقة الأمريكية مع أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأدان جيتس التخفيضات الأوروبية في الدفاع وقال: إن الولايات المتحدة سئمت الانخراط في مهام قتالية لصالح من «لا يريدون اقتسام المخاطر والتكاليف».

وفي عام 2011، قال جيتس: إن «الحقيقة الصارخة هي أنه سوف تتضاءل شهية وصبر الكونجرس الأمريكي -والكيان السياسي الأمريكي بشكل عام - لإنفاق أموال عزيزة على نحو متزايد بالنيابة عن دول تبدو غير راغبة على ما يبدو في تخصيص الموارد اللازمة لكي تكون شريكة جادة وقادرة في الدفاع عن نفسها».

والواقع أن الأوروبيين يواجهون احتمال الاضطرار إلى الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية بأنفسهم منذ نهاية الحرب الباردة.

والآن وقد بدأ الحديث عن إمكانية إجراء تخفيضات كبيرة في الوجود الأمريكي في أوروبا، بدأ ناقوس الخطر يدق في لندن وباريس وبروكسل وبرلين. ويتساءل المسؤولون: «هل ستهب الولايات المتحدة لنجدتهم في حالة وقوع تهديد وجودي من روسيا؟»

والحق أن بعض دول المواجهة، من قبيل بولندا ودول البلطيق، تزيد إنفاقها الدفاعي وتستعد لحرب محتملة مع روسيا منذ بعض الوقت. أما حكومات أوروبا الغربية فركزت في الأغلب على التغييرات التدريجية.

وفي الشرق الأوسط، ترجو واشنطن أن ترغم ضغوطها الدول العربية على «عمل شيء» بشأن غزة. ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية الأخرى من شأنه أن يحتوي فعليًا التهديد الإيراني، فيلغي بالتالي الحاجة إلى التدخلات العسكرية المستقبلية في المنطقة.

وقد استجابت بعض الدول العربية لضغوط الرئيس ترامب من خلال تقديم خطط لغزة في ما بعد حماس والالتزام بتقديم مساعدات اقتصادية ومساعدة عسكرية لهيئة حكم ذاتي في غزة. فلو أن خطة الرئيس ترامب لغزة لم ترق لهم، فلعل الوقت قد حان لأن يفعلوا بأموالهم (وما أوفرها!) ما يقولونه بألسنهم.

يون هادار زميل أول غير مقيم في برنامج الأمن القومي في معهد أبحاث السياسة الخارجية (FPRI).

عن ذي نيو إنتريست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی حلف شمال الأطلسی الرئیس ترامب الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها

المناطق_متابعات

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن روسيا لا تنوي الكشف عن تفاصيل المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن التسوية الأوكرانية حتى اكتمالها رسميًا.واشنطن – سبوتنيك. وقال لافروف في مقابلة مع شبكة “سي.بي.إس.نيوز” الأمريكية: “نحن أشخاص مهذبون للغاية، وعلى عكس البعض الآخر، لا نناقش علنًا ما يُناقش في المفاوضات. وإلا، فلن تكون المفاوضات جادة”.واقترح وزير الخارجية الروسي أيضًا مناقشة هذه القضية مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لأنه “يسعده التحدث إلى أي شخص عبر وسائل الإعلام، حتى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.وفي وقت سابق، قال لافروف للشبكة الأمريكية إن ترامب “ربما يكون الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي يُدرك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية” للأزمة الأوكرانية. وأضاف أن ترامب يعتقد “عن حق” أن الجانبين “يسيران في الاتجاه الصحيح”، لكنه أضاف أن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى “صقل”.واليوم، قال ترامب عبر منصة “تروث سوشيال”: “وصلتُ للتو إلى روما. كان يومًا جيدًا من المحادثات والاجتماعات مع روسيا وأوكرانيا. إنهم قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، وينبغي أن يجتمع الجانبان الآن، على أعلى المستويات، لإنهاء الأمر”، مضيفا أنه “تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية”.وأمس الجمعة، قال ترامب عبر “تروث سوشيال” إن “العمل على اتفاق السلام الشامل بين روسيا وأوكرانيا يسير بسلاسة. ويبدو أن النجاح قادم في المستقبل”.وأشار ترامب في وقت لاحق إلى أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، الذي زار روسيا أمس، عقد “اجتماعًا جيدًا”.من جانبه، صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أمس الجمعة، بأن لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وويتكوف، استمر نحو ثلاث ساعات وكان بناءً ومفيدًا.وقال أوشاكوف للصحفيين: “جرت محادثة لمدة ثلاث ساعات، وكانت بناءة ومفيدة للغاية في طبيعتها”.وكان ترامب قد أعلن، في وقت سابق، عزمه على “إنهاء النزاع” في أوكرانيا والتحدث مع روسيا وأوكرانيا حول التسوية ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت قريب، لكن الجانب الروسي لم يؤكد إحراز أي تقدم في هذا الخصوص خلال الأيام الأخيرة، ويكمن السبب في تشدد موقف رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي من مسألة التسوية السلمية للنزاع ودعم عدد من الدول الأوروبية لموقفه هذا بهدف إطالة أمد الحرب.ويوم الأربعاء الماضي، كان من المقرر عقد محادثات في لندن بين وفود أمريكية وأوروبية وأوكرانية لتسوية النزاع.ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كانت الولايات المتحدة تنوي اقتراح اعتراف الدول الأوروبية وأوكرانيا بضم القرم لروسيا، بينما كان حلفاء نظام كييف يأملون في الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل ذلك، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف ألغوا الزيارة، ثم انسحب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا من المشاركة في الاجتماع، ونتيجة لذلك، عُقد الاجتماع على مستوى أدنى.وكما ذكرت الصحيفة، فإن سبب إفشال المحادثات كان غضب واشنطن من رفض كييف قبول مقترحات التنازل عن الأراضي، وبدلًا من ذلك تفضل مناقشة وقف إطلاق النار الكامل أولًا، ثم كل شيء آخر لاحقًا. نسخ الرابط تم نسخ الرابط 26 أبريل 2025 - 9:13 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد26 أبريل 2025 - 8:16 صباحًا“الأرصاد”: رياح نشطة على منطقة تبوك أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:39 صباحًامقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:36 صباحًالقوة البصر.. التغذية الجيدة حل سحري أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:30 صباحًاقد تكون سامة… احذر من تناول بذور هذه الفاكهة! أبرز المواد26 أبريل 2025 - 7:26 صباحًايوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي26 أبريل 2025 - 8:16 صباحًا“الأرصاد”: رياح نشطة على منطقة تبوك26 أبريل 2025 - 7:39 صباحًامقترح أوكراني جديد للسلام مع روسيا.. هذه تفاصيله26 أبريل 2025 - 7:36 صباحًالقوة البصر.. التغذية الجيدة حل سحري26 أبريل 2025 - 7:30 صباحًاقد تكون سامة… احذر من تناول بذور هذه الفاكهة!26 أبريل 2025 - 7:26 صباحًايوتيوب تدعم ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي فيه مخاطر وتحديات غير مسبوقة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: زيارة ترامب للشرق الأوسط نقطة فارقة في العلاقات الأمريكية بدول المنطقة
  • موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”
  • ترامب: الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع اليابان
  • ترامب يتوقع إبرام اتفاقات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة خلال شهر
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل محادثات أوكرانيا مع الولايات المتحدة حتى اكتمالها
  • الولايات المتحدة تشن سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة في اليمن
  • الرئيس الصيني يعلن عن خطة للاقتصاد الصيني لمواجهة تأثير الحرب التجارية مع الولايات المتحدة
  • دونالد ترامب يزعم أنه تلقى اتصال من الرئيس الصيني وأنه أبرم “200 صفقة” بشأن التجارة
  • ما مستقبل العلاقات الأميركية الأوروبية بعد لقاء ترامب وميلوني؟
  • ترامب: حلف الناتو ضعيف من دون الولايات المتحدة