استقبل الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور المطران منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الشرفي ومدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، والوفد المرافق له من الدبلوماسيين من السفارات الأجنبية العاملة في مصر.

ورحب مفتي الجمهورية، بالدكتور المطران منير حنا ووفد الدبلوماسيين من السفارات الأجنبية العاملة بمصر معربا عن سعادته بمثل هذه اللقاءات التي تبين حقيقة التعاون والتشابك في كافة القضايا التي تهم الجانبين معربا عن تقديره لدور المطران منير حنا الذي يقوم به في مثل هذه اللقاءات، وفي قضايا وملفات التعاون المشترك.

وفي إطار شرح أهمية الدور الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية وطبيعة عملها وإداراتها تحدث المفتي عن إدارات الدار التي تقوم بالإفتاء والتواصل مع الجمهور من خلال الفتوى الشفوية والهاتفية والإلكترونية والمكتوبة.

كما تحدث حول وحدة الإرشاد الزواجي ودورها في لم شمل الأسرة سواء في تدريب المقبلين على الزواج أو في إطار حل المشكلات الزوجية، وكذلك إدارة التوفيق والمصالحات التي تعمل على حل النزاعات سواء في المعاملات المالية أو الخلافات العائلية ونحو ذلك.

كما أشار إلى إدارة الحوار التي تعمل على مواجهة أفكار التطرف والإلحاد وإزالة الشبهات الفكرية والعقدية، وأوضح دور إدارة التدريب في إعداد المفتي وصناعة الفتوى المستنيرة التي تنضبط بالضوابط الشرعية ولا تخالف أو تصادم الواقع.

كما أوضح دور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تضم مائة وأحد عشر عضوا من مائة وثمانية دول، وأنها تضم عددا من الإدارات من أهمها مركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا، والمؤشر العالمي للفتوى ومركز الترجمة الذي تسعى الدار في خطتها المقبلة إلى زيادة عدد اللغات التي يترجم إليها إلى 15 لغة، وغيرها من الإدارات.

وفي إطار السؤال عن الرسالة التي يوجهها إلى الدبلوماسيين الأجانب وجه المفتي عددا من الرسائل:
الأولى: تتعلق ببيان هذا التناغم الترابط والتراحم الموجود بين قطبي الوطن وهذا يظهر في أمور كثيرة جدا، وضرب فضيلته المثل في ذلك على مستوى المؤسسة الدينية المصرية بأنه يقصد بها المؤسسة الدينية الإسلامية ممثلة في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وكذلك المؤسسة الدينية المسيحية بكنائسها، ويتجسد ذلك عمليا فيما يعرف لدينا ببيت العائلة المصري الذي يجمع هذه المؤسسات كلها معا.

الرسالة الثانية: أن هذا التكامل جعلنا نستشعر المسؤولية وأننا جميعا شركاء في هذه المسؤولية ومن ثم تعددت الملتقيات واللقاءات وطرح القضايا والمشكلات والعمل على حلها وفق رؤية تجمع بين المنظور العلمي والديني لنؤكد عمق العلاقة بين الجانبين العلمي والديني وكذلك عمق العلاقة بين طرفي المجتمع المصري.

الرسالة الثالثة: أن هذه الأمور أكدت أن مصر هي حاضنة الديانات وهي حاضنة الحضارات وأن هذا التلاقي بين قطبي المجتمع يأتي من باب التلاقي على الحق واستشعار المسؤولية كما يؤكد أن الهم واحد وأن الرؤية واحدة وأن التنوع والتعدد لا يمكن أن يمنع من التعايش بل إنه يؤكده، وأن مصر هي البيئة التي تؤكد على القبول والاعتراف بالتعدد والتنوع بصورة إيجابية.

كما وجه المفتي رسالة إلى الوفد بمسؤولية أحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية ولهذا الوفد بشكل خاص بأن يكونوا أصواتا لقضية غزة التي يعاقب فيها شعب بأكمله بهذا العقاب دون أن يكون هناك نزعة من الإحساس بالمسؤولية، وأن يتحدثوا عن الوضع المأساوي فيها، واعتبار أن هذا اللقاء يمكن أن يكون صوتا وإعلانا وتنبيها لواقع تعيشه غزة دون جريرة أو ذنب، وأن الإعلام المتشدد الذي لا يلتزم بأخلاق المهنة يحاول أن يجعل من الجاني ضحية ومن الضحية جانيًا.

من جانبه أعرب الدكتور المطران منير حنا والوفد المرافق عن عظيم الامتنان والتقدير للمفتي على حسن اللقاء والترحاب، والثناء على مواقف المفتي ودوره في القضايا والمشكلات وملفات التعاون المشترك بين جناحي الوطن للعيش في أمن واستقرار وتناغم وترابط.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر دار الإفتاء الكنيسة غزة مفتي الجمهورية السفارات الأجنبية المزيد

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: «الإسلام والعلم يحققان التكامل وليسا في صراع»

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته في ندوة بجامعة الزقازيق تحت عنوان «العلاقة بين الدين والعلم»، أن العلاقة بين الدين والعلم ليست ساحة خصومة أو ميدان صراع، بل هي علاقة تكامل وتعاضد، يتساندان فيها لا يتنازعان، ويهدي كلٌّ منهما الآخر إلى سواء السبيل.

وأشار إلى أن ما يُتصوَّر أحيانًا من تعارض بين الوحي والعقل أو بين الدين والعلم، إنما هو وَهْمٌ أنتجته العقول القاصرة التي أساءت الفهم عن الله وعن مقاصد الشرع، وظلمت العلم حينما قصرته على الماديات، وظلمت الدين حينما حاصرته في الغيبيات، موضحًا أن الخلل - حين يقع - لا يعود إلى جوهر الدين أو حقيقة العلم، بل إلى فهم بعض المنتسبين إليهما، ممن لم يدركوا مجالات كلٍّ منهما وحدوده، ولا دوائر اختصاصه واستقلاله أو اشتراكه.

https://www.elaosboa.com/wp-admin/post.php?post=2193134&action=edit&_wpnonce=1e5ba0eac9&get-post-lock=1

وبيّن المفتي، أن كثيرًا من اللبس الحاصل في هذا الباب مردُّه إلى عدم إدراك طبيعة العلاقة بين النقل والعقل، فلكلٍّ منهما مجاله الخاص، ولكلٍّ منهما مساحته التي يتحرك فيها باستقلال أو تداخل، غير أن المصدر في نهاية المطاف واحد، هو الله تبارك وتعالى، فالوحي هداية إلهية، والعقل نفحة ربانية، والدين والعقل معًا يتكاملان لتحقيق غاية واحدة هي سعادة الإنسان في الدارين، وعمارته للأرض بما وهبه الله من أدوات التفكير والتدبر، ولهذا فإن استحضار العقل في فهم الوحي ليس خصمًا منه، بل هو شرط من شروط الاهتداء به، كما أن تعطيل العقل يقود إلى الجمود، وتعطيل الدين يفضي إلى التيه، واجتماعهما معًا يهدي إلى التكامل، ومن بدائع ما قيل: لله رسولان، أحدهما ظاهر وهو النبي، والآخر باطن وهو العقل، ولا يُنتفع برسالة الظاهر إلا بعد أن يُصغي الإنسان لصوت الباطن، إذ العقل هو الدليل الأول إلى الله، وبه يُدرك صدق الرسل وصحة الرسالات.

وأوضح المفتي، إلى ضرورة التمييز بين جوانب العلم الطبيعي وجوانب الدين الإلهي، فالعلم - وإن تقدَّم وتوسَّع - لا يمكنه أن يُحيط بكل شيء، وما زالت بعض الحقائق الكبرى، كحقيقة الروح، عصية على أدواته ومناهجه. أما الدين فله آفاقه الممتدة في الوجدان والمعنى والمقصد، والعجب كل العجب ممن يظن أن الدين يعارض العلم، وهو الذي كان سابقًا إليه في كثير من مبادئه وأخلاقياته

واختتم فضيلته، بالتنبيه إلى خطأ منهجي شائع، يتمثل في إخضاع النصوص الدينية للنظريات العلمية، ناسيًا أن الحقيقة العلمية تختلف عن النظرية العلمية، فالحقيقة ثابتة مستقرة، أما النظرية فمحل نقاش وتطور، ومن ثم فلا ينبغي أن يكون الدين رهينًا لفروض لم تُقطع بعدُ بيقين، بل يبقى الدين هو الميزان، والعقل هو الأداة، والعلم هو المعين، وكلها معًا سبيلٌ إلى الهداية والفهم والعمران.

من جانبه، أعرب المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن بالغ تقديره لفضيلة مفتي الجمهورية، مشيدًا بأهمية هذه الندوة التي جاءت تحت عنوان «العلاقة بين العلم والدين»، لما تحمله من دلالات عميقة في مسيرة بناء الإنسان وتقدم المجتمعات. وأكد أن العلم والدين يمثلان جناحي النهضة، فبالعلم تُبنى الحضارات، وبالدين تُصان القيم وتُهذَّب السلوكيات.

وأشار إلى أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأن الأوطان لا تنهض إلا بسواعد المفكرين وأصحاب الوعي والمعرفة. وأوضح أن دار الإفتاء المصرية، بمناهجها المستنيرة المستمدة من وسطية الأزهر الشريف، تضطلع بدور رائد في نشر الوعي، ومجابهة الفكر المتطرف، بما يتكامل مع جهود الدولة في تنفيذ المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، التي تستهدف بناء الإنسان المصري فكرًا ودينًا وثقافةً وسلوكًا، للحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة.

بدوره، ثمّن الأستاذ الدكتور خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، مشاركة فضيلة المفتي في فعاليات الجامعة، معبرًا عن تقديره البالغ لجهوده الوطنية والعلمية في نشر الوعي الرشيد وتعزيز قيم التسامح والوسطية. وأكد أن هذا اللقاء يمثل فرصة ثمينة أمام طلاب الجامعة للالتقاء بأهل العلم والدين، والاستفادة من رؤاهم المضيئة في زمن تتعدد فيه التحديات.

وشدد على أهمية التكامل بين المؤسسات الدينية والتعليمية لبناء وعي متماسك قادر على مجابهة التحديات، معربًا عن اعتزازه بالتعاون البنّاء بين دار الإفتاء ووزارة التعليم العالي في سبيل بناء جيل مثقف، منتمٍ، واعٍ، ومحبٍّ لوطنه، قادرٍ على الإسهام في نهضته وتقدمه.

حضر اللقاء المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق، والدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة، جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور، هلال عفيفي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

اقرأ أيضاًالمفتي عن بابا الفاتيكان: شخصية إنسانية كرست حياتها لترسيخ ثقافة السلام

مفتي الجمهورية يهنئ البابا تواضروس الثاني وكافة الطوائف المسيحية بعيد القيامة

بدر عبد العاطي يصل تونس.. وفي استقباله وزير الخارجية ومفتي الديار

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية مهنئًا بذكرى تحرير سيناء: رمز للفداء وعزيمة لا تُقهر
  • المفتي يهنئ رئيس الجمهورية والشعب بذكرى تحرير سيناء
  • إمام الحرم النبوي يزور المركز الإسلامي في المالديف
  • مفتي الجمهورية: العلاقة بين العلم والدين "علاقة تعاضد وتكامل "والتعارض بين العلم والوحي وهمٌ
  • مفتي الجمهورية: «الإسلام والعلم يحققان التكامل وليسا في صراع»
  • محافظ الشرقية يستقبل مفتي الجمهورية لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • محافظ الشرقية يستقبل مفتي الجمهورية بمكتبه بالديوان العام
  • لبحث سُبل التعاون المشترك.. محافظ الشرقية يستقبل مفتي الجمهورية بالديوان العام
  • مفتي الجمهورية يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث آفاق التعاون
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا من جيبوتي