ي وداع نصر الله.. تأمُّلاتٌ في شخصيته الاستثنائية
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
عبدالرحمن إسماعيل عامر
في حضرة مولانا الشهيد الأقدس والأسمى لا ندري كيف نجمعُ الكلمات، إنه مثالي للغاية يجعل القلب يهفو نحوهُ فيزداد عشقًا لهُ.
إنه إنسان استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، إنه كجدهِ مولانا الحسين (عليه السلام) العاشق الولهان الذي ذاب حبًّا لله، فلقد تقطّع بالحب إربًا إربًا ولم يَمِـــــــــلْ إلى أحد سوى الله وحدَهُ لا سواه.
لم تؤثر فيه الصواريخ المتفجرة كما أثَّر الحبُّ في روحه الطاهرة الزكية التي سمت إلى أعتاب السماء بكل حب وعشق للقاء الله والنبي وآله الأطهار.
كان يملك من القِيَمِ الروحية والمشاعر الرهيفة ما يجعل من الإنسان المتأمل له ينشدُّ ويقف عاجزًا منبهرًا أمام تلك القامة العظيمة.
وقد شهدت صحيفة العدوّ حين قالت: (إن أي شخص يسمع نصرَالله ينجح في الوقوع في حب صورته).
فلو سمعت خطابَه ترى الصدقَ والرزانة والسكينة والوقار والطمأنينة والحكمة والثقة بالله من أبرز صفاتهِ، لدرجة أصبح الجمهور الإسرائيلي بصورة غير متوقعة، يثقُ بخطاب المقاومة أكثر من خطاب حكومته وهذا يُشير إلى قوة تأثير خطاب السيد نصرالله ومصداقيته.
أما لو رأيت شوقَهُ لله ولرسوله وللمؤمنين والمؤمنات يجولُ في مشاعرهِ كأنه أسيرٌ لدى محبوبه يناجيه بكل جنونٍ ولهفةٍ وعرفان.
وما أشبه حاله بجدهِ مولانا الحسين (عليه السلام) حينما كان يناجي رَبَّه حتى قال:
تركتُ الخلق طُرًّا في هواكَ.. وأيتمتُ العِيالَ لكي أراكَ
فلو قطّعتني بالحُبِّ إربًا.. لمَا مالَ الفؤادُ إلى سواكِ
أما عن شجاعته وبسالتهِ فلقد كان يتحدى “إسرائيل” بكل قوة وبأقسى لُغة ويهدّد ويسخر منها ويتبختر بالأعداء إلى درجة تجعلهم يُحللون خطاباتهِ كلمةً كلمة وحرفًا حرفًا.. معترفين بمصداقيته التي تتجلى قبل أفعاله.
لقد كان نصرالله مدرسةً متكاملةً، وصدق السيد القائد يحفظه الله:
(هو تجسيدٌ حيٌّ للمبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية وَنجمٌ مضيء في سماء مكارم الأخلاق)
وكلما نظر الإنسان إلى شخصيته ومثاليتها الفريدة ازداد إعجابًا وحبًّا وإتباعًا.
ومهما حاول الإنسانُ أن يلم بها فلن يستطيعَ ذلك ومن رام عَدَّ الشُّهب لم تتعدد؛ لأَنَّ كلمة (حسن) بمفردها تعني حقيقة وتحكي فضائل لا حدود لها.. ولله القائل:
تعدادُ مجدِ المرءِ منقصةٌ.. إذَا فاقت مزاياه عن التِّعداد
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وداعُ أُمَّـة
مرتضى الجرموزي
أمة خرجت وتوافدت من كُـلّ أقطار العالم لتشيّع أُمَّـة بعظمة جهادها ومواقفها الإيمَـانية المشرّفة والجهادية في زمن الذل والاستكانة والصمت والخذلان
وتقاطر أحرار وشرفاء العالم من كُـلّ حدب وصوب لتشييعِ سيد الجهاد والمقاومة شهيد الأُمَّــة الشهيد الأسمى والأقدس والأطهر
الشهيد السيد حسن نصر الله وصفيه المجاهد الشهيد القائد السيد/ هاشم صفي الدين.
وداعٌ مشهودٌ له الناس ومشهود له العالم وهو يرى أُمَّـة خرجت لتشيّع أُمَّـة مجددة العهد والولاء للسير على طريق الشهداء بل فتور وبلا تردّد مهما كانت التحديات.
ونحن، إذ نشيّع اليوم أُمَّـةً معطاءة مجاهدة بحجم السيد نصر الله وصفي الدين فقد خسرت الأُمَّــة إيمَـان وصدق وولاء وجهاد هذين القائدَين الكبيرين اللذَين قدّما أعظمَ الدروس الإيمَـانية الحقة في سبيل الله ودفاعًا عن المستضعفين في غزة وفلسطين.
بذلا في على طريق القدس حياتَهم ومماتَهم ودماءَهم حتى لا يُسألَا يوم لا ينفع مال ولا بنون عن تفريطهما وخِذلانهما لنساء وأطفال غزة وعدم نصرتهما للمجاهدين في غزة وفلسطين.
اليوم هو يوم بكت السماء والأرض على رحيل الأحبة القادة ليس؛ لأَنَّهم قتلوا فنحن أُمَّـة ومحور مجاهد وعلى جهوزية واستعداد لتقديم أعظم التضحيات.
ولكننا نبكي اليوم فقدنا لقادتنا الأحبة في لبنان كما افتقدناهم في غزة وإيران واليمن والعراق وغيرهم من القادة الشرفاء.
سنفتقد طلة السيد القائد نصر الله الذي كان يشكّل كابوسًا يؤّرق العدوّ الصهيوني والذي طمع لإعادة تشكيل ما أسماه الشرق الأوسط من جديد؛ كونه قتل من كان يمثل عقبة في طريقه وهو السيد حسن الله سلام ربي عليه.
وباستشهاده يظن العدوّ الصهيوني أنه استطاع تحييد وإضعاف حزب الله والمقاومة.
هو لا يعرف أن الأُمة ولّادة بالقادة والمجاهدين.
هو لا يعرف أن ثقافةَ المجاهدين هي الجهاد والتضحية والاستشهاد هي ثقافة متجذرة لا تمحى ولا تنتهي باستشهاد القادة المؤسّسين؛ فمسيرة الحق والجهاد باقية ما تعاقب الليل والنهار
لن تتأثر بالعواصف، لن تتأثرَ برحيلِ قادتها وخيرة شبابها وطلائع ومجاهديها الأفاضل مهما كانت التضحيات.
لن تضعفَ ولن تتغيّر في مواقفها الصادعة بالحق في وجوه الظلمة والمستكبرين.
فمع كُـلّ معضلة وفقد ما يزيد ذلك المقاومة والمجاهدين إلَّا عزمًا وصبرًا وثباتًا لمواصلة الطريق على درب الشهداء ماضون وعلى العهد باقون.
سيبقى حزب الله.
ستبقى المقاومة.
ستبقى مسيرة الجهاد والعطاء.
ستبقى لبنان وستبقى غزة وفلسطين وسيبقى محور الجهاد والمقاومة وسيزداد المحور قوة وعزمًا وصلابة لمواصلة المشوار حتى تحقيق المنال وطرد جحافل وقطعان الاحتلال من كُـلّ الأرض العربية.
للبنان ولحزب الله في المقدمة ومحور الجهاد والمقاومة حق الافتخار أنه قدّم أعظم قادته الذي ظل شوكة في حلق وطريق العدوّ الصهيوني أربعين عامًا في المترس وفي ميادين الجهاد ينكل بهم وحينما أراد له الله الشهادة تقبلها بكُـلّ حب وترحيب وهو من سعى لها حتى نالها رضوان الله وعظيم تحياته عليه وعلى أخيه صفي الدين ورفاقه الشهداء في لبنان وغزة والمحور المجاهد..