على وقع الصفعات.. “بنك إسرائيل” يخفض توقعات النمو و”معاريف” تؤكد: القادم سلبي و”سوداوي”
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
يمانيون../
ظهرت مؤشرات جديدة تؤكد أن الاقتصاد الإسرائيلي قد بات مريضاً ويتعرض باستمرار للسقطات على الرغم من الوقف الكامل لإطلاق النار في غزة وتوقف العمليات اليمنية، وقبلها اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية
حيث خفض ما يسمى “بنك إسرائيل المركزي” توقعات النمو، فيما أبقى على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، ما يشير إلى أن التضخم سيستمر ومعه كذلك غلاء الأسعار، ومعهما انخفاض القدرات الشرائية لدى الغاصبين، وهذه السلسلة المتشابكة والمعقدة تؤكد أن الكيان الصهيوني قد بات مختلاً على كل المستويات.
ووفق ما نشرت وسائل إعلام صهيونية فإن توقعات ما يسمى “بنك إسرائيل” تأتي بناءً على المؤشرات القادمة ومآلات ما أنتجته الحرب العدوانية على غزة وما ترافق معها من مسارات ردع مضادة انهالت على العدو الصهيوني من مختلف جبهات الاسناد.
ولفتت إلى أن القائمين على البنك يسعون في الوقت الراهن لاستعادة الشيء الممكن من قيمة عملة العدو “الشيكل” أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار، التي انهارت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة.
وأكدت أن معدل نمو الاقتصاد الصهيوني سيظل مدنياً خلال العامين القادمين على الأقل، غير أن هذا التوقع مرهون بعدم رجوع العدو إلى مربع العدوان، كون ذلك يشكل أخطاراً مضاعفةً عليه وعلى اقتصاده وأمنه ووجوده، سيما أن الجبهة اليمنية قد باتت مسلحة بالأسلحة الاستراتيجية القادرة على تكبيد العدو خسائر فادحة خلال وقت قياسي، مع الجاهزية العالية التي أظهرها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في آخر خطاباته.
وقد أكد ما يسمى “محافظ بنك إسرائيل” المدعو “عامير يارون” أن تقديراتهم مبنية على توقف الحرب على غزة ولبنان بشكل نهائي، موضحاً ان أي تصعيد قادم سيجرمهم إلى إعادة تعديل التقديرات والحسابات، ما يؤكد أن الاقتصاد الصهيوني قد بات اقتصاداً هلامياً يتأثر بأبسط الظروف، ولم يعد كما كان في السابق قوياً ويقاوم الصدمات والأزمات.
وفي السياق ذاته، ومع إبقاء البنك على سعر الفائدة عند مستوى 4.75% فإن المحتوم حدوثه عدم تحسن قيمة عملة العدو إلا بنسبة طفيفة جداَ لا تذكر، على وقع ضخ مبالغ لدعم “الشيكل”، وكذلك عدم القدرة على تخفيف التضخم، واستمرار غلاء أسعار السلع والخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والاتصالات.
من جانبها نشرت صحيفة معاريف العبرية تصريحات لما يسمى الخبير الاقتصادي “الكس جبنسنكي” أكد فيها أن الاقتصاد الصهيوني “يواجه صعوبة بالغة للتعافي”.
وأكد أيضاً أن هناك توقعات وصفها بـ”السلبية والسوداوية” لاقتصاد العدو خلال العام الحالي حتى وإن توقفت الحرب على غزة بشكل نهائي، وهو ما يكشف حجم الأضرار التي تعرض له العدو اقتصادياً، والتي ستظل تفرز أزمات ومتاعب خلال سنوات قادمة من الهدوء، أما العودة للحرب فستجر العدو واقتصاده إلى المزيد من الويلات، والشواهد تبرهن هذا.
كما نشرت الصحيفة تقريراً حديثاً كشفت فيه أن المجرم نتنياهو يسعى للهروب من كل هذه الأزمات، ويتجاهل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الغاصبون.
وأكدت اقتراب موعد إقرار الموازنة العامة والتجنيد يزيد الأجواء في “إسرائيل” توتراً ويفاقم الأزمات، مشيرةً إلى أن المجرم نتنياهو يفكر في كيفية استمراره هو وحكومته على رأس السلطة.
وجاء في تقريرها المطول أيضاً أن الموعد النهائي، لتمرير الميزانية العامة للعام الجاري، نهاية مارس القادم، موضحةَ أن عدم التصويت عليها في “الكنيست” يعني سقوط حكومة المجرم نتنياهو ودخول الكيان الصهيوني تلقائياً في انتخابات، ما يؤكد أن المجرم نتنياهو آيلاً للسقوط بفعل الضغوط العديدة التي تحيط بالكيان ورموزه على خلفية إفرازات العدوان الاجرامي على غزة.
وبهذه المعطيات يتأكد للجميع أن المجرم نتنياهو لا يملك أي حلول للهروب من هذا الواقع إلا بتفجير الحرب من جديد كون ذلك يوفر له المبررات لبقائه على رأس الحكومة الصهيونية، لكن هذا الهروب وإن كان سيحد من سقوط نتنياهو وحكومته إلا أنه سيدخل الكيان الصهيوني في معمعة جديدة مليئةً بالصفعات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، في حين أن أي جولة تصعيد “إسرائيلي” قادمة ستقود الكيان لضربات لن يتعافى منها ولو بعد سنوات طويلة، حيث أن إفرازات 15 شهراً تتطلب منه مبالغ مهولة وسنوات طويلة لترميم ما تعرض له، والشمال المحتل الخالي من السكان والحياة دليل على ذلك، فضلاً عن المؤشرات والتقارير الاقتصادية التي تؤكد أن الكيان قد بات هشاً على كل المستويات، سيما على مستوى الوجود الذي يتآكل من كثرة الأزمات.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بنک إسرائیل ما یسمى على غزة قد بات
إقرأ أيضاً:
القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
هندسة المشهد- بين العودة العسكرية لحكومة الأمر الواقع والتحدي السياسي للقوى المدنية
بعد أشهر من سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، تسعى حكومة الأمر الواقع (المجلس العسكري والحكومة الموالية له) لاستعادة السيطرة بعمليات عسكرية وأمنية مدروسة، إلى جانب تحركات سياسية لمواجهة القوى المدنية المعارضة التي تطمح إلى العودة كبديل سياسي عن هيمنة العسكر. فكيف يتم هندسة هذا المشهد؟ وما هي الأدوات المتاحة لكل طرف؟
أولاً: الاستراتيجية العسكرية لاستعادة الخرطوم
أعتمد حكومة الأمر الواقع على نهج متعدد الأبعاد، يجمع بين القوة الصلبة (العمليات العسكرية) والقوة الناعمة (الحرب النفسية والاستخبارات)، وذلك عبر:
العمليات العسكرية النوعية
حرب الشوارع المحدودة: استهداف معاقل الدعم السريع في مناطق استراتيجية مثل كافوري، شرق النيل، وأم درمان.
تطهير المحاور الرئيسية: تأمين جسر المك نمر، شارع الستين، ومطار الخرطوم.
استخدام وحدات النخبة: تنفيذ عمليات خاصة للقوات الخاصة والمظلات لضرب نقاط الارتكاز دون معارك طويلة الأمد.
حرب الاستنزاف اللوجستي - قطع خطوط الإمداد بين الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.
استهداف مخازن الذخيرة والأسلحة بغارات جوية أو عمليات كوماندوز.
تعطيل الاتصالات لشل التنسيق بين عناصر الدعم السريع.
التغطية الجوية والمدفعية -إن أمكن، استخدام الطيران الحربي لقصف مواقع الدعم السريع.
الاعتماد على المدفعية بعيدة المدى لضرب التجمعات العسكرية دون خسائر مباشرة.
الأدوات الأمنية والاستخباراتية
الحرب النفسية والإعلامية - نشر أخبار عن انهيار معنويات الدعم السريع، وتسليط الضوء على الفظائع المنسوبة له لتبرير العمليات العسكرية.
الاستخبارات والتجسس- اختراق صفوف الدعم السريع، تجنيد عناصر منه، ونشر الشائعات لزعزعة التحالفات الداخلية.
التحالفات المجتمعية- استمالة القبائل والعائلات المتضررة، وتشكيل لجان مقاومة موالية للحكومة لتعويض نقص القوات.
ثانيًا: القوى المدنية والتحدي السياسي
في المقابل، تسعى القوى المدنية المعارضة لإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي، لكنها تواجه معضلة العمل وسط مشهد عسكري معقد. استراتيجياتها تشمل:
أدوات المواجهة المدنية
الضغط الشعبي والمقاومة المدنية:
تنظيم التظاهرات والإضرابات لاستعادة زخم الحراك الثوري.
تشكيل لجان مقاومة موحدة على مستوى الأحياء.
تنظيم حملات عصيان مدني (إضرابات عامة، مقاطعة مؤسسات النظام).
البناء المؤسسي البديل- تعزيز دور تجمع المهنيين السودانيين كإطار سياسي تمثيلي.
تفعيل دور النقابات والاتحادات المستقلة.
إنشاء هياكل حكم محلي بديلة في المناطق غير الخاضعة للسلطة العسكرية.
كسب الدعم الإقليمي والدولي -
تعزيز العلاقات مع الدول الداعمة للديمقراطية.
الضغط على المنظمات الدولية لعزل النظام.
توثيق الانتهاكات لكسب الرأي العام العالمي.
المعضلات الرئيسية أمام القوى المدنية
الشرعية مقابل القوة: تمتلك الشرعية الثورية لكنها تفتقر للأدوات التنفيذية.
الوحدة مقابل الانقسامات: تعاني من تشرذم داخلي بين مكوناتها المختلفة.
المشاركة السياسية مقابل المقاطعة: جدل مستمر حول الانخراط في أي عملية تفاوضية تحت إشراف العسكر.
ثالثًا: السيناريوهات المحتملة
سيناريو الحسم العسكري
إذا نجحت القوات الحكومية في عزل الدعم السريع واستعادة الخرطوم بالقوة، فقد يؤدي ذلك إلى فرض واقع سياسي جديد، لكنه سيكون مكلفًا بشريًا واقتصاديًا.
سيناريو حرب الاستنزاف
قد تتحول المعركة إلى مواجهة طويلة الأمد، تعتمد فيها الحكومة على الحصار والتجويع الاقتصادي، بينما يواصل الدعم السريع حرب العصابات.
سيناريو التسوية السياسية
قد تسفر العمليات العسكرية عن استعادة جزئية للعاصمة بسبب امدرمان وبعض المناطق خارج سيطرة الجيش ، مما يفتح الباب لمفاوضات مشروطة، خاصة إذا تعرضت البلاد لضغوط إقليمية ودولية.
سيناريو انهيار القوى المدنية
إذا استمرت الخلافات بين القوى المدنية، فقد تتحول إلى معارضة رمزية غير مؤثرة، مما يسمح باستمرار الهيمنة العسكرية.
معركة الإرادات بين العسكر والمدنيين
أن الصراع على الخرطوم ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة إرادات بين القوى العسكرية والقوى المدنية. في حين تعتمد الحكومة على مزيج من القوة الصلبة والأدوات الأمنية، تواجه المعارضة المدنية تحديات
تتطلب إعادة ترتيب صفوفها واستراتيجية متماسكة. في النهاية، يبقى مستقبل السودان مرهونًا بقدرة كل طرف على فرض رؤيته أو الوصول إلى تسوية تضمن استقرارًا طويل الأمد دون إعادة إنتاج الحكم العسكري.
zuhair.osman@aol.com