قال الدكتور عبد اللطيف سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إنه من الضروري أن نعمل جميعًا على تفعيل محبة الله في قلوبنا، فكما يحتاج الزرع إلى الماء لينمو، كذلك قلب المؤمن يحتاج إلى محبة الله ليتحول من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء، ولكي نصل إلى تفعيل هذه المحبة، يجب علينا الالتزام بعدد من الأمور المهمة.

هل تغيير مكان صلاة النافلة بعد الفريضة أمرا ضروريا كما يفعل البعضالشيخ أحمد فرماوي: التوبة وصيام النوافل من أحب الأعمال في شهر شعبان

أوضح العالم الأزهري، خلال تصريح له، أنه من أبرز الأمور التي تساعد على تفعيل محبة الله في قلب المؤمن هي قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفهم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ القرآن”، فالقرآن هو نور يهدي القلوب، وعند تلاوته بإخلاص النية لله، يشعر المسلم بمحبة الله ويبتعد عن تأثيرات الشيطان.

وشدد على أهمية التقرب إلى الله بالنوافل، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه"، لافتا إلى أن النوافل مثل صلاة السنن والصدقة تقرب المؤمن إلى الله، مما يعزز محبته في قلبه ويجعل قلبه أكثر استعدادًا لتقبل البركة الإلهية.

كما شدد على أهمية الذكر المستمر لله في كل الأوقات، سواء في السراء أو الضراء، مستشهداً بآية "والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات"، مؤكدا أن الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أقوى الأسباب التي تساعد على تفعيل هذه المحبة.

تطرق أيضًا إلى ضرورة إيثار محبة الله على محبة النفس، لافتًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"، مشيرا إلى أن المؤمن يجب أن يفضل محبة الله على كل ما يعارضها، وأنه لا بد من التأكد أن محبة الله هي أولى وأسمى.

وأشار إلى أهمية التأمل في أسماء الله الحسنى وصفاته، مثل اسم "الأحد" الذي ورد في سورة الإخلاص، مشيرًا إلى أن الله يحب من يتفكر في معاني أسمائه وصفاته ويعيش بها في حياته اليومية.

كما دعا إلى التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، موضحًا أن شكر النعم يعمق حب الله في القلوب، فقد قال الله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ".

وحث على التواضع والانكسار أمام الله، مؤكدًا أن من ينكسر قلبه لله لا يذل لسواه، التواضع هو مفتاح القرب من الله، وكلما تواضع العبد، اقترب من محبة الله وبارك في عمله.

وأشار إلى أهمية الخلوة مع الله وقت السحر، حيث يذكر الله عباده في الثلث الأخير من الليل، ويقول الله في القرآن: "وبالأسحار هم يستغفرون"، لافتا إلى أن هذه الأوقات هي وقت استجابة الدعاء ووقت البركة الخاصة، ولا يوجد وقت أعظم من السحر ليتقرب فيه المسلم إلى ربه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر النوافل المؤمن القلوب محبة الله قراءة القرآن المزيد النبی صلى الله علیه وسلم محبة الله ا إلى أن الله فی

إقرأ أيضاً:

يوم توارى الشمس

كأنّ وتدًا نُزع من الأرض فارتجت واضطربت وتصدّعت وأشرفت على الإنهيار.

لكن لا والذي رفع السماء بغير عمد ، فلا يزال لهذا الوتد جذورا ممتدة في الأعماق، وبراعم باسقة الأوراق تشربت نهجه وغُرست في ذات أرضه ، وعندما ذرتها الرياح أنبتت مقاومةً حيدرية تمسك الأرض من أطرافها لئلا تزول.

وليست الشمس من ستوارى يوم الثالث والعشرين من شباط ، وليست أرواحنا وأفئدتنا ومهج قلوبنا فحسب، بل عالما وكونا من العظمة والشموخ والعزة والكبرياء بكواكبه ومجراته.

بل كأنَّ السماء ستطوى من أطرافها والأرض ستطبق على أهلها.

أيُّ هولٍ عظيم وأيُّ حدثٍ أعظم !

هل سمعتم يوما أن رحم الأرض تتسع لمجرة بأكوانها وعوالمها٠

وكيف ستقوى السماوات أن تحمل هذا الثّقّل!

فكيف بحال قلوبنا وارواحنا٠

ولا والله فقدت البواكي مثلك ، وإن كادت أن تُظلم العيون وتالله لقد كدّنا أن نهلك.

لم يكن فردًا ولا حتى أمة.. بل كان إرث الأنبياء وتسابيح الملائكة وتراتيل الشهداء..

كان الكتب السماوية في بشر ، ولو كان مَلَكًا يمشي على الأرض مطمئنًا ما كان غيره على الأرض من بشر.

ويّحَ قلوبنا.

لن نكون أيتاما من بعدك فحسب ، بل الحرية والإنسانية وكل القيّم البشرية.

أبا هادي وما أدراك ما فعل الفراق بنا ، فلو أنّا تصّعّدنا في السماء أو هوت بنا الريح في مكانٍ سحيق لكان أهون ألف مرةٍ من فراقك.

ولا طيب لنا الله العيش بعدك.

وما طلبناه بعدك إلا أخذًا لثأرك وتنكيلًا بأعداء الله وأعداءك وحتى يظل ثغرك الوضّاء باسمًا في سماء مجدنا وأمنياتنا بتحقيق حلمك والإيفاء بوعدك الذي أفنيت لأجله سنون حياتك.

القدس يا سيدي نعم ، نعدك بالقدس ولا والله نرضى غيرها ثمنًا مهرًا لدمائك التي تحنّت بها أكناف بيت المقدس ، وإنّا لكلِّ الطغاة بقوة الله وببركة دمائك الطاهرة قاهرون ، وكيف نرى نحن أنفسنا وإياك بها مصلين. ويظنون أنّهم بغيرها قد يكونوا ظافرين ، ولا يعلمون أن بعدك رجالا ما كانوا ولن يكونوا يومًا لعهدك من الناكثين.

وفي القدس ستكون أنت إمامنا بها ونحن أباةً مكبرين منتصرين أو شهداءً خلف مقامك تصلي بنا فيها صلاة العيد و ركعتين.

وإنّا على العهد .

 

 

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: محبة الله نور يملأ القلوب ويهدي النفوس
  • لماذا الأنبياء معصمون؟ عالم أزهري يجيب
  • لماذا الأنبياء معصومون؟.. عالم أزهري يجيب
  • كيف نُفعّل محبة الله تعالى في قلوبنا؟.. عبد اللطيف سليمان يوضح «فيديو»
  • ما حكم من ينكر وجود الملائكة؟ عالم أزهري يجيب
  • الصفدي يؤكد لأبو الغيط أهمية تفعيل العمل العربي المشترك
  • يوم توارى الشمس
  • ما هو سبب صيام شهر رمضان؟ اغتنم 6 نفحات ربانية تتنزل على الصائمين
  • ما الحالات التي يباح فيها الفطر في رمضان؟ .. مفتي الجمهورية السابق يجيب