حذر فريدريك ميرتس، المستشار الألماني المرتقب، الولايات المتحدة، من إدارة ظهرها لحلفائها لكنه حث الأوروبيين أيضًا على بناء قدراتهم الدفاعية قائلًا إن أوروبا الآن على بُعد «خمس دقائق حتى منتصف الليل»، بحسب وكالة «رويترز».

وتسلط تصريحات «ميرتس» الضوء على الاضطرابات التي تجتاح أوروبا وحلف الناتو منذ إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمخاوف من أنه قد يتوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن أوكرانيا بينما تقف كييف وأوروبا متفرجتين من على الهامش.

أمر غير مقبول سواء بالنسبة لأوكرانيا أو لأوروبا

وقال «ميرتس» في مؤتمر صحفي: «وما نراه أيضا بأكبر قدر من القلق بالطبع هو محاولة ترامب عقد صفقة مع روسيا بشأن أوكرانيا على حساب الأوروبيين وفوق رؤوس أوكرانيا»، مضيفًا أنه لن يكون مفاجئًا بالنسبة لكم عندما أقول إن هذا أمر غير مقبول سواء بالنسبة لأوكرانيا أو لأوروبا.

وأوضح أيضًا أنه سيكون من الصعب إذا كان أولئك الذين وضعوا «أمريكا أولًا» قد جعلوا شعارهم «أمريكا وحدها».

مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه يجري مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب الأوكرانية الروسية، كما هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا واتهمه بأن سبب الحرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المستشار الألماني ألمانيا أوروبا ترامب الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن للولايات المتحدة وأوروبا وجهات نظر مختلفة جوهريا من التهديد الروسي وحماية الديمقراطية، وبالتالي إذا حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن إجبار أوكرانيا على القبول بهزيمة جزئية، فستنظر أوروبا إلى ذلك على أنه مكافأة منها للعدوان الروسي.

وأوضحت الصحيفة -في مقال للصحفي غدعون راشمان- أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قام عام 1949 بين الولايات المتحدة وكندا وبعض الحلفاء الأوروبيين بسبب الخوف من موسكو، وأن هذا الخوف نفسه الآن يهدد بتفكيك هذا الحلف.

ومع أن التحالف الأطلسي صمد في وجه العديد من الخلافات العميقة على مر الزمن، من أزمة السويس عام 1956 إلى حربي فيتنام والعراق، بفضل بقاء الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على الجانب نفسه، حسب الكاتب، فإن تحالفهم معرض الآن للخطر ما لم يستطيعوا الاتفاق على التهديد الذي يواجهونه، وكيفية التعامل معه.

وبالفعل أقيمت الشراكة الأميركية الأوروبية على أساس المصالح والقيم المشتركة، وكان الاهتمام طوال الحرب الباردة هو احتواء التهديد القادم من الاتحاد السوفياتي، والقيمة المشتركة هي الدفاع عن الديمقراطية، وحتى بعد انتهاء الحرب الباردة، كانت الحرب على الإرهاب وحماية الديمقراطيات الأوروبية الجديدة هدفا مشتركا، لكن هذا الفهم المشترك يتداعى الآن -حسب الكاتب- وأي نهاية كارثية للحرب في أوكرانيا سوف تنهيه تماما.

إعلان

وها هي الولايات المتحدة وأوروبا تقدمان خطط سلام مختلفة لأوكرانيا لأن مفهوم الأمن الدولي ومصدر التهديد القادم لم يعد متفقا عليهما، إذ يعتقد الأوروبيون أن مكافأة العدوان الروسي في أوكرانيا ستزيد من احتمال مهاجمة بوتين بقية أوروبا، في حين ترى إدارة ترامب أن الولايات المتحدة يجب ألا تنجر في النهاية إلى حرب مباشرة مع روسيا.

معركة وجود

والحقيقة -حسب راشمان- هي أن الخلاف في الرؤى الأمنية يتجاوز الآن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا، لأن حلفاء أميركا يواجهون تهديدا مباشرا من ترامب بضم أراضي عضوين في الناتو، وذلك بتحويل كندا إلى الولاية الـ51 من بلده، واحتلال غرينلاند التي هي جزء يتمتع بحكم ذاتي من الدانمارك.

وإذا جمعنا هذه الغرائز الاستبدادية لدى ترامب -كما يقول الكاتب- وتهديداته لحلفاء الناتو، وتعاطفه الواضح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلن يكون هناك مجال للقول إن الناتو ما زال تحالفا قائما على قيم مشتركة لأن صراع القيم أصبح الآن جليا.

ومع أن الولايات المتحدة والأوروبيين يدعون أنهم يدافعون عن الديمقراطية، فإن كل طرف يعتقد أن الديمقراطية مهددة على الجانب الآخر، وقد اتهم جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، في خطاب شهير ألقاه في مؤتمر ميونخ للأمن، الأوروبيين بقمع حرية التعبير والخوف من شعوبهم، وهو ما قابلته أوروبا بغضب شديد، مع استحضار جهود ترامب لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 وهجماته على القضاء ووسائل الإعلام والجامعات.

وتبشر إدارة ترامب وأووربا الآن برؤيتين متضاربتين للقيم الغربية، رؤية ترامبية قومية عرقية، محافظة ثقافيا وغير ليبرالية، مقابل رؤية أوروبية أممية تستند إلى القانون والمؤسسات الليبرالية، وكلا الجانبين يعتقد أن هذه معركة وجودية من أجل البقاء السياسي.

وتريد إدارة ترامب العمل مع الشعبويين القوميين في أوروبا من أمثال فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيتسو في سلوفاكيا ونايجل فاراج في بريطانيا، كما تعقد أوروبا من جهتها الأمل على الحزب الديمقراطي في واشنطن، وهي الآن تحسب الأيام بفارغ الصبر في انتظار انتخابات التجديد النصفي الأميركية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • المستشار الألماني في باريس لتوديع لماكرون
  • رئيس اتحاد المستثمرين: ترامب يدير أمريكا بأسلوب مقاولات
  • ترامب: بوتين كان سيرغب بالسيطرة على أوكرانيا بالكامل لولا وجودي
  • ترامب: بوتين كان سيرغب بالسيطرة على أوكرانيا بالكامل لو لا وجودي
  • “الضريبة” تمهل المكلفين حتى منتصف الليل لتقديم الإقرارات دون غرامات
  • ترامب: بوتين كان يحلم السيطرة على أوكرانيا بأكملها.. ولن يفعل ذلك بسببي
  • هل يُقبل قيام الليل قبل الفجر بـ 5 دقائق؟
  • فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي
  • حدث في منتصف الليل| موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة.. والأرصاد تحذر من منخفض خماسيني
  • بوتين يعلن هدنة مؤقتة لثلاثة أيام في أوكرانيا، وكييف تدعو لهدنة ثلاثين يوماً