حَيثُ خفض ما يسمى “بنك إسرائيل المركزي” توقعات النمو، فيما أبقى على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير، ما يشير إلى أن التضخم سيستمر ومعه كذلك غلاء الأسعار، ومعهما انخفاض القدرات الشرائية لدى الغاصبين، وهذه السلسلة المتشابكة والمعقدة تؤكّـد أن الكيان الصهيوني قد بات مختلًا على كُـلّ المستويات.

ووفق ما نشرت وسائل إعلام صهيونية فَــإنَّ توقعات ما يسمى “بنك إسرائيل” تأتي بناءً على المؤشرات القادمة ومآلات ما أنتجته الحرب العدوانية على غزة وما ترافق معها من مسارات ردع مضادة انهالت على العدوّ الصهيوني من مختلف جبهات الإسناد.

ولفتت إلى أن القائمين على البنك يسعون في الوقت الراهن لاستعادة الشيء الممكن من قيمة عملة العدوّ “الشيكل” أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار، التي انهارت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة.

وأكّـدت أن معدل نمو الاقتصاد الصهيوني سيظل متدنيًّا خلال العامين القادمين على الأقل، غير أن هذا التوقع مرهون بعدم رجوع العدوّ إلى مربع العدوان؛ كون ذلك يشكل أخطارًا مضاعفةً عليه وعلى اقتصاده وأمنه ووجوده، لا سيَّما أن الجبهة اليمنية قد باتت مسلحة بالأسلحة الاستراتيجية القادرة على تكبيد العدوّ خسائر فادحة خلال وقت قياسي، مع الجاهزية العالية التي أظهرها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في آخر خطاباته.

وقد أكّـد ما يسمى “محافظ بنك إسرائيل” المدعو “عامير يارون” أن تقديراتهم مبنية على توقف الحرب على غزة ولبنان بشكل نهائي، موضحًا أن أي تصعيد قادم سيجرهم إلى إعادة تعديل التقديرات والحسابات، ما يؤكّـد أن الاقتصاد الصهيوني قد بات اقتصادًا هلاميًّا يتأثر بأبسط الظروف، ولم يعد كما كان في السابق قويًّا ويقاوم الصدمات والأزمات.

وفي السياق ذاته، ومع إبقاء البنك على سعر الفائدة عند مستوى 4.75 % فَــإنَّ المحتوم حدوثه عدم تحسن قيمة عملة العدوّ إلا بنسبة طفيفة جِـدًّا لا تذكر، على وقع ضخ مبالغ لدعم “الشيكل”، وكذلك عدم القدرة على تخفيف التضخم، واستمرار غلاء أسعار السلع والخدمات الأَسَاسية كالمياه والكهرباء والاتصالات.

من جانبها نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تصريحات لما يسمى الخبير الاقتصادي “الكس جبنسنكي” أكّـد فيها أن الاقتصاد الصهيوني “يواجه صعوبةً بالغة للتعافي”.

وأكّـد أَيْـضًا أن هناك توقعات وصفها بـ “السلبية والسوداوية” لاقتصاد العدوّ خلال العام الحالي حتى وإن توقفت الحرب على غزة بشكل نهائي، وهو ما يكشف حجم الأضرار التي تعرض له العدوّ اقتصاديًّا، والتي ستظل تفرز أزمات ومتاعب خلال سنوات قادمة من الهدوء، أما العودة للحرب فستجر العدوّ واقتصاده إلى المزيد من الويلات، والشواهد تبرهن هذا.

كما نشرت الصحيفة تقريرًا حديثًا كشفت فيه أن المجرم نتنياهو يسعى للهروب من كُـلّ هذه الأزمات، ويتجاهل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الغاصبون.

وأكّـدت اقتراب موعد إقرار الموازنة العامة والتجنيد يزيد الأجواء في “إسرائيل” توترًا ويفاقم الأزمات، مشيرةً إلى أن المجرم نتنياهو يفكر في كيفية استمراره هو وحكومته على رأس السلطة.

وجاء في تقريرها المطول أَيْـضًا أن الموعد النهائي، لتمرير الميزانية العامة للعام الجاري، نهاية مارس القادم، موضحة أن عدم التصويت عليها في “الكنيست” يعني سقوط حكومة المجرم نتنياهو ودخول الكيان الصهيوني تلقائيًّا في انتخابات، ما يؤكّـد أن المجرم نتنياهو آيل للسقوط بفعل الضغوط العديدة التي تحيط بالكيان ورموزه على خلفية إفرازات العدوان الإجرامي على غزة.

وبهذه المعطيات يتأكّـد للجميع أن المجرم نتنياهو لا يملك أية حلول للهروب من هذا الواقع إلا بتفجير الحرب من جديد؛ كون ذلك يوفر له المبرّرات لبقائه على رأس الحكومة الصهيونية، لكن هذا الهروب وإن كان سيحد من سقوط نتنياهو وحكومته إلا أنه سيدخل الكيان الصهيوني في معمعة جديدة مليئة بالصفعات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، في حين أن أية جولة تصعيد “إسرائيلي” قادمة ستقود الكيان لضربات لن يتعافى منها ولو بعد سنوات طويلة، حَيثُ إن إفرازات 15 شهرًا تتطلب منه مبالغَ مهولة وسنوات طويلة لترميم ما تعرض له، والشمال المحتلّ الخالي من السكان والحياة دليل على ذلك، فضلًا عن المؤشرات والتقارير الاقتصادية التي تؤكّـد أن الكيان قد بات هشًا على كُـلّ المستويات، لا سيَّما على مستوى الوجود الذي يتآكل من كثرة الأزمات.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: بنک إسرائیل ما یسمى على غزة

إقرأ أيضاً:

خليل الحية: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني

الثورة نت/..

صرح رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، أن “الحركة وافقت على مقترح تسلمته من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله بعدم تعطيله من قبل العدو الصهيوني .

وقال الحية في كلمة مصورة له مساء اليوم السبت، “تسلمنا قبل يومين مقترحًا من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه”.
وأضاف “نأمل ألا يعطل العدو المقترح الذي تلقيناه من الوسطاء ووافقنا عليه”.

وأردف “على مدار عام ونصف، خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع العدو ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون العدو”.

وبيّن الحية أن “العدو لم يقبل لا بالجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه، ولا هو انسحبَ من محور صلاح الدين (فيلادلفي)، بل وعاد للحرب بشكل أكثر وحشية وعنفاً بالقتل والقصف والاجتياح في بعض مناطق القطاع، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات”.

وزاد قائلًا: “مع ذلك تمسكنا بموقفٍ واضحٍ هو الالتزام بالاتفاق، وخاطبنا العالمَ أجمع بموقفنا، أننا لا نريد أي شيء جديد، نريد احترام ما تم التوقيع عليه وما ضمنه الضامنون، وأقرّه المجتمعُ الدولي”.

ولفت الحية إلى أن “رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق”.
وأوضح أن “العدو ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق لإنقاذ حكومة المجرم نتنياهو”.

وأشار الحية إلى أن “الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مرارا من جانب قوات العدو”.

في سياق متصل قال الحية: “وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة”.
وشدد على أن “لا تهجير ولا ترحيل” مؤكدا أن “سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود العدو وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا ما زال العدو يبقى سلاحاً للشعب والدولة، يحمي مقدّراته وحقوقه”.

وفي الشان الداخلي قال الحية: “تحركنا لإنجاز وتحقيق وحدة شعبنا، وذهبنا إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقاً واضحاً مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء”.

وأضاف “ثم استجبنا لاحقاً للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً في كل المجالات، تتشكل من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءاً من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو”.

وأردف الحية: “وصلنا إلى مراحلَ متقدمةٍ في هذه الحوارات، وقدّمْنا مع عددٍ من القوى والفصائل للأشقاء في مصر، مجموعةً من الأسماء لأشخاصٍ مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عمليةِ التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراعِ في تشكيلها بعدما أخذوا دعماً عربياً وإسلامياً لها”.

وتابع “نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد، نقول لهم: أنتم واهمون”.

مقالات مشابهة

  • قوات العدو الصهيوني تشن حملة اعتقالات ودهم بالضفة
  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • “حماس”: مجزرة المسعفين تؤكد أننا أمام عدو متجرد من الإنسانية
  • استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف العدو الصهيوني لحي الشجاعية شرقي غزة
  • ثلاثة شهداء فلسطينيين في قصف العدو الصهيوني لمحافظتي رفح وخان يونس
  • قيادي في حماس: تصريحات نتنياهو تثبت المخطط الأمريكي الصهيوني للتهجير
  • استشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف العدو الصهيوني على رفح وخان يونس
  • 9 شهداء بينهم 5 اطفال بقصف العدو الصهيوني على قطاع غزة
  • خليل الحية: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
  • شهيدان إثر قصف العدو الصهيوني مركبة في خان يونس