كشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم، عن التفاصيل الكاملة لصفقة المعادن التي طالب الرئيس دونالد ترامب، نظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي بالتوقيع عليها، لتعويض الولايات المتحدة عن الأموال التي أنفقتها لمساعدة الجيش الأوكراني في مواجهة الجيش الروسي خلال الحرب التي اندلعت قبل 3 سنوات.

صفقة المعادن

تقترب الولايات المتحدة وأوكرانيا من إبرام اتفاقية معادن بقيمة مئات المليارات من الدولارات والتي بموجبها تعبر الولايات المتحدة عن رغبتها في إبقاء أوكرانيا "حرة وذات سيادة وآمنة"، وفقًا لمسودة حصلت عليها أكسيوس.

وترى إدارة ترامب أن الاتفاقية هي وسيلة للحصول على عائد على الاستثمار الأمريكي في أوكرانيا، التي لديها ثروة معدنية هائلة غير مستغلة، فيما يرى المسؤولون الأوكرانيون أن الصفقة هي وسيلة لوقف تدهور العلاقات مع إدارة ترامب وإقامة شراكة طويلة الأجل مع الولايات المتحدة.

أبلغ مسؤول أوكراني موقع "أكسيوس" الأمريكي أن الصفقة قريبة ويمكن توقيعها يوم الاثنين، مضيفا أن الوثيقة التي راجعتها أكسيوس هي أحدث نسخة، ولكن لا يزال من الممكن تعديلها.

وأكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولجا ستيفانيشينا في منشور على منصة "إكس"  يوم الاثنين أن الجانبين كانا قريبين من التوصل إلى اتفاق، وأوضحت أن التوقيع عليه "سيظهر التزامنا لعقود قادمة".

ترامب يبرم صفقة المعادن

وكتب الرئيس ترامب على موقع Truth Social بعد اجتماع افتراضي لمجموعة السبع يوم الاثنين بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية أنه "أكد على أهمية صفقة المعادن النادرة والحرجة الحيوية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي نأمل أن يتم توقيعها قريبًا جدًا".

وأضاف أن الصفقة ستساعد "الشعب الأمريكي على استرداد عشرات المليارات من الدولارات والمعدات العسكرية المرسلة إلى أوكرانيا، كما ستساعد اقتصاد أوكرانيا على النمو مع انتهاء هذه الحرب الوحشية والهمجية".

يدعو مشروع الاتفاق إلى إنشاء "صندوق استثمار إعادة الإعمار" الذي ستديره الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل مشترك.

وتعتزم حكومة الولايات المتحدة تقديم التزام مالي طويل الأجل لتنمية أوكرانيا المستقرة والمزدهرة اقتصاديًا، كما جاء في مشروع الاتفاق.

ويضيف أن الصندوق سيتم تصميمه "للاستثمار في مشاريع في أوكرانيا وجذب الاستثمارات لزيادة التنمية"، بما في ذلك في مجالات مثل التعدين والموانئ.

ولكن هذا يشير أيضًا إلى أن الولايات المتحدة ستسترد بعض نفقاتها المتعلقة "بالدفاع عن أوكرانيا وإعادة بنائها وإعادتها" إلى الناتج المحلي الإجمالي قبل الحرب.

غضب ترامب بسبب 500 مليار دولار

أغضب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ترامب برفضه اقتراحًا أمريكيًا أوليًا، لكنه قال يوم الاثنين في اجتماع زعماء مجموعة السبع إنه يأمل في التوقيع على اتفاق في واشنطن قريبًا.

وقال للصحفيين يوم الأحد إن الجانب الأمريكي أسقط مطلبًا بتلقي 500 مليار دولار من مشاريع المعادن الأوكرانية - وهو المبلغ الذي أشار زيلينسكي إلى أنه أكثر بكثير من المساهمة الأمريكية لأوكرانيا.

رفض زيلينسكي فكرة التعامل مع المساعدات لأوكرانيا كدين يجب سداده، وأضاف أن الاتفاق يجب أن يتضمن الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.

ويعبر المشروع الذي اطلع عليه أكسيوس عن الرغبة في أن تظل أوكرانيا حرة، لكنه لا يحدد أي التزام عسكري أمريكي.

صندوق إعمار أوكرانيا

كما ينص على أن أوكرانيا يجب أن تساهم بمبلغ 500 مليار دولار في الصندوق - وأن مساهمات أوكرانيا يجب أن تكون ضعف مساهمات الولايات المتحدة - لكنها لا تدعو إلى دفع هذا المبلغ للولايات المتحدة.

يدعو المشروع إلى دفع 50٪ من عائدات أوكرانيا (ناقص نفقات التشغيل) من "المواد القابلة للاستخراج" - بما في ذلك المعادن والنفط والغاز - إلى الصندوق.

كانت بلومبرج أول من أفاد بجوانب الصفقة المقترحة.

من الجدير بالذكر أن نص الاتفاقية يحتوي على بند يشير إلى المشاريع في المناطق "المحتلة مؤقتًا من قبل الاتحاد الروسي، في حالة إزالة هذه المناطق من الاحتلال".

تقع معظم ثروة أوكرانيا المعدنية في الشرق الذي مزقته الحرب.

ويدعو المشروع وزارتي الخزانة والتجارة الأمريكيتين، جنبًا إلى جنب مع مكتب نائب الرئيس الأمريكي دي فانس، إلى وضع تفاصيل الترتيب مع وزارة الاقتصاد الأوكرانية بعد توقيع وثيقة الإطار الأولي.

وفي أسفل الوثيقة، توجد مساحات لتوقيع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندري سيبيا. 

وأبلغت مصادر من الجانبين وكالة أكسيوس أن الاتفاق يبدو مرجحًا بشكل متزايد، وقد يتم الإعلان عنه قريبًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الولايات المتحدة زيلينسكي الجيش الأوكراني الجيش الروسي 500 مليار دولار صفقة المعادن المزيد الولایات المتحدة وأوکرانیا صفقة المعادن یوم الاثنین

إقرأ أيضاً:

جدل في الكونجرس الأمريكي حول مبيعات أسلحة بـ8.8 مليار دولار لإسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن السيناتور بيرني ساندرز، أمس الخميس، عزمه الدفع نحو تصويت في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل لمنع صفقة أسلحة ضخمة بقيمة 8.8 مليار دولار لصالح إسرائيل.
 يأتي ذلك في خطوة تعكس الانقسام المتزايد داخل الأوساط السياسية الأمريكية حول الدعم العسكري لإسرائيل. 

يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مع استمرار عملياتها العسكرية وفرض حصار خانق على القطاع منذ أوائل مارس، مما أدى إلى منع دخول أي مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والماء والوقود.

في بيان نشره عبر منصة "إكس"، هاجم ساندرز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة، متهماً إياه بانتهاك القانون الأمريكي والدولي. وأكد السيناتور المستقل، المعروف بميوله التقدمية، أن الحرب التي يقودها نتنياهو "غير قانونية" وأودت بحياة 50 ألف فلسطيني، في حين أن الرئيس دونالد ترمب يسعى لتهجير مليوني فلسطيني آخرين لبناء ملعب لملياردير في غزة، واصفاً ذلك بأنه تطهير عرقي وجريمة حرب".
وأشار ساندرز إلى أن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية، حيث لم تتمكن أي شحنات إغاثية من دخول القطاع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ونصف بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، مما يفاقم معاناة السكان ويزيد من أعداد الضحايا.
الموقف الدولي وضغوط حقوق الإنسان
تصريحات ساندرز جاءت بعد اتهام مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إسرائيل بارتكاب انتهاكات غير مسبوقة في عملياتها العسكرية في غزة، مما يزيد من الضغوط الدولية على واشنطن لإعادة النظر في دعمها غير المشروط لتل أبيب.
 ورغم أن دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل ظل ثابتاً لعقود، إلا أن إثارة قضية وقف مبيعات الأسلحة قد تساهم في دفع الإدارة الأمريكية نحو ممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لحماية المدنيين وتقليل التصعيد.
 

القانون الأمريكي والعقبات أمام قرارات ساندرز
 

يمنح القانون الأمريكي الكونجرس الحق في وقف مبيعات الأسلحة الأجنبية الكبرى عبر التصويت على قرارات رفضها، إلا أن مثل هذه الجهود نادراً ما تنجح بسبب الأغلبية الداعمة لإسرائيل في مجلسي النواب والشيوخ.
وفي نوفمبر الماضي، فشل ساندرز في تمرير ثلاثة مشاريع قرارات لوقف عمليات نقل الأسلحة التي وافقت عليها إدارة الرئيس جو بايدن، الذي تعرض بدوره لانتقادات من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي بسبب عدم اتخاذه مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل رغم تدهور الوضع الإنساني في غزة.
 

ترامب يتجاوز الكونجرس لتعزيز الدعم العسكري لإسرائيل
 

ومع تولي الرئيس دونالد ترامب ولايته الثانية في يناير الماضي، اتخذ موقفاً أكثر انحيازاً لإسرائيل مقارنة بسلفه بايدن. فقد تجاوز ترامب مراجعة الكونجرس الشهر الماضي، ووافق بشكل مباشر على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات لحكومة نتنياهو، في خطوة اعتبرها منتقدوه تعزيزاً لآلة الحرب الإسرائيلية دون اعتبار للعواقب الإنسانية.
 

هل ينجح ساندرز في إحداث تغيير؟

من غير المرجح أن ينجح ساندرز في وقف الصفقة، لكن القانون الأمريكي يُلزم مجلس الشيوخ بالتصويت في حال تقديم مشروع قرار. ورغم أن أي محاولة سابقة لم تنجح في تمرير قرارات من هذا النوع دون مواجهة حق النقض الرئاسي (الفيتو)، إلا أن مثل هذه التحركات أدت في بعض الأحيان إلى نقاشات سياسية حادة أحرجت رؤساء أمريكيين سابقين، مما يفتح الباب أمام إمكانية إعادة النظر في الدعم غير المشروط لإسرائيل، خاصة مع استمرار الكارثة الإنسانية في غزة.
 

انعكاسات الأزمة على مستقبل الدعم الأمريكي لإسرائيل
 

يظل النقاش حول مبيعات الأسلحة لإسرائيل واحداً من أكثر الملفات الشائكة في السياسة الأمريكية، حيث تتشابك المصالح الاستراتيجية مع الضغوط الحقوقية المتزايدة. وبينما يسعى ساندرز وجناحه التقدمي إلى فرض قيود على الدعم العسكري في ظل تصاعد العنف في غزة، يبدو أن الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، تمضي في مسار دعم إسرائيل دون قيود تُذكر. ومع ذلك، قد تشكل هذه التحركات بدايةً لنقاش أوسع حول مدى التزام واشنطن بمبادئها المعلنة في حماية حقوق الإنسان، ومدى تأثيرها على علاقتها بإسرائيل في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • ترامب: زيلينسكي يحاول التراجع عن صفقة المعادن وستكون لديه مشاكل
  • شركة ماسك للذكاء الاصطناعي تستحوذ على إكس.. صفقة بقيمة 45 مليار دولار
  • ماسك يعلن الاستحواذ على منصة إكس.. صفقة بقيمة 45 مليار دولار
  • أخبار التكنولوجيا | تصريحات تيم كوك حول ديبسيك تثير الجدل.. إيلون ماسك يعلن بيع منصة إكس مقابل 33 مليار دولار
  • في صفقة بلغت 45 مليار دولار..ماسك يبيع منصة "إكس"
  • الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة تريد جرينلاند من أجل الأمن الدولي
  • "مجحفة جدًا".. نسخة جديدة من اتفاق المعادن بين أمريكا وأوكرانيا
  • صفقة المعادن بين أوكرانيا وأمريكا: شروط جدلية ومستقبل غامض
  • “بلومبرغ”: الولايات المتحدة تعتمد على استيراد المعادن ومن الأفضل ألا تهدد الدول الصديقة
  • جدل في الكونجرس الأمريكي حول مبيعات أسلحة بـ8.8 مليار دولار لإسرائيل