ميرتس يمهد للتحالف مع الاشتراكيين في ألمانيا
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أعلن فريدريش ميرتس زعيم المحافظين الألمان الذين فازوا بالانتخابات التشريعية عن نيته تشكيل ائتلاف حكومي مع الاشتراكيين-الديمقراطيين الذين حلّوا في المرتبة الثالثة.
وقال ميرتس من مقرّ "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" في برلين "أنا عازم على إجراء محادثات جيّدة سريعة وبناءة مع الاشتراكيين-الديمقراطيين لتشكيل حكومة ائتلافية بحلول عيد الفصح"، أي بتاريخ 20 أبريل/نيسان المقبل.
وبدأ ميرتس، الفائز في الانتخابات بفارق أقل من المتوقع، مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ينتظرها الأوروبيون لتكون قوة دفع في مواجهة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
ولكي يتمكن من الحصول على أغلبية، يسعى زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي في المقام الأول لتشكيل ائتلاف مع الاشتراكيين الديمقراطيين، رغم تحقيقهم نتائج أقروا بأنفسهم بأنها كانت "كارثية". وفي حال حصل ذلك، سيحظى الحزبان معا بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب.
ويدرك رجل ألمانيا القوي الجديد أنه لا يمكن لبلاده أن تبقى لفترة طويلة من دون حكومة في مواجهة التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية التي تتمثل في المواقف الصادرة عن الرئيس الأميركي بشأن حرب أوكرانيا، والمخاوف من التحالف عبر الأطلسي والتهديدات الأميركية بزيادة الرسوم الجمركية، فضلا عن الأزمة التي يواجهها النموذج الاقتصادي الألماني القائم على الصناعة من قبل المنافس الصيني.
إعلان حتمية التحالفوقاد ميرتس، وهو محام سابق، الذي لم يسبق له أن شغل مناصب وزارية، حزبه الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي إلى الفوز.
لكن النتيجة التي حققها المحافظون في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد (28.6%) لا تسمح لهم بالحكم بمفردهم، ولا سيما أن النتيجة كانت أقل من نسبة الـ30% التي توقعتها استطلاعات الرأي منذ أشهر.
من جانبه، ضاعف اليمين المتطرف ممثلا بـ"حزب البديل من أجل ألمانيا"، النتيجة التي حققها قبل 4 سنوات، وحل ثانيا بحصوله على حوالى 20.8% من الأصوات.
وقالت أليس فايدل زعيمة الحزب المناهض للهجرة والمؤيد لروسيا إن "هذه ليست نتيجة جيدة بشكل خاص تبعث على الثقة.. وستظل يدنا ممدودة للمشاركة في الحكومة وتحقيق إرادة الشعب".
وبعدما أعلن فريدريش ميرتس أنه لن يتحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، لم يعد أمامه خيار سوى التواصل مع الاشتراكيين الديمقراطيين، الحزب الأقدم في البلاد الذي حصل على نسبة بلغت 16% من الأصوات، في ما يعدّ أسوأ نتيجة له منذ 80 عاما.
وأعلن المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس أنه يتحمل مسؤولية "الهزيمة المريرة"، ومن المتوقع أن ينسحب من الحياة السياسية.
ولخّصت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية اليومية النتيجة بالقول "إن الألمان قالوا لا بوضوح لأولاف شولتس خلال هذه الانتخابات، ولكن لم يقولوا نعم حقيقية لمنافسيه".
ومن خلال التعهد بتشكيل تحالف بحلول عيد الفصح في 20 أبريل/نيسان على أبعد تقدير، حدد فريدريش ميرتس لنفسه هدفا طموحا.
وكانت ألمانيا أُصيبت بشلل جراء انهيار ائتلاف شولتس مع حزب الخضر والليبراليين. ومن هذا المنطلق، أكد المرشح لمنصب المستشار الجديد أن "الخارج لا ينتظرنا يتعين علينا أن نعود للعمل بسرعة على المستوى الداخلي، لنستعيد حضورنا على الساحة الأوروبية".
إعلانغير أن الهشاشة التي تعاني منها الأحزاب التقليدية الأخرى لن تكون عنصرا مساعدا في تسهيل الأمور بالنسبة إلى المحافظين. وبعد حملة انتخابية شهدت استقطابا غير مسبوق، قد يكون من الصعب التوصل إلى تسويات لتشكيل ائتلاف.
خط متشددوحرر ميرتس خليفة أنجيلا ميركل ومنافسها السابق، نفسه من إرثها خصوصا في ما يتعلق بقضايا الهجرة، من خلال تقديم مقترحات جذرية لمحاربة الهجرة غير النظامية.
ولكن رهانه على الحصول على أصوات من حزب البديل من أجل ألمانيا بفضل هذا الخطاب المتشدد إلى حد التماهي مع اليمين المتطرف خلال الحملة الانتخابية، لم يُثمر.
ورغم نسبة المشاركة القياسية في الانتخابات منذ إعادة توحيد البلاد (حوالي 84%)، فإن الناخبين لا يبدون تفاؤلا قويا، إذ يخشى 68% منهم ألا يتم تشكيل حكومة مستقرة بعد الانتخابات، وفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "إنفراتست ديماب".
من جانبها، توقعت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا مصيرا مأساويا للائتلاف المستقبلي بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي لن يتمكن، على حدّ تعبيرها، من الاتفاق على قضايا الهجرة أو الميزانية.
وقالت أليس فايدل التي تحظى بدعم إدارة ترامب، "ستجرى انتخابات جديدة بسرعة كبيرة جدا".
من ناحية أخرى، تأمل أوروبا في حدوث استقرار في ألمانيا وفي دور فعّال لبرلين بعد الانقسامات التي شهدها الائتلاف المنتهية ولايته.
وأكد ميرتس المؤيد بشدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن تعزيز الدفاع الأوروبي سيكون الأولوية المطلقة بالنسبة إلى الحكومة الجديدة، حتى تتمكن القارة من تحرير نفسها من الولايات المتحدة، خصوصا في ظل التقارب بين واشنطن وموسكو لفرض تسوية للحرب في أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب حزب البدیل من أجل ألمانیا
إقرأ أيضاً:
في عامها الثالث وقف الحرب وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي
بقلم : تاج السر عثمان
١
تدخل الحرب اللعينة في السودان عامها الثالث ، مع تزايد القلق الدولي لمآسيها والدعوة لوقفها وتوصيل المساعدات الإنسانية، كما في مؤتمر لندن الجاري حاليا الذي استبعد طرفي الحرب، ودعوة أمريكا والسعودية طرفي الحرب للعودة لمنبر جدة، بعد انسحاب الدعم السريع من الخرطوم، كما رشح في اتفاق مع الدعم السريع للعودة للتفاوض، لكن نكص الجيش عن الاتفاق مما أدي لتصاعد. نيران الحرب، كما. يحدث في حصار الفاشر ومجازر معسكر رمرم، اضافة لضغوط الإسلامويين على البرهان لاستمرار الحرب واطالة أمدها مما يهدد بتمزيق وحدة البلاد بتحويلها لحرب قبلية واثنية يمتد لهيبها إلى المنطقة باسرها، كما في خطر تكوين الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع، وتعديل الدستور من البرهان لفرض حكم عسكري اسلاموي ديكتاتوري، مما يكرس انقسام البلاد.
فضلا عن مخططهم لتوسيع قاعدة التمكين والسيطرة علي الأجهزة الأمنية والنظامية والخدمة المدنية، وعلى النقابات وربطها بالدولة، كما في المنشور الذي أصدره المسجل حول النقابات، وتكرار تجربة هيمنة الإسلامويين على النقابات والاتحادات كما في قانون نقابة المنشأة، التي فشلت وأسقطها شعبنا في ثورة ديسمبر. إضافة للمجازر التي تقوم بها كتائب الإسلامويين كما في قطع الرؤوس وبقر للبطون، و استهداف الناشطين السياسيين ولجان المقاومة وفي لجان الخدمات والتكايا "، و" "فبركة" التهم بالتعاون مع الدعم السريع، علما بأنهم هم الذين صنعوا الدعم السريع ومكنوا له في الأرض عسكريا وإقتصاديا، واعطانه جبل عامر للذهب، فهم الذين يتحملون مسؤولية الدعم السريع مع جرائمهم المشتركة معه كما في الابادة الجماعية في دارفور ومجزرة فض الاعتصام وانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١.
٢
اضافة لتصاعد نيران الحرب واستمرار جرائم الابادة الجماعية التي يمارسها طرفا الحرب كما يحدث الان في مخيم زمزم ،َ الفاشر وامدرمان. الخ، وتهديد الدعم السريع باجتياح الشمالية، والتصريحات من الجيش بمحو دارفور في حالة الهجوم على الشمالية، اضافة لمواصلة تدمير البنيات التحتية، كما حدث في ضرب محطة مروي للكهرباء مما أدي لانقطاع الكهرباء عن اغلب ولايات السودان، مع تزايد مآسي الحرب التي بسببها بلغ عدد النازحين ١٢ مليون شخص داخل وخارج البلاد، اضافة لآلاف القتلى والمفقودين، و٢٥ مليون سوداني مهددين بنقص الغذاء، والتهجير القسري وما يتبعه من نهب الأراضي الزراعية والمعادن والممتلكات، والمآسي إلانسانية، اضافة للقمع الوحشي والتعذيب حتى الموت للمعتقلين السياسيين ولجان المقاومة والناشطين في لجان الخدمات في سجون طرفي الحرب ، والمحاولة السافرة لظهور المؤتمر الوطني في الحياة السياسية ومخاطبة مجرمي الحرب مثل: احمد هارون و البشير لاجتماعه ، مما يؤكد ان هدف الحرب تصفية الثورة، وإعادة التمكين للإسلامويين مرة أخرى، الأمر الذي وجد رفضا وَاستنكارا شديدا من الثوار و الجماهير. إضافة لخطر السير في التسوية التي تعيد الشراكة مع العسكر والدعم السريع، وإنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى، كما في اتفاق "المنامة "، الذي وقع عليه الجيش والدعم السريع.
٣
إضافة للصراع الدولي لنهب الموارد بين المحاور الداعمة لطرفي الحرب، وشن الحروب من أجل ذلك كما في الحرب الروسية - الاوكرانية التي اتضح انها حرب على الموارد كما في مطالبة ترامب تعويض خسائر الحرب التي تقارب ٥٠٠ مليار دولار بثروة المعادن الاوكرانية، وحرب غزة. التي برز هدفها تهجير سكانها و نهب ثرواتها وتحويلها لاستثمار أمريكي كما صرح ترامب، فضلا عن هدف نهب ثروات وموانئ وأراضي السودان.
٤
مع دخول الحرب عامها الثالث، فلنشدد النضال الجماهيري في الداخل والخارج لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة ، واستلهام الدروس السابقة بالخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية وتنفيذ المواثيق التي يتم الاتفاق عليها ، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، وتفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي واستدامة الديمقراطية، والعض بالنواجذ على ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، الذي يبدأ بقيام نظام ديمقراطي مستدام، وتنمية متوازنة، و سلام عادل وشامل، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم، وضمان السيادة الوطنية، وحماية ثروات البلاد، وإنجاز مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة .
alsirbabo@yahoo.co.uk