جهود مصرية وعربية نحو حل أزمة غزة
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انتهت قمة الرياض المصغرة والتي شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبمشاركة ملك الأردن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، بدون بيان ختامي.. القمة المصغرة جاءت قبل أيام من انعقاد القمة العربية الطارئة وكأنها مطبخ سياسي عميق يمهد للمرحلة العربية المقبلة المشغولة بالشأن الفلسطيني والمحنة التي تعيشها غزة والضفة الغربية على حد سواء.
السعودية، التي أكدت أن هذا الاجتماع هو "لقاء أخوي غير رسمي"، لم تلمح إلى ما دار بداخله، ولكنها أشارت بشكل عام إلى أن قرارات هذا الاجتماع ستكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة التي ستعقد في مصر في الرابع من مارس.
المراقبون للشأن العربي بشكل عام والشأن الفلسطيني بشكل خاص يعرفون أن النقطة الأساسية في أي حوار عربي تدور الآن حول من سيحكم غزة بعد أنهار الدماء التي سالت فيها، ويتفرع من هذا السؤال مسألة تمويل إعادة الإعمار في القطاع المدمّر جراء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وبينما الشأن الفلسطيني على طاولة القادة العرب في القاهرة والرياض والدولة المصرية، يأتي مخطط التهجير كواحد من أكبر التحديات التي تواجهها المنطقة، لذلك اكتسبت القمة أهميتها لكونها تعكس إجماعاً عربياً نادراً على رفض تهجير الفلسطينيين في ذات اللحظة التي يقدم فيها ترامب مقترحات كفيلة بخلط الأوراق في الشرق الأوسط.
وفي ظل هذه الحالة المرتبكة تبرز الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة في مواجهة خطة دونالد ترامب، ومنذ إعلان مصر عن بعض من خطتها شهدنا تفاعلاً عربياً كبيراً معها وحظيت باهتمام كبير ولا شك أن هذا الاهتمام تم ترجمته خلال القمة، حيث الإشادة بالدور المصري الفاعل في تقديم الدعمين الإنساني والسياسي للشعب الفلسطيني.
ثبات الرئيس عبدالفتاح السيسي على موقفه منذ بداية أحداث غزة وصولاً إلى عاصفة ترامب التهجيرية، يؤكد على أن مصر مستمرة في لعب دور محوري في إعادة إعمار غزة، وأن الخطة تشمل ليس فقط إعادة البناء المادي، ولكن أيضًا تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والنفسى في القطاع.
التحرك الآن يتجه نحو تحويل الخطة من مصرية إلى خطة عربية يتبناها الجميع، ولذلك يمكن اعتبار القمة المصغرة التي انعقدت في الرياض خطوة مهمة نحو معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وإيجاد حلول عاجلة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتحقيق الاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه الجهود مرهونًا بمدى استعداد المجتمع الدولي لدعم الحلول المقترحة، والضغط على جميع الأطراف لتحقيق سلام عادل ودائم، حيث تتفق الآراء العربية على أن الحل السياسي هو مفتاح الأزمة، وأن الحلول المؤقتة لم تعد تجدي في حسم هذا الصراع، لذلك نجد اهتمام القادة العرب سواء في قمة الرياض أو القمة العربية الطارئة بمناقشة الحلول السياسية طويلة الأمد لأزمة غزة، بما في ذلك إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم.
الرؤية التي تذهب للحل النهائي تجد ترحيباً على الصعيد الدولي، وقد ظهر هذا من ترحيب العديد من الدول الأوروبية بالجهود المبذولة سواء في قمة الرياض أو عبر زيارة الرئيس السيسى إلى إسبانيا وجولات وزير الخارجية فى عدة دول، لتتعلق الآمال بأن تؤدي هذه الجهود إلى وقف دائم للعنف في المنطقة، وأن تتم الخطوات المقبلة تحت دعم مباشر من منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بهدف تنفيذ الخطة المصرية التي يتبناها العرب.
لم يتوقف الجهد العربي عند إعداد خطة مواجهة التهجير وإيجاد حل سياسي دائم ولكن على خط موازٍ تتدفق المساعدات العربية الإنسانية بشكل منسق وبذل الجهد من أجل تعزيز تلك المساعدات وضمان دخولها غزة، بما في ذلك الغذاء والدواء والمواد الأساسية في ظل تدهور البنية التحتية للقطاع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قمة الرياض المصغرة القمة العربية الطارئة القاهرة والرياض
إقرأ أيضاً:
هاني أبو ريدة: الشفافية واحترام اللوائح شعارنا وعامل الوقت وراء أزمة القمة
تحدث المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، عن العديد من الملفات الهامة، التي تخص الكرة المصرية، بجانب خطة العمل خلال الفترة القادمة، وأسباب أزمة القمة، في حواره للموقع الرسمي للجبلاية.
وجائت تصريحات أبو ريدة كالتالي:
* أبرز الخطوات التي اتخذها مجلس الإدارة منذ انتخابه في 10 ديسمبر الماضي؟
الانتقال للمقر الحالي في 6 أكتوبر كان أهم خطوة لمجلس الإدارة عقب الجهد الكبير الذي تم بذله في إنشاء هذا المقر الذي يليق بتاريخ وحاضر الكرة المصرية ’ ثم تفعيل دور مركز المنتخبات الوطنية والكل تابع خلال الأشهر الماضية كم المعسكرات التي أقيمت في المركز للمنتخبات الوطنية في كافة المراحل السنية وهناك شعور لدى اللاعبين والمدربين على حد سواء بأنه بيتهم ’ وأنا مهتم بمركز المنتخبات الوطنية بشكل شخصي ووجدت إشادة كبيرة من كل الضيوف الذين استقبلتهم من رؤساء الاتحادات من داخل وخارج القارة الأفريقية.
* هل نشاطك الملحوظ منذ عودتك لرئاسة الاتحاد المصري كان رداً على الاتهامات المستمرة لك بأنك منشغل بمنصبك في الاتحادين الدولي والأفريقي؟
لا يوجد أي تعارض بين المهام هنا وهناك لأن أجندة الاجتماعات في الاتحادين الأفريقي والدولي معروفة ومحددة سلفاً وما عدا ذلك أقوم بالرد على المكاتبات الواردة عن طريق البريد الإليكتروني ’ لذا أحرص على التواجد بشكل يومي في مقر الاتحاد المصري من أجل إعادة ترتيب البيت من الداخل سواء على مستوى إدارة الاتحاد أو توظيف فريق العمل بالشكل الذي يخدم الاتحاد وتقديم واكتشاف كوادر جديدة ’ والأمور لا تعد رداً على أي اتهامات سابقة ولكن من أجل الوصول بالكرة المصرية للشكل والمستوى والمكانة التي تليق بها.
* بماذا ترد على من يقول بأن الكرة المصرية لم تستفيد من وجودك في الاتحادين الأفريقي والدولي بالشكل الكافي؟
أعمل بأمانة شديدة جداً فيما يتعلق بمنصبي سواء في الاتحاد الدولي أو الأفريقي وأقدم كل ما أستطيع لخدمة الكرة المصرية في حدود اللوائح والقوانين ولكن لا أفضل الإعلان عن هذه الأمور ’ دائماً أضع مصلحة المنتخبات الوطنية في قمة أولوياتي وأحاول أن أوفر لهم فرص للاحتكاك من المنتخبات الأفريقية والأهم خلال هذه الفترة بالنسبة لي أن يتمكن المنتخب الوطني من التأهل لكأس العالم وهذا يسعدنا جميعاً كما قال قائد منتخب مصر محمد صلاح في أحد تجمعاته بأنه يتمنى أن يكرر هو وزملاؤه معي الوصول لنهائيات كأس العالم 2026 كما حدث في 2018 أثناء تواجدي في منصب رئيس الاتحاد أيضاً.
* هل هناك خطة لديك لزيادة عدد المحترفين المصريين في الأندية الأوروبية أسوة بالكثير من الدول الأفريقية؟
بدأنا مشروعاً لتطوير الكرة المصرية منذ التسعينات وأثمر عن فوز المنتخب الوطني بكأس الأمم الأفريقية 4 مرات (1998 ’ 2006 ’ 2008 ’ 2010) وفخور بما قدمته للكرة المصرية على مدار أكثر من 35 عاماً ’ نحاول إعادة الرؤية من جديد عن طريق مشروع اكتشاف المواهب بالتنسيق مع الاتحاد الدولي ومدير التطوير أرسين فينجرز ونخطط للتعاقد مع خبير أجنبي متخصص في الناشئين والشباب بداية مايو المقبل ونتابع اللاعبين في كل مناطق الجمهورية عن طريق خبرائنا المنتشرين في كل أرجاء مصر وهذه الأمور تحتاج للوقت ولا يمكن إنجازها في يوم أو يومين بل خطة طويلة الأمد تستغرق 7 أو 8 سنوات وأتمنى أن ننجزها إن شاء الله سواء في وجودي أو مع من يأتي من بعدي.
* هل كانت أزمة لقاء القمة الأخير بين الأهلي والزمالك نتيجة صراع غير معلن بين الاتحاد المصري ورابطة الأندية المحترفة كما يردد البعض؟
أنا شخصياً ليس لدي أي مشكلة مع أي طرف وما يحكمني هو اللوائح التي أساهم في وضعها ومن الطبيعي أنا أحترمها ولا أخالفها.. وفيما يتعلق بمباراة القمة ضيق الوقت كان سبباً في عدم استقدام طاقم أجنبي لإدارة اللقاء ولكن وفي نفس الوقت لابد أن نثق في حكامنا حتى يتمكنوا من تشريف مصر في المحافل الدولية ومن غير المنطقي أن نطالب بحكام أجانب في كل اللقاءات المهمة ثم نتساءل لماذا لا يظهر حكام مصر في كأس العالم.
* ما تعليقك علي ما يتردد حول تجاهل اتحاد الكرة استقدام حكام أجانب لمباراة القمة؟
لم نتأخر على الإطلاق في تلبية طلبات سابقة، ولكن ضيق الوقت كان العائق الوحيد.
* لكن الاتحاد يبدو لا يحرك ساكناً في أخطاء التحكيم المتتالية!
بشكل عام كنا دائماً حريصين على مواجهة الأمر، من خلال تلبية دعوات الأندية و رابطة الأندية في التعاقد مع خبير أجنبي لرئاسة لجنة الحكام وتعاقدنا مع الكولومبي أوسكار رويز المصنف الأول في الاتحاد الدولي والذي يقوم بجهد واضح ستظهر نتائجه في الفترة القصيرة المقبلة، وأكرر بضرورة منح الثقة للحكام المصريين كما أنه لا مانع لدينا من تنفيذ طلب أي ناد لاستقدام طاقم أجنبي لبعض مبارياته طالما كان هذا الأمر في حدود اللوائح والمدة الزمنية المحددة ولدينا مرونة كبيرة في هذا الشأن طالما كان بمقدورنا تلبية رغبات الأندية.
* البعض يري أن علاقات هاني أبو ريدة الدولية تسمح له باستقدام حكام أجانب في أي وقت؟
أحترم كل الآراء ولكن البعض قد لا يُدرك نظام مخاطباتنا مع الأطراف الخارجية من أجل استقدام حكام من هذه البلدان سواء أوروبية أو أسيوية أو عربية وأنها تتطلب مواصفات معينة في الحكام بأن يكونوا أداروا مباريات على مستوى متميز على الصعيدين الدولي والقاري وكذلك 200 مباراة على الأقل على المستوى المحلي في بلادهم ولا يمكن أن نستقدم حكاما قليلي الخبرة أو دون المستوى الذي يليق بنا وكل هذا يتطلب وقتا معينا، وفي المرحلة المقبلة لابد أن يكون لدينا مزيد من التنسيق مع كل الأطراف.
* ما تقييمك لمستوي الحكام المصريين في الفترة الأخيرة؟
الاتحاد المصري تأسس منذ أكثر من 100 سنة وحكامنا متواجدون طوال تلك الفترة ولا ننسى أن البطولات المحلية التي توج بها الأهلي والزمالك جاء معظمها عبر الصافرة الوطنية التي ظهرت بشكل متميز في السنوات الماضية مع الاعتراف بوجود بعض الأخطاء كما يحدث في كل دول العالم وفي الدوريات الأوروبية الكبرى كالإنجليزي والألماني والفرنسي.. ولابد أن نُدرك أن الحكم بشر وأنه يتخذ قراره في جزء من الثانية وهو ما يعرضه للخطأ أحياناً.. عموماً نحاول تطوير منظومة التحكيم المصرية وتقنية الفيديو بشكل خاص وقد تحدثنا من الشركة المسؤولة عن هذه الجزئية مؤخراً وأكرر للمرة الثالثة بأن ثقتنا في حكامنا كبيرة جداً ونعمل بكل طاقتنا من أجل تلافيها مستقبلاً عن طريق تطوير منظومة التحكيم المصري عبر مشروع أكاديمية الحكام الذي سيظهر قريباً.
* كلمة أخيرة لأبو ريدة.. ماذا تحب أن تقول؟
أخيراً أقول إننا نُدير الأمور بكل شفافية وحياد وأتمنى أن يتحرى الجميع الدقة في تناول أي أخبار تخص الاتحاد المصري ولم ولن نتأخر في الإجابة على أي استفسار في أي موضوع سواء للأندية أو الزملاء في وسائل الإعلام المختلفة.