لوبس: مؤتمر المحافظين في واشنطن أثار كل أنواع القلق
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
قالت مجلة لوبس إن المؤتمر السنوي للمحافظين الذي يعتبر مقياسا للحزب الجمهوري الأميركي، عج بالخطابات العنيفة والتجاوزات الاستفزازية، وقدم رسالة واضحة بأنه لم يعد هناك أي عائق يعرقل مطامح حكام الولايات المتحدة الجدد.
ووصفت المجلة -في تقرير بقلم المراسلة في واشنطن سارة حليفة لوغران- الجو الذي دار فيه المؤتمر على مدى 3 أيام جنوب واشنطن، حيث هنأ جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي نفسه على خطابه في مؤتمر ميونيخ، قائلا بسخرية إنه لم يعجب الجميع، في إشارة إلى الأوروبيين الذين أذهلتهم الانتقادات التي وجهها إليهم حليفهم الأميركي.
ولوح الملياردير إيلون ماسك على خشبة المسرح "بمنشار ضد البيروقراطية" أمام جمهور يرتدي قبعات حمراء مكتوب عليها "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، وأدلى بتصريحات غير مترابطة أشبه بالعصف الذهني -حسب وصف المراسلة- قال فيها "اشتراني بوتين؟ ليست لديه الوسائل".
انتقادات لاذعةوفي المساء، قدم ستيف بانون المستشار الإستراتيجي السابق للرئيس دونالد ترامب تحية للحشد وصفت بالنازية، وأتبعها بخطاب عنيف غير مسبوق قائلا: "هل أنتم مستعدون للقتال من أجل ترامب؟ الأيام الأصعب تنتظركم يا أصدقائي. أنتم لا يمكن إيقافكم وهم يعلمون ذلك. احملوا حرابكم، قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا".
إعلانووصفت المراسلة المشاركين بأنهم مغترون بالقوة، وهم يهنئون أنفسهم على "جعل البيروقراطيين يبكون"، وعلى تفكيك "الوكالات الماركسية" مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وعلى الانتقام من خصومهم، وعلى توسيع السلطة الرئاسية لرئيسهم الذي يأملون أن يعاد انتخابه عام 2028، رغم الحد الدستوري بفترتين.
ووجهت الكاتبة انتقادات لاذعة لما وقع في لقاء المحافظين، وقالت لأنه لا يوجد شيء متطرف أو مجنون أو عنيف بالنسبة لهم، أصبحت التحية النازية هي القاعدة الجديدة، ولأن ماسك أو "السوبرمان" كما يسميه بانون، يتمتع بشعبية كبيرة، أصبحت الإشارة التي قام بها في حفل تنصيب ترامب، لفتة استفزازية رائعة، ولذلك اتهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي المؤتمرين بأنهم "يحترمون أحد مبادئ الفاشية التي أرساها بينيتو موسوليني "كل شيء في الدولة ولا شيء ضد الدولة ولا شيء خارج الدولة".
أوروبيون محرجون
وفي هذا المشهد الصارخ -كما تقول المراسلة- تقف مؤسسة "وطنيون من أجل أوروبا"، ولا يخفي رئيسها، عضو البرلمان الأوروبي المجري أندراس لاسلو، سعادته بالاستقبال الذي حظي به في واشنطن وهو يقول "نحن هنا لإجراء الاتصالات، ومناقشة أوجه التشابه والقواسم المشتركة" مثل الدفاع عن الحدود وحرية التعبير والسيادة والقيم التقليدية، والسياسات المناهضة لحركة الاستيقاظ (الووكيزم) التي يأمل أن تتبناها أوروبا كما فعلت أميركا".
وحضر المؤتمر أعضاء من أقصى اليمين الأوروبي وهم يكررون الصور النمطية لـ"حرب الثقافة" كما ورد على لسان رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني القائلة إنه "يجب أن نقول بصوت عال وواضح لأولئك الذين يهاجمون الغرب من الخارج وأولئك الذين يخربونه من الداخل، بعنف ثقافة الإلغاء وأيديولوجية الاستيقاظ، إننا لن نخجل أبدا مما نحن عليه".
ولكن خطابات ترامب المعادية لأوكرانيا فاجأتهم، مع أنه لا أحد يجرؤ على المجازفة بالخوض في هذا الموضوع، مما وضع بعض الأوروبيين المتحمسين لكييف، مثل جورجا ميلوني ورئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، في موقف صعب، لأنهم من أجل جذب تأييد ترامب، يتعين عليهم دعمه في موضوع يتطلب منهم التنازل عن مواقفهم.
إعلانوأكدت المراسلة أن السياسة الأميركية الجديدة أصبحت متطرفة للغاية، حتى بالنسبة لأكثر الأوروبيين تطرفا، مشيرة إلى الحرج الذي يشعر به الحاضرون من أوروبا، حتى إن مدير مؤسسة "وطنيون من أجل أوروبا" رافائيل إدوارد قال إن رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي جوردان بارديلا كان محقا في الانسحاب من هذا التجمع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب ترجمات من أجل
إقرأ أيضاً:
ماكرون الثلاثاء في البيت الأبيض: ملفات لبنان وأوكرانيا والسياسة الدفاعيّة الأوروبيّة
كتب شربل الاشقر في" الديار":يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، باسم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء في واشنطن، للطلب منه عدم التخلي عن سيادة كييف وإشراك أوروبا في المفاوضات حول وقف الحرب الروسية على أوكرانيا، على أن تدور المفاوضات حول انسحاب روسيا من شبه جزيرة القرم والأراضي التي احتلتها في شرق أوكرانيا، وانتشار 30 ألف جندي فرنسي وبريطاني وإسباني وهولندي في أوكرانيا، بدعم من الطيران الحربي الأوروبي، مثل Rafale الفرنسية، وMirage 2000 الفرنسية، وEurofighter البريطانية، وطائرات AWACS. وصرح ماكرون على منصة X أنه سيقول لترامب: "لا تكن ضعيفًا أمام بوتين، وإلا ستكون ضعيفًا أيضًا أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ"، كما سيؤكد على ضرورة عدم رفع العقوبات الاقتصادية والمالية عن موسكو، لأنها وسيلة قوية لإنهاك الاقتصاد الروسي وبالتالي إنهاء الحرب.
كما وبناءً على طلب من الرئيس جوزيف عون، سيطلب ويصر ماكرون على ترامب الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل من لبنان، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لتطبيق القرار 1701، كي يفرض الجيش اللبناني كامل سيطرته جنوب وشمال الليطاني، وبناء استقرار طويل المدى في لبنان وبين لبنان والعدو الاسرائيلي، لأن، بحسب الرئيس عون وماكرون، لن يقبل أي لبناني بقاء جندي واحد على أرض الجنوب.
يبدو أن الرئيس ترامب يرسم نظامًا عالميًا جديدًا، كون الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة على وجه الأرض في جميع المجالات، باستثناء السلاح النووي، حيث تمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية.
ما يحصل في العالم حاليًا خطر جدًا، فإذا اعترف ترامب بالأراضي التي احتلتها روسيا في أوكرانيا على أنها أصبحت روسية، فلا شيء سيمنع أي دولة كبيرة من الاستيلاء على أراضي دولة مجاورة ضعيفة، وقد يبدأ ذلك في تايوان. وإذا تجاهل ترامب الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في المفاوضات بشأن الحل النهائي بين موسكو وكييف، وأكمل سياسته بتهميش أوروبا عسكريًا وسياسيًا، فسيدفع ذلك، على الأكيد، إلى تغييرات كبيرة ومهمة في البنية السياسية والعسكرية لأوروبا على المدى المتوسط والطويل. وإذا أصبحت أوروبا اتحادًا عظيمًا، فستكون واشنطن أول وأكبر الخاسرين، وذلك دون ذكر المواجهة المنتظرة بين واشنطن والعملاق الصيني، والتي ستكون صعبة جدًا على الولايات المتحدة الأميركية.