من قمة الويب 2025.. هل تترك الضجة حول الذكاء الاصطناعي مجالا للفرص التجارية؟
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
قلّة من التقنيات الجديدة قادرة على توليد ضجة عالمية وزخم حولها مثل الذكاء الاصطناعي، إذ ينظر إليه البعض على أنه التقنية الأهم في العصر الحديث التي تغير شكل الحياة للأبد، والبعض الآخر يراه أمرا معتادا لا يستحق كل هذه الضجة.
ورغم هذا التباين الواضح في الآراء، كان لقطاع الأعمال وجهة نظر مختلفة، فمثلما حدث مع العملات الرقمية منذ عدة سنوات، اتجهت العديد من الشركات إلى قطاع الذكاء الاصطناعي طمعا للاستفادة من الضجة المحيطة به وبناء شركات ناجحة، ومن بينهم شركة "كوهير" (Cohere) التي كان أيدان جوميز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لها ضيفا في إحدى جلسات قمة الويب 2025 في يومها الأول.
دارت الجلسة النقاشية بين أيدان جوميز وجينيفر سترونج منتجة تنفيذية ومضيفة برنامج "شيفت" (SHIFT) مع جينيفر سترونج، وفي مستهل الجلسة، وصفت جينيفر شركة "كوهير" بأنها "أوبن إيه آي" للشركات العملاقة، وذلك في محاولة منها لتقريب آلية عمل الشركة والخدمات التي تقدمها.
وعزز جوميز هذا الوصف قائلا إن شركته تركز أكثر على حلول الأعمال وتيسير عملية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات العملاقة بشكل آمن وفعالة، وذلك من أجل تعزيز الإنتاجية في الشركات ورفع معدلات الكفاءة.
إعلانواسترسل جوميز في وصف شركته والفارق بينها وبين شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مؤكدا أن "كوهير" تتبنى معايير الشركات المختلفة وتحاول تحقيقها عبر الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى مشاكل الخصوصية المتعلقة بنماذج الذكاء الاصطناعي المعتادة، إذ إن البيانات عند استخدام "شات جي بي تي" كمثال يتم تخزينها في خوادم "أوبن إيه آي"، ولكن مع "كوهير" يتم تخزين كافة البيانات المتعلقة بالشركة في خوادمها الخاصة، فضلا عن أن شركته تعمل على تخصيص نموذج الذكاء الاصطناعي بشكل يتناسب مع كل شركة، إذ يحتاج فريقه دوما لفهم متطلبات كل شركة لبناء نموذج قادر على تلبية احتياجاتها.
تدريب الذكاء الاصطناعي بتكلفة منخفضةأضاف جوميز أن أحد الاختلافات البارزة بينه وبين شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى هو تكلفة تدريب وتطوير نموذج الذكاء الاصطناعي، فبدلا من إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي بشكل منفرد لكل شركة، فإن "كوهير" تنفق أقل من ذلك كثيرا، مؤكدا أن ظهور "ديب سيك" ونجاحها عزز من مفهوم الشركة وسياستها في تطوير النماذج بكلفة منخفضة، إذ أثبت النموذج قدرته على منافسة النماذج ذات الكلفة الأكبر.
وعند سؤاله عن القطاعات التي يعمل معها والتي ساعدتها شركته، قال جوميز إنه يعمل مع العديد من القطاعات والشركات التي تقدر خصوصية وأمن المعلومات، بدءا من الشركات المالية وحتى شركات الهواتف المحمولة والاتصالات، ولكن نجاح الشركة كان متساويا بشكل كبير في العديد من القطاعات.
كما أشارت جينيفير سترونج إلى القضايا التي تواجه شركة "كوهير" من قبل الصحف والعديد من المواقع الكبيرة في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي رفض جوميز التعليق عليه منتقلا للحديث عن دعم الشركة لمفهوم البيانات المفتوحة ومشاركتها في واحدة من أكبر حملات البيانات المفتوحة باللغات المتعددة حول العالم، بما فيها اللغة العربية، ومحاولة تقديم هذه المعلومات واللغات العالمية إلى الشركات في مختلف بقاع العالم.
كان أيدين جوميز واحدا من أعضاء فريق "غوغل" الذي ابتكر مفهوم "المحولات" (Transformers)، وهي التقنية التي مكنت نماذج الذكاء الاصطناعي من الظهور بشكلها المعروف حاليًا، لذا قامت جينيفر سترونج بسؤاله بشكل مباشر حول التقنيات التي يترقبها في الأعوام المقبلة.
إعلانجاءت إجابة جوميز واضحة، إذ قال إن نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير المنطقي هي الأكثر تشويقًا في السنوات المقبلة، كونها قادرة على التعامل مع المشكلات والأسئلة المقعدة بشكل أبسط وأكثر سهولة من بقية النماذج المنافسة.
كما أضاف أن النماذج القادرة على التفكير المنطقي هو انعدام المعلومات المغلوطة التي يقدمها النموذج للمستخدمين أو كما تعرف باسم "هلوسة الذكاء الاصطناعي" فضلا عن أن النماذج القادرة على التفكير المنطقي تستمر في التعلم والتطور بعد طرحها، وهي قدرة تقنية ما زالت قيد التطوير حتى الآن.
واستمر جوميز في وصف تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير مشبها إياها بالعلماء القادرين على التفكير العلمي والبحث عن النتائج بشكل معقد ومقارنة النتائج والبحث عن أفضل النتائج، وهو ما يستطيع الذكاء الاصطناعي الاستفادة منه بشكل سريع والوصول إلى النتائج المثالية في خلال وقت قياسي.
وفي ختام حديثه، أكد جوميز أن التحدي الأكبر أمام تبني الذكاء الاصطناعي هو خصوصية البيانات وأمن المعلومات، وبينما تظن الشركات أن مشاركة هذه المعلومات والبيانات ضرورية للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي الخارق، فإن الواقع أبعد عن هذا، إذ يمكن تثبيت النموذج بشكل محلي في الخوادم الشركة وجعله قادرا على قراءة بيانات المستخدمين دون الحاجة لمشاركتها مع الشركة المطورة أو مغادرة خادم الشركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب قمة الويب الذکاء الاصطناعی قمة الویب إیه آی
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال اتحاد التأمين المصري، إن التأمين البحرى أحد أقدم أنواع التأمين التي عرفها العالم وهو أحد أنواع التأمين الأساسية التي تؤثر على مشهد الاقتصاد العالمي؛ حيث يعد أحد الركائز الأساسية لتطوير وتنظيم التجارة الدولية، وضمان استمرارية النشاط التجاري البحري بأعلى درجات الأمان خاصة وأن التجارة البحرية تمثل جزءً كبيراً من حركة التجارة الدولية.
وأوضح في تقرير حديث اليوم أن الاتحاد المصري للتأمين سعى منذ نشأته على دعم وتعزيز هذا النوع من التأمين ولهذا فقد كان الاتحاد المصري من أوائل اتحادات التأمين التي انضمت إلى الاتحاد الدولي للتأمين البحري IUMI، وذلك لمواكبة التطورات والاطلاع على أحدث المستجدات التي تطرأ على هذا الفرع الحيوي من أفرع التأمين وذلك من خلال القيام بما يلى:
1. ترشيح عدد من مكتتبي التأمين البحرى بالسوق المصري لعضوية عدد من اللجان الفنية بالاتحاد الدولي للتأمين البحري.
2. قيام لجنة التأمين البحري بالاتحاد بإعداد دليل إكتتاب في التأمين البحري بحيث يكون مرجعاً أساسياً للمكتتبين المبتدئين في هذا الفرع التأميني.
3. إعداد أكثر من نشرة من النشرات الأسبوعية للاتحاد حول التأمين البحرى وأحد التطورات التي طرأت عليه.
وتابع:" شهدت السفن الذكية والمستقلة تطوراً تاريخياً كبيراً بدءً من الاعتماد على الميكنة البسيطة في القرن العشرين، مروراً بظهور أنظمة التحكم الآلي في الثمانينيات، ووصولاً إلى التكامل مع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في القرن الحادي والعشرين".
هذا التطور أدى إلى تغييرات جذرية في صناعة التأمين البحري، حيث تراجعت الأخطار التقليدية مثل أخطاء الطاقم البشري، ولكنه تسبب في ظهور أخطار جديدة مثل الأعطال الفنية والقرصنة الإلكترونية وأخطاء البرمجيات.
وقد أصبحت البيانات التي تجمعها السفن الذكية عنصراً أساسياً في تقييم الأخطار وإدارة الوثائق التأمينية، مما يتطلب تطوير منتجات تأمينية مبتكرة تلبي احتياجات هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وأوضح التقرير أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى صناعة التأمين يُعد تحولاً جذرياً، حيث يقدم فرصاً كبيرة لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، ولكنه يأتي أيضاً بتحديات جديدة.
وفي مجال التأمين على السفن الذكية والمستقلة، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات متقدمة لتحليل البيانات الضخمة التي تجمعها السفن، مما يساعد في تقييم الأخطار بدقة أكبر وتقديم أسعار تأمين أكثر تنافسية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على الأنظمة التكنولوجية المعقدة يزيد من أخطار الأعطال الفنية والاختراقات الإلكترونية، مما يتطلب تطوير وثائق تأمينية جديدة تغطي هذه التهديدات. بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الطاقم البشري يطرح تساؤلات حول تحديد المسؤولية في حالة الحوادث، مما قد يجعل عملية المطالبات التأمينية تتسم ببعض التعقيد.
وبالتالي فإن التعاون الوثيق بين شركات التأمين والمطورين التكنولوجيين والجهات التنظيمية يساهم في مواجهة التحديات الخاصة بالتأمين على للسفن الذكية. وبينما تشكل الأخطار التكنولوجية تحدياً كبيراً لبعض الشركات، فإنها تفتح طريق أمام البعض الأخر لتحقيق الريادة في سوق يتزايد حجمه يوماً بعد يوم.
وأضاف أنه مع تزايد الاعتماد على السفن الذكية والمستقلة ظهرت الحاجة إلى حلول تأمينية مبتكرة تتكيف مع التحديات الجديدة التي تفرضها هذه التكنولوجيا.
تشمل هذه الحلول تطوير وثائق تأمينية تتسم بالمرونة فيما يتعلق بالتغطية التأمينية بحيث تقوم بتغطية أخطار مثل القرصنة الإلكترونية وأعطال البرمجيات وفقدان البيانات، بالإضافة إلى تحسين تقييم الأخطار باستخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
كما تم إدخال منتجات تأمينية جديدة مثل "التأمين على المسؤولية الالكترونية" و"التأمين على أخطاء الأنظمة الآلية"، والتي توفر حماية شاملة للشركات العاملة في هذا المجال.
هذه الابتكارات تسهم في تعزيز الثقة في السفن الذكية وتدعم انتشارها في صناعة النقل البحري.