في الذكرى الثالثة.. تغيرات في الحرب الروسية الأوكرانية بعد وصول ترامب للبيت الأبيض
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
بعد 3 سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية، تشهد موسكو تغييرات جذرية على الساحة العالمية منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ تشهد الحرب تغيرات عدة تؤكد ما تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يومين من فوز الرئيس الأمريكي «ترامب» بالانتخابات، وهو أن العالم على موعد مع «فجر نظام عالمي جديد».
تحول المشهد السياسي الدوليعلى مدى السنوات الماضية، شهد بوتين تحديات كبيرة، منها الحرب في أوكرانيا والعزلة المتزايدة من الغرب، ومع التغيير السلطة في واشنطن، أصبح أمام بوتين فرصة لتغيير توازن القوى في النظام العالمي لصالح روسيا، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
حيث كان لفوز ترامب وتوجهاته نحو التقارب مع روسيا، يٌمثل نقطة فارقة في العلاقات بين واشنطن والغرب من جهة، وروسيا من جهة أخرى، من خلال التصريحات الأمريكية حول طرح حلول لوقف الحرب وعودة العلاقات بين الأمريكية الروسية ومٌفاوضات لإجراء لقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين، مما أعطى الكرملين فرصة للاستفادة من تحولات في السياسة الخارجية الأميركية.
هذا التحول الذي تشهده السياسة الأميركية سيٌعزز موقف بوتين، على عكس موقف ترامب الذي لا يبدي أي حماس تجاه الناتو أو تعزيز الوجود العسكري في أوروبا، وهو ما يٌقلق حلفاء الولايات المتحدة.
بوتين واستراتيجية القوةيسعى بوتين لاستعادة النفوذ الروسي الذي فقدته موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وتحقيق الهيمنة مجددًا في أوروبا، حيث طالب الولايات المتحدة وحلفائها بعدم نشر قوات عسكرية في الدول التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، وهو ما يعكس رغبته في إعادة تشكيل التوازن العسكري والسياسي في المنطقة بما يتماشى مع مصالح روسيا.
ورغم أن العديد من هذه الدول، مثل إستونيا وبولندا ورومانيا، أصبحت أعضاء في حلف شمال الأطلسي، فإن بوتين لا يزال يٌصر على ضرورة تراجع الغرب عن هذا التوسع.
كما يعتقد الخبراء أن «الهدف العظيم» لبوتين يتجاوز مٌجرد السيطرة على أوكرانيا، بل يشمل تدمير حلف شمال الأطلسي «الناتو» وتقليص الدور الأميركي في أوروبا، وفقًا لماكس بيرجمان، المحلل الروسي في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن.
التحديات العسكرية والاقتصادية أمام روسياورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها روسيا في ساحة المعركة، حيث تعرضت لخسائر فادحة تتراوح بين 1000 إلى 1500 قتيل وجريح يوميًا، بجانب أنه لم يحدث اختراق روسي واسع النطاق يتسبب في انهيار كامل للخطوط الأوكرانية، إلا أن بوتين حقق بعض المكاسب الإقليمية.
حيث قلبت روسيا موازين الحرب، حيث انتزعت نحو 1500 ميل من الأراضي الأوكرانية خلال العام الماضي، ورغم تلك الانتصارات، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الاستيلاء على كامل الأراضي الأوكرانية التي ضمها الكرملين رسميًا في عام 2022.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أثرت الحرب على روسيا حيث شهدت تراجعًا اقتصاديًا كبيرًا على الرغم من الإنفاق الدفاعي الضخم، كما يواجه ضغوطًا شديدة بسبب التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة والنمو الاقتصادي البطيء.
وبالرغم من أن روسيا قد لا تمتلك قوة اقتصادية كبرى، لكنها تظل قوة نووية ولديها تأثير كبير في السياسة الدولية من خلال حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحرب الروسية الأوكرانية بوتين ترامب الناتو أوروبا
إقرأ أيضاً:
بريطانيا ستفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا في الذكرى الثالثة للحرب
أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن بلاده ستعلن غدا الاثنين عن عقوبات غير مسبوقة ضد روسيا بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للحرب في أوكرانيا.
وقال لامي -في بيان اليوم الأحد- إن الحزمة الكبرى من العقوبات منذ بداية الحرب تستهدف تضييق الخناق على روسيا وتقويض آلتها العسكرية وتقليص الإيرادات الروسية التي تغذي الدمار في أوكرانيا، وفق تعبيره.
ودعا الوزير البريطاني أوروبا إلى مضاعفة الدعم لكييف، قائلا إنها "لحظة حاسمة في تاريخ أوكرانيا وبريطانيا وأوروبا بكاملها".
وأوضح أن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين لتحقيق سلام دائم وعادل، مشددا على أن ذلك لا يمكن أن يتحقق من دون أوكرانيا.
كما قال لامي إن بريطانيا لا تزال ملتزمة بتقديم 3 مليارات جنيه إسترليني (3.6 مليارات يورو) سنويا مساعدات عسكرية لكييف، وإنها مستعدة لإرسال جنود بريطانيين في إطار قوة لحفظ السلام إذا لزم الأمر في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقال نشرته صحيفة "ذا صن" على موقعها الإلكتروني مساء أمس السبت إن من مصلحة بريطانيا والولايات المتحدة دعم أوكرانيا مع تقديم ضمانات أمنية لكييف.
إعلانوسيتوجه ستارمر إلى واشنطن الخميس المقبل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وينتظر أن تكون أوكرانيا أحد أبرز الملفات في المحادثات بينهما.
عقوبات أوروبيةوفي خطوة متزامنة مع العقوبات البريطانية ينتظر أن يعلن الاتحاد الأوروبي غدا الاثنين الحزمة الـ16 من العقوبات ضد موسكو.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت الأربعاء الماضي أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق لفرض عقوبات إضافية على موسكو.
وينتظر أن تشمل العقوبات الأوروبية الجديدة إجراءات صارمة تشمل حظرا تدريجيا على واردات الألمنيوم الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، وتشديد القيود على مبيعات النفط الخام والقطاع المصرفي الروسيين.
وتأتي العقوبات البريطانية والأوروبية الجديدة فيما يثير سعي ترامب إلى اتفاق يفرض على أوكرانيا التنازل عن أجزاء من أراضيها إلى روسيا قلقا واسعا في أوروبا.
وفي السياق، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي لصحيفة صنداي تايمز إن أي اتفاق سلام أميركي يهمش كييف لن يؤدي سوى إلى وقف مؤقت للصراع واندلاع المزيد من الحرب.
وأضاف هيلي في تصريحات للصحيفة أن القرارات التي ستتخذ خلال الأسابيع المقبلة لن تحدد نتائج هذا الصراع فحسب، بل ستحدد أيضا شكل الأمن العالمي لجيل كامل.
وتابع أن الشعب الأوكراني يحتاج إلى مساعدة الأوروبيين لمواصلة القتال ووضع بلاده في أقوى موقف ممكن قبل أي محادثات.
كما قال وزير الدفاع البريطاني إن التزام بريطانيا تجاه أوكرانيا لا يتزعزع، وإن مكانها الصحيح في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
واعتبر هيلي أنه على الرغم من إضعاف روسيا فإنها لا تزال تشكل خطرا لا يمكن إنكاره.
يذكر أن بريطانيا من أبرز الداعمين لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وقد سلمتها أسلحة متطورة بينها دبابات "تشالنجر" وصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.
إعلان