بعد 3 سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية، تشهد موسكو تغييرات جذرية على الساحة العالمية منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ تشهد الحرب تغيرات عدة تؤكد ما تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يومين من فوز الرئيس الأمريكي «ترامب» بالانتخابات، وهو أن العالم على موعد مع «فجر نظام عالمي جديد».

تحول المشهد السياسي الدولي

على مدى السنوات الماضية، شهد بوتين تحديات كبيرة، منها الحرب في أوكرانيا والعزلة المتزايدة من الغرب، ومع التغيير السلطة في واشنطن، أصبح أمام بوتين فرصة لتغيير توازن القوى في النظام العالمي لصالح روسيا، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

حيث كان لفوز ترامب وتوجهاته نحو التقارب مع روسيا، يٌمثل نقطة فارقة في العلاقات بين واشنطن والغرب من جهة، وروسيا من جهة أخرى، من خلال التصريحات الأمريكية حول طرح حلول لوقف الحرب وعودة العلاقات بين الأمريكية الروسية ومٌفاوضات لإجراء لقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين، مما أعطى الكرملين فرصة للاستفادة من تحولات في السياسة الخارجية الأميركية. 

هذا التحول الذي تشهده السياسة الأميركية سيٌعزز موقف بوتين، على عكس موقف ترامب الذي لا يبدي أي حماس تجاه الناتو أو تعزيز الوجود العسكري في أوروبا، وهو ما يٌقلق حلفاء الولايات المتحدة. 

بوتين واستراتيجية القوة

يسعى بوتين لاستعادة النفوذ الروسي الذي فقدته موسكو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وتحقيق الهيمنة مجددًا في أوروبا، حيث طالب الولايات المتحدة وحلفائها بعدم نشر قوات عسكرية في الدول التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، وهو ما يعكس رغبته في إعادة تشكيل التوازن العسكري والسياسي في المنطقة بما يتماشى مع مصالح روسيا.

ورغم أن العديد من هذه الدول، مثل إستونيا وبولندا ورومانيا، أصبحت أعضاء في حلف شمال الأطلسي، فإن بوتين لا يزال يٌصر على ضرورة تراجع الغرب عن هذا التوسع. 

كما يعتقد الخبراء أن «الهدف العظيم» لبوتين يتجاوز مٌجرد السيطرة على أوكرانيا، بل يشمل تدمير حلف شمال الأطلسي «الناتو» وتقليص الدور الأميركي في أوروبا، وفقًا لماكس بيرجمان، المحلل الروسي في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن.

التحديات العسكرية والاقتصادية أمام روسيا

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها روسيا في ساحة المعركة، حيث تعرضت لخسائر فادحة تتراوح بين 1000 إلى 1500 قتيل وجريح يوميًا، بجانب أنه لم يحدث اختراق روسي واسع النطاق يتسبب في انهيار كامل للخطوط الأوكرانية، إلا أن بوتين حقق بعض المكاسب الإقليمية. 

حيث قلبت روسيا موازين الحرب، حيث انتزعت نحو 1500 ميل من الأراضي الأوكرانية خلال العام الماضي، ورغم تلك الانتصارات، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الاستيلاء على كامل الأراضي الأوكرانية التي ضمها الكرملين رسميًا في عام 2022. 

وعلى الصعيد الاقتصادي، أثرت الحرب على روسيا حيث شهدت تراجعًا اقتصاديًا كبيرًا على الرغم من الإنفاق الدفاعي الضخم، كما يواجه ضغوطًا شديدة بسبب التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة والنمو الاقتصادي البطيء. 

وبالرغم من أن روسيا قد لا تمتلك قوة اقتصادية كبرى، لكنها تظل قوة نووية ولديها تأثير كبير في السياسة الدولية من خلال حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب الروسية الأوكرانية بوتين ترامب الناتو أوروبا

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد روسيا بعقوبات جديدة.. ويتساءل: هل يريد بوتين السلام؟

(CNN)-- أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السبت، احتمالية فرض عقوبات جديدة على روسيا بعد هجومها على كييف، الأسبوع الماضي، مُتسائلا عما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مُهتمًا بالسلام.

وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال"، خصص معظمه لانتقاد تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول كيفية تعامله مع النزاع في أوكرانيا: "لم يكن هناك أي سبب ليطلق بوتين الصواريخ على المناطق المدنية والمدن والبلدات خلال الأيام القليلة الماضية".

وكتب ترامب في منشوره، لدى عودته من روما بعد حضوره جنازة البابا فرنسيس ولقائه لفترة قصيرة بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: "هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد أن يوقف الحرب، ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة، من خلال (المعاملات المصرفية) أو (العقوبات الثانوية)، العديد من الناس يموتون".

وخلال الأسبوع الماضي، دعا ترامب بوتين إلى إنهاء الهجوم في منشور كتب فيه: "فلاديمير، توقف!"

لكنه أعلن في وقت لاحق أنه لا يزال يعتقد أن الزعيم الروسي يريد السلام.

وفي المقابل، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أن روسيا مستعدة للدخول في محادثات مع أوكرانيا دون أي شروط مسبقة، بحسب ما نقلته عنه وسائل الإعلام الروسية الرسمية.

ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية تصريح بيسكوف بعد ظهر السبت.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال بيسكوف إنه إذا أرادت أوكرانيا التفاوض مع روسيا، فعليها اتخاذ خطوات من شأنها إزالة العقبات القانونية أمام المحادثات، رغم أنه لم يوضح ما يعنيه ذلك.

وكان بوتين أعلن، السبت، أن بلاده استعادت السيطرة على منطقة كورسك حيث شنت أوكرانيا هجومًا مفاجئا واستولت عليها العام الماضي. في حين وصفت أوكرانيا ادعاء بوتين بأنه "غير صحيح".

مقالات مشابهة

  • روسيا: انسحاب القوات الأوكرانية من أجزاء بكورسك الروسية
  • "بوتين يماطلني فقط".. تهديد جديد من ترامب تجاه روسيا
  • ترامب يهدد روسيا بعقوبات جديدة.. ويتساءل: هل يريد بوتين السلام؟
  • "لا رغبة لبوتين".. ترامب يشكك في إنهاء الحرب الأوكرانية
  • رامي القليوبي يكشف.. ترامب وإنهاء الحرب الأوكرانية بشروط موسكو
  • السلام يلوح في الأفق.. تقدم كبير في المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الرئاسة الروسية تعلّق على محادثات بوتين ومبعوث ترامب
  • ويتكوف يصل روسيا للقاء بوتين.. وترامب “متفائل”
  • ترامب ينتقد غارات روسيا على كييف ويطالب بوتين بالتوقف فورًا
  • ترامب رجل الصفقات | سياسة الرئيس الأمريكي في الحرب الروسية الأوكرانية .. تفاصيل