ما حكم من ينكر وجود الملائكة؟ عالم أزهري يجيب
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أكد الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، أن الإيمان بالملائكة يعد ركنًا أساسيًا من أركان العقيدة الإسلامية، مؤكدا أنه من واجب المسلم أن يؤمن بوجود الملائكة وأنهم مخلوقات مكرمة ومطيعة لله، ولا يعصون الله أبدًا، بل يفعلون ما يُؤمرون به.
وأشار العالم الأزهري، في تصريح له، إلى أن هذا الإيمان جاء مؤكدًا في القرآن الكريم، حيث قال: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله"، وكذلك في قوله تعالى: "ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالًا بعيدًا".
وأضاف أن الإيمان بالملائكة لا يكون مجرد إيمان إجمالي، بل يجب أن يكون إيمانًا تفصيليًا، فمن الإيمان الإجمالي أن نؤمن بوجود الملائكة بأعداد لا يعلمها إلا الله، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن "بيت العزة" في السماء يدخل فيه كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبدًا.
وتابع: "أما الإيمان التفصيلي فيتعلق بالملائكة التي وردت أسماؤها أو أوصافها في القرآن الكريم أو السنة النبوية، مثل سيدنا جبريل الذي يُوكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالمطر، وإسرافيل الموكل بالنفخ في السور، ومالك الموكل بالنار، ورُضوان الموكل بالجنة".
وأكد أن هناك ملائكة موكلين بتسجيل الأعمال مثل رقيب وعتيد، ولكن هذان ليسا اسميْ ملكين، بل هما صفات للملائكة الذين يكتبون أعمال البشر.
وفيما يتعلق بحكم إنكار وجود الملائكة، أشار الدكتور سلامة إلى أن إنكار وجود الملائكة يعد كفرًا، لأن ذلك ينكر من المعلوم من الدين بالضرورة، وهو ما دل عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
وختم حديثه قائلاً: "لا يجوز للمسلم أبدًا أن ينكر وجود الملائكة، فالإيمان بهم من أساسيات العقيدة الإسلامية".
دعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب.. ردده بإخلاص ولك المثل
دعاء ليلة الزفاف "الدخلة" مكتوب .. كلمات ترزقك حياة زوجية سعيدة مباركة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان بملائكة الله الكرام واجب على كل مسلم ومسلمة، فيعتقد المسلم بوجود الملائكة الكرام، ويعلم أنهم خلق لله، فيؤمن المسلم بوجود الملائكة، ويؤمن بما ورد في الشرع الشريف من أسمائهم وأعمالهم كجبريل عليه السلام.
واستشهد على جمعة بقول الله تعالى: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة :97 ، 98].
وقال سبحانه لزوجتي النبي صلى الله عليه وسلم اللتين تظاهرا عليه صلى الله عليه وسلم : ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم :4].
كما ذكر ربنا ملك الموت في كتابه كذلك، فقال تعالى : ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ المَوْتِ الَّذِى وَكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة :11]. وذكر ربنا خازن النار، وذكر اسمه وهو «مالك»، فقال تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ [الزخرف :77]
وذكر كذلك ملائكة النار فقال تعالى : ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر : 30 ، 31]
وذكر ربنا صنفًا من الملائكة آخر في كتابه وهم «الحفظة» فقال تعالى : ﴿وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام :61]، وقال سبحانه : ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ [الرعد :11]، وعطف عليهم صنف الكاتبين، فقال تعالى : ﴿كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار :9].
وذكر كذلك السائق، والشهيد، والرقيب، والعتيد، فقال تعالى : ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق :18] ، وقال سبحانه : ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ [ق :21].
وأوضح على جمعة، ان هناك أصناف من الملائكة جاء ذكرها في السنة النبوية الصحيحة، ولم تذكر في القرآن فيجب الإيمان بها كذلك ومنها «ملك الرحم أو نفخ الروح» فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه، ويؤمر بأربع، يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها».
وأكد انه يجب الإيمان بالملائكة إجمالاً، ويجب الإيمان بما أعلمنا الله منهم تفصيلاً مما ذكر في النصوص السابقة وفي غيرها.
واختم: وللإيمان بالملائكة أثر عظيم في ترقية المؤمن للوصول إلى ربه، فشعوره بوجود خلق كريم حوله يجعله دائما على استحياء من إتيان المعاصي، ويجعل بالأنس والراحة والسكينة بمجاورتهم إياه فيزيد إقباله على ربه، ووجودهم بجوار المؤمن من باب عون الله له على طاعته، رزقنا الله ذلك العون دائما وجميع المسلمين. كان ذلك فيما يتعلق بالإيمان بالملائكة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الملائكة الإيمان بالملائكة وجود الملائكة المزيد صلى الله علیه وسلم فقال تعالى بعمل أهل
إقرأ أيضاً:
رب الناس. إله الناس. ملك الناس
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يزعم اليهود انهم شعب الله المختار، ويزعمون ان الله خلق الشعوب الاخرى كي تخدمهم. ويزعم بعض المسلمين ان الله ربهم وحدهم، في حين ترى فرقة من المسلمين ان الله خلق هذا الكون من اجل إعلاء شأنهم، وهو الذي امرهم بالتشدد والتطرف (حاشا لله). .
وقف الخطيب في احدى المساجد العربية ليحدث المصلين، فقال: ان الله رب المسلمين. . فقال له احدهم: كلا يا شيخ. بل رب العالمين. . لكن الشيخ أستأنف حديثه ولم يتوقف. ثم عاد وكرر كلامه السابق، فقال: ان الله رب المسلمين. فاعترض عليه آخرون، ثم كررها ثلاث مرات، فضج المسجد بصيحات المعترضين عليه. .
قالوا له: اتق الله يا شيخ. ألا تعلم ان الله رب العالمين وانه الرحمن الرحيم، وأنه رب الناس، وإله الناس، وملك الناس. .
عندئذ تنفس الشيخ الصعداء وخاطبهم بلهجة حازمة واعية. قال لهم: إذا كنتم تعلمون انه رب العالمين وانه الرحمن الرحيم فلماذا تنبذون الناس ؟. ولماذا تنعتونهم بالكفر والفسوق والعصيان ؟. لماذا قسمتم المجتمع إلى مسلمين وغير مسلمين، وإلى مؤمنين وغير مؤمنين؟. كيف سمحتم لانفسكم محاسبة خلق الله ؟. .
هذه هي المشكلة المتفشية الآن في معظم البلاد الإسلامية، وبخاصة في الشرق الأوسط، فالمسلحون الذين صعدوا إلى سدة الحكم في الشام يضعون العلويين في خانة الكفر والألحاد. ويضعون معهم الشيعة والمسيحيين، وعلى هذا القياس جاء تعاملهم مع الدروز والسريانيين والآشوريين والأكراد. . ولديهم فتاوى من الدعاة والمشايخ تقضي بقتل من لا ينتمي اليهم، والقتل عندهم متاح مباح لكل من يحمل السلاح. والحساب عندهم غير محدد بمكان وزمان. قد يقتحمون عليك بيتك ويسألونك هل انت علوي أم درزي أم شيعي أم إسماعيلي ؟. ثم يمطرونك بوابل من الرصاص ويردونك قتيلا في الحال، ويأخذون زوجتك سبية. ويصادرون أملاكك باعتبارها من الغنائم. .
غير مسموح لك بمناقشتهم. عندهم الشيعي كافر، والمسيحي كافر، والعلوي كافر، والفنزويلي كافر، والبرازيلي كافر، والهولندي كافر، واليوناني كافر، والصيني كافر. بمعنى آخر ان الشعوب والامم التي تعيش في القارات البعيدة وفي البلدان المجاورة كلهم كفّار ومصيرهم النار. والنجاة محسومة هذه الايام لمن يحمل بيده السلاح. ومحسومة ايضاً لأصحاب الضفائر الطويلة، الذين اغتصبوا السويداء والقنيطرة ووصلوا إلى جرمانا، وما ادراك ما جرمانا ؟. .
لكن اللافت للنظر ان امريكا هي التي أعطتهم السلاح، وهي التي منحتهم العتاد والذخيرة، ووفرت لهم الغطاء الدولي والدعم اللوجستي، وهي التي رسمت لهم خارطة الطريق (الجهادي) المعادي المسلح. وهي التي جندت لهم المشايخ والدعاة ومنحتهم الترخيص الرسمي لارتكاب التصفيات الجسدية بالصغار والكبار. .
ختاماً: نحن لا نخشى سواد الليل بل نخشى اصحاب القلوب السود. فسواد الليل ينقشع مع نور الفجر، وهؤلاء لا فجر لهم. .