ما التحالفات المحتملة في ألمانيا لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة؟
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – خلال الانتخابات العامة المبكرة التي شهدتا ألمانيا، نجح حزب يميني متطرف في أن يصبح القوة السياسية الثانية في البرلمان بعدد قياسي من الأصوات لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفقًا للنتائج غير رسمية، حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على دعم 20.8 في المئة من الناخبين بزيادة 10 في المئة عن انتخابات سبتمبر/ أيلول من عام 2021.
وعلى الرغم من أن حزب البديل من أجل ألمانيا حصد ثاني أعلى نسبة أصوات من بين الأحزاب المشاركة فإنه من غير المتوقع أن يكون شريكا في الحكومة الائتلافية.
وحصد تحالف من الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU)، على ما يقرب من 29 في المئة من الأصوات ليتصدر بهذا قائمة الأحزاب السياسية الألمانية.
على الرغم من أن التحالف زاد أصواته خلال هذه الانتخابات بأكثر من أربع في المئة مقارنة بالانتخابات السابقة ووصل إلى أكثر من 200 مقعد وفقًا للجدول الحالي فإن عدد المساعد التي حصل عليه غير كافية له لينفرد بتشكيل الحكومة.
ومن المتوقع أن يتعاون فريدريش ميرز، مرشح أحزاب الاتحاد لرئاسة الوزراء الذي أعلن في الحملة الانتخابية أنه لن يتحالف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، مع الأحزاب الأخرى التي تمكنت من تجاوز عتبة 5 في المئة والدخول إلى البوندستاغ.
حصل الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي (FDP)، الشريك التقليدي في الائتلاف لأحزاب الاتحاد المسيحي، على 4.3 في المائة فقط من الأصوات ليعجز عن تخطي الحد الأدنى لدخول البوندستاغ المقدر بنحو 5 في المئة بعدما تراجعت نسبة أصواته بأكثر من سبعة في المئة.
وعقب هذه الخسارة المدوية، أعلن كريستيان ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر الذي قاد حل حكومته الائتلافية الثلاثية مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر، أنه سينسحب من السياسة بعد هذه الهزيمة.
وخسر حزب الخضر، الذي احتل المركز الرابع في الانتخابات، أكثر من 3 في المئة من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة ليحصد 11.6 في المئة من الأصوات.
في هذه الحالة، ستتواجه أحزاب الاتحاد المحافظة مع الأحزاب اليسارية ألا وهى الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر وحزب اليسار كشركاء محتملين في الحكومة الائتلافية.
هل يمكن للاتحاد المسيحي تشكيل ائتلاف مع الاشتراكي الديمقراطي والخضر؟يبدو من غير المرجح أن تشكل أحزاب الاتحاد المسيحي ائتلافا مع حزب اليسار وبهذا يتبقى الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر، الذين شاركا في الحكومة الحالية وخسروا الأصوات في الانتخابات.
وعلى الرغم من هذا، فإن العدد الإجمالي لمقاعد تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي مع الخضر، الذين حصلوا على 85 مقعدًا في البرلمان، لا يصل إلى الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وسيتوجب على على ميرز أولا إقناع شريكه ماركوس سودر، زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، بالتحالف مع الخضر، إذ أن سودر لا يفضل ائتلافا مع الخضر بالنظر إلى الاختلافات الأيديولوجية العميقة بينهما.
تحقيق الغالبية المطلقة بالتحالف الثنائي مع الحزب الديمقراطي الاجتماعيتلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي خسر أكثر من 9 في المئة من الأصوات في الانتخابات وعانى من هزيمة ثقيلة، حزب البديل من أجل ألمانيا وجاء في المرتبة الثالثة بحصوله على 16.4 في المئة من الأصوات. و اعترف رئيس الوزراء الحالي، أولاف شولتس، بهزيمة حزبه وقال إنه يتحمل المسؤولية. من غير المعروف حاليًا نوع القرار الذي سيتخذه شولتس لمستقبله السياسي، غير أن الحزب أعطى ضوء أخضر لإجراء محادثات ائتلافية مع المحافظين.
في هذا الإطار، صرح وزير الدفاع في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بوريس بيستوريوس، أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي مستعد لمفاوضات الائتلاف، مشيرًا إلى أن مهمة تشكيل الحكومة ستوكل إلى فريدريش ميرز، مرشح رئاسة الوزراء لأحزاب الاتحاد.
وأكد بيستوريوس أنه يمكن أن يلعب دوراً قيادياً في مفاوضات الائتلاف داخل حزبه مفيدا أن مهمة أحزاب الاتحاد المسيحي هي الجمع بين الأحزاب الديمقراطية.
وأعلن الخضر أيضا أنهم منفتحون على التحالف مع كل من تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيح والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي. وصرح روبرت هابيك، مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، أنهم مستعدون لتحمل المسؤولية أيضًا غير أن حزبه لن يتصل تلقائيًا بميرز لإجراء محادثات ائتلافية.
وأكد هابيك أن مهمة تشكيل الحكومة تقع على ميرز قائلا: “الآن ألمانيا على وشك عملية صعبة لتشكيل الحكومة. ويجب أن تكتمل هذه العملية بسرعة وبنجاح”.
تجدر الإشارة إلى أن البوندستاغ الجديد سيضم 630 مقعدا وأن تشكيل الحكومة يستوجب الحصول على الأغلبية المطلقة المقدرة بنحو 316 مقعدا.
ووفقا للنتائج غير الرسمية، فإن تحالف بين تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيح والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي كاف لتحقيق الأغلبية المطلقة.
حزب البديل من أجل ألمانيا يمثل المعارضةسيظهر حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يُنظر إليه على أنه خارج محادثات الائتلاف في الوقت الحالي، على الساحة السياسية كمعارضة رئيسية إذا أمكن تشكيل حكومة.
وشارك حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي ضاعف الأصوات خلال هذه الانتخابات، بمرشح لرئاسة الوزراء لأول مرة في تاريخ الحزب. وصرحت أليس فايدل، مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا لرئاسة الوزراء، أنها منفتحة على تحمل مسؤولية الحكومة ومستعدة للقاء أحزاب الاتحاد.
وروجت فايدل، التي لعتب دورا مهما في نجاح حزبها، بالخط الفاصل الذي لا يمكن التوافق عليه فيما يخص الهجرة واستخدمت مفهوم “الهجرة من جديد”، الذي يشير إلى إعادة المهاجرين.
وتظاهرت فايدل، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، كشخص من الطبقة المتوسطة خلال الحملة الانتخابية وقدمت نفسها كمدافعة عن الناخبين المحافظين الذين شعروا أنهم لم يتم مخاطبتهم من قبل الرابطة المسيحية.
Tags: الانتخابات الألمانيةالحزب الديمقراطي الاجتماعي الألمانيالحكومة الائتلافية في ألمانياحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحيحزب البديل من أجل ألمانياحزب الخضر الألماني
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الانتخابات الألمانية الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني الحكومة الائتلافية في ألمانيا حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي حزب البديل من أجل ألمانيا حزب الخضر الألماني الحزب الدیمقراطی الاجتماعی الاتحاد الاجتماعی المسیحی حزب البدیل من أجل ألمانیا الاتحاد الدیمقراطی فی المئة من الأصوات لرئاسة الوزراء أحزاب الاتحاد تشکیل الحکومة
إقرأ أيضاً:
صربيا تشكل حكومة جديدة بعد احتجاجات الفساد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أُعلن في بلغراد، اليوم الأربعاء، عن تشكيل مجلس وزراء جديد في صربيا بعد أكثر من شهرين ونصف من الفراغ الحكومي الذي أعقب استقالة رئيس الوزراء السابق في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة النطاق نددت بتفشي الفساد في مفاصل الدولة.
الحكومة الجديدة تتكون من 30 عضوًا، من بينهم 25 وزيرًا يتولون وزارات تنفيذية، إضافة إلى 5 وزراء دون حقائب.
ووفقًا لما نقلته وكالة "فرانس برس"، فإن الوزارات السيادية مثل المالية والدفاع والداخلية ظلت في يد شخصيات بارزة تحتفظ بتأثير واسع في المشهد السياسي.
وقد أسندت مهمة تأليف الحكومة إلى دورو ماكوت، الوجه السياسي الجديد الذي كلفه الرئيس ألكسندر فوتشيتش بتشكيل التشكيلة الوزارية الجديدة.
وعلى الرغم من التغييرات في رئاسة الحكومة، فإن غالبية الوزراء الجدد هم من الوجوه القديمة، إذ احتفظ ثلثا الأعضاء الجدد بمناصبهم من الحكومة السابقة، مما يشير إلى استمرارية واضحة في الخط السياسي.
ومن اللافت أن تسع سيدات يشغلن مناصب وزارية ضمن الحكومة الحالية، في خطوة تعكس محاولة لتعزيز تمثيل النساء في مواقع صنع القرار، رغم أن التغييرات التي أُجريت تُعد محدودة من حيث التجديد السياسي.
أبدت القوى المعارضة في صربيا تحفظها الشديد تجاه التشكيلة الوزارية الجديدة، معتبرة أن التعديلات المحدودة التي جرت لن تسهم في معالجة التوترات الداخلية، بل قد تزيد من حدة الأزمة السياسية الراهنة.
ودعت أطراف عدة إلى تشكيل حكومة مؤقتة تُمهد الطريق لتنظيم انتخابات تضمن التنافس الحر والشفاف، معتبرة أن النظام الحالي لا يستجيب لمطالب الشارع.
وفي هذا السياق، أشار بويان كلاكار، المسؤول عن منظمة تراقب النزاهة الديمقراطية للعملية الانتخابية، إلى أن التغيير المعلن لا يمثل تحولًا جوهريًا، بل يُظهر تمسكًا بالنهج السابق، سواء من حيث التوجهات أو القيادات.
الرئيس ألكسندر فوتشيتش، الذي يشغل المنصب منذ عام 2017، بعد ثلاث سنوات قضاها رئيسًا للحكومة، يواجه ضغوطًا متزايدة منذ اندلاع حركة شعبية معارضة في نوفمبر الماضي.
هذه الاحتجاجات انطلقت عقب حادث مأساوي في محطة القطارات بمدينة نوفي ساد، حيث أدى ذلك الحدث إلى تجدد الغضب الشعبي حول قضايا متعلقة بالفساد وسوء الإدارة.
ومنذ ذلك الحين، خرج عشرات الآلاف من المواطنين في تظاهرات واسعة في شوارع المدن الصربية، في تحرك تقوده مجموعات طلابية وجمعيات مدنية، مطالبين بإصلاحات جذرية وبناء نظام سياسي أكثر شفافية وعدالة.