«طرق دبي» تبدأ مشروع ترقية نظام التحكم بالإشارات الضوئية باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
دبي: وام
باشرت هيئة الطرق والمواصلات في دبي تنفيذ مشروع ترقية نظام التحكم بالإشارات الضوئية إلى الجيل الجديد (UTC-UX Fusion)، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتحليل التنبئي، والتوأمة الرقمية.
وسيتم تطبيق النظام الجديد في جميع التقاطعات المرورية الرئيسية على مستوى إمارة دبي، ومن المتوقع استكمال المشروع بحلول النصف الأول من عام 2026.
وتؤكد الهيئة استمرار جهودها في تبني وتوظيف أحدث التقنيات الذكية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في إدارة التقاطعات المرورية، بما يتماشى مع استراتيجية دبي للتحول إلى مدينة ذكية ومستدامة، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في شبكة الطرق، وإدارة الحركة المرورية في الإمارة.
وفي السياق ذاته، قال حسين البنا، المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات إن المشروع يخدم رؤية الهيئة في الريادة العالمية للتنقل السهل والمستدام، من خلال تحسين زمن الرحلة وتقليل الازدحام المروري على التقاطعات بنسبة تتراوح بين 10% و20%، ما يعزز تجربة التنقل لجميع مستخدمي الطريق، سواء أصحاب المركبات، أو مستخدمي وسائل النقل العام، أو المشاة، أو أصحاب الدراجات، مع منح أولوية المرور لبعض الفئات مثل مركبات الطوارئ والنقل العام.
وأضاف أن النظام المطور من الإشارات الضوئية يتمتع بالعديد من الخصائص، وهي التنبؤ بالحركة المرورية المستقبلية لتحسين توقيت الإشارات بشكل ديناميكي استعداداً للحركة المرورية المتوقعة، ما سيعزز الكفاءة في إدارة الشبكة المرورية، ونظام التوأمة الرقمية، الذي يسمح بمحاكاة التعديلات على الإشارات الضوئية وتحليل تأثيرها قبل تنفيذها فعلياً، وتحديد أولويات العبور، وكذلك الاستفادة من بيانات أجهزة استشعار الطرق المستقبلية لضبط توقيت الإشارات بكفاءة.
واختتم البنا، قائلاً إن نظام (UTC-UX Fusion) يعتمد على التكيف مع التغيرات المرورية في الوقت الفعلي من خلال تحليل البيانات واتخاذ قرارات ذكية لضبط توقيت الإشارات الضوئية، كما يدعم النظام الجديد متطلبات ومشاريع مستقبلية مثل تقنية التفاعل المشترك بين المركبات والبنية التحتية (C-ITS/V2X)، التي تتيح الاتصال بين المركبات الذكية والإشارات الضوئية لتحسين كفاءة الحركة المرورية، والمساهمة بشكل فعال في تقليل زمن الرحلات وتحسين الانسيابية المرورية، ما يعزز من تجربة التنقل داخل دبي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات هيئة الطرق والمواصلات في دبي الذكاء الاصطناعي الإشارات الضوئیة
إقرأ أيضاً:
الاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي «استراتيجيات، فرص، وحوكمة»
في عالمنا متسارع التغير، يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذريًا في كيفية اتخاذ قرارات الاستثمار، وإدارة المحافظ، وتحسين العوائد. ورغم أن الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية لن تتحقق على المدى القريب، إلا أن الذكاء الاصطناعي يُظهر بالفعل قدرات واعدة في تعزيز اتخاذ قرارات أذكى ورفع كفاءة خلق القيمة. المستثمرون اليوم يستفيدون من الذكاء الاصطناعي للبحث عن «ألفا»، أي العوائد الاستثمارية الإضافية، وبناء قدرات مؤسسية تُمهّد لمرحلة أداء متطور في المستقبل.
لطالما اعتمد اتخاذ القرار الاستثماري على البيانات والحُكم البشري. وتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي طرقًا جديدة كليًا للعمل، من خلال تبسيط الإجراءات وكشف فرص كان من الممكن أن تغيب عن التحليل التقليدي.
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة وتوليف البيانات على نطاق واسع يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في مجال اكتشاف الصفقات، من خلال التعرف على الاتجاهات الخفية في السوق والفرص الواعدة. ويمكن للتحليلات المتقدمة أن ترصد الصناعات الناشئة أو الأصول التي لم تُقيَّم بعد بشكل مناسب، قبل أن ينتبه إليها المنافسون، مما يمنح المستثمرين ميزة تنافسية مهمة. وعند استخدام الذكاء الاصطناعي في مرحلة التحقق من الجدارة، يمكن أن يوفر رؤى أعمق عبر تحليل قواعد البيانات والمخاطر السوقية والجيوسياسية، بالإضافة إلى قياس المزاج العام في السوق، مما يتيح رؤية شاملة للاستثمارات المحتملة.
وبعد إتمام صفقة الاستحواذ، يمكن لإدارة المحافظ في الوقت الفعلي، والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، أن تُسهم في تحقيق قيمة أكبر. وتُتيح هذه المرونة للمستثمرين تعديل استراتيجياتهم بشكل ديناميكي، والمحافظة على القيمة في الشركات ضمن محافظهم الاستثمارية. إن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر دورة الاستثمار بأكملها لا يعزز الكفاءة فقط، بل يضمن أيضًا فعالية القرارات، من خلال الاعتماد على رؤى قوية واستشرافية للمستقبل.
من المكاسب التشغيلية
إلى إيجاد القيمة الاستراتيجية
من أجل صياغة استراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي وإدارة محفظتها الاستثمارية، تواصل «مبادلة» دراسة التوجهات الكبرى والاضطرابات والمتغيرات الناشئة التي تشكل ملامح الاقتصاد العالمي. وقد تناولت ورقة بحثية حديثة، أُعدّت بالتعاون مع صندوق (إم. جي. إكس) المتخصص في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وشركة «باين آند كومباني»، تحت عنوان «الذكاء الاستثماري: صندوق الاستثمار المستقبلي»، كيف تتعامل كبرى شركات الاستثمار حول العالم مع الذكاء الاصطناعي. وقد كشفت الورقة أن الاستخدام الحالي للذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولية، إذ يُستخدم أساسًا لتعزيز كفاءة الأداء البشري، إلا أن الإمكانيات المتاحة لاستخدام هذه التقنية تبقى هائلة.
فمن بين 30 شركة استثمار مباشر استطلعت آراؤها، يبلغ إجمالي أصولها تحت الإدارة 3.2 تريليون دولار، لا يتوقع سوى 2% من الشركاء العموميين تحقيق قيمة كبيرة قائمة على الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام، بينما توقّع 93% منهم تحقيق فوائد تتراوح بين متوسطة وكبيرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. الشركات الرائدة في هذا المجال بدأت بالفعل في التقدم على منافسيها من خلال تكوين فرق متخصصة من علماء البيانات. وقد بدأت بعض هذه الفرق منذ أكثر من عقد من الزمن، مما أتاح لها إنشاء بيئة رقمية متكاملة وتفعيل مجموعة من العناصر الأساسية لبناء ميزة تنافسية في إدارة الاستثمار. وعندما طُرِح السؤال حول: أين تكمن أعظم فرص خلق القيمة عبر الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي؟ أشار المستثمرون إلى تحسين أداء الشركات الموجودة ضمن محافظهم الاستثمارية. ووفقًا للدراسة، فإن 18% من الصناديق بدأت فعليًا في تحقيق قيمة تشغيلية من خلال تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي داخل هذه الشركات. وتتخذ العديد من الصناديق نهجًا فاعلًا من خلال تقديم أدوات ومنصات تتيح لتلك الشركات متابعة تحركات المنافسين والتعرف على فرص الاستحواذ السريعة، وثمة أيضًا صناديق تعمل على إقناع شركات محفظتها بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخدامات محددة، وتوفّر لها الفرق المختصة والأدوات اللازمة والتدريب المطلوب لتنفيذ ذلك.
بناء شركات استثمارية
مدعومة بالذكاء الاصطناعي
السؤال الأهم الذي يشغل كبار مسؤولي الاستثمار حول العالم هو: كيف يمكن الاستعداد للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي؟ والإجابة تبدأ بوضع استراتيجية بيانات مناسبة وبنية أساسية قوية، إلى جانب أنظمة حوكمة صارمة وآليات للتحقق من مصادر البيانات وضمان الالتزام بالمعايير. إن الشركات الاستثمارية تمتلك كميات ضخمة من البيانات، والقدرة على إدارتها بفعالية يمنحها ميزة تنافسية كبيرة.
من المتوقع أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات هيكلية في طبيعة عمل المؤسسات. حيث ستصبح الفرق أصغر حجمًا وأكثر تركيزًا على المناصب القيادية، كما ستتطور المهارات المطلوبة من الموظفين، إذ سيعمل خبراء في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع محترفي الاستثمار. ويُتوقّع أن يشهد دور خبراء الاستثمار أنفسهم تطورًا كبيرًا، وقد بدأت العديد من الصناديق بالفعل في تدريب فرقها لاكتساب الكفاءة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، فإن الإمكانيات التحويلية للذكاء الاصطناعي يجب أن تقترن بتبنٍّ مسؤول وأخلاقي للتقنية، فالحوكمة المتينة والأطر الأخلاقية هي عناصر أساسية لتعظيم فرص الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وتقليل المخاطر المترتبة على الآثار الجانبية غير المتوقعة.
الذكاء الاصطناعي
باعتباره محركًا استراتيجيًا
ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي التوليدي لمشهد الاستثمار، سيتّسع الفارق بين الرواد والمتأخرين. أولئك الذين يحتضنون الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية، إلى جانب التزامهم بالحوكمة المسؤولة، سيحققون فرصًا غير مسبوقة في إيجاد القيمة. وفي «مبادلة»، لا نرى الذكاء الاصطناعي باعتباره تطورًا تقنيًّا فحسب، بل فرصة لتعزيز التكامل بين الغاية والربحية، وتسريع بناء مستقبل أفضل وأكثر مرونة للأجيال القادمة.
إن الطريق إلى الأمام يتطلب قيادة جريئة، وتعاونًا فعّالًا، وتركيزًا لا يتزعزع على التأثير بعيد المدى. وسيساعد ذلك القطاع المالي في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحويله إلى ميزة تنافسية حقيقية وفارقة. ومع اعتبار الذكاء الاصطناعي محركًا استراتيجيًا، تصبح آفاق الابتكار والمرونة بلا حدود.
هذه المقالة جزء من الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.