في عصر التكنولوجيا والهواتف الذكية أصبح قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات أمرًا شائعًا، سواء لمشاهدة الرسوم المتحركة أو اللعب أو حتي التعلم، لكن هل تساءلت يومًا عن تأثير هذه السلوكيات على صحة عيونهم؟ إذ حذرت دراسة حديثة عن مخاطر ترك طفلك أمام الشاشة طويلًا، كاشفة علاقتها بقصر النظر، ما يثير القلق حول العادات الرقمية الحديثة، ويدفع الخبراء إلى التحذير من مخاطرها، فكيف تؤثر هذه العادة على نظر الأطفال؟ وما التوصيات للحد من هذه المشكلة؟

تأثير الجلوس أمام الشاشات على نظر الأطفال

يقول الدكتور يوسف أبو زيد استشاري طب وجراحة العيون لـ«الوطن»، إنّ المجتمع يواجه مشكلة كبيرة بالنسبة للأطفال الذين يجلسون مباشرة أمام شاشات التليفزيون أو شاشات التابلت وغيرها وتعلقهم بها، فجلوس الأطفال أمام الشاشات الإلكترونية يؤدي إلى مشكلات كثيرة في العين مثل قصر النظر، خاصًة عند الجلوس بشكل قريب من الشاشة، فكلما ابتعد الطفل عن الشاشة، كلما قل التأثير السلبي على النظر، كما أن شاشة التليفزيون أقل تأثيرًا في الضرر على الإصابة بقصر النظر، مقارنةً بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

ويشير «أبو زيد» إلى أنّه كلما زادت مدة جلوس الأطفال أمام الشاشات زادت احتمالية إصابتهم بقصر النظر، كما أنّ الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والتابلت، يكونوا أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر مقارنةً بأقرانهم الذين يشاهدون التليفزيون من مسافات مناسبة، كما أنّ قصر النظر الناتج عن التعرض المفرط للشاشات قد يتطور مع مرور الوقت إذا لم يتخذ الوالدان الإجراءات الوقائية اللازمة.

المدة المسموح بها للطفل أمام الشاشات

أظهرت دراسة حديثة أنّه كلما زادت مدة جلوس الأطفال أمام الشاشات، زادت احتمالية إصابتهم بقصر النظر، حسبما ذكر استشاري طب وجراحة العيون، وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية جدولًا حددت فيه المدة الزمنية المسموح بها للأطفال أمام الشاشات وفقًا لأعمارهم:

- الأطفال دون السنتين: يفضل عدم تعريضهم لأي نوع من الشاشات.

- الأطفال بين سنتين وخمس سنوات: لا يجب أن تتجاوز مدة المشاهدة ساعة واحدة يوميًا.

- الأطفال فوق سن الخمس سنوات: يفضل ألا تزيد المدة عن ساعتين يوميًا.

أعراض تدل على إصابة الطفل بقصر النظر

هناك اختبار بسيط يمكن للأمهات والآباء أن يفعلوه مع أطفالهم في المنزل، للتأكد من صحة نظر أطفالهم، إذ يقول أبو زيد: «إذا لقينا الطفل دائم الجلوس أمام التلفاز عن قرب فمن الممكن أن نعرض عليه الجلوس على مسافة بعيدة من الشاشة واختباره في قراءة الحروف أو الأرقام الظاهرة، فإذا استطاع قراءتها فإنه لا يعاني من قصر النظر، وإذا تعثر في قراءتها، فيجب التوجه إلى طبيب العيون على الفور، لأن ذلك قد يسبب له مشكلات بصرية مثل التشوه البصري إذا لم يتم معالجته».

نصائح للحد من تأثير الشاشات على نظر الأطفال

للمساعدة في حماية نظر الأطفال من التأثيرات السلبية للشاشات، قدم أبو زيد مجموعة من النصائح للآباء والأمهات:

- متابعة طريقة جلوس الطفل سواء كان قريبًا من أي نوع من أنواع الشاشات أو بعيدًا.

- متابعة ما يقوم الطفل بمشاهدته وعدم الانشغال عنه لساعات طويلة.

- التأكد من أن الطفل يأخذ فترات راحة منتظمة بين استخدام الأجهزة.

- توجيه الأطفال للقيام بأشياء مفيدة والحرص على تفريغ طاقاتهم في أشياء مهمة، لكي نتجنب جلوسهم لفترات طويلة أمام التلفاز أو الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية بشكل عام.

- الحرص على عدم انخراط الطفل مع محتوى الفيديوهات القصيرة «الريلز» لأنّها قد تؤثر سلبًا على نمو الطفل، وتقلل من قدرته على التركيز لفترات طويلة، ما ينعكس ذلك على أدائه الأكاديمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قصر النظر عند الأطفال قصر النظر الطفل أمام الشاشة أضرار الشاشات على الأطفال الأطفال أمام الشاشات نظر الأطفال بقصر النظر أبو زید تأثیر ا

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف: كل قضمة من الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أنه كلما زادت كمية الأطعمة فائقة المعالجة في نظامك الغذائي، تسبب ذلك بارتفاع خطر الوفاة المبكرة.

وقال كارلوس أوغوستو مونتيرو، وهو المؤلف المشارك في الدراسة التي شملت أكثر من 240 ألف شخص والأستاذ الفخري للتغذية والصحة العامة في كلية الصحة العامة بجامعة ساو باولو البرازيلية: "درسنا خطر وفاة شخص نتيجة تناوله المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة بين سن الـ30 والـ69 عامًا، وهي الفترة التي يكون فيها الموت مبكرًا".

وأضاف مونتيرو الذي صاغ مصطلح "فائقة المعالجة" في عام 2009 عندما طور نظام NOVA، وهو نظام لتصنيف الأطعمة إلى أربع مجموعات بحسب مستوى معالجتها: "لقد وجدنا أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% في إجمالي السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، ارتفع خطر الوفاة المبكرة بنحو 3%".

تتمثل المجموعة الأولى من نظام "NOVA" في الأطعمة غير المصنّعة أو المعالجة بشكل طفيف في حالتها الطبيعية، مثل الفاكهة، والخضار، واللحوم، والحليب، والبيض. 

تشمل المجموعة الثانية مكونات الطهي مثل الملح، والأعشاب، والزيوت، بينما تتكون المجموعة الثالثة من الأطعمة المصنّعة التي تجمع بين المجموعتين الأولى والثانية - مثل الأطعمة المعلّبة والخضار المجمّدة.

أما المجموعة الرابعة فتشمل الأطعمة فائقة المعالجة، والتي تحتوي بحسب تعريف مونتيرو، على القليل جدًا أو لا تحتوي أبدًا على أي مكونات غذائية كاملة. وبدلاً من ذلك، تصنّع من "مكونات رخيصة خضعت لمعالجة كيميائية، وغالبًا ما تُستخدم فيها مواد مضافة صناعية لجعلها صالحة للأكل، وشهية، ومسببة للإدمان.

وقد كتب مونتيرو في مقال افتتاحي نُشر في عام 2024 بالمجلة الطبية البريطانية أنه "لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد بأن الإنسان يمكنه التكيف بشكل كامل مع هذه المنتجات. وقد يتعامل الجسم معها باعتبارها عديمة الفائدة أو ضارة، ما قد يؤدي إلى إضعاف أو تلف أنظمة الجسم، اعتمادًا على درجة قابلية الشخص للتأثر والكمية المستهلكة من الأطعمة فائقة المعالجة".

لكن قالت سارة غالو، وهي نائب الرئيس الأولى لسياسة المنتجات في جمعية العلامات التجارية الاستهلاكية، التي تمثّل صناعة الأغذية، إن الدراسة الجديدة مضللة، وستؤدي إلى إرباك المستهلكين.

وأضافت غالو في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن تشويه سمعة منتجات الأغذية والمشروبات سهلة الاستخدام وبأسعار معقولة وجاهزة للاستخدام قد يحد من الوصول إلى الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، ويؤدي إلى تجنبها، ما يتسبب بانخفاض جودة النظام الغذائي، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء، وتفاقم التفاوتات الصحية".

تناول حصة واحدة يوميًا يصنع فارقًا

هذه الدراسة ليست الأولى التي تجد علاقة بين الآثار الصحية السلبية وزيادة بسيطة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة.

وقد وجدت دراسة نُشرت في فبراير/ شباط عام 2024 أدلة "قوية" على أن الأشخاص الذين تناولوا المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر تعرضَا للوفاة بنسبة 50% بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والإصابة باضطرابات نفسية شائعة.

يتسبب تناول كميات أكبر من هذه الأطعمة أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالقلق بنسبة تصل إلى 53%، والسمنة بنسبة 55%، واضطرابات النوم بنسبة 41%، وتطور مرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40%، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، أو الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 20%.

عرّف الباحثون في دراسة أُجريت في فبراير/ شباط الزيادة في الاستهلاك بأنها حصة واحدة إضافية أو ما يعادل زيادة بنسبة 10% يوميًا من الأطعمة فائقة المعالجة.

أظهرت دراسة أجريت في مايو/ أيار عام 2024 أن إضافة 10% فقط من الأطعمة فائقة المعالجة إلى نظام غذائي صحي قد يزيد أيضًا من خطر التدهور المعرفي، والسكتات الدماغية، بينما حددت أبحاث أجريت في عام 2023 أن زيادة تناول الأطعمة فائقة المعالجة بنسبة 10% ترتبط بارتفاع احتمال الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي العلوي.

يُقدّر أن ما يصل إلى 70% من الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة تتكون من أطعمة فائقة المعالجة.

وقالت فانغ فانغ زانغ، وهي أستاذة مشاركة ورئيسة قسم علم الأوبئة الغذائية وعلوم البيانات في جامعة تافتس ببوسطن، في مقابلة سابقة مع CNN: "يستهلك الأطفال في الولايات المتحدة ثلثي عدد سعراتهم الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، بينما تشكّل هذه الأطعمة حوالي 60% من الأنظمة الغذائية للبالغين".

تقدير عالمي للوفيات القابلة للوقاية

اتخذت الدراسة الأحدث، التي نُشرت يوم الإثنين في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، خطوة إضافية من خلال تقدير عدد الوفيات التي يمكن الوقاية منها في ثماني دول ذات معدلات استهلاك منخفضة، ومتوسطة، وعالية للأطعمة فائقة المعالجة.

أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، إدواردو أوغوستو فرنانديز نيلسون، وهو الباحث بمؤسسة أوزوالدو كروز في ريو دي جانيرو، في بيان:"يمكن أن تتراوح نسبة الوفيات المبكرة القابلة للوقاية بسبب استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بين 4% في الدول ذات الاستهلاك المنخفض و14% في الدول ذات الاستهلاك المرتفع".

مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الدراسة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت الوفيات "ناتجة عن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة".

من جهتها، أشارت العالمة نيريس أستبري، وهي أستاذة مشاركة في مجال التغذية والسمنة بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، في بيان إلى أن "وسائل هذه الدراسة ببساطة لا تستطيع تحديد ذلك".

ذكرت الدراسة أن الولايات المتحدة تُعد الدولة صاحبة أعلى نسبة استهلاك للأطعمة فائقة المعالجة في العالم، إذ يشكل هذا النوع من الطعام نحو 55% من النظام الغذائي الأمريكي المتوسط. 

وقدّر الباحثون أنه لو تم تقليل استهلاك هذه الأطعمة إلى الصفر، لكان من الممكن منع أكثر من 124 ألف حالة وفاة بالولايات المتحدة في عام 2017.

أما في الدول ذات الاستهلاك المنخفض للأطعمة فائقة المعالجة، مثل كولومبيا (15% من النظام الغذائي) والبرازيل (17.4%)، فقد قدّر الباحثون أن تقليل الاستهلاك إلى الصفر كان يمكن أن يمنع نحو 3,000 حالة وفاة بكولومبيا في عام 2015، و25 ألف حالة وفاة بالبرازيل في عام 2017.

وأوضحت زانغ: "حدد المؤلفون الحد الأدنى النظري لمستوى الخطر بأنه صفر. هذا يعني سيناريو يتم فيه القضاء التام على جميع الأطعمة فائقة المعالجة، وهو أمر غير واقعي إلى حد بعيد بل يكاد يكون مستحيلاً في مجتمعنا الحالي".

وأضافت: "نتيجة لذلك، قد تكون تقديرات عبء الوفيات المبكرة بسبب استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة مبالغًا فيها".

نشر الثلاثاء، 29 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • بعد مأساة ياسين.. أساليب جديدة لحماية الأطفال من التحر.ش تواكب العصر
  • ماذا يحدث لجسم طفلك عند تناول التفاح؟
  • دراسة: الصداقات المتنوعة تعزز اللطف والتعاون بين الأطفال
  • دراسة تحذر من استخدام المضادات الحيوية مع الأطفال.. تفاصيل
  • دراسة تكشف: كل قضمة من الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة
  • رغم التزامك بالجرعة.. لماذا يعاني طفلك من نقص فيتامين د؟ أسباب خفية تدهشك
  • دراسة تكشف: الأطعمة المعالجة بشكل مفرط قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة
  • اضطراب الألعاب الإلكترونية يهدد أطفالنا.. وإدارة الاستخدام مطلوبة
  • ‫دراسة تكشف طريقة تزيد فرص الشفاء من داء السكري
  • طفلك يفهم كلمات لم يسبق أن رآها!.. هذا ما يحدث في عقل الرضيع عند سماع كلمة جديدة